01-02-2015, 04:37 PM
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
|
|
قيمة الوقت بين عام مضى وآخر آتي..
قيمة الوقت بين عام مضى وآخر آتي..
خميس النقيب
تتسارع الايام وتمر الاعوام، تتوالى الليالي وينقضي الزمن، والليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيب!! في وداع عام واستقبال اخر ينظر المرء ما قدمت يداه، ويحاسب نفسه قبل ان يلقي الله، يقلب صفحات العام الماضي ليكتب في صفحات العام الجديد، فان وجد خيرا فخيرا وان لم يجد فلا يلومن الا نفسه، "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقل ذرة شرا يره" (الزلزلة)
يجب على المسلم ان ينظف صفحاته ويطهر سجلاته وينقي عباراته ويغض نظراته ويرشد خطواته قبل ان يلقي حتفه ويقابل ربه فيعرض عليه اعماله "يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية" الحاقة، لذلك يجب ان يقف الانسان مع نفسه، يأخذ العبرة، ويسترشد المعنى، ويستلهم الدرس، ليجدد في قلبه النشاط، ويثير فيه الحماس، ويزرع فيه الامل، ويحثه على العمل، ينير له الطريق، ويبعث فيه روح الفريق، ويدفعه إلى السير الحثيث إلى الله، ويهون عليه مشاق الدنيا وأهوال الحياة..!!
ودَّعْنا عامًا واستقبلنا عامًا آخر؛ ودَّعنا عامًا بحلوِه ومُرِّه، بخيره وشرّه، عامًا كان صعبا في أحداثِه ومواقفه، إريقت فيه دماء وتناثرت فيه اشلاء وارتكبت فيه مجازر ورفعت فيه مظالم وكشفت فيه فضائع وتعمقت فيه الخصومة.. وإنما عند الله تجتمع الخصوم، فطوبى لمن ظلم فقاوم واحتسب وويل لمن بالظلم ارتكب..!! واستقبلنا عامًا آخر، نسأل الله أن يكون عامًا طيبًا مثمرًا، يحمل الخير لليمن واليمنيين، للإسلام والمسلمين .
الوقت هو الحياة، واستغلاله في الطاعة طريق النجاة، مرضاة لله وحبا لرسول الله..!
عاما من حياتنا قضي بصلاحه وطلاحه، لا ندري أيكون لنا أم علينا، لذا يجب أن نكون من الله عز وجل، وان نكون من الجنة على عجل ".. وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران:132)
ومن أعمال الخير لا كلل ولا ملل "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" (الأنبياء:90)، إن انتهاء عام من أعمارنا قربنا من لقاء الله خطوة ولا ندري كم بقي من أعمارنا، بعض خطوة، أم خطوة، أم خطوات "يقول الحسن البصري رضي الله عنه: إنما أنت أيها الإنسان أيام مجموعة، فاذا ذهب يومك فقد ذهب بعضك... إذا مر يوم من حياتك فقد وقعت ورقة من شجرتك، وطويت صفحة من صفحاتك، وهوي جدار من بنيانك..!! ويقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما.. نعم الليل والنهار يعملان فيك كيف؟.! يقربان كل بعيد، ويبليان كل جديد، ويفلان كل حديد.. "اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك." حديث صحيح
إذا عرَفنا ذلك، تبيَّن لنا أهمية الوقت؛ فهو في الحقيقة حياتُنا على هذه الأرض؛ لكي نُقدِّم فيها ما يوصِّلنا إلى الغاية التي لأجلِها خُلقْنا، الوقت هو الحياة، والوقت نعمة وأمانة.. قال - صلى الله عليه وسلم – "نِعمتان مَغبون فيهما كثير من الناس: الصحَّة، والفراغ"، وأشد ساعات الندم حين يُقابِل المرء بصحيفة عمله، فيَرى فيها الخزْيَ والعار؛ قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر: 23 - 24]، وقال تعالى: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ﴾ [الزمر: 56]، فالعاقل مَن ندِم اليومَ حيث يَنفعه الندم، واستقبل لحَظات عمره، فعمَّرها قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم.
وللوقت خاصية، وهي أنه إذا ذهب لم يَرجِع! وهذا يَدفعنا لاستغلال كل لحظة منه؛ كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: "إذا أمسيت فلا تَنتظِر الصَّباح، وإذا أصبحتَ فلا تَنتظِر المساء، ويقول الحسن البصري - رضي الله عنه -: "يا ابن آدم، نهارُك ضيفُك؛ فأحسن إليه؛ فإنك إن أحسنتَ إليه ارتحَل بحمدِك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك،
أنت بين يوم مشهود، ويوم موعود؛ فقدِّم لليومينِ، واعمل للدارين؛ اعمل لغَدِك كما تعمل ليومِك، واعمل لمعادِك كما تعمل لمعاشِك، واعمَل لآخرتك كما تعمل لدنياك، الله - عز وجل - يُقسِم بأجزاءِ الوقت؛ يُقسِم بالليل ويُقسِم بالنهار، يُقسِم بالفجر ويُقسِم بالعصر، والعظيمُ لا يُقسِم إلا بعظيمٍ، ولا يُقسِم الله - عز وجل - بشيءٍ إلا ليلفتنا إليه، الوقت هو ثروتنا، هو حياتنا، هو وجودنا، يجب أن نستغله ونستهدفه، ونضع له الخطط لمصلحة ديننا ودنيانا؛ لنجعل الدنيا مزرعة للآخرة، وإلا سنذبح بهذا الوقت، إنه كالسيفِ إن لم تقطعْه قطعك فهل نسطر مستقبلاً باهرًا لهذه الأمة؛؟ سلوكًا وأخلاقًا، صفاءً ونقاءً، تلاحمًا وإخاءً، تقديرًا واحترامًا، تقدمًا وازدهارًا، مجدًا وتاريخًا؟ نسال الله ان يتحقق للامة كل الخير فيما هو آت..!!
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|