وَقَدْ كَشَفُوا تِلكَ الرُؤوسِ تَواضُعًا
لِعِزَّةِ من تَعْنُو الوُجوهُ وَتُسلِمُ[1]
عبدَ الله: هل تفكرتَ في مشاهدِ الحج ومواقفِه؟ هل تدبرتَ أسرارَ الحج مِن أولِه إلى آخره؟ لقد كان السَّلفُ الصالح يستشعرونَ تلك المواقف، وتستوقفُهم تلكَ المشاهد. إنها رحلةٌ لا تُشبهها الرحلاتُ، وسَفْرةٌ لا تُضاهيها الأسفار، إنها الرحلةُ إلى العزيزِ الغفارِ.
فهل يستشعرُ الحاجُّ في نفْسِه، ويستحضر في قلبه، أنَّه متوجهٌ إلى ملكِ الملوك بأمره، في زُمرةِ الزائرين الذين نُودوا فأجابوا، واستُنْهِضوا فنهضوا. دَعَاهُم فَلَبَّوهُ رِضىً وَمَحبَّةً
فلما دَعَوْهُ كانَ أَقْرَبَ مِنْهُمُ
تَراهُم على الأنْضَاءِ[2] شُعْثًا رُءوسُهُم[3]
وغُبرًا وهُمْ فيها أَسَرُّ وأَنْعَمُ
وَقَدْ فَارَقُوا الأَوْطَانَ والأَهْلَ رَغْبَةً
ولم يَثْنِهِم لِذَاتُهُم والتَّنعُّمُ[4]
فإنْ سألتَ عن حالِهم عند السفرِ، فكانوا يتذكرون بارتحالهم رحلتَهم إلى الدَّار الآخرة.
بكى أحدُهم يومَ خروجِه، حتى قطرت دموعُه على صدره، وقال: «ذكرتُ بهذه الرحلةِ الرحلةَ إلى اللهِ تعالى».
وقد كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم مستشعرًا هذا المعنى في أسفاره، فعن ابنِ عمرَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيرِه خارجًا إلى سفَرٍ كبَّرَ ثلاثًا، ثم قال:« ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13، 14]»، رواه مسلم[5].
«أي: لَصائِرون إليه بعد مماتِنا، وإليه سَيْرُنا الأكبرُ، وهذا مِن بابِ التَّنبيهِ بسَيْرِ الدنيا على سيْرِ الآخرة»[6].
ويستشعرون أيضًا معنى ملابس الإحرام، فيتذكرون بها خِرقَ الأكفان، حين يُساقونَ إلى دار الحيوان، وأنَّ الواحدَ منهم سيلقى اللهَ عز وجل ملفوفًا في ثوبِ الكفنِ وإن طال الزمن. فتهيجُ حينئذٍ نفوسُهم، وتذرفُ دموعُهم.
• وأما التلبية: فهي بدايةُ الأمر، قال سفيانُ بن عيينة رحمه الله:حجَّ عليُّ بن الحسين رضي الله عنه، فلما أحرَمَ واستوت به راحلتُه؛ اصفرَّ لونُه، وانتفض، ووقعت عليه الرعدة، ولم يستطع أن يلبي. فقيل له: لم لا تُلبِي؟ فقال: أخشى أن يُقال لي: لا لبيكَ ولا سعديكَ[7].
وكانوا يستشعرون معنى التلبية، وأنها إجابةٌ بعد إجابة، «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْـحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْـمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ»[8]. إنها إجابةٌ بعد إجابة، وإقامةٌ على الطاعة.
يُهلُّونَ بالبَيْدَاءِ: لَبَّيكَ رَبَّنَا ♦♦♦ لك المُلْكُ والحَمْدُ الذِي أَنْتَ تَعلَمُ [9]
• وأما دخولُ مكةَ، فيستشعرُ الحاجُ أنَّه قد انتهى إلى حرمِ الله آمنا، ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾ [آل عمران: 96، 97]. فليرجُ عنده أن يُؤمَّنَ بدخولِه مِنْ عقابِ الله.
﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125]، يثوبون إليه على تعاقبِ الأعوام، ولا يقضونَ منه وطرًا، بل كلما ازدادوا له زيارةً، ازدادوا له اشتياقا..
لا يَرْجِعُ الطّرْفُ عنها حين ينظرُها ♦♦♦ حتى يعودَ إليْها الطّرْفُ مُشْتَاقَا [10]
فهذه هي الكعبةُ المشرفة، التي يَؤمُّها المسلمون في الصلوات مِنْ مشارقِ الأرضِ ومغاربها، ها هي الآن رأي العين.
• وأما وقوعُ البصرِ على البيت، فينبغي للحاجِّ أنْ يُحضِرَ عظمةَ البيتِ في قلبه، ويُقدِّرَ كأنَّه مُشاهِدٌ لربِ البيت سبحانه، مِن شدةِ تعظيمه إيَّاه. فلله كم يُشاهَدُ هناك مِن الآياتِ البينات؟ وكم يُستفادُ من الذكريات المُحبَّبات؟
فهناك، مشى الأنبياءُ، وطاف الرسلُ والأولياءُ، فعن ابنِ عباس رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ بوادي الأزرقِ، فقال: «أَيُّ وَادٍ هَذَا؟» فقالوا: هذا وادي الأزرقِ، قال: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عليه السلام هَابِطًا مِنَ الثَّنِيَّةِ، وَلَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ بِالتَّلْبِيَةِ»، ثم أتى على ثَنيَّةِ هَرْشَى، فقال: «أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟» قَالُوا: ثنيَّةُ هَرْشَى، قال: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عليه السلام عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ وَهُوَ يُلَبِّي»، رواه مسلم[11].
وعن أبي هريرة رضي الله عنهعن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ[12]، حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا»، رواه مسلم[13].
• وأما الطوافُ بالبيت، فاعلم أيها الحاج أنك مُتشبهٌ بالملائكةِ المقربين، ولا تظننَّ أنَّ المقصودَ طوافُ جسمك فحسب، بل المقصودُ طوافُ قلبك بذكر ربِّ البيتِ سبحانه.
فقد أقسم اللهُ جلَّ وعَلا بالبلدِ الأمين الذي فيه البيت العتيق، فقال تعالى ﴿ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴾ [التين: 3]، ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾ [البلد: 1]، وأقسم بالبيت المعمور، فقال: ﴿ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ﴾ [الطور: 4].
وفي حديث الإسراء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْـمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ»، رواه مسلم[14].
قال الحافظُ ابنُ كثيرٍ رحمه الله: «يتعبدون فيه ويطوفون، كما يطوف أهلُ الأرضِ بكعبتِهم، كذلك ذاكَ البيت، هو كعبةُ أهل السماء السابعة؛ ولهذا وَجَد إبراهيمَ الخليلَ عليه السلام مُسنِدًا ظهرَه إلى البيت المعمور؛ لأنه باني الكعبة الأرضية، والجزاءُ من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة». ا.هـ[15].
بهذا الاستحضار يا عبادَ الله يخشعُ البصرُ، ويوْجلُ القلبُ، ويقشعرُ الجلدُ، ويحفظُ العبدُ جوارحَه، ويُقلع عما لا يرضي اللهَ تعالى، ويتجنبُ ما يجلبُ سخطه من معاصي وآثام، لاسيما في بيته، وفي حرمه.
فاحذر يا عبدَ الله أن تتلبسَ بسيئةٍ أو تتلطخَ بخطيئة في بيت الله وحرمه، لاسيما أكثرَ تلك الذنوب شيوعًا ألا وهو: إطلاق البصر فيما حرَّم الله؛ لاختلاط الرجال بالنساء أثناء الطواف وغيره، فإنَّ إرسالَ النظرِ فيما لا يحلُ يُنافي قدسيةَ الزمانِ وحُرمةَ المكان.
قال ابنُ الجوزي رحمه الله: «اعلم أنَّ غضّ البصرِ عن الحرامِ واجبٌ، ولكَمْ جلبَ إطلاقُه مِن آفة، وخصوصًا في زمنِ الإحرامِ وكشْفِ النساءِ وجوهَهن، فينبغي لمن يتقي اللهَ عز وجل أن يزجرَ هواه في مثل ذلك المقام، تعظيمًا للمقصود، وقد فسدَ خلقٌ كثيرٌ بإطلاقِ أبصارِهم هنالك»[16].
ويجبُ على النساءِ أيضًا ألا يكشفنَّ وجوههنَ أثناء الطواف، ولو كنَّ مُحْرمات، فعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كان الرُّكبانُ يمرُّونَ بنا ونحن مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُـحْرِمَاتٌ، فإذا حاذَوْا بنا سدلَتْ إحدانا جِلبَابَها مِن رأسِها على وجهِها، فإذا جاوزُونا كشَفنَاه»، رواه أحمد وأبو داود[17].
• أما السعي بين الصفا والمروةَ: فإنه يضاهي ترددَّ العبدِ بفناءِ دارِ الملك جائيًا وذاهبًا مرةً بعد أخرى رجاءً في الرحمة.
وليتذكر الحاجُّ حين تردُّدِه بين الصفا والمروة فقْرَه وفاقتَه إلى الله، ولا يغبْ عن بَالِه أمُّ إسماعيل، وترددُها في ذلك المكانِ رجاءَ رحمة الملك الجليل.
واذكر بما ترى مِن ازدحام الخلائق، وارتفاع الأصوات، واختلاف اللغات، وارتحال الجماعات والأفواج، عرصاتِ القيامةِ، واجتماعَ الأمم مع الأنبياء، ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾ [الإسراء: 71]، واقتفاءَ كلِ أمةٍ نبيَّها، وطمعَهم في شفاعته، وتحيرَهم في ذلك الصعيد الواحد، ﴿ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 28].
حين يجمعُ اللهُ الأوليين والآخرين في صعيدٍ واحد، يُسمعُهم الداعي، ويَنفذُهم البصر، حُفاةً عُراةً غرلا، قال صلى الله عليه وسلم: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ نَقِيٍّ»[19]، ﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج: 4].
إذا تذكرت ذلك يا عبدَ الله فألزِم قلبكَ الضراعةَ والابتهالَ إلى الكبيرِ المتعال، وحققْ رجائكَ بالإجابة، وأكْثِر مِن الإنابة، ولا تظن أنَّ اللهَ يُخيِّبُ أملك، ويُضيعُ سعيك، فإنَّه تعالى عند ظنِّ عبده به، فأحسنْ ظنَّك بربك ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27].
• وأما رميُ الجمارِ: فاقصدْ به الانقيادَ والامتثالَ للكبير المتعال، والتشبهَ بإمامِ الحنفاءِ عليه الصلاةُ والسلام.
واذكروا وأنتم في رحاب المسجد الحرامِ حرسَه اللهُ أننا بالأمسِ القريبِ كنا نعفرُ وجوهَنا في ثَرى المسجدِ الأقصى، ثالثِ المساجد التي تُشدُّ إليها الرحال، واليوم هو في قبضة الأذِلةِ الصاغرين، اليهودِ الغاصبين، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون! نسأل اللهَ تعالى بمنِّه وكرمِه أنْ يُنقذَه مِن أيديهم إلى حوزة الموحدين، وما ذلك على الله بعزيز.
بارك اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيَّاكم بما فيه مِن الآياتِ والذِّكْرِ الحكيم. أقولُ ما تسمعون، واستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين مِن كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، الداعي إلى رضوانِه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وإخوانِه، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين وسلَّم تسليمًا. أما بعد:
فإنَّ أصدقَ الحديثِ في الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
• ومِن أعظم أنواع البر في الحج: كثرةُ ذِكْر الله فيه، فقد أمر اللهُ تعالى بكثرة ذِكره في المناسك مرةً بعد أخرى، ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 198].
وهل جُعلَ الطواف ُبالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار إلا لِذكْر الله تعالى، ففي الحديث: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْىُ الْجِمَارِ، لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ»، رواه أحمد وأبو داود[21].
﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 200].
وقد سُئِلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الحجِّ أفضلُ؟ فقال: «الْعَجُّ وَالثَّجُّ»[22]، والعَجُّ: هو رفْعُ الصوت بالتلبية، والثجُّ: هو إراقةُ دماءِ الهدايا[23].
• ومِن معاني البر: الإحسانُ إلى الناس، والشفقةُ عليهم، ففي «صحيح مسلم» أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئل عن البر، فقال: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ»[24]، وهذا مما يُحتاجُ إليه في الحج كثيرًا.
وقد كان السَّلفُ الأخيارُ رحمهم الله يَعلْمون حقَّ رفيقِ السفرِ فيُحسِنونَ صُحبتَه، قال مجاهد بن جبر رحمه الله: «صحِبتُ ابنَ عمر في السفرِ لأخدمَه، فكان يخدمني».
بل كان كثيرٌ ِمن السلفِ يشترطُ على أصحابه في السفر أن يخدمَهم، فكان إذا رأى رجلًا يغسلُ ثوبَه، فيقول: هذا مِن شَرْطي فيغسلُه، وإذا رأى مَن يريدُ أن يغسلَ رأسَه، قال: هذا مِن شَرْطي فيغسلُه[25].
وكان ابنُ المبارك رحمه الله يُطعِمُ أصحابَه في الأسفارِ أطيبَ الطعام؛ وهو صائم[26].
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: كنَّا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في السفرِ فمِنَّا الصائمُ ومنَّا الـمُفطِر، قال: فنزَلْنا منزِلًا في يومٍ حارٍّ، أكثرُنا ظِلًّا صاحبُ الكساءِ، ومنَّا مَن يتَّقِى الشمسَ بيدِه، فسقطَ الصُّوَّامُ، وقام الـمُفطِرونَ فضربُوا الأبنيةَ وسَقَوُا الرِّكابَ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَهَبَ الْـمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأَجْرِ»، رواه الشيخان[27].
أيها الحاج: اشغل وقتَك بما يقرِّبُك مِن الله، فإنَّ النفسَ إن لم تشغلها بالطاعةِ شغلتكَ بالمعصية، وإن لم تشغلها بالحقِ شغلتكَ بالباطل.
• كبِّرْ إذا صعدتَ مُرتفعًا، وسبِّح إذا هبطت واديًا؛ تأسيًا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فعن جابرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قال: «كُنَّا إذا صَعِدنا كبَّرنا، وإذا نزلْنا سبَّحْنا»، رواه البخاري[28].
• تخيَّر مِنَ الرِّفاق أطوعَهم لله، وأتقاهم له، فالرفيق قبل الطريق، و«الْـمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ»[29]، واسأل ربَّك أن يُهيئ لك جليسًا صالحًا.
• واعلم رحمك الله أنَّ الصَّلاةَ أعظمُ خصالِ البِرِّ في الحج، فرضَها ونفلَها، فقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي على راحلته، ويُوتِرُ عليها في أسفارِه، غيرَ أنَّه لا يُصلِّي عليها المكتوبة.
وكان محمد بن واسع رحمه الله يُصلِّي في طريقِ مكةَ ليلَه أجمع في مَحْملِه[30].
اللهم واجعلنا معهم من المرحومين، المقبولين، الفائزين، المقربين. اللهم لا تحرمنا فضلَك وجودَكَ وعطاءَك وكرمك بسوء ما عندنا. اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وارحم ضعفنا، واسلل سخيمة صدورنا.
[1] «القصيدة الميمية» لابن القيم ضمن شرحها «الرحلة إلى بلاد الأشواق»، (ص: 157).
[2] الأنضاء: جمع نِضو، و«النِّضْوُ: المهزولُ من الإبلِ وغيرها، وفي الإبلِ أكثر، وهو الذي أهزله السَّفرُ وأذْهبَ لحمَه»، «تاج العروس»، (40/ 98).
[3] «رجل أشْعَثُ، شَعِثٌ شعثانُ الرأسِ، وهو المُغْبَرُّ الرأس، المتلّبد الشَّعر، جافًّا غير دهين »، «العين»، (1/ 244).
[4] «القصيدة الميمية»، (ص: 157 - 158).
[5] رواه مسلم في الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، رقم (1342).
[6] «تحفة الأحوذي»، (9/ 408). ط: دار الفكر.
[7] «إحياء علوم الدين»، (1/ 268).
[8] حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه: رواه البخاري في الحج، باب التلبية، رقم (1549)، ورواه مسلم في الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، رقم (1184).
[9] ميمية ابن القيم رحمه الله
[10] ديوان أبي نواس، وفيه:
ما يَرْجِعُ الطّرْفُ عنها حين أُبصرُها ♦♦♦ حتى يعودَ إليْها الطّرْفُ مُشْتَاقَا
[11] رواه مسلم في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، رقم (166).
[12] الرَّوحَاء: موضع بين مكة والمدينة، وهو للمدينة أقرب، على نحو ستةٍ وثلاثين مِيلًا، ينظر: «شرح مسلم» للنووي، (4/ 90).
[13] رواه مسلم في الحج، باب إهلال النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، رقم (1252).
[14] حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: رواه مسلم في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، رقم (162).
[15] «تفسير ابن كثير»، ( 7/ 427 - 428).
[16] «مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن»، (1/ 407).
[17] رواه أحمد، رقم (24021)، ورواه أبو داود في المناسك، باب المحرمة تغطي وجهها، رقم (1833).
[18] «القصيدة الميمية»، (ص: 159 - 160).
[19] حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: رواه البخاري في الرقاق، باب يقبض الله الأرض يوم القيامة، رقم (6521)، ورواه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة، رقم (2790).
[20] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه البخاري في الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، رقم (1733)، ورواه مسلم في الحج، باب في فضل الحج والعمرة، رقم (1349).
[21] حديث عائشة رضي الله عنها: رواه أحمد، رقم (24351)، ورواه أبو داود في المناسك، باب في الرمل، رقم (1888).
[22] حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه: رواه الترمذي في الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، رقم (827)، ورواه ابن ماجه في المناسك، باب رفع الصوت بالتلبية، رقم (2924)، وصححه الألباني.
[23] قال في «النهاية في غريب الحديث»: «العجُّ: رفع الصوت بالتلبية، والثجُّ: سيلانُ دماءِ الهدي والأضاحي»، (ص: 120، ص: 594).
[24] حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه: رواه مسلم في البر والصلة، باب تفسير البر والإثم، رقم (2553).
[25] «لطائف المعارف»، (ص: 516).
[26] «المصدر السابق»، (ص: 518).
[27] رواه البخاري في الجهاد والسير، باب فضل الخدمة في الغزو، رقم (2890)، ورواه مسلم في الصيام، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل، رقم (1119).
[28] رواه البخاري في الجهاد والسير، باب التسبيح إذا هبط واديا، رقم (2993).
[29] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه أحمد، رقم (8417)، ورواه أبو داود في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، رقم (4833)، وحسنه الألباني.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث