لطائف وفوائد من كتاب: حكم من القرآن جرت مجرى الأمثال
· يتحدث الكتاب عن الصيغ أو الجمل القرآنية؛ التي يتمثل بها الناس في التخاطب بكثرة حتى صارت ذات انتشار وشهرة على ألسنتهم.
· ليس ثمة شيء أشد وقعاً، وأقوى حجة، وأعظم تأثيراً، وأدق تعبيراً، وأبلغ تفهيماً من كلام الله تعالى؛ إذا ألقيت به دليلاً ومستنداً لك فيما تقول؛ أمام كل مناظر مجادل.
· التمثل بالقرآن مسألة قد طرحت على بساط البحث، وسلطت عليها الأضواء في اجتهادات الفقهاء، وبدأت من خلال زاوية فقهية تتحدث عن مشروعية أن يتلو الجنب شيئاً من القرآن؛ لا على أنه قرآن، بل على أنه نوع من الكلام العادي، كأن يقول لمن يستأذنه في الدخول (ادخلوها بسلام) ولا يريد بذلك التلاوة، فمن أجاز ذلك أجاز التمثل بآيات القرآن، ومن حرم ذلك فقد حرم. قالت عائشة رضي الله عنها: إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ولا يستخفنك أحد. وعن عمر بن ميمون قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما طعن؛ عليه ملحفة صفراء قد وضعها على جرحه وهو يقول: (وكان أمر الله قدراً مقدورا). وعن عروة قال: كان اليمان -والد حذيفة- شيخاً كبيراً، فخرج يوم أحد يتعرض للشهادة، فابتدره المسلمون فتواشقوه بأسيافهم؛ وحذيفة يقول: أبي، أبي، فلا يسمعونه من شغل الحرب؛ حتى قتلوه، فقال حذيفة: (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) فقضى النبي صلى الله عليه وسلم بديته.
· لم يصرح أحد بجواز التمثل بجمل القرآن وعباراته في مقام الهزل أو المزاح أو توافه الأمور، فضلاً عما فيه فسق أو كفر. ومن أمثلة ذلك: أكل أعرابي مع بعض الولاة، فجرف ما بين يديه أولاً ثم مد يه هاهنا وهاهنا، ثم رأى بين يدي الوالي ثريدة كثيرة السمن فخرق لها خرقاً فسقطت نحوه، فجرها إليه مع السمن، فقال الوالي: (أخرقتها لتغرق أهلها) فقال الأعرابي: لا، ولكن (سقناه لبلد ميت).
· بعد أن تعرض الفقهاء لهذا الموضوع بالدرس، تنبه له الأدباء، فشرعوا في مقارنة أمثال العرب بما يماثلها من عبارات القرآن على أنها أحسن وأبلغ، فهذا أبو منصور الثعالي (ت: 430هـ) يعد من أقدم من عني بذلك في كتابيه (التمثيل والمحاضرة) و (خاص الخاص). ويعد الحريري (ت: 516هـ) صاحب المقامات، هو أول من وضع لنا كتاباً كاملاً في ذات الموضوع الذي نحن بصدده، والكتاب هو (توشيح البيان بالملتقط من القرآن) إلا أنه لا يزال في عداد الذخائر المفقودة.
يمكن تحميل الكتاب pdf من الرابط التالي:
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك