شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاح شمس الدين المصحف المجود سورة لقمان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: محمد حماد المصحف المجود سورة الأحزاب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فتحي محمد سليمان المصحف المجود سورة الشعراء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فتحي قنديل المصحف المجود سورة لقمان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فتحي العطار المصحف المجود سورة الأنفال (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فؤاد العروسي المصحف المجود سورة البقرة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عوضين المغربي المصحف المجود تلاوات خاشعة 2 سوره الإسراء و طه (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: علي سليم المصحف المجود سوره الاحزاب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: عبد الواحد زكي راضي المصحف المجود سورة الأحزاب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: دروس و محاضرات عبد الله حماد الرسي الموسوعة الصوتية 185 درس و محاضرة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 01-18-2015, 03:47 PM
ملتقى اهل التفسير ملتقى اهل التفسير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
افتراضي المُسيؤون للإسلام ورسوله وطرق مواجهتهم من القرآن

قال الله العزيز القدير في سورة آل عمران : وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139)
وفي الحديث الصحيح عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت)) (حديث صحيح)
ففي الآية الكريمة من سورة آل عمران حرص الخالق سُبحانه وتعالى على مواساة المسلمين والمؤمنين من أمَّة محمد عليه الصلاة والسلام وذلك عندما تتكالب وتتداعى الأمم عليهم فيأخذهُم الوهن والحُزن على ما هُم فيهِ من إبتلاء ، ليعود الله الرحمن الرحيم فيذكرهُم بأنهُم الأعلون إذا ثبتوا وتمسكوا بحبل الإيمان والتقوى . وتمَّ إستخدام مصطلح الأعلون هُنا بالذات لما فيهِ من عُلي وترفُع وتمُّيز عن ما دونهِم من البشر الذين يحرصون على إستفزاز المسلمين وإستغلال ما فيهم من وهن وضعف مؤقت لهزيمتهم والتنكيل بهم .
ثُمَّ يأتي دور الرسول الأعظم عليهِ الصلاة والسلام في تنبيهِ المؤمنين والمسلمين من ما يُخبأهُ لهُم الزمان ، فأظهر لهم العِلَّة والداء في ما يخص الوهن والحزن وقدم طريقة الشفاء منهما إذا أرادوا الناس ذلك .
ففند الرسول الكريم الوضع وشرح الأمر وفسَّر الآية الكريمة بكل وضوح وإتقان ، ومن ثُّمَّ قدم العلاج الأمثل والطريقة الفعالة في مواجهة هذا النوع من الفتن والذي يستمر في الظهور من آن إلى آخر إلى أن يتم معالجته كما شاء الله ورسوله ، وليس هُناك طريقة أخرى والله أعلم .
إذاً السبب الرئيسي في تكالب الأمم وتداعيهم على الإسلام والمسلمين لم يكن من قِلة عدد أو عُدة عند المسلمين ، بل إن تزايد أعداد المسلمين وكثرتهُم هو ما يدفع أعدائِهِم إلى محاولة إستفزازهم والإنتقاص منهم ومن رموزهِم وثوابتهم من حين إلى آخر ، وبالتالي فكثرتهم لا تكون سوى غُثاء كَغُثاء السيل .
أما الهيبَة التي تُصاحب عادةً كُثرة العدد فلقد إنتزعها الله من صدور أعداء المسلمين ، كنتيجة لوجود الوهن في المؤمنين من عباد الله المخلصين ، وشرح الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم تسليم ذلك الوهن بأنًّهُ حب الدُنيا وكراهية الموت .
فإذا وجدَ أعداء المسلمين حُب الدُنيا وكراهية الموت فيهِم ، تكالَبوا عليهِم وتجرؤا على رموزهم ومقدساتهم ، وعبَثَوا في خصوصياتهم وأهانوا كرامتهم وأساس وجودهم .
إذاً الحل الوحيد هُنا والذي طرحتهُ الآية الكريمة هُنا وشرحهُ الحديث الشريف هو في معرفة أسباب الوهن وتفنيد خصائصه ، وبالتالي إزالة مسبباته ودواعيه ومن ثُمَّ التخلص منهُ ، فتعود الهيبة والكرامة والعِزة للمسلمين ، ولا يتجرأ بعدها أحد من أعدائهم على المساس بهم سواء من قريب أو بعيد .
وعندما نقرأ حديث الرسول الأعظم بأن الوهن هو حُب الدنيا وكراهية الموت ، فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن نكره الدنيا وأن نُقدِّس الموت لنتخلص من الوهن والعياذ بالله ، إنما يعني بأن يكون لوجودنا كمسلمين في هذهِ الدنيا ذو قيمة ومعنى ، وكذلك الحال عند مفارقتنا لها ، فمفارقتنا للدُنيا هُنا إنما يجب أن يكون بعد إتمام المهمة وتنفيذ الهدف من وجود الإنسان على الأرض ، وبذلك يكون لموتنا قيمة ومعنى أيضاً .
ولكي نأخُذ خطوات عملية بهذا الشأن علينا أن نُباشر على الفور في تحقيق أمور عدة :
أولاً : إظهار محبتنا وإخلاصنا ووفائنا لرسولنا الكريم بالقول والعمل ، فالقول يكون بأن نذكر على الدوام سيرته العطرة ومآثره النبيلة وأحاديثه الصحيحة ، والفعل يكون بأن نحفض غيبته في آل بيته فنكرمهم ونتشرف بهم ، وكذلك نحفض غيبته في ملكه وما خصص الله لرسولهِ ليكون خالص له ولورثته ولآل بيته من بعده ، وفي ذلك آياتٍ بينات في القرآن الكريم تذكر ما للرسول وآل بيته من حق وما عليه وعليهم من واجبات ، وبتحقيق ذلك نكون قد وفَّينا بواجباتنا كمسلمون ومؤمنين أمام الله ورسوله وبالطريقة العملية الملموسة ، لا بمجرد الكلام والقيل والقال .
ثانياً : العمل على توحيد المسلمين ونبذ الخلافات فيما بينهم ، ونصرة ضعيفهم ، ونصح قويهِم ، وحل مشاكلهم بالحُسنى ، وبالتالي تبجيل علمائهِم ، وتكريم مفكريهم ، وتعزيز وجودهم كأمَّة إسلامية واحدة .
وبذلك وبأمور غيرها قد نختلف عليها أو نتفق ، نكون قد أوجدنا في أنفسنا القوة والعزة والكرامة ، وأزلنا عن كاهلنا الهون والحزن والبؤس والقنوط .
فنحقق حينها ما جاءت بهِ الآية الكريمة بكوننا الأعلون وبكوننا مؤمنين صادقين موحدين ، ونحقق ما جاء به الحديث الشريف بضرورة إزالة الوهن والحزن عنا ليتوقف بذلك تكالب وتداعي الأمم على المسلمين كما تتداعي الوحوش الأكلة على بقايا الطعام .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد الكاظمي ( المقدسي )

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 09:57 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات