01-18-2016, 09:19 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 359,472
|
|
الإعراض عن الولوغ في الأعراض
لقد ساوى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سوى بين دم المسلم وعرضه فقال في خطبة حجة الوداع كما جاء في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه، قال: فخطب الناسَ، وقال: ((إن دماءَكم، وأموالَكم وأعراضكم حرامٌ عليكم، كحرمةِ يومِكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدِكم هذا)
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذلهُ. كل المسلم على المسلم حرامٌ: عرضه وماله ودمهُ، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" رواه الترمذي وقال : حديث حسن
ولكن السؤال هنا ما هو العرض؟وما المقصود به؟هل هو الشرف فقط؟
والجواب هو موضع المدح والذم من الإنسان وجاء في معجم المعاني الجامع ما نصه(العِرْضُ : ما يُمْدَحُ ويُذَمُّ من الإنسانِ سواء كان في نفسه ، أَو سَلَفِه ، أو من يلزَمُه أَمرُه) فغيبة الرجل وقوع في عرضه ورميه بما ليس فيه وقوع في عرضه ورميه في أهله وولده وقوع في عرضه
ولقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلم الذي تنطبق عليه كلمة الإسلام صدقا وعدلا فقال(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)رواه البخاري
وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من تتبع عورات وسقطات المسلمين وان من يقوم بهذا العمل فان مصيره الفضيحة في الدنيا قبل الاخره
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ) وفي لفظ(وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ أخرجه أحمد وأبو داود والبيهقي وصححه الألباني 5044
وفي هذا الحديث من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في بيت أمه نسأل الله العافية جزاء وفاقا، مثل من تتبع عورات المسلمين ليفضحهم، يتتبع الله عز وجل عورته حتى يفضحه نسأل الله العافية ولا يغنيه جدران ولا ستور
إن الولوغ في الأعراض ــ حفر من حفر النار ــ و إن النهي عن ذلك ،مما تواترت وتضافرت فيه نصوص الكتاب و السنة ..بل جاء الإجماع على تحريمه و الزجر عنه و أنه من كبائر الذنوب يكفي انه اشد من الزنا والربا فعن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الربا اثنان و سبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه، و إن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه)
صححه السيوطي في صحيح الجامع , وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة , وصحح أحمد شاكر رواية ابن مسعود المقاربة في اللفظ
و هذه الجريمة الأخلاقيّة (متعلّقة :بحقّ المخلوق ) فلا تصح توبة الرجل منها حتى يقيله الذي اغتِيبَ أو المكذوب عليه أو الذي قذف في عرضه
أن آفات اللسان كثيرة كالغيبة والنميمة والتكفير والتفسيق والتبديع والتسقيط وواحدة منها كافية لأهلاك العبد فكيف اذا اجتمعت ؟ومخاطرها عظيمه منها
1 - المتبع العورات ضعيف الإيمان
2- تتبع العورات يفضي إلى إشاعة أخبار الناس و هو من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا .
3 - التسبب في فضح المتتبع نفسه.
علاج هذه الظاهرة المتفشّية:
1 إحسان الظن بالمسلمين قال تعالى: ( َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)سورة الحجرات آية6
2 ترك مجالسة من هذه عادته لأنه يعديك ،والحرص على مجالسة الصالحين الذين يذكرونك بالله إن ذك
3 الاشتغال بعيوب "النفس" و تذكير نفسك بعيوبها حتى تشغلها بعيوبها عن عيوب النّاس
4 - الحذر من تلبيس الشيطان عليك ـ وتهوينها عليك
5 -تذكير النفس بعذاب الله و عظمه وشديد عقابه
6 -سماع المواعظ والرقائق ــ التي تلين القلب ــ و اختر واعظا من أهل السنة و الأثر
اللهم نسألك أن تغفر ذنوبنا وتستر عوراتنا وعورات إخواننا
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|