شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الفقه
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: بدون ترديد الاطفال - مقسم صفحات ثابتة واضحة مصحف الحصري المعلم 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 109 الكافرون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 097 القدر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 096 العلق (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 108 الكوثر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 095 التين (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 107 الماعون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 106 قريش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 094 الشرح (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 093 الضحى (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 05-02-2015, 05:30 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (091)الجهاد في سبيل الله-الفرع العاشر: الضبط الإداري المحقق لأهداف الجهاد


إن الحرص على تحقيق الأهداف المرسومة للجيش من الصفات الملازمة للقائد المسلم، وقد كان قدوة قادة المسلمين هو رسول الله صَلى الله عليه وسلم، الذي كان يرسم الهدف ثم يسعى لتحقيقه، فقد حرص صَلى الله عليه وسلم على إيجاد مكان يهاجر إليه أصحابه، ثم يتبعهم هو إليه، وكان الهدف من ذلك أن تكون لهم قاعدة يستقرون فيها وينظمون أنفسهم، استعداداً لمجابهة المشركين وكسر شوكتهم، من أجل نشر الدعوة إلى الله، ولقد حقق صَلى الله عليه وسلم - بعون من ربه - ذلك الهدف بالهجرة إلى المدينة ومبايعة أهلها له، وما تبع ذلك من جمع أهل المدينة كلهم تحت نظام عام يحمي المدينة من الأعداء، وكان منهم المسلم ومنهم المنافق، ومنهم اليهودي ومنهم المشرك.

ثم بدأ صَلى الله عليه وسلم في بعث السرايا من أصحابه، لتدريبهم على القتال وتعرفهم على الأرض، ومعرفتهم تحركات العدو ومحاصرته اقتصادياً، فحقق صَلى الله عليه وسلم بتلك السرايا الأهداف المرسومة، وكان من أعظمها استعدادهم للقتال المسلح مع العدو، وفي معركة بدر ما يظهر تحقيق هذا الهدف[راجع كتاب الرسول القائد لمحمود شيت خطاب ص50 وما بعدها].

وكان من شدة حرصه صَلى الله عليه وسلم على تحقيق الأهداف يتولى بنفسه الإشراف على بعث السرايا وتوجيهها، والمشاركة في الغزوات وترتيب المقاتلين وتعيين أماكنهم وتنظيم صفوفهم - واقرأ هذه الآية التي نزلت ضمن آيات غزوة أحد، والتي تصور لك
حركاته صَلى الله عليه وسلم، وهو يرتب أصحابه ويحدد لهم أماكنهم، قبل المعركة ليقاتلوا عدوهم من مواقع عسكرية نافعة:{وإذ غدَوَّت من أهلك تبؤئ المؤمنين مقاعدَ للقتال، والله سميع عليم}[آل عمران: 121].

ولقد حقق صَلى الله عليه وسلم بذلك الترتيب هدفه بإذن الله، وهو هزيمة أعدائه، لولا أن بعض أصحابه خالفوا أمره الصريح عن اجتهاد خاطئ، وارجع إلى قصة هذه الغزوة تجد ذلك واضحاً، وما من سَرِيَّة بعثها أو غزوة غزاها صَلى الله عليه وسلم، إلا كان له فيها هدف وكان يحرص على تحقيق ذلك الهدف.

وكان من أهدافه صَلى الله عليه وسلم الحفاظ على أرواح أصحابه في المعارك، بل كان شديد الرغبة في تحطيم معنويات أعدائه بدون الزج بأصحابه في معارك معهم، وإذا تأمل القارئ تنظيم الرسول صَلى الله عليه وسلم أصحابه، في كتائب على هيئة مرعبة في غزوة الفتح، وما حققه فعلاً ذلك التنظيم، من إنزال الرعب في قلوب أهل مكة وحلفائهم، الذين لم يقفوا ضد جيش الإسلام وكتائبه، إلا نفر قليل ولوا الأدبار في ساعة من نهار علم صدق ما نقول.

قال ابن القيم رحمه الله: "وأمر صَلى الله عليه وسلم العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عند حطم الجبل، حتى تمر به جنود الله فيراها، ففعل، فمرت القبائل على راياتها، كلما مرت به قبيلة قال: يا عباس من هذه؟ فأقول: سليم، فيقول: ما لي ولسليم، ثم تمر به القبيلة فيقول: يا عباس من هؤلاء؟ فأقول: مزينة، فيقول: ما لي ولمزينة، حتى نفدت القبائل، ما تمر به قبيلة إلا سألني عنها فإذا أخبرته قال: ما لي ولبني فلان، حتى مر به رسول الله صَلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار، ولا يرى منهم إلا الحدق من الحديد، قال: سبحان الله يا عباس من هؤلاء؟! قال: قلت: هذا رسول الله صَلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار، قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، ثم قال: والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً، قال: قلت: يا أبا سفيان: إنها النبوة، قال: فنعم إذن".[زاد المعاد(2/182)].

إي والله: (فنعم إذن) نعم لكتائب الرحمن المرعبة التي تحمى النبوة وتحرسها وتنشر دعوتها، و كأن أبا سفيان يقول بلسان الحال والقال: لا للنبوة وحدها بدون كتائب مسلحة،نعم للحديد الذي حملته سواعد أهل الإيمان، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

ولقد كانت النبوة موجودة في مكة بحججها وبيناتها، وموجودة في المدينة بحججها وبراهينها، وبقوتها التي لم تصل إلى أن يقال لها: (فنعم إذن) أما الآن فقد وصلت إلى: (فنعم إذن) فليعتبر دعاة الإسلام وحكام الشعوب الإسلامية اليوم، إن كانوا يريدون أن يقال عنهم: (فنعم إذن!).

وفي معركة بدر كذلك حرصه صَلى الله عليه وسلم على الحفاظ على أرواح أصحابه، وعلى قتل أكبر عدد ممكن من أعدائه وأسْر أكبر عدد آخر منهم فضبط أصحابه ذلك الضبط الإداري الحازم نظمهم وصفهم ومنعهم من أن يحدثوا شيئاً إلا بعد إذنه. كما في حديث أنس، وفيه: "فقال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: (لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه) فدنا المشركون، فقال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: (قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض)[صحيح مسلم(3/1510)]. ولو أن الرسول صَلى الله عليه وسلم ترك المسلمين لأسلوب الكر والفر المعروف آنذاك - وما كان فاعلاً - لتبعثر المسلمون وهم قلة، كما تبعثر المشركون وهم كثرة، ولكنه اتبع أسلوب الصف القابل للضبط والسيطرة.

قال اللواء الركن محمود شيت خطاب [رحمه الله]: "إن تطبيق الرسول صَلى الله عليه وسلم لأسلوب الصفوف، يؤمِّن السيطرة على القوة بكاملها، ويؤمن احتياطاً للطوارئ، ويصلح للدفاع والهجوم في وقت واحد. أما أسلوب الكر والفر، فيجعل القائد يفقد السيطرة، ولا يؤمن له أي احتياط للطوارئ"[الرسول القائد ص105].

قوة تأثير القائد في جنوده

وفي الحديث السابق - زيادة على الضبط الإداري والترتيب - قوة التأثير التي كان رسول الله صَلى الله عليه وسلم يتصف بها، وينبغي لكل قائد أن يتصف بها - وإن لم يكن كقوة تأثيره صَلى الله عليه وسلم - وذلك واضح من قوله صَلى الله عليه وسلم: (قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض). ولا يعرف تأثير هذه الجملة في الصحابة البدريين، إلا من اطلع على ما سطره لهم التاريخ من بطولات لا نظير لها فيه بذلك الحشد الهائل.
و في حديث جابر رضِي الله عنه قال: "كان رسول الله صَلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه؟ حتى كأنه منذر جيش يقول: (صبحكم ومساكم…)[مسلم(2/592)].

مقامات الكتمان والإعلام

وكان من حرصه صَلى الله عليه وسلم على تحقيق الأهداف المرسومة، كتمان الأمر الذي يعزم عليه، حتى لا تحبط مساعيه قبل تنفيذها، فكان إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها، ولكنه إذا رأى أن تحقيق الهدف يقتضي الإعلام عنها وإظهارها لم يتردد في ذلك.

يظهر ذلك في قصة كعب بن مالك، وفيها: "ولم يكن رسول الله صَلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة ـ أي غزوة تبوك ـ غزاها رسول الله صَلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفراً بعيداً ومفازاً وعدواً كثيراً، فجلى للمسلمين أمرهم، ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد"[البخاري رقم 4418، فتح الباري(8/113) ومسلم(4/2120)].

وقال ابن القيم رحمه الله: "ومنها - أي من فوائد غزوة تبوك - تصريح الإمام للرعية وإعلامهم بالأمر الذي يضرهم ستره وإخفاؤه، ليتأهبوا له ويعدوا له عدته، وجواز ستر غيره عنهم والكناية عنه للمصلحة"[زاد المعاد(3/15)].

حرص القائد على سلامة جيشه من المعوقات

وكان من شدة حرصه صَلى الله عليه وسلم على تحقيق الأهداف، أنه يتفقد قبل خروجه للغزو رجاله، مَن منهم أهلٌ للغزو والقتال فيدعه، ومن ليس بأهل لصغره - مثلاً - فيرده، كما فعل مع عبد الله بن عمر وبعض أصحابه، كما كان ينصح أصحابه بتفقد سلاحهم وركابهم لئلا يخرجوا بشيء غير صالح للسفر أو القتال.

كما في حديث ثوبان مولى رسول الله صَلى الله عليه وسلم قال: "قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم في مسير له: (إنا مدلجون، فلا يدلجن مصعب ولامضعف) فأدلج رجل على ناقة صعبة فسقط فاندقت فخذه فمات، فأمر رسول الله صَلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه، ثم أمر منادياً ينادي في الناس (إن الجنة لا تحل لعاص، ثلاث مرات) [أحمد(5/275)، قال الساعاتي في الفتح الرباني في الحاشية: ك: أي رواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي (13/43)]. ومعنى: (مصعب) من له دابة صعبة القياد، ومعنى(مضعف) من له دابة ضعيفة لا تتحمل السفر أو القتال عليها.

حرص القائد على وضع السلاح في يد أهله

وكان صَلى الله عليه وسلم، كما يحرص على أن يكون السلاح صالحاً غير فاسد، يحرص كذلك على ألا يقع السلاح إلا في يد من هو أهل له، لأن الذي ليس أهلاً لحمل السلاح لا يرجى منه تحقيق الهدف به. كما في حديث أنس: "أن رسول الله صَلى الله عليه وسلم أخذ سيفاً يوم أحد فقال: (من يأخذ مني هذا بحقه؟) فأحجم القوم فقال
سماك بن خرشة: أنا آخذه بحقه، قال: فأخذه ففلق به هام المشركين"[صحيح مسلم(4/1917)].

وكذلك أمر أصحابه أن ينثروا ما في جعابهم من النبال، لأبي طلحة الذي دافع عنه دفاعاً شديداً، وكان يقول له: "نحري دون نحرك"[البخاري رقم 3811، فتح الباري(7/128) ومسلم(3/1443)].

حرص القائد على استمرار تدريب جيشه

ولشدة حرصه صَلى الله عليه وسلم على تحقيق هدف الجهاد في سبيل الله، كان ينصح أصحابه ألا يتركوا التدرب على السلاح، وقت السلم والرخاء حتى لا يقعدهم الترف عن الجهاد في أي وقت من الأوقات. كما في حديث عقبة بن عامر قال: "سمعت رسول الله صَلى الله عليه وسلم يقول: (ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بسهمه)[صحيح مسلم(3/522)].

وحذرهم صَلى الله عليه وسلم من التنافس في الدنيا الذي يلهي عن الجهاد في سبيل الله لما فيه هلاك المسلمين، فقال: (فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)[البخاري رقم 3158، فتح الباري(6/257) ومسلم(4/2273)].

وكان صَلى الله عليه وسلم يغلب عليه اللين - كما مضى - ولكنه إذا رأى ما يخشى منه الْحَوْلَ بينه وبين تحقيق الهدف المرسوم، فإنه يشتد في الضبط الإداري الذي لا يترك مجالاً للخلخلة والاضطراب. كما فعل مع أصحابه، وهو قافل من غزوة بني المصطلق، عندما اقتتل اثنان من الصحابة أحدهما من الأنصار والآخر من المهاجرين، وكادت تحصل فتنة بين المهاجرين والأنصار، وأراد رأس النفاق ابن أبي إشعالها، وفي القصة: "ثم مشى رسول الله صَلى الله عليه وسلم بالناس، يومهم ذلك حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض، فوقعوا نياماً، وإنما فعل ذلك رسول الله صَلى الله عليه وسلم ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس: من حديث عبدالله بن أبي [أي من حديثه الذي قصد منه إيقاع الفتنة بين المهاجرين والأنصار] [سيرة ابن هشام (2/290 ـ 292)]

ساق القصة بكاملها إبراهيم بن إبراهيم القريبي في رسالته "مرويات غزوة بني المصطلق" ثم قال: "الحديث رجاله ثقات، ولكنه مرسل وأورده بن جرير الطبري من هذه الطريق نفسها، وله شاهد عند ابن أبي حاتم من مرسل عروة بن الزبير وعمر بن ثابت الأنصاري، وهو مرسل جيد كما قال ابن حجر، وهو أيضاً عند ابن أبي شيبة من مرسل عروة وحده، وأصله في الصحيحين من حديث زيد بن أرقم وجابر بن عبد الله وبهذا يكون الحديث حسناً لغيره ص190 مخطوطة في مكتبة الباحث(نسخة أهداها له المؤلف، وقد طبعت الرسالة المذكورة بمطابع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والقصة فيها من صحيفة 186 إلى 190]. وفي هذا الضبط الإداري العظيم الحرص على وحدة الجيش وعدم تفككه.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 09:23 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات