01-09-2023, 05:43 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 358,535
|
|
تربية الطفل على الصلاة
تربية الطفل على الصلاة
أ. يمنى زكريا
السؤال:
♦ الملخص:
أبٌ لديه ولدٌ يتصنع الأعذار؛ لئلا يذهب مع أبيه إلى المسجد من المغرب إلى العشاء، وهو يُصلي كل الأوقات في المسجد إلا الفجر، ويريد أبوه أن يُعوِّده ويُدربه على صلاة الفجر.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لدي ولدٌ يبلغ من العمر 7 سنوات، أقوم بعمل حلقة في البيت لحفظ القرآن الكريم، وهو متفاعل معي والحمد لله.
أعتكف من بعد صلاة المغرب إلى العشاء وأَصطحبه معي؛ لأَربطه بالمسجد، وأُنَمِّي في نفسه حبَّ المسجد، وحبَّ العبادة والسير على درب الصالحين، لكني وجدتُ منه عدمَ رغبةٍ، فهو يحاول التهرب واختلاق الأعذار، وتصنُّع النوم؛ كيلا يذهب معي.
هذا هو الابن الأول لي، وليس عندي تجربة سابقة كي أنتفعَ بها، فهل أستمرُّ معه ولا ألتفتُ إلى عدم رغبته، أو أَتركه وما يريد؟!
الأمر الثاني أنه يؤدي جميع الصلوات معي في المسجد عدا صلاة الفجر، لكني أَدعمه، وعازم بإذن الله تعالى على أنه إذا بلَغ عشر سنوات أن أُوقظه لصلاة الفجر.
فهل ما أقوم به صحيح؟!
الجواب:
نُرحِّب بك أخي الفاضل في شبكة الألوكة، ونسأله سبحانه أن نكون عند حسن ظنِّكم.
لا شكَّ أنه من أصعب وأخطر المهام التي أَوكلها الله لنا: تربيةُ النشء، فهم أمانةٌ عندنا، وقد قال تعالى في كتابه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]، وقال صلوات الله وسلامه عليه: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيته ...)).
ومن المهمِّ الاهتمام بإعداده وتنشئته دينيًّا ودنيويًّا، فلا نَهتم بطرفٍ على حساب الآخر، وهناك عدة جوانب للتربية، منها: (الإيمانية، البدنية، النفسية، العقلية، الجنسية ... إلخ)، ويتدخَّل في تشكيلها مع الوالدين المدرسةُ والمجتمعُ والصُّحبةُ.
وهذه المرحلة من عمر الطفل حرجةٌ وسريعةُ التأثير والتشكيل، فمن المهم أن يهتمَّ المربي بإنشاء حوار مع ابنه وإقناعه وتحفيزه، واستخدام أسلوب الثواب والعقاب بما يتناسب معه، ويكون مغلَّفًا بالرحمة واللين والتشجيع، ومن المهمِّ أيضًا غرس حُبِّ القرآن الكريم في نفسه، وإخباره أنه بإتقان تلاوته سينال الدرجات العُلا.
وأُذكِّرك أن ديننا دينُ الاعتدال، وخيرُ الأمور أوسطها، فلا نُثقل عليه، ونَحرمه من حقِّه الطبيعي في اللعب واحتياجاته طفلًا، فكونُك تأخذه معك للصلاة يكفي الآن مع صلاة الجُمعة، ومع حضور بعض الدروس أو حلقات القرآن والأنشطة في المسجد في الأوقات المحددة لها؛ حتى يحب المكان ويرتبط به، فنحن لا نريده أن يذهب إليه مُضطرًّا، فيُصبحَ مكانًا غير مُحبَّبٍ إليه، فيَنفِرَ منه حتى إذا كَبِرَ واستقلَّ، انقطع عنه.
ومن ناحية أخرى اهْتَم بالجوانب المختلفة، فاحرِص على أن يُمارس رياضةً؛ فهذا أيضًا من التربية، فالمسلم القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله، وأيضًا ابْحَثْ عن هواياته ومواهبه، واهْتَمِمْ بتنميتها في الأماكن المخصَّصة، وفي البيت أيضًا.
ولا نُغفِل فضل الدعاء: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40].
أعانك الله على تربيته، وجعَله خيرَ خلفٍ لخيرِ سَلَفٍ، وبارَك لك فيه.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|