شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الفقه
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف خالد محمد فتحي 14 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سمير البشيري المنشد 3 سور الحجرات و التغابن و عبس برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف عبد الله السالم 4 سور برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن قاري سورة السجدة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف فيصل عبد الرحمن الشدي 11 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف القارئ الشيخ اسماعيل الشيخ 12 سورة مصحف مرتل رواية حفص عن عاصم برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد المهنا 3 سور الرعد و ابراهيم و الحجر برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف ايمن شعبان الدروى 20 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف سلطان الذيابي 11 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف صالح العمري جزء تبارك كامل 11 سورة برابط واحد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-10-2015, 03:14 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (065)الجهاد في سبيل الله-المبحث الثالث: التصنيع الحربي.


قال الله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، إن الله قويٌ عزيز}. [الحديد:25].

جمع الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة بين إرسال الرسل وإنزال الكتب هداية للناس، وبين إيجاد الحديد وخَلْقه الذي يُقَوِّم به أهلُ الهدى أعداءَ الله الذين يطغون في الأرض ويعيثون فيها فساداً، فمن استجاب لهدي الله الذي تضمنه كتابه، كان من عباده المؤمنين المتقين: {هدى للمتقين} [البقرة:2]. ومن صد عن هداه وحاد الله ورسوله ففي الحديد له رادع ومؤدب.

وقد ثبت من استقراء سنن الله في هذا الكون وفي تاريخ الأمم، أن المبادئ وقوة السلاح، لا يفترقان إذا أريد للمبادئ أن تثبت وتسيطر على غيرها وتنتشر في الأرض، سواء كانت مبادئ هدى أم مبادئ ضلال، وأن الصراع بين تلك المبادئ: مبادئ الإسلام ومبادئ الكفر لا ينقطع، وفي تاريخ الرسل وأتباعهم مع أمم الكفر والطغيان شاهد.

وأن من تأخر عن الأخذ بأسباب القوة المادية المستطاعة، معرض للذلة والمهانة، وإن كان صاحب حق، وهذا ابتلاء من الله لعباده المؤمنين ليبذلوا جهدهم ومقدرتهم في سبيل نصر دينه وإعلاء كلمته، ولهذا كان لابد أن يكون السيف بجانب المصحف، لإرهاب أعداء الحق، وإلا استهانت البشرية الضالة بالدعوة إلى الله وأهلها، ومن لم يرهب عدوَّه، أرهبه عدوُّه، وقد سبق إيضاح هذا المعنى في بعض مباحث هذا الفصل.

قال ابن تيمية رحمه الله: "فالمقصود أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الله اسم جامع لكلماته التي تضمنها كتابه، وهكذا قال الله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط}. فالمقصود من إرسال الرسل وإنزال الكتب أن يقوم الناس بالقسط في حقوق الله وحقوق خلقه، ثم قال تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب} فمن عدل عن الكتاب قوم بالحديد، ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف. وقد روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن نضرب بهذا - يعني السيف - من عدل عن هذا يعني المصحف". [مجموع الفتاوى (28/263).

والحديث رواه الحاكم في المستدرك، برقم (5842) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، يقول: "بعثني عثمان رضِي الله عنه في خمسين فارسا إلى ذي خشب، وأميرنا محمد بن مسلمة الأنصاري، فجاء رجل في عنقه مصحف وفي يده سيف وعيناه تذرفان، فقال: إن هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا، فقال له محمد بن مسلمة: اجلس فقد ضربنا بهذا على ما في هذا قبل أن تولد، فلم يزل يكلمه حتى رجع) قال الحاكم: "صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه"

وآية الحديد هذه مع قوله تعالى في سورة الأنفال: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} وقد مضى الكلام عليها قريباً - وغيرها من النصوص كما سيأتي ذكر بعضها - توجب على المسلمين أن ينشئوا المصانع اللازمة التي تمدهم بالسلاح المرهب لأعداء الله وغيره من لوازم الجهاد في سبيل الله.

وذلك يشمل كل أنواع الأسلحة في جميع العصور، فإذا كان في العصور السابقة، كعصر الرسول صلّى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن بعدهم، إذا كان السيف وما شابهه، والخيل وما شابهها، هي السلاح الذي يرهب أعداء الله، وكانت هي المستطاعة في ذلك الوقت، وقد أمر الله عباده المؤمنين بها، لا على أنها القوة المأمور بها في كل وقت، بل لأنها الجزء البارز من تلك القوة في ذلك الوقت، إذا كان الأمر كذلك، فإن القوة المأمور بها في كل عصر هي القوة البارزة التي يظهر أنها الفيصل في المعارك الحربية.

ففي هذا العصر- مثلا - القوة البارزة: الطائرات الحربية المقاتلة والناقلة والشاحنة، والصواريخ والدبابات والمصفحات، والمدافع والرشاشات والقنابل والبندقيات والمسدسات، وأجهزة الاتصال على اختلاف أنواعها، وأجهزة كشف قوة العدو الجوية والبرية والبحرية، والسفن الحربية والغواصات وحاملات الطائرات، وكلما يخطر بالبال مما يوجد بيد العدو أولا يوجد، وهو مستطاع عند المسلمين.

كل ذلك يجب أن يقيم له المسلمون المصانع وأن يتفوقوا في صناعته كماً وكيفاً على أعدائهم ما داموا قادرين على ذلك وأن يكون تدريبهم على كل أنواع السلاح أرقى وأتقن من تدريبات عدوهم.

ويدخل في ذلك الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، التي يملكها أعداء الإسلام، فإنها داخلة دخولا أوليا في وجوب الإعداد الذي أمرت بها نصوص القرآن والسنة، وقد ملك هذه القوة أعداء المسلمين، وأرادوا الاستئثار بها، وحظروا على غيرهم حيازتها، ليرهبوا بها أهل الإسلام، وينجو هم من الإرهاب بها، والله تعالى قد أمر المسلمين بإعداد العدة التي يرهبون بها عدوهم، فإذا ملك عدوهم تلك القوة، أصبح فرضا عليهم صناعتها وحيازتها، ليقابلوا الإرهاب بإرهاب أشد، وإذا فرطوا في ذلك وهم قادرون على الحصول عليها بأي وسيلة من الوسائل الممكنة، فهم آثمون لا يرتفع عنهم الإثم إلا بالسعي الجاد واتخاذ كل حيلة متاحة لذلك....

وبهذا يظهر أن كل المسلمين القادرين - في هذا الزمان - آثمون كلهم لعدم، قيامهم بإنشاء مصانع الجهاد، التي تكفي لإمدادهم بما يتطلبه الجهاد في سبيل الله لأعداء الله، وإن الذين يثبطون المسلمين عن إنشاء المصانع النافعة - ولا سيما الحربية منها - خونة لا يجوز للمسلمين الركون إليهم ولا استشارتهم، لأن في ذلك تركاً للقيام بأمر الله وطاعة لأعدائه، الذين لا يمكن أن ينصحوا المسلمين بما ينفعهم إلا إذا كان ذلك النفع غير مضر بمصالحهم.

وفي أنبياء الله قدوة

ألا ترى أن الله سبحانه أمر نبيه نوحاً عليه السلام أن يصنع لنفسه ولأتباعه ممن آمن به سفينة تكون سبباً مادياً في نجاتهم؟، مع أن الله تعالى كان قادراً على أن ينجيه وقومه بدونها، وما قيمة سفينة أمام قدرة الله؟ لولا أن الله تعالى أراد نجاة أهلها.

{قال رب انصرني بما كذبون. فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا، فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم، ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون. فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين. وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين}. [المؤمنون: 26ـ29].

وعلَّم الله سبحانه نبيه داود صناعة الأسلحة فصنعها، قال تعالى: {وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم، فهل أنتم شاكرون}. [الأنبياء:80]. قال القرطبي: "هذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب، وهو قول أهل العقول والألباب، لا قول الجهلة الأغبياء القائلين بأن ذلك إنما شرع للضعفاء، فالسبب سنة الله في خلقه، فمن طعن في ذلك فقد طعن في الكتاب والسنة ونسب مَن ذكرنا إلى الضعف وعدم المنة، وقد أخبر الله عن نبيه داود عليه السلام أنه كان يصنع الدروع، وكان أيضاً يصنع الخوص، وكان يأكل من عمل يده، وكان آدم حراثاً ونوح نجاراً ولقمان خياطاً}. [الجامع لأحكام القرآن (11/321)].

وإذا كان الله سبحانه قد أمد بعض أنبيائه بأسباب مادية بلا صنع منهم، كما جعل الريح طوع أمر سليمان عليه السلام – مثلاً - فإن الله تعالى قد أمد البشرية في هذا العصر بما أدهش العقول، وهو مسخر لكل عامل، مسلما كان أم كافرا.

من جد وجد ومن عـزَّ بـزَّ.

وها هم أعداء الله الكفار قد استغلوا كل ما بلغته طاقتهم، ووصل إليه جهدهم، ولا زالوا في نشاط متواصل لاستغلال ما سخره الله. وفضل الله الدنيوي مفتوح لكل مجد في تحصيله لا فرق بين مسلم وكافر. ولما لم يطلب المسلمون ذلك بجد صاروا من سقط المتاع، وذيلاً للأعداء مع قدرتهم المعطلة التي لو استغلوها، لكانوا على غير هذا الوضع المزري.

قال سيد قطب رحمه الله: "ويحسن أن تعرف حدود التكليف بإعداد القوة فالنص يقول: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} فهي حدود الطاقة إلى أقصاها، بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سبب من أسباب القوة يدخل في طاقتها، كذلك يشير النص الى الغرض الأول من إعداد القوة: {ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} فهو إلقاء الرعب والرهبة في قلوب أعداء الله، الذين هم أعداء العصبة المسلمة في الأرض، الظاهرين منهم الذين يعلمهم المسلمون ومن وراءهم ممن لا يعرفونهم، والمسلمون مكلفون أن يكونوا أقوياء، وأن يحشدوا ما يستطيعون من أسباب القوة، ليكونوا مرهوبين في الأرض، ولتكون كلمة الله هي العليا وليكون الدين كله لله. ولما كان إعداد القوة يقتضي أموالاً، وكان النظام الإسلامي يقوم على التكافل، فقد اقترنت الدعوة الى الجهاد بالدعوة إلى إنفاق المال في سبيل الله: {وما تنفقوا من شيء يوف إليكم وأنتم لاتظلمون}. [في ظلال القرآن الكريم (10/1544)].

وقيام المسلمين بإنشاء مصانع جهادية، هو فرض عليهم، ما كانوا قادرين على ذلك، لأنهم به يستغنون عن عدوهم، ويحفظون أسرارهم وأموالهم والخيرات التي أنعم الله بها عليهم في بلادهم، ويطورون صناعاتهم على حسب الحاجة والمصلحة، ويأمنون من خيانة عدوهم الذي يشترون السلاح منه، لأنه غالباً لا يبيعهم إلا السلاح الذي لا يصلح لدفع عدوانه عنهم، إذ يصنع لنفسه أسلحة متفوقة في الهجوم والدفاع، ويحظر على المسلمين الاطلاع عليها، مع أنه - أي العدو - يعلم خفايا أسلحة المسلمين التي بأيديهم، لأنه هو الذي صنعها لهم، فيكون بذلك قادراً على حرب المفاجأة، والمسلمون غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم بالأسلحة التي بين أيديهم، إضافة إلى احتكاره قطع الغيار التي يستطيع حظرها على المسلمين وقت ما يشاء، فيبقى سلاحهم شبيها بقمامات مكدسة، لا يستفيدون منها شيئا عند الحاجة.

وليس معنى هذا أن المسلمين لا يشترون السلاح من أعداء الله الكافرين، قبل أن يستغنوا بمصانعهم التي يقيمونها هم، بل يجب أن يشتروا منهم الأسلحة، عندما لا يكونون قادرين على صنعها بأنفسهم، أو لا يجدونها عند بعضهم من المسلمين، ولكن يجب عليهم – أيضاً - أن يسعوا لإنشاء المصانع المستطاعة.

وعندئذ يكونون ممتثلين أمر الله سبحانه في الإعداد، وعليهم أن يجتهدوا في اختيار الدول التي يشترون منها السلاح، وأن يتثبتوا لأنفسهم من جودته، وأن يكون سعره مناسباً قدر الاستطاعة. فقد يكون العدو الكافر الذي يبيع المسلمين أسلحته، ليس بينه وبين المسلمين حرب مباشرة، بل تكون الحرب بينهم وبين كافر آخر، ولكن هذا العدو المحارب يستمد مؤنه وذخائره من العدو الكافر الآخر الذي يبيع السلاح للمسلمين، فعلى المسلمين أن يجتهدوا في أن يكون السلاح الذي يشترونه منه، مثل السلاح الذي يبيعه لعدوهم المحارب، إذا لم يمكن أن يكون أقوى منه، وأن يستعملوا في سبيل الحصول على ذلك كل الوسائل المادية، التي تجبر البائع على الاستجابة لطلبهم، فإنه قد يكون في حاجة إلى شراء بعض المواد من المسلمين، وعليهم أن يستغلوا حاجته كما يستغل هو حاجتهم.

أما العدو المحارب فإنه من الصعب على المسلمين الحصول على أسلحته، إلا من طريقين: الطريق الأول: وقوع أسلحته في أيدي المسلمين غنيمة في ساح القتال، وهذا ما كان يحصل للمسلمين في حروبهم ضد أعدائهم في كل العصور ولا زال.

الطريق الثاني: الحصول عليه من قبل شركات أجنبية تبتاع منه السلاح وتبيعه، وفي هذه الحال إذا ثبت للمسلمين أن في شراء هذا السلاح مصلحة راجحة لهم ومضرة على عدوهم، فعليهم أن يبتاعوه، وأن يكونوا حذرين من أن يكون العدو أراد أن يخدعهم عن طريق تلك الشركة بهذا السلاح، حيث يظنون أنه نافع وهو في الواقع ضار لهم.


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 03:36 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات