12-18-2022, 08:31 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 357,566
|
|
مرضي يمنعني من مواصلة حياتي
مرضي يمنعني من مواصلة حياتي
أ. فيصل العشاري
السؤال:
♦ الملخص:
شابٌّ مصابٌ بمرض (الروماتويد)، يريد إجراء عملية جراحية في مفصلي الحوض، لكن رُفضت العملية بسبب المستشفى، وحياتُه مُعطَّلة، ويُفكِّر في الانتحار.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري 30 عامًا، لديَّ مرض (روماتويد) منذ كان عمري عامين، أثَّر عليَّ هذا المرض تأثيرًا كبيرًا، والآن أريد أن أجريَ عملية تغيير مفصلي الحوض، والمستشفى يرفض إجراء العملية، والآن لا أستطيع أن أخرُج أو أعمل، وأنا مثل الأسير في بيتي منذ أربع سنوات.
تعبتُ مِن كل شيء في حياتي، وحاولتُ أن أخرجَ من هذه الحالة لكنني لم أستطعْ!
المشكلة الآن أني تعرفتُ على فتاةٍ مِن خلال الإنترنت، وأحببتُها حبًّا شديدًا، وتعرَّفتُ على أهلها، لكنها تعيش في بلد غير بلدي، وحاولوا أن يساعدوني في إجراء عمليتي قدْرَ الإمكان، لكن ما استطاعوا.
مِن داخلي أريد أن أتزوَّجها، لكن العملية تمنعني، ولا أستطيع أن أتزوجَ وأنا على هذه الحال، لدرجة أني فكرتُ في الانتحار مِن قلة حيلتي.
أشيروا عليَّ هل هناك حلٌّ يمكنني أن أفعلَه لأطور حياتي، وأتخلص من معاناتي؟!
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.
في الواقع يبدو أنك تعاني مِن مشكلتينِ:
الأولى: التعلُّق بهذه الفتاة.
الثانية: عدم التواؤم مع حالة (الإعاقة المؤقتة).
أما بخصوص التعلُّق بالفتاة: فما قُمتُمَا به مِن تواصلٍ مستمرٍّ أدى إلى حالة مِن العشق والتعلق - تصرُّفٌ خاطئ في أساسه؛ حيث إن مثلَ هذه العلاقات في الأساس ينبغي الابتعادُ عنها؛ لأنها توقع المرء في شرك العِشق الذي قد يُؤدِّي بدوره إلى ممارساتٍ خاطئة أخرى - كما وصفتَ في رسالتك - وينبغي التأكيد على أن الحب القلبي ليس حرامًا، إنما ما يُؤدِّي إليه مِن ممارساتٍ وسلوكياتٍ خاطئة؛ لذلك كان الأسلمُ للمرء أن يبتعدَ منذ البداية عن الوُقوع في شرك الحبِّ الذي بدورِه يُؤدِّي إلى ما بعدَه.
لقد جاء هذا الدينُ العظيمُ بملاءمة الفطرة وتهذيبها في آنٍ واحدٍ، فهو لم يمنع الحبَّ، لكن منَع أسبابَه المؤدية إلى السبيل الخاطئ؛ لذلك كان لا بد مِن اتباع الطريق الواضح، وهو التعرُّف عن طريقِ الخطبة، فإنْ حَصَل التوافُق مضى في مشروع الزواج، وإن لم يحصل التوافقُ كان كلٌّ مِن الطرفين في حِلٍّ مِن أمرِه.
الأصلُ أن الحب يبدأ مِن أول نظرة ولقاء في الخطبة، أما إذا بدَأَ قبل ذلك فهو مغامرةٌ غير محسوبةِ النتائج، فقد لا تسعفكم الظروف بالزواج، ويظل المرءُ يُقاسي عذاب الحبِّ أعظم مما لو كان بغير حب وبغير معرفة بهذه الفتاة أصلًا!
حاليًّا ليس بيدك إلا أن تُصارِعَ نفسك وتُغالبها، وذلك بأن تمنعَها مِن الاسترسال مع هذه الفتاة في المكالمات ونحوها، وأن تتفقَا على وضعِ حدٍّ لذلك لحين تهيُّؤ الظروف المناسبة للزواج.
أما الموضوعُ الثاني: وهو موضوعُ (الإعاقة المؤقتة) - ونرجو أن تكونَ مؤقتةً، وألا تستمر معاناتك - فهو موضوعٌ يتعلق بالإرادة، وقهرِ المستحيل، فأنتَ بحاجة إلى تعزيز الدافعية النفسية في تحقيق أهدافك، وتحقيق النجاحات التي تصبو إليها، وننصحك بمطالَعة سير وقصص الناجحين مِن المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة - رغم أنك لستَ كذلك - لكن هذه القصص يستفيد منها الأسوياء أكثر من المعاقين أنفسهم.
وستَجِد عشرات القصص الشبيهة التي تتحدى الإعاقة الدائمة فضلًا عن المؤقتة، وستجد أنَّ الذي يجمع بين هذه القصص هو الإصرارُ على النجاح وتحقيق الأحلام والأهداف التي اختطوها ورسموها لأنفسهم، ولم تقف الإعاقةُ البدنيةُ في طريق هذا النجاح.
نسأل الله تعالى أن يشفيك، وأن يُيَسِّرَ لك سبيل الشِّفاء عاجلًا غير آجلٍ، وأن يرزقك الزوجة الصالحة.
واللهُ الموفق
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|