08-26-2015, 10:58 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 356,970
|
|
من " الماجريات " إلى مرتكزات الأفكار
من " الماجريات " إلى مرتكزات الأفكار
يقوم كتاب " الماجريات " للشيخ إبراهيم السكران على فكرة تتلخص في الأثر السلبي على الانهماك في متابعة الواقع ومتتالياته لاسيما السياسي منه، خاصة مع الاستهلاك الشبكي – عالي المستوى- لطاقات الأمة واستنفاد أعمار شبابها، ووضع لذلك صوى ومنارات هادية وأخرى محذرة.
وتتركز قيمة الكتاب العلمية في تلخيصه لأفكار أربعة من كبار مفكري العصر: الإبراهيمي، ومالك بن نبي، والندوي، وفريد الأنصاري، وتسليط الضوء بقوة على مرتكزات أفكارها.
وهذا وإن كان خارج موضوع الكتاب إلا أنه أضاف إليه متعة وجاذبية لا توصف،
ويرى المؤلف أن هذه الشخصيات الأربعة نبهت إلى خلل الاستنامة إلى الماجريات بأشكالها المختلفة.
وفي نظري أن الاستغراق في تتبع مسيرة وحياة وأفكار الشخصيات المذكورة حتى استغرقت صلب الكتاب لا تستدعية حاجة بحثية، وكانت خارج موضوع الكتاب تماما، وإن حاول تفسيرها بمحيط النموذج، بل خرج من محيط النموذج إلى محيط محيط النموذج، كما في الحديث عن الحركة الإسلامية في المغرب، لمعرفة محيط فريد الأنصاري.
فكرة الكتاب تلقاها في مقدمته وخلاصته تراها في نهايته، وما بينهما فهو في جزء منه تطبيقي، أما أكثره فهو للمتعة والجمال في أخبار هؤلاء الرجال، مرصعة بلمسات الإبداع من صاحب الذائقة الأدبية الشيخ إبراهيم السكران.
ولأهمية الكتاب البالغة فأقترح تصغير حجمه بما يتناسب مع فكرته والشريحة الواسعة التي تستهدفه.
وأقترح كذلك، أن يقتطع الجزء المتعلق بالشخصيات الأربعة ويشيد لهم كتاب خاص بعنوان: مرتكزات الأفكار، فطريقته في تناول الشخصيات حول مرتكزات أفكارهم تختصر كثيرا من الزمن، ففيها الجدة والجدية والمهارة، ومهما تكررت أعمال المفكرين فإنك تجدها في الأخير تدور حول نقاط جوهرية، وبأدوات معينة، فمكينة التفكير واحدة، هذا على مستوى الأئمة المجددين، فكيف بغيرهم؟
وما أجمل أن تكون سلسلة من الشيخ نفسه لشخصيات أخرى بحجمها، أو أن يكون أنموذجا لمن أراد أن يحتذي حذوه.
ولعل اهتمام المصنف بهذه الشخصيات، ودراسة تفاصيل شؤونها، وهم من مصر والهند والجزائر والمغرب، أراد به أن يتمم معرفته بالصحوة الإسلامية، فقد كان خبيرا بها في المحيط المحلي، ومفتونا بحبها كما صرح بذلك، فهو الآن ينتقل بأفكارها إلى العالمية.
أما ما يتعلق بالجزء الضروري من السياسة للحركة الدعوية، فهذا حقه أن يكون نواة للبحث والنظر، ولعله يكون محفزا لأصحاب دراسات السياسة الشرعية لتحديد موقع الحركة الإسلامية في الفضاء السياسي، ثم رسم العلاقة بينهما ومداها.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|