شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: بدون ترديد الاطفال - مقسم صفحات ثابتة واضحة مصحف الحصري المعلم 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 109 الكافرون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 097 القدر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 096 العلق (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 108 الكوثر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 095 التين (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 107 الماعون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 106 قريش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 094 الشرح (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 093 الضحى (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 09-11-2014, 04:34 PM
ملتقى اهل التفسير ملتقى اهل التفسير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
افتراضي أهمية الدين في حياة الناس ودلالاتهُ بالقرآن

يتردد كثيراً بين الناس السؤال حول أهمية الدين في حياة الإنسان وهل من الضروري أن يكون للإنسان ديناً يتبعهُ ؟
وهل الدين إنما وجد ليكون لله أم للبشر ؟؟
في ردنا على مرجعية الدين فإننا نستشهد بالآية الكريمة من سورة النحل : وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) .
أما بخصوص أهمية الدين في حياة الإنسان فلمعرفة هذا الأمر علينا أن نقارن بين الإنسان وبين المخلوقات المحيطة به ، ثم نُقارن بين الإنسان صاحب الدين وبين الإنسان البعيد عن الدين !!
في مقارنتنا الأولى دعونا ننظر من حولنا قليلاً ونراقب المخلوقات التي تحيط بنا ، ونسأل أنفسنا سؤالاً واحداً ، من أفضل حالاً ، الطير كمثال على المخلوقات الحية من حولنا أم نحن أي بني الإنسان ؟؟
فنحن كبشر نشترك مع المخلوقات جميعاً بكوننا عبارة عن أمم وجماعات وذلك تصديقاً لقول الله العزيز القدير في سورة هود : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) . والدليل العملي والعلمي على شراكتنا هذهِ نحصرهُ في ثلاث أهداف ، فكل المخلوقات الحية منذ الولادة حتى الممات لها أهداف رئيسية ثلاثة في الحياة وهما : المأكل والسكن والعائلة .
وسبحان الله فإننا نجد عند المقارنة بأنَّ كل المخلوقات الحية لا تجد أي صعوبة في الحصول على هذهِ الأهداف ما عدى الإنسان ، فالطير مثلاً عندما يكبر ، كل ما عليه فعلهُ هو أن يبحث عن طعامه وشرابه ، لقوله تعالى في سورة الملك : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) ، أما الإنسان فعليه أن يعمل لدى الإنسان الآخر الذي لديه طعام ، حيث قال سُبحانه وتعالى في سورة النحل : وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) .
الطير يبني عشه بكل مهارة وفن وإتقان دون مساعدة طير آخر وكل بيوت الطيور متشابه لا إختلاف بينها ، فليس هناك طائر غني يسكن القصور وطائر فقير يسكن المقابر ، عكس الإنسان تماماً .
الطير عندما يكبر يبحث عن أنثى وبمجرد الإلتقاء يتزاوجا وينجبا الذرية دون مشاكل أو مصاعب ، ولا وجود لطائر ذكر أعزب او طائر أنثى عانس ، أما الإنسان فحدث ولا حرج ، فهناك الموت وهناك الحروب وهناك الجرائم بسبب وجود أنثى الإنسان مع ذكر .
إذاً أين الفرق وأين التميز عند الإنسان ؟
نعود للدين وللقرآن تحديداً , فنجد آيات كريمات في سورة التين قد إختصرت هذا الموضوع كله بكلمات معدودات ، حيث جاء قولهُ تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)).
إذاً فالإنسان عندما خلقهُ الله من طين الجنَّة الطاهر النقي , خلقهُ في أحسن صورة وأكمل خليقة وأفضل مكانة من بين الخلائق لقولهِ تعالى ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)) ، فبسبب مكانتهِ المرموقة والرفيعة عند رب العالمين أي في الجنَّة كان يأتيه الطعام الذي يشتهي دون تعب أو شقاء ، وكان يجد المسكن الذي يتمنى دون أن يبني أو يعمر ، وكان يتزاوج مع من يرغب ويشاء أويتمنى دون مشاكل أو حرج , وهو بذلك كان أحسن المخلوقات كما جاء في سورة طه : إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) .
ولكن وبعد خطيئته في عصيانهِ لأوامر الخالق سبحانه ، جعلهُ الله أسفل خلقهِ أي أقل حضارة ورفاهية من أسفل المخلوقات وأقلها قيمة وشأناً في الأرض ، حيث نقراء في قولهِ تعالى ( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)) حيث جاء وصف أسفل سافلين هنا إنما للدلالة على المميزات المعدومة لدى الإنسان بشكل عام وذلك في الحصول على الإهداف المشتركة الثلاث آنفة الذكر والخاصة بالغذاء والمسكن والتزاوج مقارنة مع باقي المخلوقات من حولهِ .
نستدل هُنا ونؤكد تفسيرنا لمعنى ( أسفل سافلين ) بقولهِ تعالى في سورة طه : قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)) ، ودليلنا الملموس من حياتنا كبشر ، نجد أنَّ الإنسان عدو أخيهِ الإنسان ( جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) حيث لا بدَّ للإنسان ان يُذِل نفسه لأخيه الإنسان كي ينال حاجاته الأساسية ، وهو ما جاء وصفهُ كمعيشةٍ ضنكا ، وبالمقابل فإننا لا نجد تلك العداوة بين المخلوقات الأخرى ذات الجنس الواحد .
وتفسيرنا للضنك هُنا إنما نجدهُ في أن يكون الإنسان ذليلاً عندما يأكل ،وذليلاً عندما يسكن ، وذليلاً عندما يتزاوج .
فبخصوص الطعام فإننا نعلم بأنَّ طعام الإنسان لا بُدَّ أن يُجهَّز مُسبقاً وذلك سواءاً من قبلهِ أم من قبل أُناسٍ آخرين ، ولا ننكر هُنا التميُيز في طعام الإنسان وعدم صبره على طعام واحد كما جاء في قولهِ تعالى في سورة البقر من آية 61 : وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا )، ولكن هذا التمييُز في الطعام إنما جاء ليُحاكي ولو بنسبة ضئيلة ذلك الطعام الذي كان يحصل عليهِ في الجنَة ، وهو ما إعتاد عليهِ هُناك ومن هُنا تأتي معاناته في الأرض وذلك لمحاولته ألحصول على الطعام المُناسب ولعدم إكتفائهِ بطعام واحد ، أما باقي المخلوقات فطعامها التي إعتادت عليه تجدهُ جاهزاً أمامها على الدوام دون عناء يُذكر .
أما كون الإنسان ذليل عندما يسكن ، فذلك بسبب كون مسكنهُ الذي إعتاد عليهِ في الجنَّة لن يجدهُ أبداً على الأرض ، حيث جاء في سورة الفرقان وصف مسكن الإنسان في الجنَّة : تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10) ، ولكي يبني الإنسان مسكناً ولو قريباً في رفاهيتهِ من سُكنا الجنَّة ، فهو يحتاج إلى العديد من البشر كي يتم إنجاز هذا الشيء ، وحاجتهُ هذهِ إنما هي نوعٌ من الذل .
أما المخلوقات الأرضية الأخرى فهي تمتلك المهارة الذاتية لتبني البيت الذي يُناسبها تماماً ، أو لتجده دون عناء أو مشقة عند بحثها عنهُ .
والإنسان ذليل أيضاً عندما يطلب الزواج ، ففي الجنَّة لكل فرد لهُ زوجهُ الذي يُناسبهُ تماماً ، لقولهِ تعالى في سورة التكوير : وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) فالزوج عادةً وكما هو معروف إنما يكون هو النصف الآخر الذي إن إكتمل وجودهما معاً تكون سعادتهما ومعيشتهما كاملة لا يعتريها أي نقصان ، والإنسان على الأرض إنما يحن لزوجهِ الحقيقي ذاك الموجود قي الجنَّة ، فنجده باحثاً ومستقصياً وطالباً وأحياناً مستجدياً لكي يرتبط بزوجٍ ما على أمل أن يكون ذلك الزوج المناسب له دون غيره ، ولن يكون لهُ ذلك ، فشتان بين إختيار الخالق وبين إختيار المخلوق ، أما عند المخلوقات الأخرى فأغلبية الأزواج متشابهين في كل شيء ، فلا يوجد تمييُز بين زوج وآخر أو أفضلية ، فكلهم بالسعادة الزوجية سواسية .
إذاً مما سبق نستنتج بأنَّ كل الصفات التي يبحث عنها الإنسان موجودة عند الآخرين من بني جنسهُ والمتفضلين عليه برزق الله ، وعلى الإنسان الأقل رزقاً الحصول على أهدافهِ تلك بطريقة ما .
لتعود سورة التين وتقول لنا بأنَّهُ هُناك إستثناء بخصوص البشر المتفضلين ببعضهم عن بعض برزق الله ، حيث جاء فيها : إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) ، وهذا الإستثناء نجدهُ عند الإنسان الذي يملك إيمان صادق ، والذي يعمل الصالحات من منطلق ديني إيماني وليس من منطلق إنساني أناني ، وهؤلاء يتميزون عن البشر الغير مؤمنين بكونهم مدركون لحقيقتهم كمخلوقات من خلق الله كسائر خلقه ، ومعترفون بذنبهم أمام الله ، لذلك فإننا نجدهُم يسعون دوماً من خلال دينهم الذي إرتضاه الله لهم ، أن يعودوا لملكهم الذي كانوا عليه في الجنَّة ، أي لكمال الخلق ورفاهية الخالق سبحانهُ .
إذاً التميُيز والتفرد بطلب الأهداف المشتركة الثلاث كالطعام والمسكن والزوج مقارنتاً بباقي المخلوقات إنما هو حقيقي وهو مزروع في كل إنسان على الأرض ، وهو أيضاً موجود في غريزتهِ وفي حُبهِ للبقاء كباقي المخلوقات من حولنا ، ولكنه لن يحصل عليه كما يتمنى أو كما تحصل عليهِ أقل المخلوقات شأنا ، أما المؤمنين بالله وباليوم الآخر والذين يرفقون ذلك الإيمان بعمل الصالحات لا يمكن أن يكونوا في أسفل السافلين إسوةً بالكافرين والمُنافقين من باقي البشر ، لقولهِ تعالى في سورة القلم : أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) .
إذاً المؤمنون بالله والذين يعملون الصالحات إنما هُم في وضع أفضل بلا شك وهم في مرحلة إنتقالية لا أكثر ولا أقل ، ونهايتهم من هذا العذاب سوف تكون مضمونة ، فلقد تعهد الله بتنجيتهم من العذاب وذلك تصديقاً لقولهِ تعالى في سورة مريم : ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) .
هذهِ هي حقيقة الإنسان وهذهِ هي علاقة الإنسان بدين الإسلام ، فالإنسان من غير دين الإسلام يكون أقل مكانة من أقل مخلوقات الله مكانة وشاناً ، ومع دين الإسلام فقط إنما يكون في أحسن تكوين وأعظم رفاهية وأجَّل سعادة لتستمر معه في الجنّة عند لقاء ربهِ سبحانهُ وتعالى .

والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سي المرسلين محمد إبن عبد الله وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين .

محمد محمد سليم الكاظمي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 05:20 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات