شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الفقه
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: نعمة الحسان مصحف مقسم صفحات ثابتة واضحة 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ب حفص الحذيفي مصحف مقسم صفحات ثابتة واضحة 604 صفحة كامل المصحف المصور فيديو (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 024 النور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 014 إبراهيم (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 026 الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 013 الرعد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 023 المؤمنون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 011 هود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحرم المكي 1436 عام 2015 سورة 010 يونس (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 01-30-2015, 12:24 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (059)الجهاد في سبيل الله-الفرع الثاني: إيجاد المال الكافي للجهاد


سبق ذكر بعض النصوص التي تحث على الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، وسبق ما يثبت تسابق الصحابة رَضي الله عنهم إلى ساحات الوغى، لرفع كلمة الله في الكون، وتحطيم قوى الطاغوت في الأرض، ونيل الشهادة التي كانوا أشد شوقاً إليها من العمر الطويل والحياة الرغدة في الدنيا، ليقينهم بما وعدهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الفضل الكبير لمن لقي ربه وهو يقاتل في سبيله.

وهنا لا بد من تجلية كون المال ضرورة من ضرورات قيام الأمة بالخلافة التي كلفها الله إياها، في حالة السلم بعمارة الأرض، والقيام بنشر الدعوة إلى الله، والاستعداد للجهاد في سبيل الله، وإعداد المصانع، وفي حالة الحرب لخوض المعارك ضد أعداء الله.

وينقسم هذا الفرع إلى ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: الحث على إيجاد المال الكافي للجهاد

المطلب الثاني: استجابة الصحابة لداعي الإنفاق في سبيل الله.

المطلب الثالث: الأمة الإسلامية بين البخل بالمال والتبذير فيه .

المطلب الأول: الحث على إيجاد المال الكافي للجهاد في سبيل الله

إن وجود مال وفير للمسلمين يصرف في مصالحهم الخاصة والعامة أمر ضروري، لأنه لا حياة - عزيزة - للفرد وللأمة بدون مال، فالمطعم والمشرب والمسكن والملبس والمركب والمنكح - الحياة الزوجية - أمور لا يستغني عنها أي فرد - في الحالة العادية - وهي لا يمكن الحصول عليها بدون مال. وإقامة المدن والقرى، وشق الطرق، وبناء المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات، وحفر الآبار وإنشاء الجسور وإيجاد المواصلات البرية والبحرية والجوية، وإقامة المصانع والشركات، ونقل المؤن والذخائر وشراء ما يُحتاج إليه من البضائع من البلدان الأخرى، وزراعة الأرض وتصريف المياه وضخها وغير ذلك مما لا يحصيه العد، لا يمكن وجوده بدون مال.

فكيف تقدر أمة من الأمم أن تدافع عن نفسها أو تنشر فكرها، عن طريق الدعوة التي لا يأذن أعداؤها لها بالانتشار، أو تعلن حربا ضد أولئك الأعداء بدون مال؟ هذا دليل الواقع يثبت بأنه لا بد من المال.

لذلك وردت نصوص كثيرة في القرآن والسنة، تدل على ضرورة إيجاد المال وحفظه، وعدم تبذيره، ووجوب إنفاقه فيما هو مشروع، بخلاف المحرمات. قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} [الأنفال:60].

تأمل هذه الآية الكريمة تجدها دالة على ضرورة وجود المال الكافي للجهاد في سبيل الله، فهي تأمر بإعداد القوة المستطاعة - التي منها أرقى السلاح الموجود كالخيل في حينها - التي ترهب العدو الظاهر والعدو الخفي، وإعداد هذه القوة بدون مال متعذر وهي - كذلك - تصرح بالإنفاق في سبيل الله إشارة إلى هذا المعنى. فكيف يعد المسلمون العدة المأمور بها؟ ومن أين ينفقون؟ إن كانوا كلهم فقراء يستجدون لقمة العيش؟. قال تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} [التوبة:111].

فإذا كان المسلمون لا مال لهم، ولا يقدرون على التحرك لقتال الأعداء، بسبب عدم وجود المال – وهم قادرون على جمعه ولكنهم لم يجمعوه – فكيف تتم هذه الصفقة؟ وهل ينام طالب الجنة عن السعي في إيجاد المبيع بهذا الثمن الغالي؟ نعم إذا كان الفرد لا يجد المال وهو قادر على الجهاد بنفسه، والفرد الآخر عنده المال، ولا يقدر على الجهاد بنفسه، فجهز الغني الفقير ليجاهد في سبيل الله، فإنهما يستحقان هذه الصفقة مع الله، ولكن كيف يكون ذلك إذا كان الفقر على مستوى الأمة؟ بل كيف إذا كانت الأمة غنية، وتبذر المال في المباحات والمحرمات، وتبخل به في الجهاد في سبيل الله، وبلادها محتلة، وهي مهانة ذليلة لعدوها؟! وقال تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً} [النساء:5].

فقد نهى سبحانه وتعالى المؤمنين أن يؤتوا السفهاء أموالهم، لأن قيام معاشهم ومصالحهم لا يكون إلا على هذه الأموال. قال ابن كثير: "أي تقوم بها معايشهم من التجارات وغيرها" [تفسير القرآن العظيم (1/452)]. وقال القرطبي: "{التي جعل الله لكم قياماً} أي لمعاشكم وصلاح دينكم. [الجامع لأحكام القرآن (5/31)].

وكثيرا ما يمتن الله بالمال على عباده كقوله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} [نوح: 10ـ12].وقوله تعالى: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا} [الإسراء:6].

ولما كانت الأموال سببا في قيام الأمم، فالأمة المهتدية تنفقها في رضا الله سبحانه، لتثبيت الحق وتحطيم الباطل، والأمة الضالة تنفقها في سخط الله، لتثبيت الباطل ومحاربة الحق. لجأ نبي الله موسى إلى ربه - بعد أن بدا له موقف فرعون المعاند وقومه من دعوته - لجأ إلى ربه أن يذهب أموالهم التي أبطرتهم وأضلتهم عن سبيل الله، فقال الله عنه: {وقال موسى: ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم} [يونس:88].

ولهذا ربى رسول الله عليه وسلم أصحابه، على اكتساب المال بجهدهم، وحذرهم من الكسل والسؤال، حتى يكون كل فرد من أفرادهم مستغنيا بكسبه عن سؤال الناس، وحتى ينفق الفائض عن حاجاتهم على المصالح العامة عن طواعية منهم واختيار، لا عن مصادرة وإكراه. ففي حديث عبد الله بن عمر رضِي الله عنه قال: "قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم) [البخاري رقم1474، فتح الباري (3/338) ومسلم (2/720)].

وفي حديث أبي هريرة رضِي الله عنه قال: "قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: (لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه) [البخاري رقم 2074، فتح الباري (4/304) ومسلم (2/721)].

وعندما آخى رسول الله صَلى الله عليه وسلم – عند مقدمه المدينة - بين المهاجرين والأنصار، ليتعاونوا ويتكافلوا، أظهر الأنصار من الإيثار، ما لا يظن أن أمة في الأرض تصل إليه غير الأمة الإسلامية، وأظهر المهاجرون من القناعة والعفة، والسعي في طلب الرزق كذلك، ما تشرئب إليه الأمم في كل جيل: "لما قدموا المدينة آخى رسول الله صَلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن وسعد بن الربيع، قال هذا لعبد الرحمن: "إني أكثر الأنصار مالا فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك، فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء يوماً وبه أثر صفرة، فقال النبي صَلى الله عليه وسلم: (مهيم)؟ قال: تزوجت، قال: (كم سقت إليها)؟ قال: نواة من ذهب – أو وزن نواة من ذهب" [البخاري رقم 3780ـ فتح الباري (7/112)].

الأنصاري يتنازل عن نصف ماله وعن إحدى زوجتيه، والمهاجري ينافس أعداء الله اليهود في التجارة، حتى لا يسيطروا على رؤوس الأموال للضغط بها على الناس - لا سيما أشباههم من المنافقين، ليكون ضد الدعوة الإسلامية - فيصبح عبد الرحمن بن عوف من كبار تجار الصحابة الذين يمدون الدعوة والجهاد بالمال الوفير [الإصابة (2/408)].

هذا وقد يوجد الرجال المؤمنون المجاهدون الذين يحبون لقاء العدو، للقاء الله وإعلاء كلمته، فيحول عدم وجود المال بينهم وبين أداء واجبهم، فيقل بذلك عدد المسلمين، ويكثر عدد الكافرين، ويحرم المسلمون من خيرة المجاهدين في الاشتراك معهم في ساح القتال، ويصابون كلهم بالندم والأسف على ذلك.

وها هي ذي القصة التي حصلت في عهد رسول الله صَلى الله عليه وسلم وسجلها القرآن الكريم، يجب أن تكون درسا وعبرة للأجيال المسلمة في سائر الأزمان، قال تعالى: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون} [التوبة:92].

قال ابن كثير رحمه الله: "وقال ابن إسحاق في سياق غزوة تبوك: إن رجالاً من المسلمين أتوا رسول الله صَلى الله عليه وسلم ، وهم البكاؤون وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم من بني عمرو بن عوف... فاستحملوا رسول الله صَلى الله عليه وسلم وكانوا أهل حاجة فقال: {لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون} [تفسير القرآن العظيم (2/381)].

وها هم أعداء الله في هذا العصر يبذلون أموالهم فيما بينهم، متعاونين ضد المسلمين، الشيوعيون واليهود والنصارى والوثنيون، فيغزون المسلمين في عقر دارهم، ولا يجد هؤلاء المسلمون ما يدفعون به عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وأوطانهم، لا بل إنهم ليموتون من شدة البرد أو الحر، والجوع أو العطش، والقذائف تمزق لحومهم وتهشم عظامهم، وهم يبكون كما بكى أولئك السبعة فلا يجدون من يخاف الله من أغنياء الدول والشعوب الإسلامية فيعطيهم ما يكفيهم للدفاع عن أنفسهم.

وينبغي أن يسرع المسلمون بصدقاتهم، فيسلموها لقائدهم الذي يعتاد المجاهدون طلب العون على الغزو منه، أو من يثقون به من علماء المسلمين، إن لم يكن لهم قائد، فقد كان الرسول صَلى الله عليه وسلم يقصده أصحابه ليحملهم، فإنلم يجد شيئا اعتذر كما في هذه القصة، وإن كان عنده شيء أعطى من استحمله.

كما في قصة أبي موسى الأشعري رضِي الله عنه قال: "أرسلني أصحابي إلى رسول الله صَلى الله عليه وسلم ، أسأله الحملان لهم، إذ هم معه في جيش العسرة، وهي غزوة تبوك، فقلت يا نبي الله إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم فقال: (والله لا أحملكم على شيء) ووافقته وهو غضبان، ولا أشعر ورجعت حزينا من منع النبي صَلى الله عليه وسلم ، ومن مخافة أن يكون قد وجد في نفسه عليَّ، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال النبي صَلى الله عليه وسلم.

فلم ألبث إلا سويعة، إذ سمعت بلالاً ينادي: أي عبد الله بن قيس فأجبته فقال: أجب رسول الله صَلى الله عليه وسلم يدعوك فلما أتيته قال: (خذ هذين القرينين - لستة أبعرة - ابتاعهن حينئذٍ - من سعد، فانطلق بهن إلى أصحابك، فقل: إن الله يحملكم على هؤلاء فأركبوهن)، فانطلقت إليهم بهن فقلت: إن النبي صَلى الله عليه وسلم يحملكم على هؤلاء. [البخاري رقم 4415، فتح الباري (8/110) ومسلم (3/1269)].

قال سيد قطب رحمه الله: "والجهاد كما يحتاج للرجال يحتاج للمال، ولقد كان المجاهد المسلم يجهز نفسه بعدة للقتال وزاد القتال، لم تكن هناك رواتب يتناولها القادة والجند، إنما كان هناك تطوع بالنفس وتطوع بالمال، وهذا ما تصنعه العقيدة حين تقوم عليها النظم، إنها لا تحتاج حينئذ أن تنفق لتحمي نفسها من أهلها أو من أعدائها، إنما يتقدم الجند ويتقدم القادة متطوعين، ينفقون هم عليها، ولكن كثيراً من فقراء المسلمين الراغبين في الجهاد والذود عن منهج الله وراية العقيدة، لم يكونوا يجدون ما يزودون به أنفسهم، ولا ما يتجهزون به من عدة الحرب ومركب الحرب، وكانوا يجيئون إلى النبي صَلى الله عليه وسلم يطلبون أن يحملهم إلى ميدان المعركة البعيد الذي لا يُبلَغ على الأقدام، فإذا لم يجد ما يحملهم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون، كما حكى عنهم القرآن الكريم.

من أجل هذا كثرت التوجيهات القرآنية والنبوية، إلى الإنفاق في سبيل الله، الإنفاق لتجهيز الغزاة، وصاحبت الدعوة إلى الجهاد الدعوة إلى الإنفاق في معظم المواضع، وهنا يعد عدم الإنفاق تهلكة ينهى عنها المسلمين: {وأنفقوا في سبيل الله...} والإمساك عن الإنفاق في سبيل الله تهلكة للنفس بالشح، وتهلكة للجماعة بالعجز والضعف، وبخاصة في نظام يقوم على التطوع، كما كان يقوم الإسلام". [في ظلال القرآن (1/103ـ154) الطبعة الرابعة].

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 02:08 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات