08-12-2015, 11:26 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
حسن البيان لمرويات الحميدي في المسند عن غير سفيان
حسن البيان
لشيوخ الحميدي في المسند من غير سفيان
بعد ما تم بيان الأسانيد التي تم فيها سقط لسفيان فظهرت وكأن الحميدي يرويها عن غيره ، بقيت جملة من الأحاديث التي رواها الحميدي فعلاً عن غير سفيان يمكن التعليق عليها فيما يأتي :
أولا ما رواه الحميدي عن غير سفيان في مسند أبي بكر رضي الله عنه :
فقد أخرج الحميدي في مسنده لأبي بكر الصديق سبعة أحاديث منها حديثًا واحداً لسفيان ( وهذا على خلاف المعهود له في الإكثار عن سفيان ) والبقية لشيوخ آخرين للحميدي وهم :
· الوليد بن مسلم
· مروان بن معاوية الفزاري
· وكيع بن الجراح
· سعد بن سعيد بن أبي سعيد
· يعلى بن عبيد
· عبد الرحمن بن زياد الرصاصي
بتتبع مسند أبي بكر من طريق سفيان بن عيينه ، تبين قلة أحاديث سفيان التي يرويها عن أبي بكر الصديق والسبب قلة أحاديث مسند أبي بكر لتقدم وفاته رضي الله عنه ، وسفيان لا يروي من مسند أبي بكر سوى هذا الحديث وقد أخرج أبي يعلى في مسنده عدة أحاديث لأبي بكر من طريق سفيان وهي :
· قال أبو يعلى (في المسند : 1/ 13) حدثنا الحارث بن سريج أبو عمر حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا عمرو عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه حدثه قال : أرسل إلي عمر بعدما متع النهار فأذن لي فدخلت عليه وهو على سرير ليف مسند ظهره إلى رماله متكئ على وسادة من أدم فقال لي : يا مال إنه قد دف دافة من قومك وقد أمرت لهم بمال فخذه فاقسمه بينهم فقلت له : يا أمير المؤمنين مالي على ذلك من قوة فلو أمرت به غيري فقال : خذه فاقسمه فيهم قال : ثم جاءه يرفأ فقال : ياأمير المؤمنين هل لك في عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف و الزبير و سعد ؟ قال : نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاءه فقال : ياأمير المؤمنين هل لك في علي و العباس ؟ قال : نعم قال : فدخلا و العباس يقول ياأمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا قال سفيان : وذكر كلاما شديدا - فقال القوم : يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح كل واحد منهما من صاحبه فقال لهم عمر : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السموات والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا نورث ما تركنا صدقة ؟ قالوا : نعم فقال عمر : أن الله خص رسوله صلى الله عليه و سلم بخاصة لم يخص بها أحدا غيره ثم قرأ الآية { ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } الآية [ الحشر : 6 ] قال سفيان : ولا أدري قرأ الآية التي بعدها أم لا قال : فقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم بينكم أموال بني النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا أحرزها دونكم فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأخد منه نفقته ونفقة عياله لسنته ويجعل ما فضل في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله ثم قال لهم : أنشدكم بالذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك ؟ قالوا : نعم ثم نشد عليا و العباس بما نشد القوم به : أتعلمان ذلك ؟ قالا : نعم قال : فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أبو بكر ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم فجئت يا عباس تطلب ميراثك من ابن أخيك وجاء علي يطلب ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا نورث ما تركنا صدقة فرأيتماني والله يعلم أنه مضى بارا راشدا تابعا للحق فلما توفي أبو بكر فقلت : أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم وولي أبي بكر فرأيتماني والله يعلم أني صادق بار راشد تابع للحق فجئتماني وأمركما واحد فسألتماني أن أدفعها إليكم فقلت : إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذتماها بذلك فقال لهما : أكذاك ؟ قالا : نعم قال : ثم جئتماني لأقضي بينكما والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما فرداها إلي
قلت لم يصح ذلك عن سفيان بن عيينه ، لأن فيه الحارث بن سريج الخوارزمي : متروك، متهم بالكذب وسرقة الحديث.
· الحديث الثاني : من مسند أبي يعلى (1/ 52) حدثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي حدثنا سفيان عن الوليد بن كثير عن ابن تدرس مولى حكيم بن حزام : عن أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها : ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالت : كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يقول في آلهتهم فبيناهم كذلك إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقاموا إليه بأجمعهم فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل : أدرك صاحبك : فخرج من عندنا وإن له لغدائر أربعا وهو يقول : ويلكم : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم } ؟ [ غافر : 28 ] فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقبلوا على أبي بكر قالت : فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول : تباركت يا ذا الجلال والإكرام
وقد ثبت ذلك الحديث عن سفيان فقد رواه أبي يعلى عن أبي موسى ، ورواه سعيد بن منصور في سننه كلاهما عن سفيان به ، ويبدو أن الحميدي اعرض عن ذكره لسببين
- الأول : تدليس ابن تدرس
- والثاني : أن الحديث يصلح أن يكون في مسند أسماء بنت أبي بكر وليس من مسند أبيها
· الثالث من مسند أبي يعلى (1/ 53) حدثنا أبو موسى حدثنا سفيان عن الوليد عن ابن تدرس : عن أسماء قالت : لما نزلت { تبت يدا أبي لهب } [ المسد : 1 ] جاءت العوراء أم جميل ولها ولولة وفي يدها فهر وهى تقول : مذمم أبينا أو أتينا - الشك من أبي موسى - ودينه قلينا وأمره عصينا ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس و أبوبكر إلى جنبه - أو قال معه - قال : فقال أبوبكر : لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك فقال : إنها لن تراني وقرأ قرآنا اعتصم به : { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا } [ سورة الإسراء - أية 45 ] قال : فجاءت حتى قامت على أبوبكر ولم تر النبي صلى الله عليه و سلم : فقالت يا أبا بكر بلغني أن صاحبك هجاني قال أبو بكر : لا ورب هذا البيت ما هجاك فانصرفت وهي تقول : قد علمت قريش أني بنت سيدها
هذا الحديث لم يفت الحميدي عن شيخه لكنه رواه في مسند أسماء برقم 323
· الرابع : وجاء في مسند أبي يعلى (1/ 111) - حدثنا القواريري حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب : أن الجدة جاءت إلى أبي بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم : فقالت : أخبرت أن لي حقا فقال أبو بكر : ما أجد لك في الكتاب من حق وما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقضي لك بشيء قال : فشهد المغيرة بن شعبة فقال : من يشهد معك ؟ قال محمد بن مسلمة : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاها السدس قال الزهري : هي أم أب الأم أو الأب فلما كان عمر جاءت التي تخالفها : فقال عمر : أيكما انفردت به فهو لها فإن اجتمعتما فهو بينكما
ويصلح هذا الحديث لأن يكون في مسند الصحابيين المغيرة بن شعبة ، محمد بن مسلمة
ثانيا : مرويات الحميدي عن غير سفيان في مسند ابي بكر
هذا جواباً للأحاديث المروية عن سفيان في مسند أبي بكر ولم يذكرها الحميدي في مصنفه
ونأتي هنا لروايته في المسند عن غير سفيان
الحديث الأول : عن الوليد بن مسلم الوليد بن مسلم الدمشقي سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول سمعت سليم بن عامر يقول سمعت أوسط البجلي وهو على منبر حمص يقول سمعت أبا بكر الصديق يقول وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم خنقته العبرة ثم عاد فخنقته العبرة ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عام الأول سلوا الله العفو والعافية فإنه ما أوتي عبد بعد يقين شيئا خيرا من العافية
فقد أخرجه الحميدي من طريق الوليد ، بالرغم من رواية سفيان له في مسند أبي يعلى (1/ 123) برقم 135 - حدثنا أبو خيثمة و إسحاق بن إسماعيل قالا : حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال : قال أبو بكر الصديق وهو على المنبر وبكى : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصيف عام الأول والعهد قريب يقول : سلوا الله اليقين والعافية
قلت : قد يكون الحميدي أعرض عنه لأن في سنده انقطاع : يحيى بن جعدة لم يدرك أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وأخرج الحميدي حديث الوليد بن مسلم بالرغم من أن تدليسه قد يجلب الانقطاع للسند أيضًا ، لكن الوليد صرح بالسماع في كل طبقات سنده فسلم من الانقطاع .
الحديثان الرابع والخامس
4 - حدثنا الحميدي قال ثنا وكيع بن الجراح ثنا مسعر بن كدام وسفيان الثوري ثنا عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي بن أبي طالب قال : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا نفعني الله بما شاء منه فإذا حدثني غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته وأن أبا بكر حدثني وصدق أبو بكر قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء قال مسعر ثم يصلي وقال سفيان ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله إلا غفر الله له
5 - حدثنا الحميدي ثنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد ثنا عبد الله بن سعيد عن جده أبي سعيد المقبري أنه سمع علي بن أبي طالب يقول : ما حدثني محدث حديثا لم أسمعه أنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أمرته أن يقسم بالله لهو سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أبو بكر فإنه كان لا يكذب فحدثني أبو بكر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما ذكر عبد ذنبا أذنبه فقام حين يذكر ذنبه ذلك فيتوضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين ثم استغفر الله لذنبه ذلك إلا غفر له
فقد روى الرابع عن وكيع والخامس عن سعد بن سعيد
ويبدو أن صنيع الحميدي أنه جاء بالحديث الرابع من رواية وكيع متابعاً للحديث الأول الذي رواه سفيان بن عيينه بالرغم من أن سفيان لا يحتاج متابعة على حديثه ، لكن الحميدي أراد ان يمهد للحديث الخامس الذي فيه :
· سعد بن سعيد بن أبي سعيد : قال فيه أبو حاتم : هو فى نفسه مستقيم ، و بليته أنه يحدث عن أخيه عبد الله بن سعيد ، و عبد الله بن سعيد ضعيف الحديث ، و لا يحدث عن غيره ، فلا أدرى البلاء منه أو من أخيه ؟ .
· عبد الله بن سعيد بن أبى سعيد : لم يذكر أحد فيه تعديلاً بل قال فيه أحمد بن حنبل والبخاري وعبد الرحمن بن مهدي والقطان والداراقطني : " متروك "
فالسند واه لكن المتن صحيح لما تقدم والذي دفع الحميدي لذكر هذا الطريق هو العلو في الإسناد ، فالإسناد الصحيح سواء عن سفيان أو وكيع إسناد نازل وهذا سند أعلى منه ولا يخفى على أحد شغف الرواة بالعلو في أسانيدهم
أما الحديث الثالث رواه الحميدي عن مروان بن معاوية الفزاري والسابع وقد رواه عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي ويبدو أنه لم يجدهما من طريق سفيان ، وهذا ما يؤكده البحث الإلكتروني في الحديثين
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|