شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاح شمس الدين المصحف المجود سورة لقمان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: محمد حماد المصحف المجود سورة الأحزاب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فتحي محمد سليمان المصحف المجود سورة الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فتحي قنديل المصحف المجود سورة لقمان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فتحي العطار المصحف المجود سورة الأنفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فؤاد العروسي المصحف المجود سورة البقرة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عوضين المغربي المصحف المجود تلاوات خاشعة 2 سوره الإسراء و طه (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: علي سليم المصحف المجود سوره الاحزاب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الواحد زكي راضي المصحف المجود سورة الأحزاب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: دروس و محاضرات عبد الله حماد الرسي الموسوعة الصوتية 185 درس و محاضرة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 05-19-2015, 10:55 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم

وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم


الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة بالوثقى.

أيها الناس:
إن ربكم - عز وجل - قد دعاكم إلى رضوانه وجناته وإلى ما فيه سعادتكم في دنياكم وأخراكم، فقال - تبارك وتعالى -: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]، وقال - تعالى -: {وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 221]، وقال - تبارك وتعالى -: {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [يونس: 22]، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلُّكُم يدخلُ الجنةَ إلا مَنْ أبى، قيل: ومن يأبى يا رسولَ الله؟ قال: مَنْ أطاعني دخَلَ الجنة، ومن عصَاني فقدْ أبى".

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ألا هلْ من مُشمِّرٍ إلى الجنة؟ والذي نفسي بيده إنها نهر مضطرد وريحانة تهتز وزوجة حسناء ومحلة بهيجة، فقالوا: نحن المشمرون يا رسول الله، فقال: قولوا: إن شاء الله، فقالوا: إن شاء الله"، وقال - تبارك وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]، وقال - عز وجل -: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} [الطلاق: 4]، وقال - تبارك وتعالى -: {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].

وكما دعا، وكما دعا الله إلى الجنة فقد حذر من النار، فقال - تبارك وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، وقال - عز وجل -:{فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 14 - 16].

وعن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب يقول: "أنذرتكم النار، أنذرتكم النار" رواه أحمد والحاكم وهو صحيح الإسناد.

والجنة غاية المسلم التي يسعى إليها ويعمل لها، والنار هي أعظم ما يخافه المؤمن، والنجاة منها أعظم فوزٍ يناله المسلم؛ قال الله – تعالى -: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].

وإن العبد المسلم منذ ميَّز وكلفه الله يسيرُ إلى هذه الغاية، يعمل الصالحات لنيل هذا الثواب العظيم والنعيم الأبدي المقيم، ولينجو من نار بعيدٍ قعرُها مر طعامها، شديد حرها خبيث شرابها سرمدي عذابها.

وأول طريق الجنة والنجاة من النار يبدأ في هذه الحياة الدنيا وينتهي بباب الجنة، وهو صراط الله المستقيم الذي أمر الله باتباعه، فقال - عز وجل -: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].

فصراط الله المستقيم هو التمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتباع ما كان عليه سيد البشر محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - وصحابته - رضي الله عنهم - قال -تبارك وتعالى -: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]، ولكن هذه الجنة والنجاة من النار التي هي غاية كل مسلم لها قطاع طرق ومُعوِّقات دونها، كل واحد من قطاع الصراط المستقيم والمنهج القويم يمنع من دخول الجنة ويقذف بمن ظفر به في النار؛ فكيف إذا اجتمعت على العبد قطاع الطرق المستقيم كلهم، فلا ترجو له بعد استيلائهم عليه فلاحا أبداً.

وإن من قطاع الطريق إلى الجنة، وإن من قطاع الطريق إلى الجنة: الأهواءَ المهلكة؛ فالهوى يعمي ويصيب ويجعل الحق باطلاً والباطل حقاً، والحسن قبيحاً والقبيح حسناً، والمعروف منكراً والمنكر معروفاً، والحلال حراماً والحرام حلالاً، والشر خيراً والخير شراً.

فصاحب الهوى يعمل بما يهوى ويحب، ولو علم الحق من الباطل فإنه لا ينتفع بعلمه.

ومعنى الهوى: الميل إلى ما يحبه الإنسان من الباطل والشر، والشهوات المحرمة والملذات المفسدة، والعمل السيء الشرير؛ قال - تعالى -: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: 50]، وقال - تعالى -: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23]، وقال - تعالى -: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ * وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [محمد: 16 – 17].

والعصمة من اتباع الهوى هو العمل بكتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمِنُ أحدُكُم حتى يكونَ هواهُ تبعاً لما جئْت بهِ".

وكما أمر الله العبد بألا يتبع هوى نفسه بمثل قوله - تعالى –: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26].

كذلك أمر الله العبد ألا يتبع أهواء غيره ممن انحرف عن الحق والايمان؛ قال - تبارك وتعالى -: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18]، وقال - تعالى -: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة: 77]، وقال - عز وجل -: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة: 120].

فانظر، فانظر إلى هذه التحذيرات من رب العزة والجلال للعباد من اتباع الأهواء لأنها تصد عن الحق وتقطع صاحبها عن الجنة وتوبقه في النار.

ومن قطَّاع طريق الجنة: إيثارُ الدنيا على الآخرة والاغترارُ بها والرضا بمتاعها الزائل عن نعيم الآخرة؛ قال الله - تعالى -: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 16 – 17]، وقال - عزوجل -: {وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ} [إبراهيم: 2 – 3]، وقال - عز وجل -: {وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [النحل: 106]، وقال - عز وجل -: {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [يونس: 7 – 8]، وقال - تعالى -: {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ} [النجم: 29 – 30]، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الدنيا حُلْوةٌ خَضِرة، وإن الله مستخلفُكم فيها لينظرَ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء".
والمعنى: فاتقوا الدنيا أن تأخذوها بوجه مُحرَّم فتكسبوا الأموال الحرام، واتقوا النساء فلا تقربوا الزنى ولا تأتوا مقدماته (فلا تقربوا الزنى ولا تأتوا مقدماته) من الاختلاط والخلوة والمحادثة والمفاكهة والنظر؛ فكل ذلك محرم بالنصوص.

وفي الحديث: "أول فتنة بني إسرائيل في النساء"، وما ظهر الزنا في بلد إلا ضربه الله بالذلة والفقر وأنواع العقوبات.

ومن قطاع طريق الجنة: البدعُ التي تهدم الدين وتغيره، وتكون سبباً في تفرق أمة الإسلام وضعفها، وعدوان بعضها على بعض وعدم تماسكها أمام أعدائها؛ قال الله - تعالى -: {وأقيموا الصلاة وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 – 32]، وقال - تعالى -: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105].

وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يردُ عليَّ أناس من أمتي الحوض فتطردهم الملائكة، فأقول: أصحابي، فيقولون: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحْقاً سحقا لمن بدَّل بعدي".

فأئمة البدع وأتباعهم مبدلون محدثون في دين الله؛ فليحذروا الوقوف بين يدي الله، وليتقوا الله في الإسلام؛ فإن كل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

ومن قطاع طريق الجنة النفسُ الأمَّارة بالسوء؛ فإنها تميل إلى الكسل وتحب الكسل عن الطاعات، وتميل إلى المحرمات؛ قال الله - تعالى -: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ} [يوسف: 53]، فإذا عارضها الإيمانُ كانت نفسا لوَّامة تلوم صاحبها على التقصير في الطاعات واقترافِ بعض المحرمات، فإذا ارتفعت عن هذه المنزلة بالإيمان كانت نفساً مطمئنة تحب ما أحب الله وتكره ما يكره الله.

وقد استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من شر النفس وشرع لنا ذلك.

فليهذب المسلمُ نفسَه، وليأخذها بالتمسك بهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكون من المفلحين.

ومن قطاع طريق الجنة شياطينُ الأنس الذين يزينون الباطل والمنكرات ويذمون الحق والطاعات؛ قال الله - تعالى -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} [الأنعام: 112]، وقال - تعالى - في المنافقين: {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14].

وشياطينهم أئمة الكفر الذين كانوا يزينون لهم الباطل ويذمون الحق، وقد أمرنا الله أن نحذَرَهم فقال - عز وجل -: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} [القلم: 8]، وقال - تعالى -: {وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف: 142].

ومن قطاع طريق الجنة: إبليسُ وشياطينه؛ فإنه يدعو إلى كل شر وينهى عن كل خير، ويزين سبل الضلال ويثبِّط عن كل خير وطاعة ويصد عن سبيل الله، وقد حذَّرَنا منه ربُّنا فقال - تعالى -: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6].

وشياطينه هم جنوده وأعوانه على كل شر والقاعدون بطريق كل خير وطاعة يصدون عن الجنة وعن الهدى والخير؛ قال - تعالى -: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} [فصلت: 25]، وقال - تبارك وتعالى -: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} [الزخرف: 36 – 39].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الصادق الوعدِ الأمين بعثه الله بالهدى واليقين لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله؛ فإن تقوى الله - عز وجل - هي السبب بينكم وبين ربكم.

إن أحسن الحديث، إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

فعليكم عباد الله عليكم بالجماعة؛ فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذ في النار، وإن ربنا - تبارك وتعالى - ذكر لنا صفات أهل الجنة لنقدي بهم ولا نتخلف عنهم، وذكر لنا صفات أهل النار لنحذرهم ولا نتبع طرقهم؛ قال - تبارك وتعالى -: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ * لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 19 – 21].

فياعباد الله:
اثبتوا على طاعة الله، وأديموا السؤال لله والدعاء له بحسن الخاتمة والوفاة على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه تكونوا من الفائزين المفلحين؛ فإن رسول - صلى الله عليه وسلم - وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان يكثر من قول: "يامقلِّب القلوب ثبِّتْ قلبي على طاعتِك، يامصرِّف القلوب صرِّفْ قلوبَنا على طاعتِك".

فاقتدوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كثرة الدعاء بما تحبون من خيري الدنيا والآخرة؛ فإن الله - تبارك وتعالى - يقول: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].

عباد الله:
إن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال - عز من قائل -: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56]؛ فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وسلم تسليماً كثيراً.

اللهم وارض عن الصحابة أجمعين وعن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي - وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنا بمنِّك وكرمك ورحمتك ياأرحم الراحمين.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم إنا نعوذ بك أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا: لا إله إلا الله ياذا الفضل العظيم.

اللهم ألف بين قلوب المسلمين وأصلح ذات بينهم، وأهدهم سبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وانصرهم يا رب العالمين على عدوك وعدوهم إنك على كل شيء قدير.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك ياقوي يامتين، اللهم أبطل كيد أعداء الإسلام يارب العالمين، اللهم أبطل مكر أعداء الإسلام ياقوي يامتين، اللهم أبطل تخطيط أعداء الإسلام التي يخططونها لضرب الإسلام ولكيد الإسلام أو كيد المسلمين يارب العالمين إنك على كل شيء قدير تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

اللهم إنا نسألك أن تغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح اللهم ولاة أمورنا.

اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك يارب العالمين، اللهم انصر به دينك وأعل بها كلمتك، اللهم وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير يارب العالمين إنك على كل شيء قدير.

اللهم وفق ولي عهده لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، وانصر به الإسلام إنك على كل شيء قدير.

اللهم وفق النائب الثاني لما تحب وترضى ولما فيه الخير يارب العالمين للبلاد والعباد.

اللهم اجعل جميع ولاة أمور المسلمين عملهم خيرا لشعوبهم وأوطانهم.

اللهم ألف بين قلوب المسلمين يارب العالمين.

اللهم اقمع البدع التي تعادي دينك - دين الإسلام - الذي بعثت به نبيك محمدًا - صلى الله عليه وسلم - واجعلنا من المتمسكين بسنة رسولك كما تحب وترضى ياذا الجلال والإكرام.

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا يا رب العالمين يا رحمن يا رحيم.

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].

عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].
{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 91].

واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.







ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 12:58 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات