
06-03-2015, 08:07 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
رد مركز الإسلام الواضح على الشيخ الددو في دعواه أن الخلاف بين الأشعرية وأهل السنة خلاف سائغ الحلقة (2)
الواضح في الرد على دعوى الشيخ محمد الحسن الددو أن الخلاف بين الأشعرية ومذهب السلف خلاف سائغ (الحلقة 2)
بيان موقف علماء السلف وأئمة السنة من الخلاف مع الأشعرية من خلال حكمهم على الكلابية أتباع ابن كلاب الذين سار الأشعرية على مذهبهم
سبق في الحلقة الأولى نقلُ أقوال علماء أهل السنة في طائفة الأشعرية بعينها وباسمها، وأنها طائفة خارجة عن مذهب السلف أهل السنة، وأنها من طوائف أهل البدع، ونقلنا موقف اثنين وثلاثين عالما من علماء المسلمين في هذه المسألة، ولم نذكرهم على سبيل الاستقصاء بل تركنا النقل عن مثلهم ربما، وفي هذه الحلقة ننقل موقف علماء السلف وأهل السنة وحكمهم على طائفة الكلابية التي هي أصل المذهب الأشعري.
اعتراف الطائفة الأشعرية بأنهم من الكُلَّابية:
من المعروف الذي لا خلاف فيه حتى عند الأشاعرة أنفسهم أن مذهب الأشاعرة هو مذهب الكلابية (مذهب عبد الله ابن سعيد بن كلاب) فعنه أخذ الأشعري مذهبه الكلامي الذي صار إليه بعد الاعتزال، لا خلاف بين الأشاعرة أنفسهم في هذا.
يقول العلامة ابن خلدون رحمه الله وهو أشعري كما في مقدمته:
"إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري وناظر بعض مشيختهم ـ أي المعتزلة ـ في مسائل الصلاح والأصلح فرفض طريقتهم، وكان على رأي عبدالله بن سعيد بن كلاّب وأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي ... " ا.هـ .
وهذا كلام واضح.
وقال ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية" عن عبد الله بن كلاب:
"كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة، وبطريقته وطريقة الحارث المحاسبي اقتدى أبو الحسن الأشعري" ا.هـ.
كلام صريح.
وقال العلامة كمال الدين البياضي رحمه الله في "إشارات المرام من عبارات الإمام":
"فلم يخلُ زمان من القائمين بنصرة الدين وإظهاره . . وقد سبقه ـ يعني الأشعري ـ أيضاً في ذلك ـ يعني في نصرة مذهب أهل السنة ـ الإمام أبو محمد عبدالله بن سعيد القطان [يعني ابن كلاب]. . " ا.هـ
فمذهبهم واحد، سبق إليه ابن كلاب والمحاسبي والقلانسي وتبعهم الأشعري.
ويقول الشهرستاني الأشعري في "الملل والنحل":
"حتى انتهى الزمان إلى عبد الله بن سعيد الكلابي وأبي العباس القلانسي والحارث بن أسعد المحاسبي ... وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة فأيد مقالتهم بمناهج كلامية وصار ذلك مذهبا لأهل السنة والجماعة وانتقلت سمة الصفاتية إلى الأشعرية" ا.هـ
فهم طائفة واحدة : ابن كلاب والقلانسي والمحاسبي والأشعري بنص كلام هذا الإمام الأشعري.
ولظهور هذه المتابعة من الأشعري لمذهب ابن كلاب نجد أن بعض الأشاعرة إذا تكلم في بعض الأحيان يقول: قال شيخنا الكلابي ، أو ابن كلاب ، انظر على سبيل المثال "أصول الدين" للبغدادي و "نهاية الاقدام"
وقد قال الشهرستاني الأشعري في "نهاية الإقدام": "قالت الأشعرية: ذهب شيخنا الكلابي عبد الله بن سعيد إلى أنَّ كلام الباري في الأزل لا يتصف بكونه أمراً ونهياً وخبراً واستخباراً إلا عند وجود المخاطبين واستجماعهم شرائط التكليف" ا.هـ
وقال ابن حزم في الفصل بعدما ذكر الأشعري ومذهبه ثم عمم الخطاب لطائفته ثم قال ابن حزم : "وقال شيخ لهم قديم وهو عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري" ا.هـ
فاعتبره ابن حزم شيخَ الأشعرية
ويقول العلامة السفاريني في "لوامع الأنوار":
"فهذا أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ، هو الذي تبع طريقته أبو الحسن الأشعري ، وإن خالفه في بعض الأشياء ، إلا إنه على نهجه في إثبات الصفات ..." ا.هـ
وهذا ابن فورك أحد أكبر علمائهم جمع بين كلام ابن كلاب والأشعري وبين اتفاقهما في الأصول في كتابه المقالات كما نقل عنه شيخ الإسلام في الاستقامة وغيره.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
"والكلابية هم مشايخ الأشعرية فإن أبا الحسن الأشعري إنما اقتدى بطريقة أبي محمد بن كلاب وابن كلاب كان أقرب إلى السلف زمنا وطريقة وقد جمع أبو بكر بن فورك شيخ القشيري كلام ابن كلاب والأشعري وبين اتفاقهما في الأصول" انظر الاستقامة.
فالأشاعرة بلا شك كلابية على مذهب عبدِ الله ابن كلاب
وممن على مذهبهم أيضا القلانسي والمحاسبي كما سبق ومعهم الكرابيسي
قال السبكي في طبقاته:
"ومن الأشاعرة الشيخ أبو العباس القلانسي"
وقال السبكي أيضا:
"كان أبو على الكرابيسى من متكلمى أهل السنة أستاذا فى علم الكلام"
وقوله من متكلمي أهل السنة يعني أنه موافق لابن كلاب.
وقال السبكي عن المحاسبي بأنه من متكلمي الصفاتية وهذا يعني أنه موافق لابن كلاب.
وقال الحافظ ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" وابن عساكر أشعري معروف:
"ثم .. الجامعون بين الفقه والكلام كالحارث ابن أسد المحاسبي وأبي علي الكرابيسي ...
وعلى كتاب الكرابيسي في المقالات معول المتكلمين في معرفة مذاهب الخوارج وسائر أهل الأهواء ... وعلى كتب الحارث بن أسد في الكلام ... معول متكلمي أصحابنا"
فعليه المعول عند الأشعرية.
وقال ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري":
"أبو العباس أحمد ابن عبد الرحمن بن خالد القلانسي الرازي من معاصري أبي الحسن رحمه الله لا من تلامذته .. وهو من جملة العلماء الكبار الإثبات واعتقاده موافق لاعتقاده" ا.هـ
والبغدادي الأشعري في كتابه "أصول الدين" اعتبر الحارث المحاسبي شيخا للأشعرية
فالخلاصة أن الكلام عن ابن كلاب والكلابية أو عن الحارث المحاسبي أو عن الكرابيسي أو القلانسي هو شامل للمذهب الأشعري، فطريقتهم واحدة ومذهبهم من حيث الأصول واحد باعتراف عامة الأشعرية.
موقف علماء السلف وأهل السنة مما عليه الكلابية واعتبارهم خارجين عن السنة:
قال العلامة محمد بن إسماعيل التيمي الأصبهاني ت (537) هـ:
"أرادوا [يعني المعتزلة] نقض أصول الدين فلما لم يتم لهم ما قصدوه تبعهم الكلابي فوضع كلاماً ظاهره موافق، وباطنه موبق، وقال: لا أقول القرآن مخلوق، ولكن أقول إن الذي في مصاحفنا ليس كلام الله، ولكنه عبارة عن كلامه، وكلامه قديم قائم بذاته، ولا أنفي الاستواء، ولكن لا أقول: استوى بذاته ولا أنفي اليد، والوجه، ولكن أتأوّلها، فتأولها تأويلا ذهب عما كان عليه الصحابة والتابعون" ا.هـ
فاعتبر الإمام الأصبهاني مذهب ابن كلاب مذهبا موبقا وخارجا وذاهبا عن عقيدة السلف من الصحابة والتابعين.
وقال الإمام الحاكم: "سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق -يعني الصبغي -يقول: لما وقع من أمرنا ما وقع ووجد بعض المخالفين -يعني المعتزلة -الفرصة في تقرير مذهبهم بحضرتنا قال أبو علي الثقفي للإمام [يعني ابن خزيمة]:
ما الذي أنكرتَ من مذاهبنا أيها الإمام حتى نرجع عنه؟ قال: ميلكم إلى مذهب الكلابية فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد وعلى أصحابه
وفي رواية بنفس السند:
"فقال له أبو علي الثقفي:
ما الذي أنكرت أيها الاستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟
قال: ميلكم إلى مذهب الكلابية، فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره".
فإمام السنة أحمد بن حنبل كان مباينا ومفارقا للكلابية بل أشد المباينين المفارقين لهم.
وقال أبو إسماعيل الأنصاري: (سمعت إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني يقول: استتيب الصبغي والثقفي على قبر ابن خزيمة" [يعني بتهمة الكلابية]
وهذا تغليظ شديد في الحكم.
وقال ابن بطة رحمه الله في كتابه الإبانة:
"وَمِنْ خُبَثَائِهِمْ وَمَنْ يَظْهَرُ فِي كَلَامِهِ اَلذَّبُّ عَنْ اَلسُّنَّةِ وَالنُّصْرَةُ لَهَا وَقَوْلُهُ أَخْبَثُ اَلْقَوْلِ: اِبْنِ كُلَّابٍ وَحُسَيْنٌ اَلنَّجَّارُ وَأَبُو بَكْرٍ اَلْأَصَمُّ [أعاذنا الله وإياكم من مقالتهم وعافانا وإياك من شرور مذاهبهم]" ا.هـ
وقال الأنصاري في ذم الكلام: "سمعت أحمد بن أبي نصر يقول: رأينا محمد بن الحسين السلمي يعني أبا عبد الرحمن السلمي صاحب التصانيف .. - يلعن الكلابية"
واللعن وإن كنا نتحفظ عنه لكنه فرع عن الحكم بضلالهم.
وذكر الإمام الذهبي بسنده الصحيح عن الإمام الحافظ العلامة المحدث المفتي، شيخ الاسلام شرف المعمرين، أبو طاهر السلفي شعراً جميلاً أوله:
دعوني عن أسانيد الضلال * وهاتوا من أسانيد عوالي
رخاص عند أهل الجهل طرا * وعند العارفين بها غوالي
عن اشياخ الحديث وما رواه * إمام في العلوم على الكمال
ثم أثنى على الأمة الاعلام أئمة أهل السنة والجماعة إلى ابن مندة وابن خزيمة ثم ذكر اهل البدع
إلى أن قال:
وأتباع ابن كُلاب كِلاب * على التحقيق هم من شر آل" ا.هـ
وإن كنا نتحفظ على هذا الوصف لكنه دال على مباينة الإمام أبي طاهر السِّلفي للكلابية واعتبارهم عنده من شر أهل البدع.
وقال الإمام ابن قدامة عنهم في اللمعة:
"ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم وكل محدثة بدعة وكل متسم بغير الإسلام مبتدع كالرافضة والجهمية والخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والكرامية والكلابية والسالمة ونظائرهم، فهذه فرق الضلال وطوائف البدع، أعاذنا الله منها " ا.هـ
وهذا تبديع صريح.
وقال الصفدي وهو من المتكلمين كما في كتابه "الوافي بالوفيات":
"عبد الله بن سعيد بن كلاب، الفقيه أبو محمد البصري. كان يرد على المعتزلة وربما وافقهم" ا.هـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى:
"مع أن ابن كلاب كان مبتدعا عند السلف بما قاله في مسألة القرآن؟ وفي إنكار الصفات الفعلية القائمة بذات الله" ا.هـ
أما الحسين الكرابيسي فقد روى الأصبهاني في كتابه "الحجة":
"قال: وحدثنا والدي، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، نا أبو حاتم الرازي قال:
مِن كلام جهم بن صفوان، وحسين الكرابيسي، وداود ابن علي أن لفظهم القرآن مخلوق، وأن القرآن المنزل على نبينا مما جاء به جبريل الأمين حكاية القرآن فجهمهم أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن حنبل ، وتابعه على تجهيمهم علماء الأمصار طراً أجمعون ، لا خلاف بين أهل الأثر في ذلك".
تأمل اجتماع علماء الأمصار على تبديعهم.
قال الإمام اللالكائي الطبري الشافعي:
"ووجدت في بعض كتب أبي حاتم محمد بن ادريس ابن المنذر الحنظلي الرازي رحمه الله مما سمع منه يقول مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان ...وترك رأي الملبسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين وترك النظر في كتب الكرابيسي ومجانبة من يناضل عنه من أصحابه وشاجر ديه مثل داود الأصبهاني وأشكاله ومتبعيه ... والاتباع للأثر عن رسول الله وعن الصحابة والتابعين بعدهم بإحسان وترك كلام المتكلمين وترك مجالستهم وهجرانهم وترك مجالسة من وضع الكتب بالرأي بلا آثار" ا.هـ
وقال أبو طالب قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول: مات بشر المريسي ، وخلفه حسين الكرابيسي". انظر "تاريخ بغداد"
فاعتبره امتدادا لبدعة الجهمية.
وقال موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان: قال لي عمي: "وسألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن الكرابيسي ؟ فقال: مبتدع" انظر "تاريخ بغداد".
وهذا تبديع صريح.
وقال إسحاق بن إبراهيم: سمعته [ابن حنبل] يقول: أخزى الله الكرابيسي، لا يجالس ولا يكلم، ولا تكتب كتبه، ولا تجالس من يجالسه". "بحر الدم" لابن المبرد وهو أيضا في سؤالات ابن هانئ له
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان أن ابن أبي حاتم ذَكَر:
"من عدة طرق ،عن أحمد: أنه رمى الكرابيسي برأي جهم ، وكذا عن أحمد بن صالح المصري ، وأحمد ، ويعقوب الدورقيين ، وأبي ثور ، وأبي همام الوليد بن شجاع ، والزعفراني ، وأحمد بن سنان في آخرين" . اهـ .
وكل هؤلاء من علماء الإسلام وهم على تبديع المذهب والعقيدة التي كان عليها الكرابيسي وهي بذاتها عقيدة الأشعرية ، وقد نقل تبديعهم الحافظ ابن حجر نفسه وهو مرضي عندهم.
وقال الإمام الجليل يحيى ابن معين:
"ومَنْ حسين الكرابيسي ؟!! لعنه الله" ا.هـ انظر "تاريخ بغداد"
واللعن فرع عن التضليل.
وقال عبد الله بن أحمد في "السنة": "سألت أبا ثور إبراهيم بن خالد الكلبي عن حسين الكرابيسي ، فتكلم فيه بكلام سوء رديء"
وقال عبد الله: "وسألت الحسن بن محمد الزعفراني عن حسين الكرابيسي فقال: نحو مقالة أبي ثور"
وذكر التيمي الأصبهاني في "الحجة" حسينا الكرابيسي وبعضَ بدعته ثم قال:
"فبدعه أحمد بن حنبل ، ووافقه على تبديعه علماء الأمصار : إسحاق ابن راهويه ، وأبو مصعب ، ومحمد بن سليمان بن لوين ، وأبو عبيد القاسم ابن سلام ، ومصعب بن عبد الله الزبيري ، وهارون بن موسى الفروي وأبو موسى محمد بن المثنى ، وداود بن رشيد ، والحارث بن مسكين المصري ، وأحمد بن صالح المصري ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقي وأبو همام الوليد ابن شجاع ، وعلي بن خشرم ، ومحمد بن قدامة المصيصي ، ومحمد بن داود ابن صبيح المصيصي ، وكان من أهل العلم والأدب ، ومحمد بن أدم المصيصي ، وسعيد بن رحمة ، وعقبة بن مكرم ، والعباس ابن عبد العظيم ، ومحمد بن أسلم الطوسي ، وحميد بن زنجويه النسوي ، ومحمد ابن سهل بن عسكر البخاري ، وأحمد بن منيع ، وهارون بن عبد الله الحمال ، وابنه موسى بن هارون ، ومحمد بن يحيى الذهلي النيسابوري ، ومحمد بن أحمد بن حفص أبو عبد الله البخاري فقيه أهل خراسان ، وأبو بكر الأثرم ، وأبو بكر المروذي صاحبا أحمد بن حنبل ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، والحسن بن محمد الزعفراني ، وحرب بن إسماعيل السيرجاني، ومحمد ابن إسحاق بن خزيمة النيسابوري . ومن أهل أصبهان: أبو مسعود الرازي، ومحمد بن عيسى الطرسوسي وأحمد بن مهدي، وإسماعيل بن أسيد، ومحمد بن العباس بن خالد، ومحمد بن العباس بن أيوب الأخرم، ومحمد بن يحيى بن مندة، جد أبي عبد الله، وأبو أحمد العسال، وأبو علي أحمد بن عثمان الأبهري، وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة ..."
فهؤلاء سبعة وأربعون عالما من كبار علماء عصرهم فأين المفر من هذا الموج الهادر.
وكل ما قيل في الكرابيسي يصدق على الأشعرية.
أما الحارث المحاسبي فقد جاء فيه نحو ما جاء في الكرابيسي:
قال الخلال: أخبرنا المروذي أن أبا عبد الله [أحمد بن حنبل] ذكر حارثا المحاسبي، فقال: "حارث أصل البلية يعني حوادث كلام جهم، ما الآفة إلا حارث، عامة من صحبه انبتك إلا ابن العلاف فإنه مات مستورا حذروا عن حارث أشد التحذير، قلت: إن قوما يختلفون إليه قال نتقدم إليهم لعلهم لا يعرفون بدعته فإن قبلوا وإلا هجروا ليس للحارث توبة يشهد عليه، ويجحد إنما التوبة لمن اعترف". اهـ
وقال الحاكم: سمعت أحمد بن إسحاق الصبغى: سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول: قال لى أحمد بن حنبل: "لا أرى لك صحبتهم [يعني المحاسبي ومن معه]".
وقال علي بن أبي خالد كما في "طبقات الحنابلة":
"قلت لأحمد بن حنبل -رحمه الله -:
إنّ هذا الشيخ -لشيخ حضر معنا -هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارث القصير - يعني حارثاً المحاسبي - وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلت لي: لا تجالسه، فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احمرّ لونه، وانتفخت أوداجه وعيناه، وما رأيته هكذا قط، ثم جعل ينتفض، ويقول: ذاك؟ فعل الله به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خَبَره وعرفه، أوّيه، أوّيه، أوّيه، ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه، فقال له الشيخ: يا أبا عبد الله، يروي الحديث، ساكنٌ خاشعٌ، من قصته ومن قصته؟ فغضب أبو عبد الله، وجعل يقول: لا يغرّك خشوعه ولِينه، ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سوء ذاك لا يعرفه إلا من خبره، لا تكلمه، ولا كرامة له، كل من حدّث بأحاديث رسول الله وكان مبتدعاً تجلس إليه؟! لا، ولا كرامة ولا نُعْمَى عين، وجعل يقول: ذاك، ذاك" ا.هـ
وقال البرذعي كما في سؤالاته:
"سئل أبو زرعة عن المحاسبي وكتبه، فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، بدع وضلالات، عليك بالأثر" ا.هـ
فالخلاصة أن طائفة الأشعرية التي هي كلابية المذهب هي طائفة خارجة عن السنة وأهلها واقعة في البدعة والانحراف وخلافها لمذهب السلف ليس خلافا سائغا، وقد سبق في الحلقة الأولى النقل عن عشرات العلماء في الحكم عليهم باسمهم كأشعرية بهذا الحكم، وفيهم من قال أن هناك ألف عالم على هذا الحكم بانحرافهم وزيغهم، وفي هذه الحلقة عشرات العلماء يحكمون عليهم أيضا بنفس الحكم ولكن من خلال اسم الكلابية الذي هو اسمهم الأوسع ..
وللحديث بقية في حلقة أخرى بحول الله
مركز الإسلام الواضح
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|