شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 8 > المكتبة الضخمة المتنوعة في كل المجالات --- الاف الكتب ---- متجدد
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف حسام محمد الاجاوي 18 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الرحمن الشوربجي سورتان الفاتحة و الغاشية (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد نجيب سورة نوح برواية ورش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد نجيب 7 سور برواية حفص برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسين سيد عبد العاطي 14 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف زكرياء زيني المغربي سورة الفاتحة برواية ورش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الرؤوف الجزائري سورة سبأ برواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف بدر احمد المغربي 4 سور رواية حفص عن عاصم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف فهد بن علي قحل 7 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف يوسف الدغوش 10 سور برواية حفص برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-27-2015, 11:25 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي منهج عبد الرحمن الثعالبي في كتابه (رياض الأنس) مختصر من رسالتي للماجستير.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هادي له، وأشهد أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أمَّا بعدُ:
فهذه الوريقات هي تلخيص لمنهج المفسر العلامة عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف أبو زيد الثعالبي الجزائري المالكيّ، المتوفى سنة: 875هـ، في مصنفه: "رياض الأنس في علم الرقائق وسير أهل الحقائق"، وهي مقتبسة من الأصل، إذ هو رسالتي لنيل درجة الماجستير بجامعة العلوم الإسلامية الماليزية، دراسة وتحقيق لهذا المخطوط بأكمله، وقد تجاوزت صفحات الرسالة بعد التحقيق؛ سبعمائة ونيف من الصفحات، وسيطبع بإذن الله تعالى في المدى القريب، هذا وأسأل الله أن ينفع به إلى يوم الدين، ويكتب حسناته لي في عليين، إنه ولي المتقين، وأرحم الراحمين، وقد جمعت النسخ المخطوطة على النحو التالي: المخطوطة الليبية وهي المعتمدة في التحقيق، جعلتهاً أصلاً؛ لقلة السقط ونذرة التحريف في متنها، ووضوح خطها، ومخطوطة ثانية بالخزانة الملكية بالرباط، برقم: 2338، ورمزنا لها بالرمز (م1)، وثالثة: من المكتبة الوطنية بالرباط، ورقمها: 1262د، ورمزنا لها في التحقيق (م2)، ومخطوطة رابعة من المكتبة الوطنية في تونس، وجعلناها للاستئناس، للخرم الذي يتوسطها، والسقط الذي يعتريها.
أما عن منهج المؤلف في مصنفه فأقول وبالله التوفيق:
لقد احتوى هذا المخطوط على 164 باباً، قسمها المؤلف على ذوقه العلمي حسب ما يراه مناسباً للمقام، وقد أصاب في بعضها وأخطأ أحياناً أخرى، إذ اتضح لنا من خلال دراسة هذا المخطوط؛ أن الثعالبي يريد تأليف كتابٍ جامعٍ للرقائق والزهد في أغلب الأبواب الفقهية والإسلامية، مستعيناً بالجمع فقط بما يناسب المقام، وهو في الوقت ذاته؛ لم يوفق في اختيار بعض المواضيع، كفضل الأندلس، والحجامة، وتقليم الأظافر، لأنها لا تدخل في الرقائق أصلاً، وكان ديدنه في كتابه؛ ترقيق القلوب وحياة الزهد، بغض النظر عن كنه الخبر وموافقته للشريعة من عدمها، لكنه وفق في كثيرٍ من المواضع، فكانت نصائحه ووعظه واضحة المعالم في دخولها للقلوب وتأثيرها فيها، وقد استشهد بكثير من الأحاديث الصحيحة، وأخبار السلف الصالح، ما فيه فوائد جمة للقراء، وقد ابتدأ المؤلف كتابه بالحديث عن العلم وفضله، وسمى الباب الأول منه: "باب في طلب العلم والتعلم" فهو يشوق المدعو إلي الاستجابة وقبول الحق والثبات عليه، ثم استأنف في الباب الثاني بالحديث عن العلم لكن في حلة الترهيب، فسمى هذا الباب: "باب ما جاء فيمن لم يعمل بعلمه"، وهذا إبداع في تنظيم مادة الكتاب إذ يرغب في الطاعات والخير، ويرهب من تركها، وقد أنهى المؤلف كتابه بصفة الجنة والنار، ثم عن بعضٍ من سيرة الرسول صصص حتى وفاته، وهذا تنظيم بديع في الأبواب، وتنسيق جميل، وكأن لسان حاله يقول: بدأنا بما ينفع المسلم في حياته من أعمال صالحة، ونصحنا ووجهنا، ثم في نهاية الكتاب نذكر عاقبة الأفعال إن كانت صالحة أو طالحة.
أما عن منهجيته في التثبت من النقولات؛ فمن المعلوم أن الكثير من كتب الرقائق والوعظ؛ ينقصها التحري في رواية الأخبار من حيث صحتها، أو مخالفتها لأدلة صحيحة صريحة من الكتاب أو السنة، وكان الثعالبي -رحمه الله- قد وقع في هذا الْمُنـزلق، فكان في منهجه عدم التحري عند نقل الأخبار، بل كان الكتاب كغيره من كتب الرقائق الغير منقحة، فيورد الضعيف والواهيات من الأحاديث، بل ويورد الموضوع أيضاً،-كما فعل في تفسيره عندما يروي الرقائق-، مع ما يتحلى به الكتاب من روايات صحيحه، بل ومتفق عليها بين الشيخين، وكان منهجه الرئيس في هذا الكتاب النقل، وقلّما يأتي برأيه أو يدلي بدلوه في المواضيع التي يتطرق إليها، وقد أشار الثعالبي إلى منهجه في مقدمة كتابه فقال: "وقد جمعت في كتابي هذا من سير الصالحين والعابدين، وصفات المفضّلين وآدابهم ورقيق كلامهم؛ ما فيه حياة ودواء لقساوتها وعونا في طاعة سيرها -إن شاء الله– وجعلتها فيه رقائقَ ومواعظَ وأحكاماً وآداباً وحكاياتٍ وأمثالاً وأحاديثَ مروياتٍ عن رسول الله صصص وعن أصحابه، وعن التابعين لهم، وعن الأئمة، وعن العلماء الثقات".
وقد اختلف منهج الثعالبي باختلاف أبواب الكتاب، فأحياناً يدلي بدلوه في بداية الباب، ثم يستشهد بالنصوص القرآنية، فالأحاديث النبوية، ثم آثار الصحابة وأخبار الصالحين، ومثال ذلك قوله في باب المبادرة بالأعمال: وأوكد الأشياء لأهل التوبة والإرادة؛ المبادرة للأعمال الصالحات، وترك التسويف، وقد أمر الله -سبحانه- نبيه بالعبادة فقال: فففوَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُققق وأمر المؤمنين فقال -تعالى:- ففففَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُواققق وقال صصص: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ؛ الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ)، وقال عبد الله بن عمر: أخذ رسول الله صصص ببعض جسدي وقال لي: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وعُدّ نفسك من أهل القبور، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل مماتك، فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غداً)، وقال صصص: (ما من أحد يموت إلا ندم على ما فعل! قالوا: وما ندامته يا رسول الله؟ قال: إن كان محسنا ندم أن لو زاد في عمله، وإن كان مسيئا ندم على ما فعل)، وعن الحسن أنه كان يقول: المبادرة المبادرة رحمكم الله، فلقد كان الرجل فيما مضى إذا أتت عليه أربعون سنة عاتب نفسه وأتعبها ويقول لها: كم وإلى كم كأني بكِ قد لحقتِ بمن مضى من إخوانك، فندمتِ على ما فرطت في حياتك، ووعظ أصحابه يوما فقال: يا معشر الشيوخ؛ الزرع إذا طاب ما يصنع به؟ فقالوا: يحصد، ثم قال: يامعشر الشباب؛ كم من زرع لم يبلغ وأدركته الآفات.
وأحياناً أخرى؛ يبدأ بالأحاديث النبوية ويسردها واحداً تلو الآخر ويختم الباب بموعظة من عنده، ومثال ذلك: عندما تكلم عن فساد الزمان، ختم الباب بموعظةٍ فقال: أين القرون الخالية؟! وأين الأمم الماضية؟! قد خرجوا من القصور، وساروا إلى القبور، قد تغيَّرت وجوههم الحسان، وسالت عُيونُهم على الأكفان، وأكلت لحومهم الديدان، وصارت عظامُهُم رفاتاً، وأصبحت منازلُهُم خراباً، لا يسمعون من ناداهم، ولا يجيبون من دعاهم، أبدانهم قد بَلِيَتْ، وأخبارهم قد نُسِيَتْ، فالله الله عباد الله، انظروا في أنفسكم قبل حلول آجالكم، وانقطاع آمالكم.
ويأتي أحياناً بكلام إنشائي من عنده ويورده في بابٍ بأكمله، ومثال ذلك عندما تكلم عن الحور العين قال:
وجهها في أمان، في جنة الرحمن، لباسها المرجان، وفيها أصناف الريحان، خدّامها الولدان، مَقَامُها في أمان مطلق، لسانها التسبيح، بهجتها طيب، وريحُها لينٌ، عظامها مسك، ريقها مصفى، بصرها تام، حاجبها أَزَجّ، شعرها مقرونٌ، وجهها مشرق، قامتها معتدلة، مُفَلَّجَةً أسنانها، عنقها طويل، منكبها غليظ، مرفقها سلس، كفها رقيق، بطنها واسع، ثديها مستدير، ركبتها مركبة، ساقها معتدل، محجوبة عن جارها، محفوفة قصورها، ومياهها مسكوبة، وأوانيها منصوبة، ونمارقها مصفوفة، لا يقسى قلبها، ولا يحمل بطنها، ولا يحيض فرجها، ولا تحسد جارتها، ولا يسأم زوجها، ولا يتغير لونها، عن الله راضيةٌ، واللهُ عنها راضٍ، خلقت للمتقين، والحمد لله رب العالمين.
وقد يُفرد بعض الأبواب بالأخبار والحكايات، دون الاستشهاد بالآيات والأحاديث، ومثال ذلك؛ عندما تكلم عن كرامات الأولياء في الباب الذي سماه: برهان الصالحين، نجد أنه ساق قصص وأخبار واهية مع عدم بيان درجتها من الصحة وعدمها، وكان الأولى به أن يأتى بالأدلة من الكتاب والسنة على صحة الكرامة، وأنها معلومة في معتقد أهل السنة والجماعة، مع عدم الغلو فيها، ثم يسرد ما صح في ذلك .
وقد يفيض في بعض أبواب الكتاب بالكلام والحكايات فيكون طويلاً طولاً مُفرطاً، مثل باب برهان الصالحين، والبعض الآخر لا يتجاوز صفحة، مثل باب: ماجاء في الاغترار بالله، وأحياناً يكون سطراً واحداً، مثل باب: ما جاء في الختان.
وكان -رحمه الله- يُحَكِّمُ رأيه على بعض الأحاديث والحكايات قبل سردها، فيقول: حديث غريب، وحديث حسن، والعجيب في ذلك؛ أنه يحكم على الأحاديث برأيه الذوقي وليس الشرعي والعلمي، فمثلاً: من المعهود عند علماء الحديث أن الغالب في الحديث الذي يُحْكَمُ عليه بالغريب، يكون ضعيفاً، وقد خالف الثعالبي هذه القاعدة، فقال: حديث غريب لحديث في صحيح البخاري، ولم يبين الثعالبي مقصده من ذلك في مقدمة كتابه، وكذلك عند ذكره لأخبار بني إسرائيل، يقول أحيانا: حديث غريب، ثم يسرد الخبر.

أما العناصر التي بنى عليها الثعالبي تنظيم مادة الكتاب فتتمثل في الآتي:
1- اعتماده على رواية ورش في إيراد الآيات، وهي الرواية المنتشرة والمشتهرة عند أهل المغرب .
2- إيراد الأحاديث مُعَلَّقة من غير إسناد، وقَلَّما يذكر الراوي، سواء كان من الصحابة أو التابعين .
3- الغالب إيراده الأحاديث بالمعنى، -مما جعلنا نُثقل حواشي الكتاب لأخراج الحديث بلفظه من كتب السنة-.
4- جمعه لأحاديث مختلفة الدرجات ودمجها في لفظ واحد .
5- نادراً ما يعزو الحديث إلى مصدره من كتب السنة .
6- يفسر الآيات عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، والغالب ما يكون تفسيره مطابقاً لتفسيره في الجواهر الحسان .
7- يتعرض لبعض المسائل الفقهية، ويفيض فيها الكلام والتفصيل .
8- اعتماده على المذهب المالكي في إيراده للأحكام الفقهية، وهو مذهبه الفقهي خاصة ومذهب المغرب عامة .
9- في كثير من الأحيان؛ يأتي بأقوال ولا يذكر قائليها، كقوله: قال بعض الصالحين، قال بعض الزهاد، قال بعض الحكماء..الخ .
10- توجيهه نصائح للقراء عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، مع بيان الحكم الشرعي .
11- استشهاده بالشعر بما يناسب المقام، ونظمه للشعر أحياناً .
12- إيراده للإسرائيليات، والإكثار منها .
13- ذكره لبعض المصادر عند نقل الأخبار، وهذا قليلٌ جداً .
14- نقله بعض الأخبار من كتب الشيعة دون الإشارة إلى ذلك .
وهذا البيان بالأمثلة:
1- اعتماده على رواية ورش في إيراد الآيات، وهي الرواية المنتشرة والمشتهرة عند أهل المغرب، ومثال ذلك؛ قوله -تعالى:- فففوَمَآ أَصَـابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍققق، فالقراءة التي ذكرها المؤلف هي قراءة نافع، القراءة المشتهرة عند أهل المغرب فففبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْققق، الما الموصولة بدون الفاء، قال القرطبي -رحمه الله- تعليقاً على الآية: قرأ نافع وابن عامر فففبِمَا كَسَبَتْققق بغير فاء والباقون ففففَبِمَاققق بالفاء واختاره أبو عبيد وأبو حاتم للزيادة في الحرف والأجر.
2- إيراده للأحاديث مُعَلَّقة من غير إسناد، وقَلَّما يذكر الراوي، سواء كان من الصحابة أو التابعين، وهذا الغالب في جُلّ الكتاب، ومثال ذلك؛ قال صصص: (طلب العلم فريضة على كل مسلم).
3- الغالب إيراده الأحاديث بالمعنى، ومثال ذلك: عن أنس بن مالك أنه قال: أبطأ الوحي عن رسول الله صصص أربع ليالٍ وقيل أكثر، حتى قالوا إن محمداً قد قلاَه ربه -أي تركه وأنساه-، فكان صصص لذلك محزوناً، فقالت خديجة -رضي الله عنها:- بأبي أنت وأمي يارسول الله، مالي أراك محزوناً؟ فقال لها: (يا ابنة خويلد؛ تركني ربي أربع ليالٍ لم ينـزل عليّ فيها وحي، فلذلك تُراني محزوناً)، فنـزل عليه جبريل وخديجة معه، لم تزل فقال له: يا محمد؛ إن الله -تعالى- يقرؤك السلام، ويقول لك: اقرأ: فففوَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىققق، وإنك أحب على الله من أن يدعك، فالحديث متفق عليه، وهو مروي بالمعنى، ولفظه: عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ -رضي الله عنه-، قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صصص، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مَنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَأَنْزَلَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ:- فففوَالضُّحَى وَالَّليْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىققق.
4- جمعه لأحاديث مختلفة الدرجات ودمجها في لفظ واحد، ومثال ذلك: قال صصص (عليكم بالودود الولود، ولا تَنكحوا الحمقى؛ فإنّ صُحبتها بلاء، وأولادها ضياع)، فالحديث مختلط بين لفظين.
5- نادراً ما يعزو الحديث إلى مصدره من كتب السنة، كنقله عن البخاري وأبي داود، كقوله مثلاً: وخرّج أبو داود في كتاب السنن، قال: قال رسول الله صصص: (من شرب الخمر؛ فاجلدوه، فإن عاد؛ فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه فإن عاد في الثالثة أو الرابعة؛ فاقتلوه).
6- يفسر الآيات عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، والغالب ما يكون تفسيره مطابقاً لتفسيره في الجواهر الحسان، ومثال ذلك؛ تفسيره لقوله تعالى: فففالَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَـنُ مِنَ الْمَسِّققق، بقوله: ومعنى الآية: الذين يكْسِبُون الربا، ويفعلونه، وإنما قصد إلى لفظة الأكْل؛ لأنها أقوى مقاصدِ الناسِ في المَالِ، قال ابن عبَّاس وغيره: معنَى قوله سبحانه: فففلاَ يَقُومُونَققق، أي: من قبورِهِمْ في البَعْثِ يوم القيامة إلاَّ كما يقومُ الَّذي يتخبَّطه الشيطانُ من المَسِّ، قالوا: كلُّهُم يُبْعَثُ كالمَجْنُونِ؛ عقوبةً له وتمقيتاً عند جميع المَحْشَرِ؛ ويقوِّي هذا التأويلَ المجْمَع علَيْه أنَّ في قراءة عبد اللَّه بن مسعود: "لاَ يَقُومُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ إلاَّ كَمَا يَقُومُ المجنون" وقال في مؤلَّفِه رياض الأُنس بعد ما أورد الآية: إذا قام آكل الربا من قبره يقوم كما يقوم المجنون.
7- يتعرض لبعض المسائل الفقهية، ويفيض فيها الكلام والتفصيل، ومثال ذلك: عندما تحدث عن حد القتل فيمن يفعل فعل قوم لوط: وقال مالك -رحمه الله:- الذي يفعل فعل قوم لوط؛ رُجم، محصنا أو غير محصن، وقال غير مالك: لا يلزمه قتل، وإنما يلزمه الحد، وناكح البهيمة قالت طائفة: يقتل، وقالت طائفة يحدّ.
وكذلك عندما تحدث عن الحجر الأسود وأنه حجر من الجنة؛ قال: وقد اختلف فيه كثير من العلماء، فقال سعيد بن جبير: عن ابن عباس –رضي الله عنهما- إن الحجر الأسود كان من الجنة، كان لونه أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك، وروي أيضاً عن محمد بن الحنفية أنه سئل عن الحجر الأسود، فقال: هو من أحجار الوادي، فأخذ الطاعنون على حديث رسول الله صصص بهذا الحديث -لعنهم الله- وقالوا: كيف يكون في الجنة أحجار، وقالوا: إن كان اسودّ من خطايا أهل الشرك، فيعود لبياضه حين يسلموا، فقيل لهم: لا ينكر أن يخالف ابن الحنفية ابن عباس وعلياً وابن عمر وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود في ذلك، لأن منهم من قال بشيءٍ سمعه، ومنهم من قال باستعمال ظنه، ولذلك اختلفوا في تأويل القرآن وفي كثير من الأحاديث، فقال ابن عباس بسمعه، وقال ابن الحنفية بظنه، لأنه رآه بمنزلة غيره من قواعد البيت، فقضى عليهم أنه أخذ من حيث أخذت، والمشهور قول ابن عباس أنه من الجنة، لقول النبي صصص: (أما استلامك الحج؛ فإنه يأتي يوم القيامة وله عينان ولسان وشفتان يشفع لمن استلمه)ا.هـ .
8- اعتماده على المذهب المالكي في إيراده للأحكام الفقهية، وهو مذهبه الفقهي خاصة ومذهب المغاربة عامة، كقوله في باب الختان: قال مالك: ما يعجبني أن يختتن الطفل من سبعة أيام، فإنه من فعل اليهود -لعنهم الله تعالى-.
9- في كثير من الأحيان؛ يأتي بأقوال ولا يذكر قائليها، كقوله: قال بعض الصالحين، قال بعض الزهاد، قال بعض الحكماء..إلخ .
10- توجيهه نصائح للقراء عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، مع بيان الحكم الشرعي، ومثال ذلك؛ عندما تكلم عن وجوب صلاة الجمعة، واستدل بأحاديث كثيرة، ثم قال: فلا تتخلفوا عباد الله عن الجمعة؛ إلاّ من عذر بيّنٍ.
11- استشهاده بالشعر، فقد أضفى لِمُؤَلَّفِهِ هذا جمالاً من شعر الزهد والرقائق بما يتناسب والمقام، ولكنه لا يذكر قائل الأبياتِ إلا نادراً، ومثال استشهاده بالشعر قوله في باب طلب العلم:
تعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِـمَاً وَلَـيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وَإِنَّ كَـبِيرَ الْـــــــقَوْمِ لاَ عِلْمَ عِنْدَهُ صَــــغِيرٌ إِذَا رُدَّتْ عَلَيْهِ الْمَــــــــسَائِلُ
وإِنَّ صَغِيرَ الْقَوْمِ والْعِلْمَ عِـنْدَهُ كَبِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْـمَجَاهِـلُ
وفي النادر ما ينسب الأبيات لقائلها، كقوله: وأنشد محمود الورَّاق:
وَمَنْ أَطْلَقَ الطَّرْفَ اجْتَنَى شَهْوةً وَحَارِس الشَّهْوَةِ غَضُّ الْبَصَرِ
12- إيراده للإسرائيليات، والإكثار منها، ومن المعلوم قوله صصص: (..وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم لأنه كان تقدم منه صصص الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم، ثم حصل التوسع في ذلك، وكأن النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية، خشية الفتنة، ثم لما زال المحذور؛ وقع الإذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار"، وقسم العلماء الإسرائيليات إلى ثلاثة أقسام:
الأول؛ مقبول: وهو ما علم صحته بالنقل الصحيح عن رسول الله صصص وذلك كتعيين اسم الخضر –عليه السلام- إذ ورد فيه حديث صحيح عند البخاري، أو ما كان له شاهد من الشرع يؤيده .
الثاني؛ مسكوت عنه: وهو ما لا يعلم صحته ولا كذبه، وهذا القسم تجوز حكايته للعظة والعبرة، ولا نؤمن بصدقه ولا كذبه، امتثالاً لأمر رسول الله صصص : (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا..).
والثالث؛ مرفوض: وهو ما عُلم كذبه لتناقضه مع شريعتنا ومخالفته للعقل، ولا يصح تصديقه ولا قَبوله ولا روايته، ويجب على راوي الأخبار في كتب التفسير وغيرها التنبيه أن الخبر من الإسرائيليات .
وقد أكثر الثعالبي من أخبار بني إسرائيل لهذه الأنواع الثلاثة السالفة الذكر، فالمثال على النوع الأول وهو المسلَّم به، حديث الثلاثة الرجال من بني إسرائيل، الأقرع والأعمى والأبرص، الذي رواه الشيخان في صحيحيهما.
ومثال المسكوت عنه؛ قال الثعالبي: وحُكِيَ أنه كان في زمن بني إسرائيل شاب من أعبد الناس، ولم يكن في زمانه أجمل منه حتى بلغ خبره إلى بنت الملك، فاحتالت عليه حتى أدخلته معها في القصر فدعتْهُ إلى نفسها فقال: اتركيني أتوضأ، فأخذ الإناء ودخل الـمُستراح ودعا الله، فخرج وقد أخذه الجذام والبرص من قرنه إلى قدمه فلما رأته هربت منه وأمرت بإخراجه، فخرج ودعا الله فزال كل ما كان به ورجع إليه حسنه كما كان أول مرة بقدرة الله –تعالى-.
أما عن الوجه المرفوض من الإسرائيليات في مثل قول الثعالبي: وعن نبي من أنبياء بني إسرائيل أنه أذنب ذنباً، فأتى البحر فنادى: أيها البحر البعيد القعر، الكثير الأمواج، إني أذنبت ذنبا؛ فهل أنت مغيثي عن الله ساعة واحدة؟ فأوحى الله إلى البحر أن يجيبه، فأجابه فقال: أيها النبي؛ ما في قطرة إلا وعليها حافظ من الله، ثم أتى الجبال فنادى: أيتها الجبال الكثيرة الأشجار، الجارية الأنهار؛ إني أذنبت ذنبا، فهل أنت مغيثي عن الله ساعة واحدة، فأمر الله الجبال أن تجيبه، فقالت له: أيها النبي؛ والله ما فينا موضع ولا شجرة إلا وعين الله تراها، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، فقال: اللهم اقبض روحي، واجعلني مهملاً، ولا أحضر الحساب، فأوحى الله إليه: بل أتوب عليك يانبيي وحبيبي، وأسكنك جنتي.
فالمعنى الذي يحمله هذا الخبر؛ مخالف للكتاب والسنة، وهو باطل، إذ كيف بنبي من الأنبياء أنعم الله عليه بالنبوة يشرك بربه؛ فيتخذ واسطة مع الله -جل وعلا- لتشفع له بسبب ذنب أذنبه .
13- ذكره لبعض المصادر عند نقل الأخبار، وهذا قليل جداً، وقد حصرنا المصادر التي نقل عنها وذكرها في متن الكتاب، فتمثلت في الآتي:
1- الإمامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري، (ت: 276هـ).
2- الأنوار في علم الأسرار، عبد الرحمن الصقلي، (ت: 380هـ).
3- أنوار الفجر، أبو بكر بن العربي، (ت: 453ه).
4- إحياء علوم الدين، أبو حامد الغزالي، (ت: 505هـ)، ولم يصرح بذكر الكتاب إنما يعزو القول أحياناً لأبي حامد.
5- منهاج العابدين، أبو حامد الغزالي.
14- نقله بعض الأخبار من كتب الشيعة دون الإشارة إلى ذلك، ومن ذلك ما نقله عن الكليني في كتابه الكافي عن رجل من بني إسرائيل في قصة مطوّلة .
والأولى لأهل السنة ترك كتب أهل الأهواء لما بها من ضررٍ على الدين اللهم إلا للرد عليهم وتفنيذ أقوالهم، فالمعلوم أن كتاب الكليني قد احتوى على كفر وزندقة، وهو عمدة مراجع الشيعة الإمامية في مذهبهم.
15- استخدامه لصيغ التمريض، والإكثار منها في سرد الأخبار: كقوله: رُوي ويُروى، وحُكي ويُحكى، وقِيلَ، وقال بعض الصالحين، وسُئل أحد الصالحين، وقال بعض الأدباء، وقال بعض الحكماء، وعن بعض الصالحين...الخ.
والله تعالى أعلم.
ملاحطة: بعد كتابتي لهذه الوريقات في ملف وورد مع إدراج الحواشي للمصادر والمراجع وتخريج الأحاديث؛ وبعد أن وضعتها نسخاً في الملتقى؛ لم يندرج ما كتبت من حواشي، والله المستعان.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:58 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات