09-07-2015, 07:27 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 355,702
|
|
((يُنهرُ بالعصا ظهر مُخبرٍ على القفا))
((يُنهرُ بالعصا ظهر مُخبرٍ على القفا))
تأملتُ قول موسى عليه السّلام في قوله تعالى ( قال ربِّ بما أنعمتَ عليَ فلنْ أكونَ ظهيرا للمجرمين )
فوقع في قلبي بعد إطالة نظرٍ و تمعنٍ في ذه الآية حتى رأيتُ عجباً...
و عادتي قبل أنْ يخطّ قلمي حرفاً في استنباطٍ أو استدلالٍ لآية أنْ أبحث حولها و أُدندنُ عنْ يمينها و شمالها.
أبحثُ عن حكاية الأوّلين لها حتى لا أكون بدعاً منَ القول ....و أقتدي بمنْ غبرَ ممّنْ سلفنا إستنباطاً و إستدلالاً.
فلم أجدُ مفسّراًِ أملى على طلاّبه أو سطّر في كتابه ما جال في خاطري...
فأمسكتُ الممحاة لأمحو بها تلك الخاطرة فأبتْ...و تخلّفتْ عن الرّكب...و لسان حالها لقولك شواهد و فرائد.
فجادلتُها بالتي هي أحسنُ فغلبتني و ردّتْ الكيل بقلّتين فعندها علمتُ أنّه لا مناص لي منها.
فقلتُ مستعيناً بالذي فتح قلوباً غُلفاً و آذانا صمّاً أنْ يفتح على صاحبكم ممّا لا يُجانب الحقّ و يُخالف الصواب.
قال موسى عليه السلام ما قاله إبّان قتله للقبطيّ فكانت نعمة الله تعالى له...أنْ غفر له أو بهدايته.
و إذا تأمّلنا و ربطنا الآيات بعضها ببعض لرأينا أنْ من نعمة الله تعالى على نبيّه موسى عليه السّلام ما آتاه من قوة بحيث (فوكزه فقضى عليه).
و من المناسب أنْ تكون انبرتْ له تلك القوّة فعاهد الله تعالى بهذه النّعمة بأنْ لا يكون ظهيراً أي معيناً للمجرمين...للكافرين...للظالمين.
و إنْ كان ذلك كذلك فيدخل تحت هذه الآية الكريمة جميع نعم الله تعالى على عباده.
ليقول العبد مخاطباً ربّه سبحانه في علاه:
1-ربِّ بما أنعمتَ عليَ من لسان طليق فصيح فلنْ أكونَ به ظهيرا و معينا للمجرمين...للمفسدين.
فلا أشكو به مؤمناً لظالمٍ...و لا أفتري به على موحّد لمفسدٍ..فلنْ أكون بهذا اللسان عوناً للمُخبرين لينقضّوا على أهل الإيمان.
بله و من تمام النّعمة و من مفهوم المخالفة سيكون لساني هذا خدعة و مكيدة للذّود عن أهل الحقّ تجاه أهل الباطل.
2- ربِّ بما أنعمتَ عليَ منْ يد تبطش فلنْ أكونَ بها ظهيرا و معيناً للمجرمين...للسّجانين.
3-ربِّ بما أنعمتَ عليَ من سمع نافذٍ فلنْ أكونَ به ظهيرا للمجرمين...لرجال المباحث.
أسترق السّمع لأُلقيه في أحضان الشّرطة و أعوانهم ليعملَ السّوط في جلود إخواننا.
و على هذا قِسّ يا أخا الإسلام و ابنه....هذا و الله تعالى أعلم و أحكم.
تمّتْ بقلم علي سعد سليم (رحم الله والده)
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|