منهج الشيخ جميل الشطي الحنبلي ت 1959م في كتابه " أعيان دمشق "

[منتدى اهل الحديث]

《‏مقال قديم نشر في جريدة تشرين عن منهج الشيخ جميل الشطي الحنبلي ت 1959م في كتابه " أعيان دمشق " 》


العلامة الشيخ محمد جميل الشطي ، سليل أحد البيوتات الدمشقية المعروفة.. كان مطبوعاً
على الأدب، محبباً إليه فن التراجم، منجذباً إلى مايلابس ذلك من معاني التاريخ.. ‏
وقد تجلى ذلك في أول كتاب ألفه(الضياء الموفور في تراجم بني فرفور)ولما يبلغ ـ عند ذلك ـ السابعة عشرة من عمره... ومن بعد ديوانه الذي أصدره وهو في الثانية والعشرين، جمع، من خلاله منظوماته... ليشرع بعد عام في جمع مادة كتابه(أعيان دمشق في القرن الثالث عشر ونصف القرن الرابع عشر 1201 ـ 1350هـ)ليكون من أبرز آثاره، وأعودها بالنفع على قراء العربية ودار سيها، عكف عليه دهراً طويلاً كما يحدثنا عز الدين البدوي النجار في تقديمه لطبعة الكتاب الثالثة. يجمع مادته من مظانها ويحررها، ويؤلف بينها. وكان في نيته ـ رحمه الله ـ أن يجعله شاملاً لأعيان القرن كله، على اختلاف مواطنهم وبلادهم وليس شاملاً أعيان دمشق وحدها ـ فجمع لهذا الغرض ـ قدراً هائلاً تجاوز به ماتهيأ لسلفه المرادي مؤرخ القرن الثاني عشر، واستوى تحت يده مايزيد عن ألف ترجمة. ثم بدا له، فاقتصر من ذلك كله على أعيان مدينة دمشق من بلاد الشام خاصة جارياً ـ في ذلك ـ على مصطلح تقدمه إليه مؤرخ دمشق الكبير ابن عساكر، وذلك حين وسع من دائرة مصطلحه ليشمل به من كان من أهل دمشق أنفسهم، أو أنه طرأ عليها أودخلها مجتازاً بها، أو توفي فيها، فاتسعت بذلك دائرة الاختيار، ودخل في المادة المنتخبة غير قليل من أعيان القرن، لم يكن حتماً أن تستقل بمواليدهم دمشق وحدها دون سائر البلاد.. ‏

وتجدر الإشارة إلى أن الشطي عمد في ترجمة نفر ممن كان يريد أن يترجم لهم في كتابه إلى الثقات من ذوي قرباهم، فاستكتبهم تراجم هؤلاء النفر وجعل ملخص ما كتبوه معزواً إلى من كتبه منهم... كترجمة أمين الجندي، عثمان مردم بك، علي مردم بك.. فإنه عوّل في هذه التراجم الثلاث على العلامة اللغوي المؤرخ سليم الجندي، وعلى الشاعر الكبير ومؤرخ الأدب خليل مردم بك، وكانا كلاهما من أركان النهضة اللغوية والأدبية الحديثة في سورية خاصة، وفي العالم العربي كله عامة، وصار ثانيهما(خليل مردم بك) رئيساً للمجمع العلمي العربي في دمشق.
‏
يصف بدوي النجار الشطي قائلاً: كان، رحمه الله، مرهوف البدن، معتدل القامة، إلى الطول أقرب، بهي الطلعة، منور الشيبة نبيل الملامح والقسمات يأخذ نظرك منها ويملأ نفسك مزيج غريب من السماحة والمهابة...
‏
وقد كُرم رحمه الله فأطلق اسمه على ثانوية للبنين إضافة إلى أن جادة في الحي الذي ولد فيه تحمل اسم الأسرة منذ عشرات السنين.
‏
والطبعة التي بين أيدينا من«أعيان دمشق»لمصنفه العلامة الشيخ محمد جميل الشطي(1882 ـ 1959)صدرت عن دار البشائر باشراف: مأمون الصاغرجي، عدنان عبد ربه، محمد أديب الجاور، وقد جاءت في أربعمئة وست وستين صفحة، مرتبة تراجمها ـ كما وضعها المؤلف ـ على حروف المعجم بدءاً من الألف(الشيخ ابراهيم البيطار)وانتهاء بالياء(الشيخ يونس التغلبي) ذلك في الجزء الأول أما في الجزء الثاني والذي يترجم لأعيان دمشق في نصف القرن الرابع عشر فقد بدأ بـ(سليم أفندي حمزة)وانتهى بـ(فارس أفندي الكيلاني)مذيلاً بلائحة تتضمن الأسماء مشفوعة بسني الوفاة وخلاصة ترجمة كل منهم، إضافة لفهرس مفصل حسب الأحرف الهجائية لكلا القسمين علاوة على بعض الحواشي والفوائد الهامة.
‏
وقد تصدر الكتاب بطبعته الجديدة، الثالثة، مقدمات لعز الدين البدوي النجار، كما أسلفنا، وأخرى للشيخ محمد بهجة البيطار، وثالثة، بالطبع، للمؤلف..
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك