سألني زميلي الماليزي عن طالبين :
أحدهما صلى الصبح جماعة ، والآخر نام عنها
ما أثر ذلك على كل منهما؟ وهل له علاقة بذكاء واستيعاب كل منهما؟
فأجبت بما يلي:
1- أمن وأمان وحفظ الله لمن صلى الفجر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ" رواه البخاري ومسلم.
أي أن الله يحفظ من صلى الصبح في جماعة من الأشرار ومن الأضرار ويكون في أمن وأمان الله وحفظه.
2- الحفظ من الشيطان:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقيل لَهُ مازال نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ مَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ: «ذَلِكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ» رواه البخاري ومسلم
أي أن الشيطان يَسْتَوْلي على مَنْ ينام عن صلاة الصبح ويَسْتَخِفُّ به.
3- النشاط والقوة والصحة وراحة القلب والنفس:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ـ إِذَا هُوَ نَامَ ـ ثَلَاثَ عُقَدِ يَضْرِبُ مَكَانَ كُلِّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ
فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ
وَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ
وَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ
فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خبيث النفس كسلان) رواه البخاري ومسلم.
ثلاث عقد يعقدها الشيطان على رأس النائم تنحل وتنفك بثلاثة:
- إن قام فذكر الله انحلت عقدة
- إن توضأ انحلت الثانية
- إن صلى الصبح انحلت الثالثة
بعدها يكون نشيطا طيب النفس مطمئن القلب
فإن نام ترك صلاة الصبح ، أصبح كسلان ضعيفا، خبيث النفس كئيبا، مضطرب القلب والعقل.
4- الرزق والبركة:
لقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمة الإسلام بالبركة في وقت البُكُور - وقت صلاة الصبح حتى الضحى - قال صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكورِها) رواه الترمذي وأحمد وابن ماجه والنسائي وصححه الألباني.
والنوم وقت الصبح يمنع الرزق ويمنع البركة ، قال ابن القيم رحمه الله: "نَوْمَةُ الصُّبْح تَمْنَعُ الرزق لأنه وقت تُقَسَمُ فيه الأرزاق .. ورأى عبد الله بن عباس ابناً له نائماً نومة الصبحة. فقال له: قم، أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟!
ولصلاة الصبح فوائد وفضائل عديدة منها :
1. صحبة الملائكة في صلاة الصبح:
قال الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] مشهودا : أي تشهده الملائكة.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ" رواه البخاري ومسلم.
2. النور التام يوم القيامة:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" رواه الترمذي وابن ماجه وأبو داود وصححه الألباني.
3. صلاة الصبح براءة وأمن من النفاق:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا" رواه الشيخان البخاري ومسلم.
4. صلاة الصبح جماعة يصحبها ثواب قيام ليلة:
عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ، فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ، فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ» رواه الشيخان البخاري ومسلم.
5. صلاة الصبح سبب لدخول الجنة:
عن أبي موسى أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن صلَّى البَرْدَينِ دخلَ الجنةَ". والبردان: الصبح والعصر.
6. صلاة الصبح سبب للنجاة من النار:
عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لَنْ يَلِجَ النَّارَ مَنْ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" رواه الشيخان البخاري ومسلم.
لن يلج: لن يدخل ، قبل طلوع الشمس: صلاة الصبح ، وقبل غروبها: صلاة العصر.
7. ركعتا الفجر [سنة الصبح] خير من الدنيا وما فيها:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رِكْعَتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها" رواه الشيخان البخاري ومسلم.
فإذا كانت سنة الصبح خير من كل نعم الدنيا فكيف بأجر وثواب صلاة الصبح؟!
8. الجائزة الكبرى رؤية الله عز وجل:
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا" ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} رواه الشيخان البخاري ومسلم.
أخوكم د. محمد الجبالي
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك