حج الصبي
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالرَّوْحَاءِ[1]، فَلَقِيَ رَكْباً، فسلَّم عليهم، فقال: "من القوم؟". فقالوا: المسلمون. فقالوا: فمن أنتم؟! فقالوا: رسولُ الله. فَفَزِعَتِ امرأةٌ، فأخذت بِعَضُدِ صَبِي فأحرجته من مِحَفتِهَا[2]؛ فقالت: يا رسول الله! هل لهذا حج؟ قال: "نعم، ولكِ أجرٌ"[3].
من فوائد الحديث:
1- تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذه خصلة معروفة في سيرته ومشهورة من شمائله.
2- مشروعية السلام حال اللقاء.
3- حث الأم لولدها، وحرصها عليه حيث جعلته معها وبين يديها داخل الهودج.
4- صحة وقوع الحج من الصبي، لكن ذلك لا يجزيه عن حجة الإسلام.
5- الأجر والثواب الحاصل لأم هذا الصبي؛ حيث تحملت الصعاب للحج به[4].
6- حرص الصحابة على الخير والمسارعة إليه، من قولها: "ففزعت امرأة فأحذت بعضد صبي".
[1] الروحاء: مكان يبعد عن المدينة 36 ميلًا (شرح النووي على مسلم 4/90).
[2] المحفة: الهودج الذي لا قبة له (التمهيد لابن عبدالبر 1/95).
[3] مسلم 1336، أبوداود 1738.
[4] من 4- 5 مستفاد من شرح النووي على صحيح مسلم 9/99.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك