شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الفقه
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف وليد الجراحي 1441 عام 2020 كامل 114 سورة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 027 النمل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 026 الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 011 هود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 025 الفرقان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 024 النور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 010 يونس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 009 التوبة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1439 عام 2018 سورة 008 الأنفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-04-2015, 03:32 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (060)الجهاد في سبيل الله-المطلب الثاني: استجابة الصحابة لداعي الإنفاق


لقد كان أصحاب رسول الله صَلى الله عليه وسلم، يتسابقون إلى تنفيذ أوامره كلها، ويتنافسون في ذلك ما كانوا قادرين، لا فرق بين بذل النفس أو المال أو غيرهما.
عن المنذر بن جرير عن أبيه قال: "كنا عند رسول الله صَلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال فجاءه قوم حفاة عراة، مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعَّر وجه رسول الله صَلى الله عليه وسلم، لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى، ثم خطب فقال: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة} إلى آخر الآية: {إن الله كان عليكم رقيبا} والآية التي في الحشر: {اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله} تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه من صاع بره، من صاع تمرة) حتى قال: (ولو بشق تمرة) قال فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صَلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة.

فقال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده، من غيره أن ينقص من أوزارهم شيء). [مسلم (2/704)].

قال الإمام النووي رحمه الله: "النمار بكسر النون جمع نمرة بفتحها، وهي ثياب صوف،

فيها تنمير، والعباء بالمد وبفتح العين جمع عباءة، وعباية لغتان، وقوله مجتابى النمار، أي خرقوها، وقوروا وسطها... وأما سبب سروره صَلى الله عليه وسلم ففرحاً بمبادرة المسلمين إلى طاعة الله تعالى، وبذل أموالهم لله، وامتثال أمر رسول الله صَلى الله عليه وسلم". [شرح النووي على مسلم (7/103)].

وتأمل هذا التنافس في بذل المال في سبيل الله، قال عمر بن الخطاب رَضي الله عنه: "أمرنا رسول الله صَلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مني مالاً، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك)؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: (يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك)؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبداً". [أخرجه أبو داود والترمذي، وهو في جامع الأصول (8/591) قال المحشي وإسناده حسن صحيح، وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح].

وتصدق عثمان بن عفان رَضي الله عنه في غزوة تبوك – المسماة بغزوة العسرة - بثلاثمائة بعير مجهزة تجهيزا كاملاً. كما قال عبد الرحمن بن خباب رَضي الله عنه: "شهدت رسول الله صَلى الله عليه وسلم، وهو يحث على تجهيز جيش العسرة، فقام عثمان بن عفان، فقال: يا رسول الله: عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقام عثمان فقال: يا رسول الله عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقام عثمان بن عفان فقال: عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله. فأنا رأيت رسول الله صَلى الله عليه وسلم، ينزل عن

المنبر وهو يقول: (ما على عثمان ما فعل بعد هذه.. ما على عثمان ما عمل بعد هذه). [الترمذي، برقم (3699) وقال: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، ... وفي الباب عن عبد الرحمن بن سمرة" وال حديث في جامع الأصول (7/636) وحسنه المحشي بغيره].

وبهذا تظهر أهمية الإنفاق في سبيل الله وأنه أحد ركنيه حتى عده بعض العلماء آكد من الجهاد بالنفس. قال ابن القيم رحمه الله: "ومنها - أي من فقه غزوة تبوك وفوائدها - وجوب الجهاد بالمال كما يجب بالنفس، وهذه إحدى الروايتين عن أحمد، وهي الصواب الذي لا ريب فيه، فإن الأمر بالجهاد بالمال شقيق الأمر بالجهاد بالنفس في القرآن وقرينه، بل جاء مقدماً على الجهاد بالنفس في كل موضع، إلا موضعاً واحداً، هو قوله تعالى: {إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} [التوبة:111].

وهذا هو الذي يدل على أن الجهاد به أهم وآكد من الجهاد بالنفس، ولا ريب أنه أحد الجهادين، كما قال النبي صَلى الله عليه وسلم: (من جهز غازيا فقد غزا) فيجب على القادر عليه كما يجب على القادر بالبدن، ولم يتم الجهاد بالبدن إلا ببذله، ولا ينتصر إلا بالعُدد والعَدد، فإن لم يقدر أن يكثر العدد، وجب عليه أن يمد بالمال والعدة، وإذا وجب الحج على العاجز بالبدن، فوجوب الجهاد بالمال أولى وأحرى". [زاد المعاد (3/16)].

وقال سيد قطب رحمه الله: "والإنفاق في سبيل الله هو صنو الجهاد الذي فرضه الله على الأمة المسلمة، وهو يكلفها النهوض بأمانة الدعوة إليه وحماية المؤمنين به، ودفع الشر والفساد والطغيان، وتجريده من القوة التي يسطو بها على المؤمنين، ويفسد بها في الأرض، ويصد بها عن سبيل الله، ويحرم البشرية ذلك الخير العظيم الذي يحمله إليها نظام الإسلام، والذي يعد حرمانها منه جريمة فوق كل جريمة، واعتداء أشد من الاعتداء على الأرواح والأموال" [في ظلال القرآن (3/45) الطبعة الرابعة].



ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 07:21 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات