شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مع خاصية التكرار تكرار الصفحات و الايات القارئ ماهر المعيقلي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تلاوة أسطورية رهيبة هزت القلوب هزاً - عبد الباسط عبد الصمد - تلاوة أبكت كل القلوب ? !! جودة عالية ?? (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صحة حديث من قال مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين ؟ للشيخ مصطفي العدوي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صحة حديث من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ؟ للشيخ مصطفي العدوي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مما تثمر محبة القلب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف ناصر القطامي 1444 عام 2023 سورة 082 الإنفطار (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف ناصر القطامي 1444 عام 2023 سورة 081 التكوير (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف ناصر القطامي 1444 عام 2023 سورة 092 الليل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف ناصر القطامي 1444 عام 2023 سورة 080 عبس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف ناصر القطامي 1444 عام 2023 سورة 091 الشمس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-15-2015, 07:44 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي قصب السكر في الزواج المبكر

قصب السكر في الزواج المبكر



الشيخ عبدالله بن محمد البصري





أما بعدُ:
فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - عز وجل -﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾[النساء: 9].

أيها المسلمون، ما زال أعداءُ الإسلام يُحاربون هذه الأمة ماديًّا ومعنويًّا، ويسعون لتوهين أمْرِها، وإضعاف شأنها اجتماعيًّا واقتصاديًّا؛﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217].

غير أنَّ الحربَ التي توجَّه إلى العقائد والأخلاق باتتْ هي الحرب التي يركِّزون عليها منذ عقود، بعد أن يَئِسوا من هزيمة المسلمين بقوة السلاح القاهرة، أو التغلُّب عليهم بأسلوب المواجهة المباشرة، لقد خَطَّط الأعداءُ لغزو المسلمين في مبادئهم وقِيَمهم وأخلاقهم، وجنَّدُوا المفكِّرين لإحداث البلْبَلة في أوساطهم، واجتهدوا لتشكيكهم في الثوابت والمسَلَّمَات التي مضتْ عليها أجيالُهم وتوارثوها بالقَبول والتسليم كابرًا عن كابر.

وإنَّ موْضوعَ الزَّواج المبَكِّر لَمِن الموضوعات التي تزايدَ حولها الجدلُ في العقود المتأخِّرة؛ حيث سعى مغرضون إلى تحديد سنٍّ لا يجوز الزواج قبله، محاولين إقناعَ الأمة بفوائدَ مزعومة لتأخير الزواج، والإرْجاف بأن ثَمَّة أضرارًا بالغة للتبكير به، بل وَسَعوا إلى ما هو أكْبر من ذلك وأبْعد أثَرًا، بمحاولة سَنِّ القوانين وفرْضِ الأنْظمة التي تجعلُ من الزواج المبكِّر جريمةً في حقِّ الإنسان وظُلمًا له وهَضْمًا، ناسِين أو متناسِين أنَّ ذلك مخالفٌ للشرْع، مناقض للمصالح التي جاء بها، هادمٌ لأهدافِ الزواج في الإسلام من أصْلها، وهي الأهدافُ التي أعْلَنَها إمامُ الأُمَّة وقُدْوتها - عليه الصلاة والسلام - بقوله : ((يا معشر الشباب، مَن استطاعَ منكم الباءةَ فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحْصنُ للفَرْج))، وبقوله: ((تزوَّجوا الولودَ الودودَ؛ فإنِّي مكاثرٌ بكم)).

وإذا كان الزواجُ المبكِّرُ يساعدُ على تحقيق هذه الأهداف النبيلة، وتحصيل تلك الغايات الكريمة؛ مِن غَضِّ الأبصار وتحصين الفروج، وتطهير المجتمع من الفواحش ووقايته من الزنا، وتكثير سَواد الأُمة وتقوية شأنِها، فإنَّ تأخيرَه قد يفوِّتُ كلَّ هذه المصالح ويعطِّلُها؛ فقد يقع الشبابُ في الفاحشة، خاصة في هذه الأزمنة التي كَثُرَتْ فيها دواعيها وتيسَّرت أسبابُها، وبتأخيره يقلُّ النسلُ ويضيع مَغْزَى تكثيرِ أفراد المجتمع الذي هو رافد كبيرٌ من روافد القوَّة، وسببٌ مَتينٌ من أسباب العِزَّة والْمَنْعَة.

إننا نسمعُ في مجتمعنا اليومَ أصواتًا تنادِي بتأخير سنِّ الزواج، وتُدندنُ حولَ زواج القُصَّرِ، في حين أنَّها لا تَمَلُّ من ممارسة أدوار خبيثة بوسائل مُضِلَّة؛ لإيقاد نارِ الشهوات وتأجيج سُعارها، ومع ما نسمعُ ونرى مِن تَزايُدِ أعدادِ العوانس في المجتمع الإسلامي؛ نتيجة تأخير سنِّ الزواج، فإن هؤلاء الحَمْقَى يرفعون أصواتهم بتأخيره، معتمدين على توصيات ظالمة وقَرارات مُتَعَسِّفة صادرة عن مؤتمرات مَوْبُوءَة، واجتماعات مشبوهة دعتْ إليها أُممٌ كافرة، ونظَّمتْها هيئاتٌ فاجرة، وترى هؤلاء الإعلاميين إذا ظفروا بحالة زواج مُبَكِّرٍ فاشلة أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، وعَمَّموا الأحْكام ولم يُخَصِّصوها، عبر الشنْشنة المعروفة منهم بالاستدلال على ما يريدون ولو بحالات فرديَّة لا تمثِّل شيئًا يُذْكَر، في حين أنهم يتعامون عن تناولِ الأسبابِ الحقيقيَّة لفشلِ كثيرٍ من حالات الزواج، والتي قد تكون ماديَّة أو أُسَريَّة أو تَوْعَوِيَّة، وإنَّ العاقلَ ليعجب أشدَّ العجبِ لكلِّ ما يُبْذلُ من جهودٍ لتقبيح صورة الزواج المبكِّر ومحاربته بتلفيق القَصص ونسْج الحكايات المكذوبة تارة، واختراع الأرْقام والإحصاءات تارة أخرى، وبتأليف المسرحيَّات المغْرِضة ونشْر الرسومات الساخرة، حتى وصلَ الحال ببعضِهم إلى وصْف المعارضين لتحديد سنِّ الزواج بأنهم خوارج أو مُتشددون أو إرهابيون، وهذا من الجهْل الشنيع والعِناد الفظيع، بل قد يكون من الْمُشَاقَّة لله ولرسوله، وعدم اتِّباع سبيل المؤمنين، بل هو اتِّباعٌ للكفار على حسدِهم لنا على النقاء والطهارة التي ما زال مجتمعُنا يعيشها بسبب تسهيل أمور الزواج وتيسيره؛ قال - سبحانه -:﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾[البقرة: 105].

أما السُّنة في الإسلام، فقدْ مضتْ بعدمِ تحديد سنٍّ للزواج، ودلَّتْ نصوصُ الكتاب والسُّنة وإجماع علماء الأمة على جواز زواج الصغيرة؛ قال - تعالى -:﴿ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾[الطلاق: 4]، فذكرَ في الآية من أصناف النساء الصغيرة التي لم تحضْ بعدُ، وجعَلَ عِدَّتها ثلاثة أشهر، وفي هذا دَلالة واضحة من كتاب الله - تعالى - على صحة زواج الصغيرة التي لم تبلغْ، ولو كان زواجُها غيْرَ جائزٍ لما ذكَرَ لها المولى - جل وعلا - عِدةً في كتابه، وقال - تعالى -:﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا ﴾[النساء: 127]، فوردَ في الآية ذِكْرُ اليتامى من النساء والرغبة في نكاحهنَّ، واليُتْمُ في لغة العرب لا يُطْلَقُ إلا على الصغير غير البالغ، وقال - تعالى -:﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾[النساء: 3].

قالتْ أمُّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: هي اليتيمة تكون في حجر ولِيِّها، تشاركه في ماله، فيعجبه مالُها وجمالُها، فيريد أن يتزوجَها بغيرِ أن يُقْسطَ في صَداقِها، فيعطيها مثلَ ما يعطيها غيرُه، فَنُهُوا أن ينكحوهنَّ إلا أن يقسطوا لهنَّ، ويبلغوا بهنَّ أعلى سنتهن في الصَّدَاق.

وعنها - رضي الله عنها - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوَّجَها وهي بنت ست سنين، وبَنَى بها وهي بنت تسع سنين، وقدْ زوَّج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ابنتَه فاطمة بعَلِي - رضي الله عنهما - وعمرُها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، وأخْرَجَ عبدالرزاق أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - زوَّج ابنتَه أُمّ كلثوم من عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقدْ ولدتْ له قبلَ موتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وتزوَّجَها عمر - رضي الله عنه - وهي صغيرة لم تبلغْ بعدُ، وزوَّجَ الزبير - رضي الله عنه - ابنةً له صغيرة.

قال الشافعي - رحمه الله -: وزوَّجَ غيرُ واحدٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنتَه صغيرة.

وقال النووي - رحمه الله -: أجمع المسلمون على جواز تزويجِه - يَعني الأب - ابنتَه الصغيرة، وقال ابن عبدالبر - رحمه الله -: أجمع العلماءُ على أنَّ للأبِ أنْ يزوجَ ابنتَه الصغيرة، وقال ابنُ المنْذر - رحمه الله -: أجْمعَ كلُّ مَن نحفظُ عنه من أهلِ العلْم أنَّ نِكاحَ الأبِ ابنتَه الصغيرة جائزٌ إذا زوَّجَها من كُفءٍ، وقال ابن بطَّال - رحمه الله -: أجمعَ العلماءُ على أنه يجوز للآباءِ تزويج الصغار من بناتِهم، وإنْ كُنَّ في المهْد، إلا أنَّه لا يجوز لأزواجهِنَّ البناءُ بهنَّ إلا إذا صَلحْنَ للوطءِ، واحْتَمَلْنَ الرجالَ، وأحوالهنَّ في ذلك تختلفُ في قَدْرِ خلْقِهِنَّ وطاقتهن، وقال ابن قُدامة - رحمه الله -: وأمَّا الإناثُ فللأبِ تزويجُ ابنته البكر الصغيرة التي لم تبلغْ تسع سنين بغيرِ خلافٍ إذا وضعها في كفاءة، وبهذا يُعْرَفُ أن تزويجَ الصغيرة جائزٌ بالكتاب والسُّنة وإجماع علماء الأمة، ويكفي في ذلك زواجُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعائشة وعَقْدُه عليها وهي ذات ست سنين، ثُمَّ بناؤه بها ودخولُه عليها وهي ذات تسع سنين، إنَّ ذلك لأعْظم ردٍّ على مَن في قلبه مرضٌ، ولكنَّها مُخطَّطات مَن قال الله فيهم:﴿ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ﴾[المائدة: 33]، ومن قال - تعالى - فيهم:﴿ وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ﴾[آل عمران: 118].

ألا فاتَّقوا الله - أيها المسلمون - واحْرِصوا على تزويج أبنائكم وبناتكم؛﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[النور: 32 - 33].

الخطبة الثانية

أما بعدُ:
فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه ولا تعصوه.

أيها المسلمون، لقد تبارَى دُعاة تأخير سنِّ الزواج في تعدادِ الأضْرَار التي تنشأ عن الزواج المبكِّر، وبالغوا فيها وضخَّموها، وتناولوا هذا الأمرَ وكأنه بدعة حادثة، متغافلين عن أنَّ الزواجَ المبكِّر ما زال معروفًا منذ أنْ خَلَقَ الله بني آدمَ وأوْجَدَهم، ومع هذا لم يتحدَّث الأطبَّاءُ يومًا ولا المؤرِّخون ولا الباحثون عن أضرار بَيِّنَة أو مَفَاسدَ متحقِّقة للزواج المبكَّر؛ مما يدلُّ على أنَّ هذه الهالة التي يُحاط بها الزواجُ المبكر والتكلُّف في عَدِّ أضراره ومفاسده المزعومة - إنما هي مجرَّد دعايات خالية من البراهين، وأنَّ بعضَ المواقف الفرديَّة التي قد تحصلُ هنا وهناك إنما هي وقائع أعيان تحدثُ فيها أضرارٌ عارضة لا يخلو منها حتى الزواج المتأخِّر في أحيان كثيرة، إنه لا حلَّ لمشكلة العنوسة التي تتزايدُ نِسَبُها في العالم يومًا بعد يوم، إلا بالتشجيع على الزواج المبكِّر.

ألا فلنتقِ الله - أيها المسلمون - ولنحْذرْ من هذه الدعوات الغربية الماكرة، ولنحرصْ على تسهيل الزواج والتبكير به؛ فإنه أحفظُ لأخلاق الشباب، وأدْعَى إلى شعورهم بالمسؤولية، وهو أفضلُ لصحة الزوجين عامة وللزوجة بصفة خاصة، ولا يَغْتَرَّنَّ أحدٌ بما يُقال من أنَّ الزواجَ المبكِّر يشغلُ عن التحصيل العلمي أو يلهي عن الدراسة؛ فإن الصحيحَ الذي دَلَّ عليه الواقعُ أنَّ الزواجَ مَدْعاةٌ إلى سكون النفْس وطمأنينة القلب، وراحة الضمير وقرَّة العين، وبه صفاءُ الذهْنِ، ونقاءُ الفكْر، والسلامة من القلق، وهي الأمورُ التي تساعدُ على زيادة التحصيل.

ولنحذرْ مما يقال من أنَّ الزواجَ المبكِّر يحمِّلُ الشاب مَؤونة النفقة على الزوجة وعلى الأولاد؛ فإنِّ هذا من ضَعف اليقين والثِّقة بالخالق الرزاق ذِي القوَّة المتين، بل إنَّ الزواجَ مَجْلبة للرزق، مَدعاةٌ للبركة؛ إذ هو طاعة لله ورسوله، والطاعة كلُّها خيْرٌ وبركة، ومَن تزوَّجَ ممتثلاً أمْرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ومتحَرِّيًا لِمَا وعدَ به من الخيْر وصدقتْ نيته في اتِّباع السُّنة، كان زواجُه سببَ خيْرٍ له، والأرزاق بيد الله القائل - عز وجل -:﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾[هود: 6].

والقائل - سبحانه -:﴿ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾[الأنعام: 151]، وتالله إنَّه ما حصَلَ إثقالٌ بسببِ الزواج ذاتِه، ولا كان صِغَرُ الزوجين داعيًا لفشلِ الزواج، وإنما هو ابتعادُ الناس عن الآداب الشرعيَّة وترْك السُّنَن النبويَّة، والاشتغال بالأمورِ الجانبيَّة الهامشيَّة؛ مما لا علاقةَ لها بإنجاحه من قريب ولا بعيد، بل قد تكونُ هي سببَ فشلِه؛ من المغالاة في الملابس والحُلِي، والإسراف في الولائم والأطْعِمة، والتفاخُر في الدعوات والمحافل، ألا فرحِمَ الله امْرأً بَكَّرَ بالزواج وعملَ فيه بالسُّنَّة، فأحْسَنَ الاختيارَ ويَسَّرَ ، وتَواضَعَ ولم يَتَكَبَّرْ؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أتاكم مَن ترضونَ خُلُقَه ودينَه فزوجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنة في الأرض وفسادٌ عريض))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعها المرأة الصالحة))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((تُنْكَحُ المرأةُ لأربع؛ لمالها ولحَسبها، ولجمالها ولدينها، فاظفرْ بذات الدين، تَرِبَتْ يداك))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّ منْ يُمْنِ المرأة تيسيرَ خِطبتها وتيسيرَ صَداقِها وتيسير رحمِها))، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ألا لا تغلوا صدق النساء؛ فإنه لو كان مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله - عز وجل - كانَ أولاكُم به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ما أصْدَقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأةً من نسائه، ولا أصْدقتِ امرأة من بناته أكثر مِن ثِنْتي عشرة أوقية، وإنَّ الرجلَ ليغلي بصدقة امرأتِه؛ حتى يكون لها عَداوة في نفسه.








ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 11:01 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات