شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الفقه
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: بدون ترديد الاطفال - مقسم صفحات ثابتة واضحة مصحف الحصري المعلم 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 109 الكافرون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 097 القدر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 096 العلق (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 108 الكوثر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 095 التين (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 107 الماعون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 106 قريش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 094 الشرح (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 093 الضحى (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 06-15-2015, 05:11 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (0123) الجهاد في سبيل الله-المبحث السابع: اهتزاز عروش الطغاة من الدعاة إلى الله


وفي هذا المبحث فرعان:

الفرع الأول: الأسس التي تقوم عليها عروش الطغاة

الفرع الثاني: الأسس التي تقوم عليها الدعوة إلى الله

الفرع الأول: الأسس التي تقوم عليها عروش الطغاة

المراد بالطغاة الحكام الظلمة الذين يحاربون الإسلام، ويضيقون من الدعاة إلى الله الذين يدعون إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإلى المساواة بين الناس وإحقاق الحق ونشر العدل والقضاء على الظلم. وعروش هؤلاء الطغاة تقوم على ستة أسس:

الأساس الأول: السيطرة على مقاليد الحكم

وهدفهم من هذه السيطرة، أن يحكموا قبضتهم على كل شيء، في بلدانهم، ليدبروا الأمور بحسب أهوائهم ورغباتهم، عن طريق القوة التي لا تدع لأحد أن يبدي رأيه أو يدعو إلى ما يخالف أهواءهم.. وأن يقيدوا حرية الناس حتى في معتقداتهم التي توصلها إلى قلوبهم الحجج والبراهين الثابتة ثبوت الجبال الرواسي التي لا تهزها العواصف..

ومن أمثلة ذلك موقف فرعون من سحرته الذين دخل الإيمان إلى قلوبهم، في الوقت الذي كانوا يحاولون فيه التغلب بسحرهم، على آيات موسي الإلهية التي جعلتهم يقلبون ظهر المجن لفرعون وحكمه.. كما قال تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى * قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى} [طـه:70-71].

ولو لم تكن مقاليد الحكم بيد فرعون، ما كان ليقدر على هذا التهديد وهكذا كل الفراعنة، لولا أن القوة بأيديهم، ما كانوا قادرين على فرض باطلهم على الناس والوقوف ضد الحق الواضحة حججه، وضوح الشمس في كبد السماء.

الأساس الثاني: استعباد الناس من دون الله:

يعلم الطغاة أن من حقوق العبودية الكاملة لله، أن لا يخاف العبد المؤمن غير الله ولا يخضع لسواه، وأنه يبذل نفسه وماله في سبيل الله، لا يغريه مال ولا جاه ولا منصب، ولا يخيفه تهديد ولا تعذيب ولا موت، يعلم الطغاة هذه الحقيقة يقيناً. ولذلك يخططون مخططاتهم ويضعون مناهجهم العقدية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية لتحقق لهم هدفا واحداً، وهو إخضاع الناس لهم عن طريق الترغيب والإغراء، وعن طريق الترهيب والإيذاء، ويدأبون على تعميق ولاء الناس لهم، حيث يسبحون بحمدهم ويلهجون بأمجادهم ويدافعون عنهم بالحق وبالباطل.

وقد يصرح بعضهم بألوهيته للناس، كما فعل فرعون الذي قال الله عنه: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [القصص:38].
وقال: {فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعـات:21-24].

وقد لا يصرح بذلك، ولكنه يتصرف تصرف من يدعي الألوهية ويستعبد الناس فعلاً، يشرع لهم منهجاً لحياتهم، يحل فيه ما يشاء ويحرم فيه ما يشاء، ويخضعهم بالقوة والقهر لما شرع من دون الله.. وهذا هو حال عامة طغاة الأرض، لا سيما الكثير من المنتسبين إلى الإسلام الذين يحكمون شعوباً إسلامية، فإنهم غالبا لا يصرحون بما صرح به فرعون، ولكنهم ينفذون أهداف فرعون ووسائله التي تحققها.

ويستعينون على ذلك بضعاف النفوس الذين يستهويهم الجاه الخادع والمنصب الكاذب والحظوة عندلديهم، هولاء الضعفاء النفوس يلبون كل أمر يصدر من طاغوتهم، ويحققون كل رغبة له تظهر لهم.. بل إنهم ليبالغون في الأمور التي يظنون أنه يرغب في تحقيقها، حتى يصيروا كأنهم هم الذين يرونها ويطالبون بها، فيقربهم الطاغية منه ويضفي عليهم هالة من العظمة حتى يصبحوا هم وجوه أهل الحل والعقد، وهم لا يحلون ولا يعقدون.

وهم الذين يسمون في اصطلاح القرآن الكريم: "الملأ" وما هم إلا عبيد للطاغية، لأنهم لا يفكرون إلا فيما يرضيه عنهم، ولو كان فيه بطر الحق وغمط الناس. بل ولو كان في ذلك إهلاك الحرث والنسل، وما هو أيضاً إلا عبد لهم وإن ادعى صراحة أو ضمنا أنه ربهم الأعلى، لأنه يحرص على إرضائهم أيضاً بالحق وبالباطل، ليبقوا سنداً له على ظلمه والحفاظ على سلطته..

ألا ترى البطانة السيئة كيف تغرييغرون الطاغوت بالدعاة إلى الله بأسلوب النصح والتحذير منهم.. كما قال تعالى: {قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} [الأعراف:109-110].

وقد أفصح السحرة عن أهدافهم من هذا الإغراء وهذا النصح الكاذب، وهي أهداف الملأ: المال الذي يأخذونه أجراً على أعمالهم، و الزلفى عند الطاغية، كما أن الطاغية نفسه يعلم أنهم لا يقفون في صفه إلا للأجر والحظوة..اقرأ قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [الشعراء:41-42].

فهم يعبدونه ليحصلوا منه على الأجر، من مال أو غيره، كالقرب منه الذي ينالون به احترام عامة الناس الذين اختلت عندهم موازين الاحترام، وهو أيضاً يعبدهم ليغلب بهم عدوه الذي جاء يدعو الناس إلى عبادة الله وحده، التي يزول بتحقيقها الطغيان والظلم وتتحطم عروش الطغاة. قال ابن تيمية رحمه الله: "وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الأرض، قلبه رقيق لمن يعينه عليها، ولو كان في الظاهر مقدمهم والمطاع فيهم، فهو في الحقيقة يرجوهم ويخافهم، فيبذل لهم الأموال والولايات ويعفو عنهم، ليطيعوه ويعينوه، فهو في الظاهر رئيس مطاع، وفي الحقيقة عبد مطيع لهم. والتحقيق أن كليهما فيه عبودية للآخر، وكلاهما تارك لحقيقة عبادة الله، وإذا كان تعاونهما على العلو في الأرض بغير الحق، كانا بمنزلة المتعاونين على الفاحشة أو قطع الطريق، فكل واحد من الشخصين لهواه الذي استعبده واسترقه يستعبده الآخر. [مجموع الفتاوى (1/189)].

الأساس الثالث: إخضاع النظام لأهوائهم

فليُزمون الناس بما يحقق رغباتهم، وهم لا يلتزمون بشيء، مما يخالف أهواءهم، ذلك ليتسنى لهم في كل وقت إباحة ما يهوون إباحته، وتحريم ما يهوون تحريمه بلا ضابط، لأن ذلك يمكنهم من الاعتداء على النفوس والأعراض والأموال. فإذا أرادوا أمراً لا يبيحه القانون الذي سنوه من قبل، ألغوا القانون السابق بقانون جديد، هذا إن كانوا يلتزمون بنصوص قانون، وإن كان طاغوتياً، ولا يطيقون أن يقف أمام رغباتهم وأهوائهم أي قانون، واقرأ إنكار قوم شعيب عليه دعوته إلى عقيدة تخالف عقيدتهم ومعاملة تخالف معاملتهم. قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ * وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ * قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود:84-87]. وهذا ما يسير عليه الطواغيت على يومنا هذا.
الأساس الرابع: خداع عامة الناس بقلب الحقائق

حيث يظهرون النصح لأولئك العامة والخوف على مصالحهم، إذا نجح الدعاة إلى الله في إقامة حكم الله في الأرض. كما قال الله عن فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر:26]. قال ابن كثير رحمه الله: "وقوله قبحه الله: إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد يعني موسى، يخشى فرعون أن يضل موسي الناس ويغير رسومهم وعاداتهم، وهذا كما يقال في المثل: صار فرعون مذكراً، يعني واعظاً يشفق على الناس من موسى عليه السلام". [تفسير القرآن العظيم (4/76)].

وقال سيد قطب رحمه الله: "ولعله من الطريف أن نقف أمام حجة فرعون في قتل موسى: {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} فهل هناك أطرف من أن يقول فرعون الضال الوثني عن موسى رسول الله عليه السلام: {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر:26] ؟! أليست هي بعينها كلمة كل طاغية مفسد عن كل داعية مصلح..أليست هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل..أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث، لإثارة الخواطر في وجه الإيمان الهادىء؟! إنه منطق واحد يتكرر كلما التقى الحق والباطل.. والإيمان والكفر.. والصلاح والطغيان.. على توالي الزمان واختلاف المكان، والقصة قديمة مكررة تعرض بين الحين والحين". [في ظلال القرآن (24/3078)].


الأساس الخامس: جعل الناس شيعاً وأحزاباً

إن من أخوف ما يخافه الطاغوت، أن تجتمع كلمة الأمة -أي أمة- التي يحكمها، وتأتلف قلوبهم ويصدرون عن رأي واحد، لأنهم إذا اجتمعت كلمتهم واتحدت آراؤهم، سيقفون في وجهه يوماً ما من الأيام، وإن أظهروا له الطاعة والخضوع قبل ذلك، لذلك يحرص كل طاغية أن يصدع الناس ويفرق كلمتهم، بجعل بعضهم أغنياء وبعضهم فقراء، وبعضهم مثقفين وبعضهم جهلاء. ويدأب على إيجاد ثقافات مختلفة لفئات الشعب، بحيث تؤدي بوضع مناهجها إلى التصادم والاختلاف والتنازع.

ويعمل الأسباب التي تثير النعرات والعنصريات والعصبيات، ويعمق عقائد غير ذات بال عند عامة الناس، وينصب من يدعو إليها ويدعمه، حتى تنتشر تلك العقائد، فتصبح لها جماعة تدعو إليها وتدافع عنها وتحارب أهل العقائد الأخرى التي كانت قوية وقد تكون صالحة. والطاغوت إنما يعمل ذلك ليشغل بعض فئات الشعب ببعض، ويبقى هو في مأمن من الجميع، وينافق ويداري كل فئة قوية على حدة، فيظهر لها بأنه معها ويؤيدها، ويحرشها على الأخرى بطرق خفية وأساليب ماكرة، ويقضي على الفئات الضعيفة. ثم يجتهد في إضعاف الفئة الخطيرة عليه، حتى يقضي عليها وهكذا حتى لا يبقى إلا من يتبادل معه المنافع، ولقد كان فرعون إماماً بارزاً من أئمة الطغاة في هذا المجال كغيره، ولذلك سجل له القرآن الكريم ذلك..كما قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4].

قال ابن جرير الطبري رحمه الله: "وقوله: {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً} يعني بالشيع الفرق، يقول وجعل أهلها فرقاً متفرقين، كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً} أي فرقاً يذبح طائفة منهم، ويستحيي طائفة، ويعذب طائفة، ويستعبد طائفة". [جامع البيان عن تأويل آي القرآن (20/27)].

والذي يظهر من صنيع فرعون – وحزبه - أن جعلهم الناس شيعاً وأحزاباً أعم مما ذكر، فالآية تشمل كل عمل يقوم به الطغاة لتفريق الناس، والهدف واحد وهو أن يبقوا متسلطين على رقاب الناس فلا يقف أحد ضدهم. والذي يتأمل أحوال طغاة هذا العصر يبدو له هذا العموم جلياً، فترى الحاكم المنتسب إلى الإسلام، وهو من أعدائه، يظهر للناس في دعاواه الإعلامية أنه أب حنون لكل فئات الشعب، ويدعوهم إلى الوحدة ويحذرهم من التحزب.. ولكنه في واقع الأمر يسعى لإضعاف أكبر الأحزاب خطراً على حكمه، بدفع الأحزاب الأخرى التي قد يكون خطرها بعيداً إلى الظهور والوقوف في وجه ذلك الحزب الخطر، وقد يُسر للحزب الخطر بأنه يؤيده، وإن ظهر بمظهر غير المؤيد.

فإذا أضعف الحزب الخطر أقبل على الحزب الذي يليه في الخطورة، فألب عليه الأحزاب الأخرى، ويسعى جاداً لتفتيت الحزب الخطر بإيجاد الفرقة والنزاع بين أفراده، حتى يصدعه وقد ينجح في جذب بعضهم إلى صفه باسم الشعب وهكذا دواليك. هذه أهم الأسس التي تقوم عليها عروش الطغاة في الأرض، وأي أساس منها فُقِد، كان جديراً بتحطيم تلك العروش ولا سيما الأول منها والثاني.


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 12:59 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات