موقع واقتصاد وثقافة الكيان اليهودي الإسرائيلي
د. محمود فتوح محمد سعدات
يعد مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي ذا ثقافة متنوعة عرقيًّا وفكريًّا ودينيًّا؛ وذلك نظرًا لتنوع سكان مجتمع الكيان الإسرائيلي، ونتيجة لتكون مجتمع الكيان الإسرائيلي أساسًا من المهاجرين القادمين من الدول المختلفة؛ فقد حمل هؤلاء المهاجرون الكثير من عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم إلى مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي، والتي امتزجت مع الهوية اليهودية، ويتطلب فهم الشخصية اليهودية الإسرائيلية التعرُّف على خصائص المجتمع الذي يعيشون فيه ومدى تأثيره عليهم، وهو ما سيتم تناوله في التالي:
موقع مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي:
يقع مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي في الشرق الأوسط في غرب آسيا، يقع على الضفة الشرقية للبحر المتوسط، يحدُّه لبنان من الشمال، وسوريا من الشمال الشرقي، والأردن من الشرق، ومصر من الجنوب الغربي، كما أنه يحتل الضفة الغربية المحاذية للأردن (يهودا والسامرة في المصطلح الإسرائيلي الرسمي) في الشرق، وقطاع غزة، مع إدارة جزئية من السلطة الوطنية الفلسطينية في الجنوب الغربي بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، كما يحتلُّ جزئيًّا - منذ حرب يونيو 1967 - مرتفعات الجولان السورية.
اقتصاد الكيان الإسرائيلي:
الاقتصاد الإسرائيلي من أكثر الاقتصادات تنوعًا على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ودخْل الفرد في إسرائيل من أعلى الدخول في العالم؛ حيث يبلغ حوالي ثمانية وعشرين ألف دولار، ويَعتمد الاقتصاد على صناعة التكنولوجيا ومعداتها، وكذلك على الزراعة والسياحة، فلإسرائيل باع طويل في مجال الصناعات عالية التقنية والبرمجيات المتنوعة، وتوجد على أرضها العديد من شركات تصنيع الحواسيب وبرمجياتها الإسرائيلية أو العالمية وكذلك شركات الاتصالات، وتُعتبَر إسرائيل من الدول الرائدة في مجال إعادة استخدام المياه وتحلية المياه وتقليل الاعتماد على موارد الطاقة الخارجية.
الركيزة الثانية للاقتصاد الإسرائيلي هي الزراعة؛ حيث تُعدُّ إسرائيل من أكثر الدول ذات الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي، وتقوم بتصدير الفائض الزراعي من خضروات وفواكه إلى دول العالم المختلفة، كذلك فإن السياحة تشكل مصدرًا مُهمًّا للدخل القومي؛ حيث تزخر فلسطين المحتلة بالعديد من نقاط الجذب السياحي الديني؛ ومثال ذلك: حائط المبكى، وكنيسة القيامة، وقبة الصخرة... وغيرها الكثير، والتاريخي؛ مثل: جبل مسادا، والعلاجي كالبحر الميت؛ حيث بلغ عدد السياح القادمين إلى إسرائيل عام (2008م) حوالي ثلاثة مليون سائح، كذلك تعدُّ تجارة وتصدير الألماس موردًا مُهمًّا في الاقتصاد الإسرائيلي، وفوق هذا وذاك فإن إسرائيل تتلقى دعمًا ماديًّا كبيرًا من الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث يقدَّر الدعم المادي المخصص لإسرائيل خلال العشر السنوات القادمة بحوالي (30) مليار دولار أمريكي, وتعدُّ أمريكا والاتحاد الأوروبي الشريكين الرئيسين لإسرائيل على المستوى التجاري.
ثقافة مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي:
يعدُّ مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي ذا ثقافة متنوعة عرقيًّا وفكريًّا ودينيًّا؛ وذلك نظرًا لتنوُّع سكان مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي، ونتيجة لتكون دولة إسرائيل أساسًا من المهاجرين القادمين من الدول المختلفة؛ فقد حمل هؤلاء المهاجرون الكثير من عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم إلى إسرائيل، والتي امتزجت مع الهوية اليهودية.
يبدي الشعب الإسرائيلي اهتمامًا كبيرًا بالثقافة والفن؛ تمثل ذلك في احتواء مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي على أكثر من (200) متحف يَزورها الملايين سنويًّا؛ مما يجعلها تتمتع بأحد أعلى نسب المتاحف مقارنةً بعدد السكان بين دول العالم، وبرز في إسرائيل العديد من الأدباء والكتاب والمؤلفين، وتقام في مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي العديد من معارض الكتاب، أشهرها أسبوع الكتاب العبري، بالإضافة إلى انتشار المكتبات المرموقة الغنية بالمحتوى الأدبي والعلمي والمخطوطات النادرة, أغلب الكتب والمراجع في هذه المكتبات باللغة العبرية، يعدُّ المتحف الإسرائيلي في القدس واحدًا من أهمِّ المؤسسات الثقافية في مجتمع الكيان اليهودي الإسرائيلي بما يَحويه من أعمال فنية يهودية وأوروبية، بالإضافة إلى احتوائه على مخطوطات البحر الميت، كذلك المتحف الوطني للهولوكوست الذي يعدُّ بدوره أكبر أرشيف في العالم للوثائق والمعلومات المتعلقة بالمحرقة (الهولوكوست)، بالإضافة إلى متحف الشتات الموجود في جامعة تل أبيب، والذي يحكي الكثير عن تاريخ اليهود حول العالم، ومتحف تل أبيب للفنون الذي تأسَّس سنة (1936)، وتَنتشِر العديد من المتاحف الطبيعية والفنية على امتداد أرض إسرائيل.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك