الصمت الاختياري عند الأطفال
أ. يمنى زكريا
السؤال:
♦ الملخص:
امرأة لديها ابنةٌ لا تتكلم إلا إذا تَمَّ الضغط عليها، أدخلتْها مدرسةً أهلية، لكن المشكلة زادت، ولم تجد الأم أيَّ عونٍ يُذكَر مِن معلمة ابنتها، ذلك أن ابنتها لا تتواصل مع أحدٍ من الطالبات أو المعلمات في المدرسة، وتريد حلًّا.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لدي مشكلةٌ أصبحت هاجسًا وهمًّا كبيرًا بالنسبة إليَّ، وهي أن ابنتي صامتة، ولا تتكلم إلا إذا تَمَّ الضغطُ عليها، فإذ ذاك تقوم بتحريك شَفتيها بصوت منخفض جدًّا، وقد أدخلتُها مدرسةً أهلية لدراسة التمهيدي، وكانت تعاني المشكلةَ نفسها مع معلماتها وأصدقائها، والآن ازدادت المشكلة بدخولها الصف الأول الابتدائي، ولم أعُدْ أجد أيَّ عونٍ مِن مُعلِّمتها إلا كلمات الاستهزاء والغضب، والضغط عليها، وقد قامت باستدعائي عدة مرات تريد مني حلًّا لوضعها دون تقديم أي مساعدةٍ مِن جانبها؛ ذلك أن ابنتي لا تتواصل مع أحد من الطالبات أو المعلمات في المدرسة، وقد أخبرتْني هذه المعلمة أن ابنتي لن تنجحَ، وأن عليَّ أن أَنقلها إلى مدرسة أهلية خاصة؛ لأنها لن تتحمل التعامل معها، وصبرها قليل.
وقد سبَّب لي خوفي على ابنتي من عدم النجاح، ومن استمرار وضعها هذا - مع أنها ذكية وتُحب المدرسة - قلقًا كبيرًا.
مرَّ عامٌ ونصف وهي على حالها هذه، فبمجرَّد دخولها المدرسة لا تتكلَّم ولا تَلعَب، ولا تَفعَل أيَّ شيءٍ؛ مما جعَلني أُصاب بالإحباط.
وقد أرجعتُ سببَ هذه المشكلة إلى أن ابنتي عاشتْ معي مُدللةً، ولم تكن تَخرُج معي إلى أماكنَ اجتماعية - باستثناء منزل أهلي وملاهي الألعاب - لذا أرجو منكم أن تُعطوني حلولًا قبل أن يَضيع مستقبل ابنتي الدراسي والاجتماعي.
الجواب:
أهلًا بك أختي الفاضلة في شبكة الألوكة، نسأل الله أن يُعينَكِ ويُطَمْئِنَ قلبَك على ابنتكِ الصغيرة الغالية.
ما يَصدُر من ابنتك مِن سلوكيات يُسمَّى (الصمت الاختياري)، وهو اضطراب قد يكون ناتجًا عن مخاوفَ وقلقٍ لدى الطفل، وله علاج سلوكي، وأكثره نجاحًا اللعب، وهناك أيضًا علاج دوائي.
وعلى الوالدين اللجوء إلى طلب المساعدة من الطبيب أو المختص النفسي، والمتابعة معه، وبَدء الجلسات التي بطبيعة الحال ستستغرق وقتًا، وبعدها ستَتحسَّن بإذن الله.
ومن الأمور المهمة في علاج ابنتك أن تكوني واثقةً من أن الطفلة ستتخلَّص من هذه المشكلة.
لذا عليك الصبر، وتشجيعها، وعدم إجبارها على الكلام، وتفهُّم قلقِها، وتعليمها كيف تواجه المواقف المختلفة.
وعلى المعلمة أن تُوكِلَ إليها بعضَ المهام والأنشطة؛ لتستطيع إثبات وجودها داخل الفصل؛ مما يقلِّل مِن توتُّرها، ويساعدها على تَخطِّي هذه المرحلة إن شاء الله.
وأخيرًا نَسأل الله أن يُعينك ويَرزُقَك الصبرَ، ونُبشِّرك بأن هناك العديد من الأطفال الذين تَخطَّوْا هذه المرحلة.
وفَّقكِ الله لما يُحِب ويرضى.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك