05-30-2015, 05:08 AM
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
|
|
الاستعداد ليوم الاحتضار
الاستعداد ليوم الاحتضار
الشيخ عبدالله بن حمود الفريح
كل إنسان له مع الموت أجل ثابت يسير إليه مع مرور الأيام، فلابد من الاستعداد ليوم الاحتضار.
وهو أجل معلوم عند الله - جلّ وعلا - فهو العليم وهو الخبير، أمَّا نحن فلا نعلم وقته ولا مكانه، قال تعالى: ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان:34].
والموت حقيقة لا بد منه لكل مخلوق فهو حتم على الملوك والمساكين والصغار والكبار والرجال والنساء قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 57]، والحياة الكاملة هي لرب العالمين: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص:88].
ولا يمكن أن يموت أحد إلا والله جلّ وعلا أذِن بذلك وعَلِمه، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً ﴾ [آل عمران:145].
وإذا أراد الله تعالى لإنسان إن يموت فلن يستطيع منع ذلك، ولو تحصَّن وأحاط نفسه بكل ما يملك من الأشياء، فلن يمنع الأجل، قال تعالى: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ﴾ [النساء:78].
وقال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجمعة: 8].
...نسأل الله - سبحانه - حسن الختام، بعد حسن العمل، إنه جواد كريم.
• مسألة: سكرات الموت عصيبة جداً..
وقد عانى منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي مرض موته كان بين يديه إناء فيه ماء فجعل يدخل يده في الماء ويمسح بها وجهه، ويقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ"[1]، هذه هي أشرف نفس تقول هذا؛ فكيف بمن هو دونه بأبي هو وأمي؟ فيا لها من لحظات وأنت تعاني هذه السكرات.
ولقد وصف سكرات الموت بعض العقلاء أثناء معاناتهم لها، من أولئك: الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه -، عندما حضرته الوفاة، قال له ابنه: يا أبتاه! إنك لتقول: يا ليتني ألقى رجلاً عاقلاً، لبيباً عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد، وأنت ذلك الرجل، فصف لي، فقال: يا بني، والله كأن جنبي في تخت، وكأني أتنفس من سَمّ إبرة، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي، ثم أنشأ يقول:
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي
في تلال الجبال أرعى الوعولا[2]
مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار"
[1] رواه البخاري برقم (4449) من حديث عائشة رضي الله عنها.
[2] انظر: التذكرة للقرطبي: (ص 19).
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|