12-28-2014, 10:02 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
نحيب الدعاة
نحيب الدعاة
كنت يوما مع أحد رفاق العمل في سيارته
- فقال: هل تسمع خطب للشيخ فلان؟
- فقلت: لا، ما سمعت له.
- فقال: كيف يا رجل إنه .. وإنه .. وإنه
- فقلت: إني لا أعرفه.
- فقال: سأسمعك الآن خطبة له، وشغل مسجل السيارة وبدأت أستمع للشيخ.
- فوجدت الشيخ إذا مر بحديث بكى ، وإذا مر بآية بكى ، وإذا وعظ بكى ، ووجدت حوله نحيبا وعويلا بارز الصوت.
- فقلت له: لا يعجبني الداعية الذي يبكي أثناء وعظه وخطبه.
- فقال: كيف ذلك؟! إنه يؤثر تأثيرا شديدا في الناس ألا تسمع؟!
- فقلت: إني يعجبني الداعية يقطع ويمزق قلوب الناس ويأخذ بألبابهم وقلوبهم بقوة المعاني والفكر وبحسن الأداء والعرض حتى وإن لم يبكوا فهذا عندي خير من هذا الداعية البكاء والذي يبكي من حوله الناس.
- فاعترض أخونا وقال: إن بكاءه له أثر شديد، إني أبكي معه بكاء مرا
- فقلت: إن هذا الذي أسمعه ما أراه خيرا للناس - وقد أكون مخطئا -
إن هذا الذي يفعله الشيخ كمثل جرعة مخدرة تذهب وتزول أثرها سريعا.
أما المعاني القوية مع الأسلوب النافذ الآخاذ والألفاظ القارعة للقلوب فإن أثرها يطول بل لعله يدوم ويترسخ لأن من طبيعة المعاني والأفكار أن تترسخ وتدوم وتبقى فاعلة مؤثرة
أما البكاء والتأثر النفسي به فما أسرع زواله!
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظ الناس فتكاد قلوبهم تنفطر ، ويبكون فرقا وفزعا وخوفا وطمعا من ذلك : عن أنس رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال : لو تعلمون ما أعلم ؛ لضحكتم قليلً ولبكيتم كثيراً)) فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ، ولهم خنين"
وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى السَّمْعَ مَتَى يُؤْمَرُ "
قَالَ فَسَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
- فلم يرض أخونا بكلامي ولم يعجبه رأيي.
أخوكم د. محمد الجبالي ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|