شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الحديث
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: انواع التسربات المائية بالرياض (آخر رد :مايكروسيستم د)       :: نصائح وطرق لمعالجة تسربات المياه بالرياض (آخر رد :مايكروسيستم د)       :: تسربات المياه بالمباني وطرق الحل (آخر رد :مايكروسيستم د)       :: طرق التخلص من تسربات المياه بالرياض (آخر رد :نائب المدير)       :: الشرح التفصيلي برنامج كلام الله المصحف الالكتروني المعلم صوت و صورة لكل القراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصاحف الباوربوينت 5 مصاحف القران مكتوب بجودة رهيبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمد سايد رواية ورش مقسم صفحات كامل 604 صفحة طبعة المدينة جودة رهيبة mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ حسن صالح رواية ورش عن نافع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله المصحف الإلكتروني المعلم صوت و صورة مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ انس جلهوم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برنامج كلام الله مع خاصية التكرار تكرار الصفحات القارئ الحسيني العزازي مصحف معلم مع ترديد الأطفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 05-17-2015, 03:07 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي أحاديث ضعيفة مشهورة على ألسنة الناس

الحديث الأول:
- «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا».
ورد من حديث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ، وأبي الدرداء، وابن عمر، وعلي.
- حديث عبيد الله بن محصن:
أخرجه الترمذي: (2346)، وابن ماجة: (4141)، والحميدي: (443)، والبخاري في الأدب المفرد: (300)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: (2126، 2127)، والقضاعي في مسند الشهاب: (540)، والبيهقي في الشعب: (9878)، والعقيلي في الضعفاء الكبير: (2/146)، كلهم من رواية مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُمَيْلَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ به. وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
قلت: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل:
1- عبد الرحمن بن أبى شميلة الأنصاري. وهو أقرب إلى الجهالة فقد ذكره البخاري في التاريخ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، و قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: مشهور. وقال أبو حاتم: مشهور برواية حماد بن زيد عنه . وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ". فكما ترى لم يتكلم فيه أحد بجرح ولا تعديل غير ذكر ابن حبان له في الثقات ومعلوم تساهله في ذلك.
2- سلمة بن عبد الله بن محصن الأنصاري. قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4 / 148: وقال أحمد: لا أعرفه. وقال العقيلى: لا يتابع على حديثه. وقال الحافظ في التقريب: مجهول اهـ .
3- أبوه لا تثبت له صحبة عندي وذلك لأنه تفرد عنه ولده بالرواية وهو مجهول. قال الحافظ في تهذيب التهذيب 5 / 390: وقال ابن عبد البر: أكثرهم يصحح صحبته. وقال أبو نعيم: أدرك النبي  و رآه. وذكره البخاري و غير واحد فيمن اسمه عبيد الله ـ يعنى مصغرا ـ . وفي سياق حديثه في " الترمذي " : وكانت له صحبة. اهـ . وقال الحافظ في "تقريب التهذيب" ص / 320 : له حديث واحد . اهـ. قلت: يشير إلى حديثه الذي بين أيدينا ولم يذكر أحد ممن أثبت له الصحبة راوياً غير ولده المجهول فأنى له الصحبة! والله أعلم.
وورد هذا الحديث من حديث أبي الدرداء وابن عمر وعلي.
- حديث أبي الدرداء:
أخرجه ابن حبان: (671)، والطبراني في مسند الشاميين: (22)، وأبو نعيم في الحلية: (5/249)، والقضاعي في مسند الشهاب: (539)، والبيهقي في الشعب: (9874)، كلهم من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَانِئِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، به. وهذا موضوع فيه عبد الله بن هانئ قال الذهبي: متهم بالكذب( ). قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: قدمت الرملة فذكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ وسألت عنه فقيل: هو شيخ يكذب فلم أخرج إليه ولم اسمع منه ( ). وأبوه ذكره ابن حبان في الثقات وقال: رُبمَا أغرب.
- حديث ابن عمر:
أخرجه الطبراني في الأوسط: (1828)، من حديث عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وهذا إسناد ضعيف جدا فيه علي بن عابس ضعيف ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما حتى قال فيه ابن حبان: فحش خطأه فاستحق الترك. وعطية هو ابن سعد العوفي وهو ضعيف أيضا ضعفه أبو حاتم والنسائي وغيرهما.
وقد تابع عطية على روايته عن ابن عمر خالد بن مهاجر عند البيهقي في الشعب: (9877)، لكن لفظه « إِذَا أَصْبَحْتَ آمِنًا فِي سِرْبِكَ مُعَافًى فِي بَدَنِكَ عِنْدَكَ قُوتُ يَوْمِكَ فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ». لكن في سنده إسماعيل بن رافع ضعيف والراوي عنه سلام بن سليمان بن سوار الثقفي وهو ضعيف أيضاً، والله أعلم.
- حديث علي:
أخرجه الشجري في ترتيب الأمالي الخميسية: (2214)، من حديث مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ  به. وهو موضوع فيه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه، أَبُو المُفَضَّل الشَّيْباني الكوفيُّ. قال الخطيب: كتب الناس عنه، بانتخاب الدَّارَقُطْنِيّ، ثم بان كذبه، فمزقوا حديثه وأبطلوا روايته، وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة، ويملي في مسجد الشرقية( ).
وقد ذكر الشيخ العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة: وأما حديث علي فيرويه أحمد بن عيسى العلوي حدثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا. أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (322). قلت: والعلوي هذا قال الدارقطني: " كذاب ". قلت: فلا يستشهد به.
قلت: هذا ليس من حديث علي إنما من حديث محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر. وذلك لأنه قال أحمد بن عيسى العلوي حدثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله : فذكره. ومعلوم أنه محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. أبوه جعفر بن محمد وجده محمد بن علي. فالحاصل أن الصواب ما ذكرناه هنا، والله أعلم. وقد ذكر الشيخ الألباني هذه الطرق ثم حسن الحديث وقد علمت ما فيها فالكمال لله وحده.
- الحديث الثاني:
«لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَ فِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ».
ورد من حديث أبي برزة الأسلمي، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي سعيد الخدري، وأنس.
- حديث أبي برزة:
أخرجه الترمذي: (2417)، والدارمي: (554)، وأبو يعلى الموصلي: (7434)، والروياني: (1313)، وأبو نعيم في الحلية: (13/232)، والبيهقي في المدخل: (494)، والخطيب في اقتضاء العلم: (1)، كلهم من حديث الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ به. وهذا سند ضعيف سعيد بن عبد الله قال أبو حاتم: مجهول. وقال ابن معين: ما سمعنا أحدا روى عنه إلا الأعمش من رواية أبي بكر بن عياش.
وقال الذهبي في التاريخ (3/421): وَهُوَ مَجْهُولُ الْعَدَالَةِ لَمْ يُضَعَّفْ. وفيه أبو بكر بن عياش وهو ثقة لكن له أخطاء. قال أحمد: ثِقَةٌ، رُبَّمَا غَلِطَ، صَاحِبُ قُرْآنٍ وَخَيْرٍ. وضعفه ابن نمير في حديث الأعمش. وله متابع وهو ابن نمير لكن رواه عنه إبراهيم الزراع ولم أجد له ترجمة. قال العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (2/629): لكن إبراهيم هذا لم أعرفه.
- حديث ابن مسعود:
أخرجه الترمذي: (2416)، والبزار: (1435)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة: (846)، وأبو يعلى الموصلي: (5271)، والطبراني: (9772)، وفي الصغير: (760)، والبيهقي في الشعب: (1647)، من حديث حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ الرَّحَبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، به. وهذا سند ضعيف جدا فيه حسين بن قيس متروك. قاله أحمد والنسائي والدارقطني. وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ  إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الحُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ يُضَعَّفُ فِي الحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.
- حديث معاذ بن جبل:
أخرجه البزار: (2640)، والطبراني: (111)، والبيهقي في الشعب: (1648)، من حديث عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، به. وسنده ضعيف فيه عند الطبراني والبيهقي صامت بن معاذ وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وفيهما ضعف. وعند البزار ليث بن أبي سليم وهو ضعيف. وورد موقوفا على معاذ عند الدارمي: (556)، وابن أبي شيبة: (34694)، وفيه أيضاً ليث بن أبي سليم. قال الدارقطني: وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ( ).
- حديث أبي سعيد الخدري:
أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة: (847)، من حديث عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيٍّ به. وعطية ضعيف ضعفه كثير من أهل العلم، والراوي عنه داود بن الجارود لم أعرفه وأظنه زياد بن المنذر الهمداني أبو الجارود الأعمى الكوفي وهو رافضي كذاب كذبه يحيي بن معين. وهذا الظن بنيته على عدة أمور:
أولاً: لم أجد من يسمى داود بن الجارود إلا والد سليمان أبو داود الطيالسي وليست له رواية.
ثانياً: في ترجمة زياد هذا أنه يروي عن عطية العوفي وكنيته أبو الجارود فمن السهل أن تصحف لابن الجارود.
ثالثاً: وجدت له ذكر بهذا الاسم عند أبي نعيم في معرفة الصحابة: 1867، وابن الأعرابي: 1820، والطبراني: 3055، من رواية أَبي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ  قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي الْبَارِحَةَ لَدَى هَذِهِ الْحُجْرَةِ....الحديث. وزياد له رواية عن أبي الطفيل أيضاً.
رابعاً: في تاريخ الإسلام للذهبي: قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عمرو بن عامر، قال: حدثنا علي بن قادم، عن زياد بن منذر، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: « لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَعَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ». وهو حديث الباب لكن فيه زيادة » وَعَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ».
فالحاصل أن هذه الطريق أقل أحوالها الضعف، والله أعلم.
- حديث أنس بن مالك:
أخرجه قاضي المارستان في مشيخته (2/862) قال: أخبرنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن عصمة بن إسماعيل النسفي قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي بنيسابور قال حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال حدثنا الحسين بن داود البلخي قال حدثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد أبو علي البلخي قال حدثنا أبو هاشم الأبلي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال: رسول الله : " يا ابن آدم لا تزول قدماك حتى أسألك عن عمرك فيما أفنيت وعن جسدك فيما أبليت وعن مالك من أين اكتسبته وإلى أين أنفقت ". وهذا سند مسلسل بالضعفاء:
هناد بن إبراهيم أبو المظفر النسفي. قال الذهبي: روى الكثير بعد الخمسين وأربعمائة إلا أنه راوية للموضوعات والبلايا( ).
محمد بن أحمد بن سعيد، أبو جعفر الرازي. قال الذهبي: لا أعرفه، لكن أتى بخبر باطل، هو آفته( ).
أبو هاشم الأبلي كثير بن عبد الله السامي الناجي. قال البخاري: منكر الحديث. (يعني عنده لا تحل الرواية عنه). وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث جدا، شبه المتروك، بابة زياد بن ميمون. وقال النسائي: متروك . وقال الحاكم: زعم أنه سمع من أنس و روى عنه أحاديث يشهد القلب أنها موضوعة. اهـ .
فالحاصل أن الحديث ضعيف لا يصح من طريق بمفرده، ولا يصلح للاحتجاج بهذه الطرق مجموعة لشدة ضعفها، والله أعلم.
الحديث الثالث:
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَسَعِيدٍ، ابْنَيْ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ المُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ» ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
رواه الترمذي: (1085) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وَأَبُو حَاتِمٍ المُزَنِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَا نَعْرِفُ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ  غَيْرَ هَذَا الحَدِيثِ». وهذا الحديث جاء عن أبي هريرة واختلف عليه فيه. قال البخاري: رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُرْمُزٍ, عَنِ النَّبِيِّ  مُرْسَلًا.
قلت: وهو الصحيح من حديث أبي هريرة. فالحاصل أن هذا الحديث على شهرته لا يصح. وفي المراسيل لابن أبي حاتم (1/250) قال: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُول: أَبُو حَاتِمٍ الْمُزَنِيُّ الَّذِي يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ  إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دَينَهُ وَأَمَانَتَهُ فَانْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ لَا أَعْرِفُ لَهُ صُحْبَةٌ وَلَا أَعْلَمُ لَهُ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا.
قال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام (5/203): إِن حَدِيث أبي حَاتِم الْمَذْكُور لَا يَصح. أول مَا فِيهِ أَن أَبَا حَاتِم لم تصح صحبته، وَقد ذكر أَبُو دَاوُد حَدِيثه هَذَا فِي الْمَرَاسِيل، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن معِين، حَدثنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا ابْن [هُرْمُز الفدكي، عَن سعيد وَمُحَمّد ابْني عبيد، عَن أبي حَاتِم الْمُزنِيّ] ، وَذكره أَيْضا من [طَرِيق قُتَيْبَة بن سعيد، حَدثنَا اللَّيْث، عَن ابْن عجلَان، عَن عبد الله بن هُرْمُز الْيَمَانِيّ، أَن رَسُول الله  . فَذكره إِيَّاه فِي الْمَرَاسِيل دَلِيل على أَنه عِنْده أَعنِي أَبَا حَاتِم الْمُزنِيّ غير صَحَابِيّ، وَمن يزْعم أَن لَهُ صُحْبَة إِنَّمَا يروم إِثْبَاتهَا لَهُ بِهَذَا الْخَبَر.
وَهَذَا الْخَبَر لَا يثبت إِلَّا بِهِ، فَيتَوَقَّف ثُبُوته على ثُبُوت صحبته، وَثُبُوت صحبته على ثُبُوته.
وَمُحَمّد وَسَعِيد أبنا عبيد، لَا يعرفان إِلَّا فِيهِ، وَلم أجد لَهما ذكرا فِي شَيْء من مظان وجودهما وَوُجُود أمثالهما، فهما مَجْهُولَانِ.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في تعلقيه على الحديث في إرواء الغليل (6/266): ولعل تحسين الترمذي المذكور , إنما هو باعتبار شواهده الآتية , وخصوصا حديث أبى هريرة , وإلا فإن هذا الإسناد لا يحتمل التحسين , لأن محمدا وسعيدا ابنى عبيد مجهولان , والراوي عنهما ابن هرمز ضعيف كما في التقريب.
قلت: وحديث أبي هريرة علته ما ذكره البخاري أن الصحيح فيه الارسال والله أعلم.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:41 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات