شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الفقه
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: بدون ترديد الاطفال - مقسم صفحات ثابتة واضحة مصحف الحصري المعلم 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 109 الكافرون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 097 القدر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 096 العلق (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 108 الكوثر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 095 التين (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 107 الماعون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 106 قريش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 094 الشرح (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 093 الضحى (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 05-08-2015, 11:18 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (092)الجهاد في سبيل الله- اقتداء أصحاب الرسول في الضبط الإداري وتحقيق الأهداف


ولقد اقتدى به أصحابه رضِي الله عنهم، في الحرص على تحقيق الأهداف والضبط الإداري وقوة التأثير.

وفي موقف أبي بكر رضِي الله عنه، من إنفاذ جيش أسامة وحروب الردة، ما يوضح ذلك الحرص وذلك الضبط وتلك القوة المؤثرة.

فقد أمَّر رسول الله صَلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد على جيش فيه عمر بن الخطاب رضِي الله عنه، فمات رسول الله صَلى الله عليه وسلم، وهو وجيشه بالجرف، وبعد موته ظهر النفاق في المدينة، وارتد كثير من العرب عن الإسلام، فرأى كثير من الصحابة عدم إنفاذ جيش أسامة، للحاجة إليه في حماية المدينة أولاً، ثم لغزو المرتدين ثانياً، وأشاروا بذلك على الصديق وممن أشار عليه عمر بن الخطاب رضِي الله عنه. فامتنع الصديق من ذلك، وأبي أشد الإباء إلا أن ينفذ جيش أسامة وقال: "والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله صَلى الله عليه وسلم، ولو أن الطير تخطفنا، والسباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين لأجهزن جيش أسامة، وأمر الحرس يكونون حول المدينة"[البداية والنهاية لابن كثير(6/304)].

ولقد حقق رضِي الله عنه الهدف فعلاً فوجه أسامة، فجعل لا يمر بقبيلة يريدون الارتداد، إلا قالوا لولا أن لهولاء قوة، ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم، فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم، ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام"[نفس المرجع(6/305)].

وفي أمر المرتدين والذين منعوا الزكاة، يكفي ذكر حديث أبي هريرة رضِي الله عنه قال: "لما توفي رسول الله صَلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رضِي الله عنه، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر رضِي الله عنه: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله)؟ فقال: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صَلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعها". قال عمر رضِي الله عنه: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضِي الله عنه، فعرفت أنه الحق"[البخاري رقم الحديث(1399 ـ 1400) فتح الباري(3/262)].

والذي يستعرض حروب الردة التي أصر أبو بكر رضِي الله عنه عليها، وأقنع بها غيره من الصحابة الذين خالفوه أولاً، فعرفوا أنه الحق، يظهر له أن ضبطه الإداري وقوة تأثيره في جنوده حرصاً على تحقيق الهدف المرسوم، قد حققت هدفه فعلاً، لا في الجزيرة وحدها بل في نشر الدعوة إلى خارج الجزيرة والجهاد في سبيل الله لرفع راية الإسلام.

وقد لخص ابن قدامة رحمه الله بعض الصفات التي تلزم للقائد لتحقيق الهدف، فقال: "وأمر الجهاد موكول إلى الإمام واجتهاده، ويلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك. وينبغي أن يبتدئ بترتيب قوم من أطرف البلاد، يكفون من بإزائهم من المشركين، ويأمر بعمل حصونهم وحفر خنادقهم وجميع مصالحهم، ويوفر في كل ناحية أميراً يقلده أمر الحروب وتدبير الجهاد، ويكون ممن له رأي وعقل ونجدة، وبصر بالحرب ومكابدة العدو، ويكون فيه أمانة ورفق ونصح للمسلمين، ويتقدم إلى من يؤمره ألا يحمل المسلمين على مهلكة".[المغني(9/202)].

فأين قادة المسلمين اليوم من هذه الخصال الحميدة؟

لقد كانت أهداف القادة المسلمين التي يحرصون على بلوغها، ويرسخونها ويضبطون جيشهم من أجلها، ويؤثرون فيه تأثيراً قوياً، لقد كانت تلك الأهداف هي إعلاء كلمة الله في الأرض، بنشر الدعوة، وحماية المستضعفين، وإقامة حكم الله، وتحقيق مصالح المسلمين، وقد حقق الله لهم ما كانوا يصبون إليه، لأنهم أعدوا له عدته وأخلصوا لله في سعيهم له. فأين قادة جيوش المسلمين الآن من هذه الخصال الحميدة؟

لقد بَدَّلوا بالحرص على تلك الأهداف، الحرصَ على مطامع شخصية لهم أو لغيرهم، وقدموا رضا الناس على رضا الله، وأحلوا محل الضبط الإداري والتأثير في الجنود بالأساليب الناجحة، القهر والعسف والطغيان، فكانت نتائجها مدمرة للجيوش والشعوب الإسلامية.

وشيدوا بدل الحصون والقلاع وحفر الخنادق، أماكن اللهو والطرب والفساد، وجهزوا أبناء الشعوب الإسلامية بآلات الطرب والرقص، بدل تجهيزهم بالسلاح ضد الأعداء، وشغلوا الشباب بأنواع الرياضة التي تبدد طاقتهم في الملاعب الرياضية وخارجها، في داخل البلدان الإسلامية وخارجها، بدلاً من ترتيب قوم في أطراف البلاد يكفون من بإزائهم من المشركين.

وولوا أمور الحروب –في الغالب- صبية سفهاء مترفين خونة أشداء على المسلمين رحماء

بأعدائهم، بدلاً ممن له رأي وعقل ونجدة وبصر بالحرب ومكابدة العدو، ويكون فيه أمانة ورفق ونصح للمسلمين. لذلك كانوا أسرع إلى تحقيق أهداف الأعداء، من تحقيق أهداف المسلمين السامية فإلى الله – وحده - المشتكى.

الفرع الحادي عشر اختبار القائد إرادة القتال لدى الجيش

معرفة القائد إرادة جيشه القتالية أو عدم إرادته، من أهم قواعد الجهاد في سبيل الله، لأن القائد واحد، والنواب الكبار قليلون لا يكفي أن يعرف إرادتهم، بل لا بد من التعرف الذي يعلم به إرادة الجيش كله أو أغلبه، ليقدم أو يحجم وهو على بصيرة من أمره، لأنه لو أقدم بهم وهم لا يريدون القتال، وهو لا يعلم ذلك منهم، يكون قد بنى خططاً وحدد أهدافاً وأعد إعداداً، مبنية كلها على أوهام، سرعان ما ينكشف له أنه قصر في اكتشافها قبل خوض المعركة، برجال لا إرادة عندهم لخوضها.

وقد كانت مشاورة الرسول صَلى الله عليه وسلم، قبل بدء المعارك من أهدافها معرفة إرادتهم القتال، كما حصل في بدر في خوض المعركة، وفي أحد في الخروج وعدمه، ولهذا عاتبه ربه عتاباً لطيفاً مسبوقاً بالعفو على إذنه لبعض المنافقين قبل أن يبلوهم. كما قال تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم ا لكاذبين}[التوبة: 43]. قال ابن جرير رحمه الله: "وهذا عتاب من الله تعالى ذكره، عاتب به نبيه صَلى الله عليه وسلم، في إذنه لمن أذن له في التخلف عنه حين شخص إلى تبوك لغزو الروم من المنافقين، يقول جل ثناؤه{عفا الله عنك} يا محمد ما كان منك في إذنك لهولاء المنافقين، الذين استأذنوك في ترك الخروج معك، وفي التخلف عنك من
قبل أن تعلم صدقه من كذبه"[جامع البيان عن تأويل آي القرآن(10/141)].

وقد سجل القرآن الكريم اختبار القائد إرادة القتال – والطاعة - عند جنوده في قصة طالوت، كما قال تعالى: {فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر، فمن شرب منه فليس مني، ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده، فشربوا منه إلا قليلاً منهم، فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين}[البقرة: 249].

نعم الفئة القليلة المريدة للقتال - من جند الله - تغلب الفئة الكثيرة، أما الفئة التي لا تريد القتال، ولو كثرت - فإنها لا تَغلِب بل تُغلَب. وعلى القائد أن يختبر جنده، حتى يصطفي الفئة المؤمنة الصابرة التي تريد القتال.

قال سيد قطب رحمه الله: "هنا يتجلى لنا مصداق حكمة الله في اصطفاء هذا الرجل، إنه مقدم على معركة، ومعه جيش من أمة مغلوبة، عرفت الهزيمة والذل في تاريخها مرة بعد مرة، وهو يواجه جيش أمة غالبة، فلا بد إذن من قوة كافية في ضمير الجيش تقف به أمام القوة الظاهرة الغالبة. هذه القوة الكامنة، لا تكون إلا في الإرادة التي تضبط الشهوات والنزوات، وتصمد للحرمان والمشاق، وتستعلي على الضرورات والحاجات، وتؤثر الطاعة وتحتمل تكاليفها فتجتاز الابتلاء. فلا بد للقائد المختار إذن أن يبلو إرادة جيشه وصموده وصبره، صموده أولاً للرغبات والشهوات، وصبره ثانياً على الحرمان والمتاعب".[في ظلال القرآن(2/268)].

هذا وقد حكى النبي صَلى الله عليه وسلم عن بعض الأنبياء، أنه نهى من تعلقت نفسه بشيء يصعب عليه أن يتجرد للقتال قبل أن يناله، نهاه أن يخرج معه للقتال، لعلم ذلك النبي أن أمثال هؤلاء لا يرجى منهم أن يحققوا الأهداف المرسومة. فعن أبي هريرة رضِي الله عنه قال: "قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: (غزا نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فقال لقومه: لا يتبعني رجل مَلَكَ بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتاً لم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنماً أو خلفات وهو ينتظر أولادها)[البخاري رقم(3124) فتح الباري(6/220) ومسلم(3/1366)].

قال النووي رحمه الله: "وفي هذا الحديث أن الأمور المهمة ينبغي ألا تفوض إلا إلى أولي الحزم وفراغ البال لها، ولا تفوض إلى متعلق القلب بغيرها، لأن ذلك يضعف عزمه ويفوت كمال وسعه فيه"[شرح مسلم(12/51)].

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 03:50 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات