شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف وليد الجراحي 1441 عام 2020 كامل 114 سورة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 027 النمل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 026 الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 011 هود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 025 الفرقان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 024 النور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 010 يونس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 009 التوبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 008 الأنفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 05-08-2015, 11:18 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي رسالة تحذير وتذكير إلى كل نّمَّام!!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.

رسالة تحذير وتذكير إلى كل نَمَّام!!
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن من الأخلاق الذميمة و الخصال المشينة التي يتَّصف بها بعض الأنام- إلا من رحمه العزيز العلام- صفة النميمة ، فعن
عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"النَّمِيمَةُ: الْقَالَةُ بين الناس ". رواه مسلم ( 2606)
يقول الإمام النووي – رحمه الله- :" قال العلماء: النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم ".الشرح على صحيح مسلم (2 /112)
فهذا الداء العضال والمرض القتال قد انتشر اليوم بين الكثير من المسلمين إلا من عصمه منه أرحم الراحمين،يقول الإمام النووي-رحمه الله- :"اعلم أن هاتين الخصلتين – النميمة و الغيبة- من أقبح القبائح وأكثرها انتشارا في الناس حتى ما يسلم منهما إلا القليل من الناس". الأذكار (ص 266)
إنَّ وباء النميمة اليوم أيها الإخوة والأخوات قد عظم شره وزاد ضرره فلم يعد قاصرا على أفراد معينين!بل تعدى فساده إلى المجتمعات فقطع بين كثير من المسلمين أواصل المحبة والإخاء و نشر بينهم العداوة والبغضاء ، يقول الإمام ابن حبان – رحمه الله- :"لأنها – أي النميمة- تهتك الأستار، وتفشي الأسرار، وتُورث الضغائن، وترفع المودة، وتُجدد العداوة، وتُبدد الجماعة، وتُهيج الحقد، وتزيد الصدَّ".روضة العقلاء ( ص 180)
يقول ابن بطال – رحمه الله- :"والنميمة والغيبة محرمتان ، وهما في النهى عنهما سواء ". شرح صحيح البخاري لابن بطال ( 3 / 347)
فلو فتشنا أيها الأحبة الكرام عن أسباب الفرقة و النفرة بين الكثير من أبناء الإسلام لوجدنا أن من ورائها النَّمام! الذي همُّه الخبيث هو السعي وراء الإفساد بين الأنام، يقول الإمام الذهبي – رحمه الله- :"والنمام هو الذي ينقل الحديث بين الناس وبين اثنين بما يؤذي أحدهما أو يوحش قلبه على صاحبه أو صديقه بأن يقول له قال عنك فلان كذا وكذا،وفعل كذا وكذا إلا أن يكون في ذلك مصلحة أو فائدة كتحذيره من شر يحدث أو يترتب ".الكبائر (ص 211)
فهو في الحقيقة وإن كان يُظهر على لسانه الخير! إلا أن قلبه مليء بالحقد والشر ، يقول القاضي عياض – رحمه الله- :"والنمام وهو الذي ينقل كلام الناس بعضهم إلى بعض بغيا على غير وجه الصلاح والخير ".مشارق الأنوار (2/13)
وهو لا يسلم من الكذب في الكلام إن لم يكن في الأصل كذابا!، يقول الإمام ابن حزم – رحمه الله- :" والنميمة فرع من فروع الكذب ونوع من أنواعه ، وكل نَّمَّام كذاب ".طوق الحمامة في الألفة والآلاف (ص 173)
فكم تسبب النَّمام بفعله المشين! في الفراق بين الزوجين، وقطع الصلة بين الأخوين، ونشر العداوة بين المتحابين، والإفساد بين الشريكين ، يقول الإمام يحيى بن أبي كثير – رحمه الله- :"يفسد النمام في ساعة ما لا يفسد الساحر في شهر ".حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني( 3 / 70)
بل قد يتعدى ضرره إلى أن يتسبب في إراقة دماء بعض المسلمين ، يقول الحافظ ابن حجر – رحمه الله- :" مفتاح الدماء الغيبة والسعي بين الناس بالنميمة بنشر الفتن التي يسفك بسببها الدماء ".فتح الباري ( 10/472)
لذا مما ينبغي علينا جميعا أيها الأفاضل أن نحذر أشد الحذر من الوقوع في هذا الوباء الخبيث، وأن ننصح من ابتلي به أن يتوب إلى خالقه،وأن يجتهد ببذل الأسباب لتركه و التخلص من شره،ومما يساعده بإذن رازقه على التخلص من ضرره :
-أن يعلم أن هذا الفعل الذميم هو من كبار الآثام، وهو محرم بإجماع أهل الإسلام،يقول الإمام ابن حزم-رحمه الله- : "واتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة ". مراتب الإجماع (ص 156)
و يقول الإمام النووي – رحمه الله- :"فهما محرمتان – أي الغيبة و النميمة- بإجماع المسلمين وقد تظاهر على تحريمهما الدلائل". الأذكار ( ص 266)
- وأن صاحب هذا الداء إذا لم يبادر بالتوبة والرجوع إلى العزيز الوهاب ويترك هذا الوباء فإنه مُتَوَعَدٌ بالعقاب ، فعن ابن عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما-قال:خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم من بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبُورِهِمَا فقال:"يُعَذَّبَانِ وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ كان أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ من الْبَوْلِ، وكان الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَة". رواه البخاري (5708) واللفظ له، ومسلم (292)
يقول الحافظ ابن حجر – رحمه الله- :" قال الداودي وابن العربي الكبير المنفي بمعنى أكبر، والمثبت واحد الكبائر، أي: ليس ذلك بأكبر الكبائر كالقتل مثلا، وإن كان كبيرا في الجملة ".فتح الباري (1/ 318)
ويقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :" أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجلين الذين رآهما يعذبان في قبورهما يمشي أحدهما بالنميمة بين الناس، ويترك الآخر الاستبراء من البول، فهذا ترك الطهارة الواجبة، وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه وإن كان صادقا، وفي هذا تنبيه على أن الـمُوقع بينهم العداوة بالكذب والزور والبهتان أعظم عذابًا، كما أنَّ في ترك الاستبراء من البول تنبيها على أن من ترك الصلاة التي الاستبراء من البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذابًا ". الروح ( ص 77)
ويقول السفاريني -رحمه الله-:"أبدى بعضُ أهل العلم نُكْتَةَ ذلك وهي مما يُكتَبُ بالذَّهب على صَفَحَاتِ القلوب، وذلك أَنَّ أَوَّلَ ما يُسأل عنه الإنسان يومَ القيامة ويَقضِي فيه الْحَقُّ جلَّ جلاله: الصلاة وَالدِّماءُ، وَالطَّهَارَةُ أقوى شُروط الصلاة وَمُقَدِّمَتُهَا، فإذا لم يَتَنَزَّهْ من البول ولم يَسْتَبْرِئْ منه فقد فرَّط في شرط الصلاة .
وَسَبَبُ وُقوع الناس في سفك الدِّماء وإراقتها بغير حَقِّ العداوة، وَمُقَدِّمَتُهَا النَّميمةُ ، فإنَّها سَبَبُ العداوة ، وعذابُ القبر مُقَدِّمَةُ عَذاب النَّار،فَنَاسَبَ أن يَبدأ بالمقدِّمات أَوَّلاً، فَانْظُرْ هذه المناسبة وَتَأَمَّلْهَا تَجدْهَا في غاية المطابقة، جَزَاءً وِفَاقًا". غذاء الألباب شرح منظومة الآداب (1/87)
ومن الوعيد الشديد والزجر الأكيد الذي جاء في هذا الفعل الجبان! أن صاحبه أيها الأحبة والإخوان إذا لم يتب قبل فوات الأوان فإنه سيحرم من دخول الجنان، فعن حُذَيْفَةُ – رضي الله عنه- قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ". رواه مسلم ( 105)
يقول الإمام النووي – رحمه الله- :" وأما قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ) ففيه التأويلان المتقدمان في نظائره، أحدهما : يُحمل على المستَّحل بغير تأويل مع العلم بالتحريم، والثاني: لا يدخلها دخول الفائزين، والله أعلم".
الشرح على صحيح مسلم (2 /113)
-وعلى من ابتلي بهذا الوباء أن يعلم أن هذا الداء ليس من شيم الكرام، وإنما هو من خصال اللئام ، قيل لمحمد بن كعب القرظي – رحمه الله- أي خصال المؤمن أوضع له ؟ فقال: "كثرة الكلام، وإفشاء السر، وقبول قول كل أحد".إحياء علوم الدين (3 / 157)
يقول الإمام ابن حزم – رحمه الله- :"وما في جميع الناس شر من الوشاة ، وهم النمامون ،وإن النميمة لطبع يدل على نتن الأصل ، ورداءة الفرع ، وفساد الطبع ، وخبث النشأة".طوق الحمامة في الألفة والآلاف (ص 173)
لذا مما يُعرف عن من أُصيب بهذا الداء المشين أنَّه صاحب وجهين! الذي هو من شرار الناس كما أخبرنا بذلك خير المرسلين، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" تَجِدُونَ شَرَّ الناس ذَا الْوَجْهَيْنِ الذي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ". رواه البخاري (3304) واللفظ له، ومسلم (2526)
يقول الملا علي قاري – رحمه الله- :" قوله: (الذي يَأْتِي هَؤُلَاءِ) أي: طائفة ( (بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ) ) أي: بوجه آخر كالمنافقين والنمامين ".مرقاة المفاتيح ( 9/ 59)
-وعليه أن يعلم أنه إذا لم يُبادر إلى ترك وعلاج نفسه من هذا المرض فإنَّه سيجره إلى أدواء أخرى من أخطرها و أشرها داء الغِيبة ، يقول الحافظ ابن حجر – رحمه الله- :" قال ابن التين - رحمه الله- الجامع بينهما – أي: النميمة و الغيبة- ذكر ما يكرهه المقول فيه بظهر الغيب، وقال الكرماني: الغيبة نوع من النميمة، لأنَّه لو سمع المنقول عنه ما نقل عنه لغمَّه. قلت - أي: الحافظ ابن حجر- : الغيبة قد توجد في بعض صور النميمة وهو أن يذكره في غيبته بما فيه مما يسوؤه قاصدا بذلك الإفساد ".فتح الباري (10 /470)
ويا من نُقلت إليك الأخبار احذر أشد الحذر من أن تطيع وتسمع لما ينقله لك النمام! فإن هذا من الآثام الذي حذرك منه العزيز العلام، حيث جلَّ وعلا: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)[ القلم : 10-11].
يقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :"{ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ } أي: كثير الحلف، فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كذاب، ولا يكون كذابًا إلا وهو { مُهِينٌ } أي: خسيس النفس، ناقص الهمة، ليس له همة في الخير، بل إرادته في شهوات نفسه الخسيسة.
{ هَمَّازٍ } أي: كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء، وغير ذلك.
{ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } أي: يمشي بين الناس بالنميمة، وهي: نقل كلام بعض الناس لبعض، لقصد الإفساد بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء". تفسير السعدي (ص 879)
واعلم-سددك الله- أنَّك حتى أنت لن تسلم من شر النمام وأنه سيوقع بينك وبين غيرك من الأنام، يقول الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:170هـ)- رحمه الله-: "من نَّمَّ إليك نَّمَّ عليك، ومن أخبرك بخبر غيرك أخبر عنك غيرك بخبرك ".شعب الإيمان للبيهقي ( 7/ 521)
لذا فبدل أن تلقي له سمعك!انصحه بالتوبة والرجوع إلى العزيز العليم وبترك هذا الفعل الذميم،فإن أصرَّ على غيِّه فازجره! فإن استمرَّ في شره فعليك أن تبغضه وتهجره حتى يتوب ويرجع إلى رشده!، يقول الغزالي – رحمه الله- :": النمام ينبغي أن يُبغض ولا يُوثق بقوله ولا بصداقته، وكيف لا يُبغض! وهو لا ينفك عن الكذب، والغيبة، والغدر، والخيانة، والغلِّ، والحسد، والنِّفاق،والإفساد بين الناس،والخديعة،وهو ممن يسعون في قطع ما أمر الله به أن يُوصل ويفسدون في الأرض ". إحياء علوم الدين ( 3 / 156)
واعمل – رعاك الله- إذا أردت النجاح والفلاح بهذه النصيحة القيمة والوصية الكريمة،يقول الإمام الغزالي – رحمه الله- : "وكل من حُملت إليه النميمة، وقيل له إنَّ فلاناً قال: فيك كذا وكذا، أو فعل في حقك كذا، أو هو يُدبر في إفساد أمرك أو في مُمالاة عدوِّك، أو تقبيح حالك، أو ما يجري مجراه، فعليه ستة أمور:
الأول: أن لا يصدقه لأنَّ النمام فاسقٌ، وهو مردود الشهادة، قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ ) [ الحجرات:6].
الثاني:أن ينهاه عن ذلك وينصح له، ويُقبح عليه فعله، قال الله تعالى: ( وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَر) [ لقمان: 17].
الثالث: أن يُبغضه في الله تعالى، فإنَّه بغيض عند الله تعالى ويُجب بغض من يبغضه الله تعالى .
الرابع:أن لا تَظن بأخيك الغائب السوء، لقول الله تعالى:(اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [الحجرات:12].
الخامس:أن لا يحملك ما حكى لك على التَّجسس والبحث لتحقق اتباعًا لقول الله تعالى:(وَلَا تَجَسَّسُوا)[الحجرات:12].
السادس: أن لا ترضى لنفسك ما نهيت النمام عنه، ولا تحكي نميمته فتقول: فلان قد حكى لي كذا وكذا ، فتكون به نَّمامًا ومُغتابًا، وقد تكون قد أتيت ما عنه نهيت ". إحياء علوم الدين ( 3 /156)
وفي الختام إنَّ مما ينبغي علينا جميعا أيها الأحبة الكرام أن نستعمل ألسنتنا في طاعة الرحمن، كذكر العزيز المنان في كل الأحيان،وقراءة القرآن،وعلينا كذلك أن نحفظها من كل أنواع العصيان، ولا نُطلق لها العنان في الغيبة والنميمة والكذب و البهتان، فتجرنا إلى المهالك ونصلى بسببها النيران ، فعن معاذ –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"وَهَلْ يَكُبُّ الناس في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ، أو على مَنَاخِرِهِمْ، إلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ".رواه الترمذي(2616) ،وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله-.
يقول الإمام ابن رجب –رحمه الله- :"والمراد بحصائد الألسنة جزاء الكلام المحرم وعقوباته، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات،ثم يحصد يوم القيامة ما زرع،فمن زرع خيرا من قول أو عمل حصد الكرامة،ومن زرع شرا من قول أو عمل حصد غدا الندامة، وظاهر حديث معاذ يدل على أن أكثر ما يدخل الناس به النار النطق بألسنتهم، فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل، ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك ويدخل فيها شهادة الزور التي عدلت الإشراك بالله عز وجل، ويدخل فيها السحر، والقذف ، وغير ذلك من الكبائر والصغائر،كالكذب والغيبة والنميمة وسائر المعاصي الفعلية لا يخلو غالبا من قول يقترن بها يكون معينا عليها".جامع العلوم والحكم (ص 274)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يرزقنا وإياكم التوبة النصوح ويوفقنا للعمل الصالح و إلى كل ما فيه السعادة و السرور، وأن يُجنبنا الوقوع في الغيبة و النميمة وكل أنواع الشرور، فهو سبحانه ولي ذلك والعزيز الغفور.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 06:21 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات