من فضل الأذان: كل من سمع المؤذن يشهد له بالفضل من عدو أو صديق
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه، قَالَ لَهُ: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ وَالبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ وَبَادِيَتِكَ، فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ «لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ، وَلَا إِنْسٌ، وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ».
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[1].
معاني المفردات:
وَالبَادِيَةَ: أي وتحب البادية أيضا؛ لأجل الغنم؛ لأن مُحِب الغنم يحتاج إلى إصلاحها بالمرعى، وهو في الغالب يكون في البادية، وهي الصحراء التي لا عمارة فيها.
بِالنِّداءِ: أي الأَذان.
لا يسمعُ مدى صوت المؤذنِ: أي لا يسمع غاية صوت المؤذن.
شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ: أي بلسان المقال بفضله وعلو درجته، كما أنه تعالى يفضح أقواما ويهينهم بشهادة الألسنة والأيدي والأرجل بخسارهم وبوارهم.
ما يستفاد من الحديث:
1- استحباب رفع الصوت بالأذان؛ ليكثر من يشهد له.
2- مشروعية العُزلة عن الناس خصوصا في أيام الفتن.
3- مشروعية أذان المنفرد الذي يصلي وحده.
4- الجن يسمعون أصوات بني آدم.
5- الجن والإنس يشهدون يوم القيامة للمؤذن بفضله وعلو درجته.
[1] صحيح:رواه البخاري (3296).
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك