الثمار الخبيثة للعلمانية في تغريب المجتمع الإسلامي[1]
د. محمد أحمد عبدالغني
فقد أرشد الله تعالى إلى تتبع المجرمين من الكفار والمنافقين، والنظر في أفعالهم وطرقهم في هدم هذا الدين، فقال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55]، وأمر الله تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يجاهد المنافقين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 73]، وجهاد الكفار يشمل الحجة والسِّنان، أما جهاد المنافقين فهو بالحجة والبيان؛ لأن لهم حكمَ الإسلام؛ فهم يتخفَّوْن ولا يظهرون ما يعتقدون، وقد فضح الله تعالى المنافقين في كتابه الكريم في سور كثيرة: في سورة البقرة، وسورة النساء، وفي سورة التوبة التي سميت بالفاضحة؛ حتى قال بعض الصحابة رضي الله عنهم: ما زالت سورة التوبة تنزل (ومنهم) (ومنهم) حتى ظننا أنها لا تُبقِي أحدًا.
وفي سورة الأحزاب بيان عن مواقفهم وقت الشدائد، وسمَّى الله تعالى سورة في كتابه الكريم باسم هذه الفئة، وهذه الفئة مهما تخفَّتْ فإن الله تعالى يظهر ما تضغنه صدورهم وما تبطنه قلوبهم: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ﴾ [محمد 29: 30]، فهي فئة مفضوحة، يفضحها الله تعالى ويظهر خباياها؛ ليعرفها الناس ولا ينخدعوا بها، وكل إناء بما فيه ينضح.
ومن إناء العلمانية الذي ينضح بإقصاء الدين عن الحياة:
1- رفض الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، وإقصاء الشريعة عن كافة مجالات الحياة.
2- الدعوة إلى الدولة المدنية أو الديمقراطية بمرجعية إسلامية.
3- إفساد التعليم وجعله خادمًا لنشر الفكر العلماني.
4- نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية.
5- الدعوة إلى القومية أو الوطنية أو العروبة.
6- تغريب المرأة المسلمة من خلال الأساليب المتنوعة.
7- تغريب الفكر الإسلامي.
[1] التغريب: هو تذويب الأمة المحمدية، بحيث تصبح أمة ممسوخة، نسخة أخرى مكررة من الأمة الغربية الكافرة، غير أن هناك فرقًا؛ فالأمة الغربية هي الأمة القائدة الحاكمة المتصرفة، والأمم الأخرى هي الأمم التابعة الذليلة المنقادة لِما يملى عليها، فهذا هو التغريب.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك