12-18-2022, 08:31 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 357,566
|
|
أيهما أختار المعدد أو المطلق؟
أيهما أختار المعدد أو المطلق؟
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
فتاة تقدم بها العمر ولم يتقدم لها إلا مطلق أو متزوج ويريد التعدد، وهي ترفض هذا وهذا، وتسأل هل أتنازل وأقبل أو أنتظر لعلي أُرزق بالشخص المُناسب؟!
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة تقدَّم بي العمر ولم أجِدْ شريك الحياة المناسِب، كما أني مررتُ بظروف قاسية كنتُ فيها المعيل الوحيد لأسرتي حتى وقت قريب.
لم أجد أمامي في سنِّي هذه مَن يريد الزواج إلا المتزوِّج ويريد التعدُّد، أو المطلِّق، وأنا أرفض مبدأ الزوجة الثانية، ولا أحبُّ الارتباط برجل فشل في زواجه ويعلق أخطاءه على زوجته الأولى كما يفعل الكثير من الرجال!
الآن أجدني مُحتاجة إلى زَوج يكون سندًا لي في هذه الحياة القاسية والصعبة؛ فليس لي مَن يعينني عليها سوى الله!
أشعُر أنني متعبة نفسيًّا لعدم وجود مَن أثق به ويُساندني من الرجال، ولا أنكر أن لديَّ صديقات وفيات، لكنني مثل أي فتاة أشتاق أحيانًا إلى كلمات الحب والدعم!
أعرف أني أحلمُ، وربما لا يكون الزواج داعمًا لي، لكنني ما زلتُ أحلم وأتمنى تحقيق الحلم.
خياراتي قليلة، فهل أتنازل وأقبل؟ أو أنتظر لعلَّ الله يرزقني بزوجٍ فيه ما أطلبه من الصفات؟
أرجوكم أرشدوني؛ فأنا في حيرة من أمري!
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فيظهر لي يا غالية أنك صاحبة شروط؛ لذلك لم يَصلح لك أحد ممَّن تقدم لك في السابق حتى تقدَّم بك العمر كما تقولين، فيا ليتَكِ ذكرتِ أسباب رفضك للسابقين.
شكر الله سعيك في حاجة أُسرتك، وبذْلَكِ مِن أجلهم، ولا حُرمتِ أجر ذلك.
لا تيئسي، وأرجو أن تَتنازلي بعض الشيء، فلعلَّ التنازل عن جانب يَحصل به تعويض في جانب آخر، وحتى أُوضِّح لك الأمر سأضرب لك مثالًا بطريقة السؤال: لو خُيِّرت بين رجلين؛ أحدهما يتَّسم بسِمات الرجولة، والآخر أقل شأنًا منه في ذلك الأمر، وكان الأول مُعدِّدًا، والثاني ليس معدِّدًا، فمَن ستختارين؟
خصوصًا وأنت بحاجة لرجل تعتمدين عليه بعد الله، وليس إلى رجلٍ يعتمد عليكِ، هذا مجرد افتراض، وقد يجمع الله لك الحُسنيَين، وليس ذلك على الله بعزيز، وإنما قصدت من ضرب المثال أن أبيِّن لك خطأ تفكيرك حين ألغيتِ مسألة قبول الرجل المعدِّد باعتبار أنه رجل فاشل ويُعلِّق أخطاءه على زوجته! فمَن قال لك: إن كل مُعدِّد شأنه كذلك، أليس التعدد من الشرع؟ ثم إنه ليس شرطًا أن يكون الدافع عند الرجل للتعدُّد وقوع الخطأ؛ حيث تَجدين أن بعضهم حين يتقدم لخطبة الثانية أو الثالثة فإنه يُخبر عن نفسه بأنه راضٍ عن زوجته، ومحبٌّ لها، لكنه رجل يرغب في أمر أباحه الله له وأقدره عليه.
لذلك إني لك ناصحة بألا تردِّي المعدِّد أو المُطلِّق إلا بعد أن تسألي وتتمحصي الأمر، فلعلك تلمسين من صفاتهم ما يدفعك للتنازل، ثم إني أرى أننا قد نضطرُّ للتنازل أحيانًا مقابل مصالح أكبر، ألستِ معي في ذلك؟
وإني لأعجب من فتيات صغيرات قبلْنَ الرجل المعدِّد برغم عدم وجود الضرورة، فلماذا لا تتنازَلين؟!
فلا تتردَّدي في قبول صاحب الدين والخلُق، ولا تَلتفتي للمثبطات التي هي في الحقيقة من الشيطان ليضيِّق عليك.
استخيري الله، واعزمي أمرَك، ولن يكون إلا الخير، وألحِّي على الله في الدعاء بأن يرزقك الزوج الصالح المبارك المُعين على طاعة الله وعلى كل خير، ولن يُخيِّبك سبحانه.
أوصيكِ بالرقية الشرعية، والمحافظة على الأذكار العامة والخاصة.
وفَّقك الله ويسَّر أمرك، وشرح صدرك، ورزقك من حيث لا تَحتسبين إنه وليُّ ذلك سبحانه والقادر عليه
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|