شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة ------- الصوتية
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: بدون ترديد الاطفال - مقسم صفحات ثابتة واضحة مصحف الحصري المعلم 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 109 الكافرون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 097 القدر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 096 العلق (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 108 الكوثر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 095 التين (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 107 الماعون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 106 قريش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 094 الشرح (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 093 الضحى (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 08-20-2014, 01:01 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي محاضرة :مصادر الفكر اليهودي المحاضر: د. عماد الدين عبد الله طه الشنطي

الفصل الأول
مصادر الفكر اليهودي


المبحث الأول: العهد القديم
المبحث الثاني: التلمود


المبحث الأول
العهد القديم
أطلق على أسفار اليهود اسم العهد القديم، تمييزاً لها عما عند النصارى من أسفار أطلق عليها العهد الجديد.
ويقال بأن أول من أطلق اسم العهد القديم على أسفار اليهود هو (بولس) في رسالته إلى أهل كورنثوس الثانية (بل أعميت بصائرهم لأن ذلك البرقع نفسه باق إلى يومنا هذا غير مكشوف عند قراءة العهد العتيق).( )
والمراد بكلمة العهد في كلتا التسميتين (العهد القديم، والعهد الجديد) ما يرادف الميثاق، الأول مع موسى ، والثاني مع عيسى .( )

أولاً: مكونات العهد القديم
وتنقسم أسفار العهد القديم إلى أربعة أقسام:( )
1-كتب موسى أو الأسفار الخمسة أو البانتاتيك (التوراة):
والأسفار الخمسة التي يشتمل عليها هذا القسم هي:
أ-سفر التكوين: (Genese = أصل أو تكوين)
يحتوى هذا السفر على خمسين (50) أصحاحاً، يتعرض فيها لتاريخ العالم من تكوين السموات والأرض، وقصة آدم، ونوح، والطوفان، وسام، وحام، وياقث، وإبراهيم، وتركز على سلالته ممثلة في إسحاق ويعقوب، وينتهي بيوسف واستقراره في مصر ولحاق يعقوب وأبنائه الأحد عشر به.( )
ب-سفر الخروج: (Exode = الخروج)
يتكون من أربعين إصحاحاً (40)، وتهتم هذه الأسفار بتاريخ بني إسرائيل في مصر، واضطهاد الفراعنة لهم، وخروجهم من مصر مع موسى ، ومرحلة التيه التي قضوها في صحراء سيناء، ويشتمل بجانب ذلك على بعض الشرائع في العبادات والمعاملات.( )
ج-سفر اللاويين: (Levitiques= الطقوس الكهنونية)
يقع هذا السفر في سبعة وعشرين إصحاحاً (27)، وسمي باللاويين؛ لأن القائمين على معظم الشئون الدينية (أضاحي – قرابين) هم اللاويون، وهم سدنة الهيكل، واللاويون من نسل (لاوي) أو (ليفي) أحد أبناء يعقوب، وهي القبيلة التي ينتمي إليها موسى وهارون، ومن ثم نسب هذا السفر للاويين لأنهم هم الذين يشرفون على ما في هذا السفر من عبادات وشرائع.( )
د-سفر العدد: (Nomberes = تعداد)
يشتمل هذا السفر على ستة وثلاثين إصحاحاً، وسمى بذلك؛ لغلبة الأعداء في إصحاحاته، إذ اهتم هذا السفر بإحصاء تفصيلي دقيق لقبائل بني إسرائيل، وجيوشهم، وأموالهم، والذبائح، والمدن، بجانب بعض الأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات.( )
هـ-سفر التثية: (Deuteronome = تثنية الشريعة)
يقع هذا السفر في أربعة وثلاثين إصحاحاً، ويهتم هذا السفر بأحكام الشريعة اليهودية المتعلقة بالحرب، والسياسة، الاقتصاد، وسمى بالتثنية؛ لأن قيه إعادة للشريعة على بني إسرائيل مرة ثانية عند خروجهم من سيناء.( )

2-الأسفار التاريخية:
وهي اثنا عشر سفراً، وهي:
1-يوشع 2-القضاة 3-راعوث
4-صموئيل الأول 5-صموئيل الثاني 6-الملوك الأول
7-الملوك الثاني 8-أخبار الأيام الأول 9-أخبار الأيام الثاني
10-عزرا 11-نحميا 12-استير
وتعرضت هذه الأسفار لتاريخ بني إسرائيل بعد دخولهم أرض كنعان واستقرارهم فيها، وتتحدث عن ملوكهم والحوادث البارزة لديهم.( )

3-أسفار الأناشيد أو الأسفار الشعرية:
وهي عبارة عن مواعظ دينية مؤلفة تأليفاً شعرياً، وعددها خمسة أسفار وهي:
1- سفر أيوب 2- مزامير داود 3- أمثال سليمان
4- الجامعة 5- نشيد الأناشيد.( )

4-أسفار الأنبياء:
وعددها سبعة عشر سفراً، هي:
1- أشعيا 2- أرميا 3- مراثي أرميا 4- حزقيال
5- دانيال 6- هوشع 7- يوئيل 8- عاموس
9- عوبديا 10 - يونس أو يونان 11- ميخا 12- ناحوم
13- حبقوق 14 – صفنيا 15- حجي 16- زكريا
17- ملاحي أو ملاخيا
وهؤلاء يعتقد اليهود بنبوتهم، وأنهم أُرسلوا إلى بني إسرائيل، ماعدا يونس أرسل إلى أهل نينوي.( )
ثانياً: تحريف التوراة
لقد أخبرنا القرآن الكريم في العديد من آياته عن قيام اليهود بتحريف التوراة وليّهم ألسنتهم بالكتاب حسب أهوائهم، زاعمين أنه من عند الله،وما هو من عند الله بل هو من عند أنفسهم.
إذ لو كان من عند الله لسَلِمَ على الأقل من التناقض بين فقرات السفر الواحد فيه، وكذلك التناقض بين أسفاره المختلفة، وهذا ما لا نجده في أسفار العهد القديم، مما يدل على أنه من عند أنفسهم.
بل القارئ للعهد القديم يتوصل إلى أنه عبارة عن مجموع متنافر في مضمونه، يتكون من أسفار كُتبت على مدى سبعة قرون على أقل تقدير،إذ كل سفر يهتم بجانب معين؛ فالكتب التاريخية تتحدث عن تاريخ اليهود منذ دخولهم أرض الميعاد -كما يزعم اليهود- (نهاية القرن 13ق.م) حتى النفي البابلي (6.ق.م)، فسفر القضاة يدور حول الدفاع عن اليهود – كشعب الله المختار على زعمهم- ضد أعدائه الذين يكيدون له، وسفرا صمويل والملوك تتحدث عن صمويل وسليمان، وأسفار أخبار الأيام وعزرا ونحميا عبّر فيها مؤلفوها عن الفترة التاريخية التي عاشوا فيها (4.ق.م) إذ تناولوا فيها التاريخ منذ الخلق حتى ذلك العصر، وبقية الكتب تتحدث عن واقع اليهود في فترات زمنية متباعدة.( )
ولا أريد أن أتطرق إلى الناحية التاريخية في بيان تحريف اليهود لكتبهم؛ لأن كثيرًا من العلماء ذكروا ذلك في مؤلفاتهم،( ) ولكن سأذكر نماذج من التناقضات الموجودة في العهد القديم، والتي تدل على التحريف الذي أصاب هذا الكتاب.

وبالنظر إلى التناقض في العهد القديم، فإنه يشتمل على:
1- التناقض بين أسفار التوراة الخمسة.
2- التناقض بين الأسفار الخمسة وبقية أسفار العهد القديم.
3- التناقض بين نسخ التوراة المختلفة (العبرية، اليونانية، السامرية).

1-التناقض بين أسفار التوراة الخمسة:
سواء كان التناقض في سفر واحد أو أكثر.
أ-التناقض في سفر واحد:
-ما ورد في سفر التكوين:
أن الله غضب في زمن نوح على النوع الإنساني، فجعل أعمار البشر لا تتجاوز (120) سنة، ثم جاء بعد ذلك ذكر لأعمار أولاد نوح منهم من عاش (600) سنة، أو (400) سنة، مما يظهر التناقض بشكل واضح ففي سفر التكوين:
"فقال الرب لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد. لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة". ( )
وفي نفس السفر:
"هذه مواليد سام. لما كان سام ابن مائة سنة ولد أرفكشاد بعد الطوفان بسنتين. وعاش سام بعدما ولد أرفكشاد خمس مئة سنة وولد بنين وبنات. وعاش أرفكشاد خمسًا وثلاثين سنة وولد شالح. وعاش أرفكشاد بعدما ولد شالح أربع مئةٍ وثلاث سنين وولد بنين وبنات....". ( )
فالتناقض واضح بين هاتين الفقرتين؛ إذ تقرر الفقرة الأولى أن عمر الإنسان لن يزيد عن مئة وعشرين سنة، في حين تذكر الفقرة الثانية أن عمر سام ابن حام (600) سنة، وعمر أرفكشاد بن سام (438) سنة، وعمر فالج بن عابر (239) سنة، وعمر سروج بن رعُو (230) سنة.
-ما ورد في سفر التكوين:
عندما أمر الله نوحاً أن يأخذ معه الفُلكَ (من كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرًا وأنثى من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها ومن كل دبابات الأرض كأجناسها. اثنين اثنين من كل تُدخل إليك لاستبقائها).( )
وفي الإصحاح السابع أيضًا (من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرًا وأنثى. ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرًا وأنثى. ومن طيور السماء أيضًا سبعة سبعة ذكرًا وأنثى لاستبقاء نسل على وجه الأرض).( )
ب-التناقض بين الأسفار المختلفة: ومثاله
-ما ورد في سفر التثنية:
"لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب".( )
وبالنظر في سفر التكوين نجد أن "فارض ابن زنى من يهوذا، وأمه ثامار( ) وأن داود هو البطن العاشر من فارض قد دخل في جماعة الرب وحل روح الرب عليه".( )
-ما ورد في سفر صموئيل الثاني:
"فأتى جاد إلى داود وأخبره وقال له تأتي عليك سبعُ سني جوع في أرضك أم تهرب ثلاثة أشهر أمام أعدائك وهم يتبعوك....".( )
وذكر في أخبار الأيام ما يخالف ذلك: "فجاء جاد إلى داود وقال له هكذا قال الرب اقبل لنفسك إما ثلاث سنين جوع أو ثلاثة أشهر هلاك...".( )
فصموئيل ذكر سبع سنين جوع، في حين ذكر سفر الأيام أنها ثلاث سنين.
2-التناقض فيما بين التوراة (الأسفار الخمسة) وبقية أسفار العهد القديم:
أ-ما جاء في سفر التثنية:
فعندما فني جميع رجال الحرب بالموت من وسط الشعب. كلمني الرب قائلاً: أنت مارٌ اليوم بتخم موآب بعار. فمتى قربت إلى تجاه بني عمون لاتعادهم ولا تهجموا عليهم. لأني لا أعطيك من أرض بني عمون ميراثًا. لأني لبني لوط قد أعطيتها ميراثًا".( )
ولكن بالنظر إلى سفر يشوع نجد الأمر مخالفاً لما سبق ذكره إذ يقول:
"وأعطى موسى لسبط جاد بني جاد حسب عشائرهم. فكان تخمهم يعزير وكل مدن جلعاد ونصف أرض بني عمون إلى عروعير...".( )
ففي النص الأول ينهاهم عن الاعتداء على بني عمون، وتحريم أرضهم عليهم، والثاني يعطي نصف أرض بني عمون لسبط جاد بني جاد.
ب-من أمثلة ذلك ما يقوله سفر الملوك الثاني:
"وكان يهوياكين ابن ثماني عشر سنة حين ملك".( )
وفي سفر أخبار الأيام الثاني يقول: "وكان يهوياكين ابن ثماني سنين حين ملك".( )
ج-ما ورد في الاصحاح الخامس والسادس من سفر صموئيل الثاني:
من أن داود جاء بالتابوت بعد محاربة الفلسطينيين".( )
في حين يذكر الاصحاح الثالث عشر والرابع عشر من سفر أخبار الأيام الأول؛ أن داود جاء بالتابوت قبل محاربة الفلسطينيين.( )
فالحادثة واحدة، فكيف يأتي بالتابوت في هذه قبل المعركة، وفي الأخرى بعد المعركة ؟ إن هذا دليل على افتراء اليهود على الله ونسبتهم الكذب إليه.
3-التناقض بين نسخ التوراة المختلفة (العبرية – اليونانية – السامرية):
فصّل الكثير من العلماء في بيان التحريف الحاصل في العهد القديم من خلال بيان التناقض الموجود بين النسخ الثلاث المشهورة عند اليهود.
وهذه النسخ الثلاث هي:
أ-النسخة العبرية:
وهي المعتمدة عند اليهود، وجمهور علماء البروتستانت، وعدد أسفارها تسع وثلاثون(39) سفرًا فقط.( )
ب-النسخة اليونانية (السبعينية):
وهي المعتمدة عند الآباء الأولين من الحواريين إلى القرن الخامس عشر، وسميت بالسبعينية لما يقوله اليهود من أن سبعين عالمًا من علماء الإسكندرية تحت رعاية بطليموس الثاني (282-246ق. م) ترجموا الأسفار الخمسة الأولى إلى اليونانية في النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد، أما بقية أسفار العهد القديم فقد ترجمت في الفترة بين سنة (250-100ق.م).( )
وكان الاعتقاد أن النسخة العبرية محرفة، واليونانية صحيحة، إلا أن الأمر عُكس، فأصبحت المحرفة صحيحة والصحيحة محرفة، وأسفارها ست وأربعون(46) سفرًا، وهي معتمدة عند الكاثوليك والأرثوذكس.( )
ج-النسخة السامرية:
وهي المعتمدة عند اليهود السامريين، وتشتمل على خمسة(5) أسفار فقط، وهذه الأسفار الخمسة ليست ترجمة بل هي النص العبراني نفسه مكتوبًا بالحروف السامرية أو العبرانية القديمة.( )
أما التحريف الذي بينه العلماء فيما يتعلق بهذه النسخ الثلاث، فإنه يكاد ينحصر في ثلاثة أنواع، وهي:
‌أ- تحريف الألفاظ بالتبديل.
‌ب- تحريف بالزيادة.
‌ج- تحريف بالنقص.

أ-تحريف الألفاظ بالتبديل:
ومثال ذلك:( )
• الزمان من خلق آدم  إلى طوفان نوح ، وفق النسخة العبرية ألف وستمائة وست وخمسون سنة (1656)، وحسب النسخة اليونانية ألفان ومائتان واثنتا وستون سنة (2262)، والنسخة السامرية تذكر أنه ألف وثلاثمائة وسبع سنين (1307).( ) فالاختلاف والتناقض واضح بين هذه النسخ، بحيث يصعب أن يوفق بينها أبدًا.
• جاء في النسخة العبرانية في سفر التثنية: "حين تعبرون الأردن تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال (في نابلس) وتكلسها بالكلس".( )
وفي النسخة السامرية: "ويكون إذ يدخلك الله إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إلى هناك لوراثتها تجعل البركة على جبل جرزيم واللعنة على جبل عيبال".( )
ففي النسخة العبرية أمر موسى  ببناء بيت الرب – على زعمهم – على جبال عيبال أحد جبال نابلس، وفي النسخة السامرية جبل عيبال حلّت عليه اللعنة، والبركة تحل على جبل جرزيم، ويعتقد اليهود السامرة أن بيت الرب بني عليه.
والنماذج في ذلك كثيرة ولكن يكفي ما سبق، ومن أراد الزيادة فليرجع إلى تفصيلها في كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي.

ب-تحريف بالزيادة:
وأمثلة ذلك كثيرة( ) منها:
• ما ذكره سفر التكوين: "فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه. حتى إنه يقال اليوم في جبل الرب يرى".( ) ويذكر الشيخ رحمة الله الهندي في ذلك فيقول: ولم يطلق على هذا الجبل "جبل الله" إلاَّ بعد بناء الهيكل – حسب ما ذكره الكتاب المقدس- الذي بناه سليمان  بعد أربعمائة وخمسين سنة (450) من موت موسى ، ويذكر عن آدم كلارك في تفسير سفر عزرا بأن هذه الجملة إلحاقية، وأن الجبل لم يطلق عليه ذلك الاسم ما لم يُبن عليه الهيكل.( )
• ما ورد في سفر التكوين "وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبلما مَلَك مَلِكٌ لبني إسرائيل".( )
ويذكر الشيخ رحمة الله الهندي في ذلك عن آدم كلارك في تفسير هذه الفقرة قوله: "غالب ظني أن موسى  ما كتب هذه الآية، والآية التي بعدها إلى الآية التاسعة والثلاثين بل هذه الآيات هي آيات الباب الأول من السفر الأول من كتاب أخبار الأيام، وأظن ظنًا قويًا قريبًا من اليقين أن هذه الآيات كانت مكتوبة على حاشية نسخة صحيحة من التوراة، فظن الناقل أنها جزء من المتن فأدخلها.( )
ثم علق الشيخ رحمة الله الهندي على ذلك بقوله: وواضح أن هذه الفقرة ليست من كلام موسى؛ لأنها تتحدث عن زمان قامت به مملكة إسرائيل وأول ملوكهم شاول وكان ذلك بعد موسى بثلاثمائة وست وخمسين سنة.( )

ج-التحريف بالنقص:
• ما جاء في سفر التكوين في النسخة اليونانية: "وكلم قايين هابيل أخاه. وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله".( ) في حين في السامرية: "فقال: قايين لهابيل أخيه نمضي إلى الصحراء....".( ) فسقطت جملة "نمضي إلى الصحراء" رغم عدم طعنها في الرواية الأولى.
• ما ذكره سفر الخروج في النسخة اليونانية "وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له. فولدت له هارون وموسى".( ) وفي السامرية "وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له. فولدت له هارون وموسى ومريم أختهما".( )

هذه بعض نماذج تبيّن بشكل واضح أن العهد القديم محرّف ومكذوب على موسى  في الكثير من فقراته.

-القرآن الكريم وتحريف اليهود للتوراة:
ذكر القرآن الكريم اليهود وتحريفهم لكتبهم في العديد من آياته، ووضع تصورًا في ذلك للأجيال عبر التاريخ إلى قيام الساعة، فمما ذكره المولى –سبحانه– بخصوص التوراة، قوله تعالى: الم اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ  نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران:1-3]
وقوله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْه [المائدة: 48] وقوله سبحانه:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُم
[النساء: 47]
ففي هذه الآيات عموم والمراد به الخصوص؛ إذ المراد بالتصديق هو تصديق القرآن الكريم لما في هذه الكتب من الحق، ففيها حق وباطل، ولا يعقل أنه يصدق ما فيها من باطل.( )
وهذا يرد على أهل الكتاب في ادعائهم أن القرآن جاء مصدقًا لما معهم، فهو مصدق لما هو حق فقط، وإلاَّ فما فائدة الآيات التي بينت التحريف الحاصل في هذه الكتب.
أما الآيات التي بينت التحريف في كتبهم فهي كثيرة، منها:
قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [لبقرة:159]
وقوله سبحانه: مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ [النساء:46]
وقوله تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [المائدة:41]
والتحريف هنا هو التغيير في المعنى، ويكون في اللفظ والمعنى، وهذا ما وقع في كتب اليهود.( )
وتزيد الآيات توضيحًا في تحريف اليهود لكتبهم، فيقول سبحانه: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ [البقرة:79] ويقول سبحانه: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:78]
وفي الآية الكريمة إشارة إلى أحبار اليهود وعلمائهم الذين حرفوا الكلام عن قصد وعمد وسوء نية.( )
ويقول سبحانه: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ. [البقرة:78]
وقوله تعالى: وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ. [البقرة:101] ومن صور التحريف حذفهم ما يتعلق بالبشارة برسول الله  قال تعالى:
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ. [لبقرة:89] فالأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة النبي  في كتبهم معروفة، وكانوا قبل بعثته  يستفتحون به على العرب فيقولون: قد قرب مبعث هذا النبي الأمي الذي يبعث بدين إبراهيم، فإذا ظهر اتبعناه وقتلناكم معه شر قتلة، فلما بعث النبي  منهم من آمن به ومنهم من كفر به، لذلك كان النبي  في مجادلته لأهل الكتاب يقول لهم: "والله الذي لا إله إلاَّ هو إنكم لتعلمون أني رسول الله"، وكان يقول ذلك أيضًا عبدالله بن سلام الحبر اليهودي الذي أسلم لغيره من أهل الكتاب "والله الذي لا إله إلاَّ هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله".( )
ومنها ما رواه الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود قال: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ابْتَعَثَ نَبِيَّه ُ لِإِدْخَالِ رَجُلٍ إِلَى الْجَنَّةِ، فَدَخَلَ الْكَنِيسَةَ فَإِذَا هُوَ بِيَهُودَ وَإِذَا يَهُودِيٌّ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ التَّوْرَاةَ، فَلَمَّا أَتَوْا عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ  أَمْسَكُوا وَفِي نَاحِيَتِهَا رَجُلٌ مَرِيضٌ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ أَمْسَكْتُمْ ؟ قَالَ الْمَرِيضُ: إِنَّهُمْ أَتَوْا عَلَى صِفَةِ نَبِيٍّ فَأَمْسَكُوا، ثُمَّ جَاءَ الْمَرِيضُ يَحْبُو حَتَّى أَخَذَ التَّوْرَاةَ، فَقَرَأَ حَتَّى أَتَى عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ  وَأُمَّتِهِ، فَقَالَ هَذِهِ صِفَتُكَ، وَصِفَةُ أُمَّتِكَ،أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ  لِأَصْحَابِهِ: لُوا أَخَاكُمْ".( )
فهذه الأحاديث تبين تحريف أهل الكتاب لكلام الله بما يتفق مع أهوائهم، ولقد أنكر الله تعالى عليهم إعراضهم عن كتبهم وتلقيهم الأحكام والتشريعات المحرفة من أحبارهم ورهبانهم فقال سبحانه: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّه [التوبة:31] ووضح ذلك ما رواه الترمذي عن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ".( )
وأكدت السنة النبوية على هذا التحريف بما ورد في قصة المرأة والرجل اليهوديين اللذين زنيا فَقَالَ لَهُمْ :"مَا تَجِدُونَ فِي كِتَابِكُمْ ؟ قَالُوا: إِنَّ أَحْبَارَنَا أَحْدَثُوا تَحْمِيمَ (أي تسويد الوجه) الْوَجْهِ وَالتَّجْبِيه (الجلد والحمل على الدابة بحيث يجعل قفا أحدهما إلى قفا الآخر).َ قَالَ عبداللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: ادْعُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالتَّوْرَاةِ. فَأُتِيَ بِهَا فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ،وَجَعَلَ يَقْرَأُ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ سَلَامٍ: ارْفَعْ يَدَكَ. فَإِذَا آيَةُ الرَّجْمِ تَحْتَ يَدِهِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ فَرُجِمَا".( )
هذا موضع من المواضع التي يتفق فيها حكم القرآن الكريم مع التوراة، ويؤكد ذلك قول النجاشي عندما سمع القرآن: "إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ".( )
وقول ورقة بن نوفل: "هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى".( )
وتصديق القرآن لما في التوراة ورد على لسان الجن عندما سمعت القرآن الكريم فقالت: قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ. [الأحقاف:30]
فالتصديق هنا التصديق بما جاءت به الأنبياء قبله، أما ما أحدثوه وابتدعوه فلم يصدقه سواء كان في عقائدهم أو شرائعهم أو أخلاقهم، بل أوجب عليهم اتباع ما أُنزل إليه من الكتاب والحكمة وحكم بكفر من يخالف ذلك.( )
ثم بيّن القرآن الكريم حقيقة إيمان اليهود بكتبهم فقال سبحانه: قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ [القصص: 48]
فبيّن المولى سبحانه أنه لم يأت كتاب أهدى من التوراة والقرآن، ورغم أنهما أهدى كتابين إلاَّ أنهم كفروا بهما.
وبيّنت آيات أخرى مكرهم وتحريفهم، فقال سبحانه: وَمَا قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ  وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ [الأنعام:91، 92]
وبيّن – سبحانه عدم التزام اليهود بالنصوص المنزلة عليهم، وإهمالهم العمل بأحكامها، قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. [الجمعة:5] فالآيات فيها بيان تكليف اليهود أمانة العمل بأحكام التوراة، إلاَّ أنهم لم يحفظوا هذه الأمانة، فصاروا كالحمار الذي يحمل الكتب الضخمة وليس له منها إلاَّ ثقلها، وهو ليس بصاحبها، وفي ذلك تصوير سيئ لليهود.( )
ومما سبق من أقوال العلماء، وآيات القرآن الكريم لا يبقى لعاقل أدنى شك في الاعتقاد بتحريف اليهود لكتبهم، سواء كان هذا التحريف بالتبديل أو الزيادة أو النقصان.


المحاضرة :

https://www.youtube.com/watch?v=5rx0Ai6pqTI

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 06:43 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات