05-07-2023, 06:36 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 360,081
|
|
هل يجوز أكل لحم الكلاب؟
هل يجوز أكل لحم الكلاب؟
أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
أكل لحم الكلاب حرام في الإسلام؛ هذا ما أفتى به علماء الإسلام على مر العصور، وتعاقب الدهور، ولم يقل أحد قط: إن أكل لحم الكلب حلال، هذا الكلام لم يصدر إطلاقًا عن أحد من علماء الإسلام، وقد ظهر أخيرًا من يدَّعي أن المالكية قالوا: إن أكل لحم الكلب حلال شرعًا، وأقول: هذا كذب وافتراء على المالكية، والمالكية لم يصدر هذا قط عنهم، بل المنصوص عليه في كتب المالكية أن أكل لحم الكلب لا يجوز شرعًا، وعدم جواز أكل لحم الكلب إجماعٌ من علماء الإسلام، فنقول وبالله التوفيق: إن أكل لحم الكلب لا يجوز في الإسلام بإجماع العلماء جميعًا؛ المالكية، والأحناف، والشافعية، والحنابلة، وقد نص المالكية في كتبهم على عدم جواز أكل لحم الكلب، فلا يجوز أكلُ لحوم الكلاب عند عامة العلماء بما في ذلك المذهب المالكي، على ما صححه محققوه؛ ففي حاشية الدسوقي على الشرح الكبير على مختصر خليل في الفقه المالكي: "الذي حصله الحطاب في الكلب قولان: الحرمة، والكراهة، وصحح ابن عبدالبر التحريم، قال الحطاب: ولم أرَ في المذهب من نَقَلَ إباحة أكل الكلاب"؛ [انتهى].
وفي أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "ومن ذلك الكلب: فإن أكله حرام عند عامة العلماء، وعن مالك قول ضعيف جدًّا بالكراهة".
فالفتوى في المذهب المالكي دائرة بين: الحرمة، والكراهة، والراجح عندهم: الحرمة، ومن المعلوم والمقرر لدى الأصوليين: أن الحرام لا يجوز شرعًا، والمكروه لا يجوز شرعًا؛ فرأي المالكية لا يجوِّز أكل لحم الكلب، بلا خلاف عند المالكية بين الجواز وعدم الجواز، فالمالكية متفقون تمامًا على عدم جواز أكل لحم الكلب، ومن يدَّعي أن المالكية يقولون بجواز أو بحِلِّ أكل لحم الكلب كاذب، وهذا الكاذب بنى فتواه على أن المالكية يقولون: إن الكلب طاهر؛ إذًا أكل لحم الكلب جائز؛ لأنه طاهر، وهذا الكلام لم يقل به أحد؛ لأن الإنسان طاهر، وأكل الإنسان حرام، فلا يلزم من طهارة الكلب جواز أكله، والحذاء الذي تلبسه في قدمك طاهر، وأكل الحذاء حرام، ولتحريم أكل الكلب أدلة كثيرة؛ منها: ما جاء في ذي الناب من السباع؛ لأن الكلب سبع ذو ناب؛ ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي ثعلبة الخشني، وأبي هريرة، وابن عباس رضي الله عنهم: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع))، وفي رواية ابن عباس في صحيح مسلم وغيره: ((كل ذي ناب من السباع، فأكله حرام)).
وفي رواية له أيضًا في صحيح مسلم: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع، وعن كل ذي مِخْلَب من الطير))، ويدخل في كل ذي ناب الكلب.
ومنها: أنه لو جاز أكله لجاز بيعه، وقد ثبت النهي عن ثمنه في الصحيحين من حديث أبي مسعود الأنصاري، مقرونًا بحُلوان الكاهن، ومهر البغي، وأخرجه البخاري من حديث أبي جحيفة، وأخرجه مسلم من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه بلفظ: ((ثمن الكلب خبيث))؛ [الحديث]، وذلك نص في التحريم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157].
ولهذا وغيره كان حكم أكل الكلب حرامًا في الإسلام.
فما رأي العلم في أكل لحم الكلب؟
تجيب على هذا السؤال دكتورة شيرين علي زكي وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس لجنة سلامة الغذاء بالنقابة:
[ رأي العلم واضح وصريح عن كمية الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان من تناول لحوم مثل تلك الحيوانات... الإعجاز العلمي الطبي في القرآن الكريم الذي تثبت الأبحاث العلمية أنه سبق الزمن بقرون طويلة، أثبت أن النواهي القرآنية في تحريم أكل الجوارح من السباع والطيور؛ بسبب كراهة رائحة لحمها؛ لاعتيادها تناول الفرائس، والتغذي على دمائها، وغلاظة أنسجتها؛ حيث خلقها الله للمطاردة مما يجعل أليافها العضلية خشنة، هذا بالإضافة إلى ما تحتويه هذه الحيوانات من أمراض وطفيليات تنتقل إلى الإنسان... وما أثبتته الدراسات العلمية عن تأثر الطباع البشرية لمعتادي تناول هذه اللحوم؛ حيث يميلون للعدوان والشراسة، واعتياد تناول اللحم الذي به متبقيات دماء، وميل بعض هذه القبائل إلى استمراء تذوق اللحم البشري.
جاء هذا التحريم القاطع؛ حماية للإنسان من الملوثات العالقة في هذه اللحوم، وما أثبته العلم من تأثر الجسد البشري بنوعية الغذاء الذي يتناوله، ولربما هذا هو السبب الرئيسي لتحريم أكل لحم الخنزير، فالذي يعرفه العامة هو بسبب احتوائه على الديدان الشريطية، لكن ما أثبته العلم هو تداخل لحم هذا الحيوان وتغييره من الطبيعة البشرية، والسلوك الإنساني، وتغير الصفات البشرية للشخص، فيصبح أقرب إلى البلادة وانعدام الحمية والنخوة.
ولن أقبل أبدًا بالكلام المعتاد من أن لحوم هذه الحيوانات تصبح آمنة ومفيدة، إذا تم تربيتها في بيئة سليمة نظيفة، وتناولت أعلاف المواشي... لماذا لا نربي في هذه البيئة السليمة النظيفة ونقدم الأعلاف للمواشي؟ ما الذي يجعلنا نوفر تلك البيئة وهذه الأعلاف لحيوانات أخرى تعافها النفس ويحرم بعضها الدين؟
محدش من فضلكم يسألني: هل في خطورة من تناول تلك اللحوم إذا تربت في بيئة سليمة؛ لأني أرفض أصلًا أن يتم توفير هذه التربية لغير ما حلله الله، وما تقبله النفس ].
هذا رأي العلم لمن لا يحترم القرآن والسنة.
أما المؤمن، فيكفيه أن الله عز وجل حرم أكل لحم الكلب.
__________________
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|