خطوات عملية للمحافظة على كلمة السر لحساباتك

[ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران]

خطوات عملية للمحافظة على كلمة السر لحساباتك
د. عمار سامي الدلال


لا شكَّ بأننا نعيشُ عصرَ ثورة المعلومات والتقنية الحديثة؛ إذ لا يخلو شخصٌ منا من استخدام الوسائل الحديثة، وأخُص بالذكر منها الهاتفَ الذكيَّ الذي أصبح جزءًا لا يتجزَّأ من كِياننا، إلى الدرجةِ التي صار من الصعب أن يتخيَّل الكثير منا نفسَه يعيش لحظات دون مرافقة هاتفه، فهو على الرغمِ من أنه هاتف، فإن استخدامَه - بصفته هاتفًا - لا يتعدى جزءًا يسيرًا مِن استخداماته المتعددة، التي مِن أهمها التواصل الاجتماعي عبر تطبيقات (الواتساب، والفيسبوك، والانستغرام)، وغيرها، بالإضافة إلى استخدام غيرها من التطبيقات.







وحيث إن هذه التطبيقاتِ تحتوي على الكثير من المعلومات الخاصة والسرية، التي لا نرغب في أن يطَّلِع عليها أحد غيرنا؛ لذا كان لِزامًا علينا استخدام كلمة سرية أو (باسوورد)؛ لتأمينها من المتطفِّلين، أو حتى من بعض الأقربين، كما هو الحال مع بعض الأزواج والزوجات، وربما الأولاد والبنات مع آبائهم وأمهاتهم.







من هنا تأتي أهميةُ استخدام الكلمة السرية أو الباسوورد؛ فهي تعمل على حفظِ المعلومات من أن يطلع عليها غيرُ المُصرَّح لهم، أو على مستوى أعلى، فهي تعمل على حفظ الجهاز (سواء الهاتف الذكي، أو اللوحي، أو حتى الحاسوب المحمول اللاب توب - أو الحاسوب المكتبي) مِن أن يستخدمه مَن لا يُصرَّح له باستخدامه.







ولكي تُحقِّق الكلمة السرية هدفَها، فلا بد من توفر شرطين:



الأول: هو سرِّيتها، بمعنى ألا يطلع عليها إلا صاحبُ الشأن.



والثاني: هو أن تكون قويةً، بمعنى أنه ليس من السهل تخمينُها.







إن الكلمة السرية تستخدم للمحافظة على سريةِ المعلومات، كما تستعمل لتقييد الدخول إلى جهاز الحاسوب أو الهاتف الذكي أو غيره من الأجهزة، كما أنها تُمثِّل صِمَام أمان للدخول إلى صندوق البريد الإلكتروني، أو لإنشاء حساب على تطبيق حاسوبي مُعيَّن؛ كالفيسبوك، والانستغرام، وغيرهما، إلا أن أهم وأخطر ما يُستخدَم له هو للدخول إلى حسابك المصرفي، في هذه الحالة يجب أن يكون قويًّا جدًّا وَفْقًا لمعايير بُيِّنت في غير هذا المقال.







في هذا المقال سنتطرَّق إلى كيفية المحافظة على سرية الكلمة السرية، وذلك من خلال الإرشادات التالية:



1- لا تعطِ الكلمة السرية لأي شخص مهما كانت الظروف، وهذا يعدُّ أمرًا بدهيًّا للمحافظة على سرية أي أمر؛ كما في الأسرار الشخصية، إلا أنه قد يتنازل عن هذا الشرط في حالة الحسابات المشتركة، التي قد يستخدمها أكثر مِن موظف؛ كما في حالة البريد الإلكتروني لقسم الصيانة في إحدى الشركات أو المؤسسات مثلًا، والذي يستقبل استفسارات وشكاوى العملاء.







2- تجنَّبْ كِتابة كلمة السر على ورقة وإبقاءها قريبًا مِن جهاز الحاسوب؛ فإن هذا يُسهِّل على المُخترِق - وهو مَن يحاول الوصول إلى حسابك - مهمَّته في كشفِ كلمتك السرية واستخدامها؛ حيث يعمدُ البعض إلى كتابة كلمة السر على ورقة في حال تم تزويده بها مِن قِبَل النظام، والتي غالبًا ما تكون صعبةَ الحفظ، فيكتبها ويُبقِيها قريبًا من الحاسوب، بل ربما تحت لوحة المفاتيح! لذلك في أسوأ الأحوال، عند كتابتها لا تكتب معها اسم المُستخدِم، ولا تحتفظ بها في مكان يمكن للآخرين الوصولُ إليه بسهولة.







3- لا تستخدِمْ كلمة السر نفسَها في أكثر من حساب، فلتكن لك كلمة سر خاصة بكل حساب؛ واحدة للبريد الإلكتروني، وأخرى للانستغرام، وثالثة للتويتر، ورابعة للحساب المصرفي، وهكذا.







4- قُمْ بتغيير الكلمة السرية كل شهر أو كل ثلاثة أشهر كحد أقصى؛ وذلك كيلا تُتِيح للمُخترِق تجرِبةَ عددٍ كبير مِن الاحتمالات.







5- عند تغيير الكلمة السرية وَفْقًا للنقطة السابقة، أو تغييرها اضطراريًّا عندما تطلُبُ منك بعضُ الحسابات تغييرَ كلمة السرِّ بين الفينة والأخرى؛ في هذه الحال لا تستخدم كلمةَ سرٍّ استخدمتها سابقًا لنفس الحساب، بل ابتكِرْ كلمةَ سرٍّ جديدة، بعض الأنظمة تقوم بالتأكُّد مِن عدم استخدام كلمة السر المقترحة سابقًا، وتحتفظ بخمس كلمات سرية سابقة لنفس الحساب، طبعًا هذا في النهاية يصبُّ في مصلحتك؛ حيث يضمن لك مزيدًا من الأمن لحسابك؛ لذلك كن مبدعًا في اختراع كلمات جديدة، ولا تضجر من طلبات النظام في الإلحاح بتغيير كلمة السر من وقت لآخر.







6- تجنَّب إبقاء جهازك مفتوحًا بعد الانتهاء منه، بل يجب عليك الخروج من النظام (logout)؛ لأنه قد يأتي شخصٌ بعدك ويستخدم حساباتِك المفتوحةَ، أو يطَّلع على بياناتك السرية المحفوظة في الجهاز.








7- لا تستخدِمْ كلمةَ سر افتراضيةً ومُعدَّة مُسبقًا، فبعض الأنظمة تأتي مزوَّدة باسم مستخدم مع كلمة سر افتراضية أو معدة مسبقًا، في هذه الحال يجب عليك تغييرُ كلمة السر عند أول دخول للنظام؛ وذلك للإبقاء على أمن وسرية المعلومات، وإلا فإن حسابَك عُرضةٌ للاختراق مِن قِبَل مستخدمي نفس النظام في أماكن أخرى، أو مِن قِبَل مزوِّدي النظام نفسه.



وبعدُ، فهذه مجموعة من النصائح أُقدِّمها للقارئ الكريم؛ أملًا مني في اتباعها للمحافظة على سرية كلمة السر.







[1] د. عمار سامي الدلال/ قسم هندسة الكمبيوتر - الجامعة الأهلية.

اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك