شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الفقه
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: بدون ترديد الاطفال - مقسم صفحات ثابتة واضحة مصحف الحصري المعلم 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 109 الكافرون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 097 القدر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 096 العلق (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 108 الكوثر (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 095 التين (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 107 الماعون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 106 قريش (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 094 الشرح (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1442 عام 2021 سورة 093 الضحى (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 04-26-2015, 12:56 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (087)الجهاد في سبيل الله-الفرع الرابع الخبرة بشئون الحرب والقوة فيها


الخبرة بالعمل أصل من أصول نجاحه، والجهل به من أهم أسباب فشله، فلا بد أن يكون القائد ذا خبرة فائقة بشؤون الحرب وفنونها، وبرجاله الذين أعدهم لقتال الأعداء، وبالعدو الذي يقاتله، وسلاحه الذي يستعمله، وبالأرض التي تكون عليها المعركة من سهول وجبال وغابات ومياه أنحار وبحيرات وغير ذلك، والقائد بدون خبرة كالجسد بدون روح. وقد اختار الله طالوت لقيادة الملأ من بني إسرائيل وزوده بهاتين الصفتين: العلم والقوة.

فقال تعالى: {وقال لهم نبيهم: إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً، قالوا: أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال، قال: إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم، والله يؤتي ملكه من يشاء، والله واسع عليم}[البقرة: 247]. وقد برز علمه وخبرته في اختبار جنده ومعرفة الصالح منهم للجهاد وغير الصالح، وبرزت قوته في صموده وصبره ومصابرته، ونجاحه في جهاده بقتل عدوه.

قال ابن تيمية رحمه الله: "والقوة في كل ولاية بحسبها، فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب والمخادعة فيها، فإن الحرب خدعة، وإلى القدرة على أنواع القتال من رمي وطعن وضرب وركوب وكر وفر ونحو ذلك".كما قال الله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم}[الأنفال: 60]. وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: (ارموا واركبوا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ومن تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا) وفي رواية(فهي نعمة جحدها)[مجموع الفتاوى(28/253)] رواه مسلم.

وقال ابن قدامة رحمه الله: "ولأن الأمير أعرف بحال الناس وحال العدو ومكانتهم ومواضعهم وقربهم وبعدهم. فإذا خرج خارج بغير إذن لم يأمن أن يصادف كميناً للعدو فيأخذه"[المغني(9/216)].

وقال سيد قطب رحمة الله: "وفي ثنايا هذه التجربة تكمن عبرة القيادة الصالحة الحازمة المؤمنة، وكلها واضحة في قيادة طالوت. تبرز فيها خبرته بالنفوس وعدم اغتراره بالحماسة الظاهرة، وعدم التفاته للتجربة الأولى، ومحاولته اختبار الطاعة والعزيمة في نفوس جنوده قبل المعركة، وفصله للذين ضعفوا وتركهم وراءه، ثم - وهذا هو الأهم- عدم تخاذله وقد تضاءل جنوده تجربة بعد تجربة، ولم يثبت معه في النهاية إلا تلك الفئة المختارة، فخاض بها المعركة ثقة منه بقوة الإيمان الخالص ووعد الصادقين المومنين"[في ظلال القرآن(2/263)].

الفرع الخامس: اللين للجند وإكرامهم

إن المسئول عن جماعة ما، راعٍ لتلك الجماعة، يجب عليه أن يُعنَى بها ويتفقد أفرادها، ويرفق بهم ويشفق عليهم، ويؤدي إليهم حقوقهم، ولا يجوز له أن يكون مفرطاً في شيء من ذلك ولا قاسياً جباراً عليهم.

والقائد المجاهد يلزمه ذلك أكثر من غيره، لأن ظروف الحرب والإعداد لها والتدريب على وسائلها ولقاء الأعداء الذي تزهق فيه نفوس وتراق فيه دماء، كل ذلك يقتضي رعاية أكثر، وشفقة أشد، وتعهداً للجنود وتحسساً لمشكلاتهم وحلها أو حل المقدور عليه منها، وليناً وتواضعاً وتكريماً وبعداً عن الفظاظة والغلظة، لتحصل بين القائد وجنده المحبة والمودة، والتعاون على القيام بالواجب، وتنتفي الشحناء والبغضاء والنفرة والتفرق والاختلاف، ويتحقق النصر وينتفي الفشل.

وقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلم قدوة كل قائد إلى صراط الله المستقيم مجاهداً في سبيل الله، وها هو القرآن الكريم يظهر منة الله عليه بتلك الصفات الحميدة، ويبين أنه لو لم يمنحه الله إياها واتصف بغيرها، لما ارتبط به أصحابه ذلك الارتباط الوثيق الذي جعلهم يفدونه بأرواحهم وأهلهم وأموالهم ويلبون دعوته ودماؤهم تسيل من جراح المعارك السابقة فيطلبون العدو في معارك لاحقة. قال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}[آل عمران: 159].

قال في تفسير المنار: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} لأن الفظاظة وهي الشراسة والخشونة في المعاشرة وهي القسوة والغلظة، وهما من الأخلاق المنفرة للناس لا يصبرون على معاشرة صاحبهما، وإن كثرت فضائله ورجيت فواضله، بل يتفرقون ويذهبون من حوله ويتركونه وشأنه، لا يبالون ما يفوتهم من منافع الإقبال عليه والتحلق حواليه"[تفسير المنار(4/199)].

ووصفه ربه سبحانه بأنه حريص على مصالح أمته، يشق عليه ما يشق عليهم وأنه شديد الرأفة والرحمة بهم، كما قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم، عزير عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رءوف رحيم}[التوبة: 128].

وبين هو صلّى الله عليه وسلم شفقته على أمته ورأفته بهم ومحبته الخير لهم، كما في حديث أبي هريرة ررضِي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: (إنما مثلي ومثل الناس، كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله، جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار، يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه، فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وهم يقتحمون فيها)[البخاري رقم(6483) فتح الباري(11/316) ومسلم(4/1789)].

لذلك كان صلّى الله عليه وسلم رفيقاً بأصحابه رءوفا رحيماً بهم، بعيداً عن الغلظة عليهم، فائتلفت عليه قلوبهم واشتدت محبتهم إياه، كما كان شديد الحب لهم، وحث صلّى الله عليه وسلم أمته على الرفق، كما في حديث جرير عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: (من يحرم الرفق يحرم الخير).

وفي حديث عائشة رضِي الله عنها أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه) وفي رواية: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)[الحديثان في صحيح مسلم(4/2003) وغيره].

وأثنى صلّى الله عليه وسلم على القادة الذين يستجلبون محبة أتباعهم على طاعة الله ويحبون هم أتباعهم على ذلك، وذم القادة الذين يستجلبون بغض أتباعهم ولعنهم إياهم كما يحصل ذلك منهم لأتباعهم. كما في حديث عوف بن مالك ررضِي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم)، قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه، فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يداً من طاعة)[مسلم(3/1481)].

وكان صلّى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه، ولا سيما المجاهدين منهم الذين يبذلون أنفسهم في سبيل الله، كما ضرب خيمة في مسجده لسعد بن معاذ الذي أصيب يوم الخندق، ليعوده من قريب كما في حديث عائشة رضِي الله عنها[البخاري رقم(4122) فتح الباري(7/411) ومسلم(3/1389)].

وكان صلّى الله عليه وسلم إذا استأذنه أحد من أصحابه وقت الحرب لحاجة سائغة يأذن له، ويحذره من عدوه ويأمره بأخذ سلاحه شفقة عليه، كما في حديث أبي سعيد الخدري، وفيه: "فقال أترى هذا البيت فقلت: نعم قال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال: فخرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوماً فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (خذ سلاحك فإني أخشى عليكم قريظة)[مسلم(4/1756)].

وكان صلّى الله عليه وسلم يصبر على جنوده إذا خالفوه الرأي في أمر يرون مراجعته فيه، ويجتهد في إقناعهم كما حصل في معركة بدر التي قال الله تعالى في شأنه معهم: {كما أخرجك ربّك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون، يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون}[الأنفال: 5ـ6].

وكما في قصة هدنة الحديبية التي سيأتي ذكرها إن شاء الله في الكلام عن الشورى.
وكان صلّى الله عليه وسلم يكرم كبار جيشه ويدافع عنهم، كما في حديث أبي سعيد الخدري ررضِي الله عنه قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)[البخاري رقم(3673) فتح الباري(7/21) ومسلم(4/1967)].

وكان صلّى الله عليه وسلم يخالط أصحابه، في أكلهم وشربهم وعملهم في الحرب وفي السلم، فأحبوه وعنوا به، وكانوا يصنعون له الطعام ويدعونه لتناوله في وقت السلم ووقت الحرب.

ومن هذا حديث جابر بن عبد الله ررضِي الله عنهما يقول: "لما حفر الخندق رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم خمصاً، فانكفأت إلى امرأتي فقلت لها: هل عندك شيء؟ فإني رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم خمصاً شديداً، فأخرجت لي جراباً فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن قال: فذبحتها وطَحَنَتْ، ففرغت إلى فراغي فقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلّى الله عليه وسلم ومن معه، قال: فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعاً من شعيركان عندنا، فتعال أنت في نفر معك، فصاح رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقال: (يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع لكم سؤراً فحيهلاً بكم).

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء)، فجئت وجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقدم الناس، حتى جئت امرأتي فقالت: بك وبك فقلت: قد فعلت الذي قلت لي، فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال ادعي خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها، وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجينتنا لتخبزكما هي"[مسلم(3/1610)].

والقائد الذي يرعى مصالح جنده ويتفقد أحوالهم ويشفق عليهم، يكون قائداً محبوباً عندجنده، وهم أيضاً يجتهدون في طاعته وتفقد أحواله، ويحبونه ويكرمونه، وفعل الصحابة مع الرسول صلّى الله عليه وسلم كما في هذه الحادثة وأمثالها، شاهد واضح على ذلك.

وهكذا كان أصحابه من بعده، قائدهم يحبهم ويشفق عليهم ويتفقد أحوالهم، وأتباعه يحبونه ويطيعونه ويكرمونه، وبدون ذلك الرفق والعناية من القائد، لا يحصل من جنده على الحب والطاعة والتقدير، وإذا ما اشتد عليهم وقهرهم على طاعته وتوقيره وإظهار حبه، فإن كل ذلك يكون من باب المجاملة له وقد يكون خوفا منهم على مصالحهم، وقلوبهم تبغضه وتحقد عليه، ويتحركون في تنفيذ أوامره وهم كارهون، فإذا غابوا عن عينيه أو عن أعين أعوانه، تمردوا ولم يلقوا له بالاً، وقد ينفضون من حوله وهو في أشد الحاجة إليهم، بل قد يكيدون له ويمكرون به عندما تحين لهم الفرصة للكيد والمكر. وصدق الله القائل: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}[آل عمران: 153]. وصدق رسوله – صلّى الله عليه وسلم - القائل في الرفق: (ولا ينزع من شيء إلا شانه)[سبق في أول هذا المبحث].

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:37 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات