02-21-2016, 07:01 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,241
|
|
الدجال والعشر آيات من سورة الكهف
قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ (صحيح مسلم)
قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ... ) الحمد لله اي الثناء والمجد لله الذي أنزل على عبده، أي محمد صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه على جميع خلقه، الكتاب الذي هو اعظم رحمة لدنية منذ خلق آدم الى يوم القيامة وهذه الآية والله اعلم لها علاقة بالآية التي قبلها في سورة الإسراء حيث قال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111). فلولا أن أنزل الكتاب لما عرفنا كيف نحمده بتوحيده كما أمر اذا لكنا اكثر الناس تهيؤا لإتباع الدجال .فيكون هذا أمر لنا بحمده على تنزيل الكتاب باتباع الكتاب والرسول .
ثم قال تعالى: (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا) .. ولم يجعل له شيئا من العوج قط لأن هذا الكتاب هو من كلمات الرب التي لا نفاد لها والتي لا عوج لها بل هي كلها قيمة أي مستقيمة وهادية للتي هي أقوم فلذلك بالتلازم لا عوج في صفاته جل جلاله. فكل من ظن العوج في كتاب الله فقد ظن العوج في صفاته وكل من ظن العوج في صفاته لم يكن من الحامدين لله بل كان توحيده ناقصا إما من جهة الربوبية وإما من جهة الألوهية فاذا لكان إما من المغضوب عليهم واما من الضالين فلذلك كل من ظن بشيء من العوج في صفات الله كان مهيئا ليكون من شيعة الدجال الأعور الأعوج ولهذا سميت القدرية شيعة الدجال كما في الحديث المرفوع عند ابي داود.
ثم قال تعالى: (..لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ ) أي أنزل كلامه لينذر الناس بأسا شديدا من لدنه، واللدن هي عندية خاصة وعندية الله ليس كعندية البشر لأنه ليس كمثله شيء
قال تعالى: وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وهي الجنة التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وقال تعالى: فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) وهو علما كونيا لا يعلمه إلا الله
وقال تعالى: وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) بسبب هذا الحنان لم يتزوج يحي لكثرة رحمته عليه السلام وهذا دليل أنه لا ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا.
وقال تعالى: وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) وهو القرآن كلام الله الذي ليس كمثله شيء
فقوله بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ: أي بأسا شديدا من عند الله خاصة فليس مما رأيتموه او سمعتموه او خطر ببالكم بل هو شيء لا يمكن ان تصبروا عليه و هذا هو المسيح الدجال الذي أمرنا أن نفر منه عند رؤيته ، وان قيل البأس هو عقاب الدنيا وعقاب الآخرة قلنا وأشد بأس الدنيا هو المسيح الدجال كما في الحديث عند مسلم "..فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم.." وما من نبي إلا وقد أنذر قومه بأس الدجال. وهو حقيقة صاحب العوج بسبب شكله الغير معتدل وبسبب ما يلقيه من الشبهات بأنه الرب الإله المقرونة بالخوارق كإحيائه الموتى والأرض وانزل المطر من السماء... التي لا تحصل الا بإذن الله. وما من فتنة صغيرة ولا كبيرة وضعت في الأرض إلا وهي تحضيرا لخروجه فإنه يخرج من غضبة يغضبها. وهذه الغضبة هي بسبب رجل ومن معه يحاولون ان يصلحوا ما أفسده الدجال وأتباعه وهو المهدي واتباعه جعلني الله واياكم من جنده.
ثم قال تعالى: ... وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)
وهذه البشارة هي للذين يتبعون القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم لأنه لا عوج له كما قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9). فهذه بشارة للصابرين في هذا البأس الشديد.
ثم قال تعالى :وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) أي وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا من هذا البأس الشديد الذي هو الدجال. وهم أكثر الناس تبعا له. ألم ترى أنه يتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان كما في الحديث . واليهود معروفون بعنادهم وقسوة قلوبهم وبغضب الله عليهم فكيف بمن هو دونهم.
يتبع ان شاء الله
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|