02-26-2016, 05:42 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 377,285
|
|
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 154 - 156)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 151 - 153)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=363001
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا دَخَلَ أَبو جَعْفَرَ بِلَادَ الشَّامِ , وَزَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ
وَجَهَّزَ أَبو جَعْفَرَ يَزِيدَ بْنَ حَاتِمٍ فِي خَمْسِينَ أَلْفًا , وَوَلَّاهُ بِلَادَ إِفْرِيقِيَّةَ , وَأَمَرَهُ بِقِتَالِ الْخَوَارِجِ , وَأَنْفَقَ عَلَى هَذَا الْجَيْشِ نَحْوًا مِنْ ثَلَاثَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ .
وَغَزَا الصَّائِفَةَ زُفَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْهِلَالِيُّ .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ .
وَنُوَّابُ الْأَقَالِيمِ هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي الَّتِي قَبْلَهَا , سِوَى الْبَصْرَةِ , فَعَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ ظَبْيَانَ .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ الْعُرْيَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ التَّمِيمِيُّ الْمَازِنِيُّ الْبَصَرِيُّ
أَحَدُ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ , وَاسْمُهُ كُنْيَتُهُ
كَانَ عَلَّامَةَ زَمَانِهِ فِي اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ وَعِلْمِ الْقُرْآنِ , وَمِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ الْعَامِلِينَ
وَكَانَ قَدْ لَقِيَ خَلْقًا مِنْ أَعْرَابِ الْجَاهِلِيَّةِ
وَكَانَ مُقَدَّمًا أَيَّامَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَبَعْدَهُ .
وَذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ لَا يُنْشِدُ فِيهِ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ حَتَّى يَنْسَلِخَ
وَقَدْ صَحِبَهُ الْأَصْمَعِيُّ نَحْوًا مِنْ عَشْرِ سِنِينَ .
كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ , وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِينَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَبُ الطَّامِعُ
وهُوَ أَشْعَبُ بْنُ جُبَيْرٍ , أَبُو الْعَلَاءِ , وَيُقَالُ لَهُ : ابْنُ أُمِّ حُمَيْدَةَ .
كَانَ أَبُوهُ مَوْلًى لِابْنِ الزُّبَيْرِ , قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ , وَهُوَ خَالُ الْوَاقِدِيِّ .
وَكَانَ ظَرِيفًا مَاجِنًا , يُحِبُّهُ أَهْلُ زَمَانِهِ لِخَلَاعَتِهِ وَطَمَعِهِ , وَكَانَ يُجِيدُ الْغِنَاءَ .
وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ (الفاسق) بدِمَشْقَ . فَتَرْجَمَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ بِتَرْجَمَةٍ فِيهَا أَشْيَاءُ مُضْحِكَةٌ , وَأَسْنَدَ عَنْهُ حَدِيثِينَ .
وَكَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَسْتَخِفُّهُ وَيَسْتَخْلِيهِ , وَيَضْحَكُ مِنْهُ , وَيَأْخُذُهُ مَعَهُ إِلَى الْغَابَةِ , وَكَذَلِكَ كَانَ غَيْرُهُ مِنْ أَكَابِرِ النَّاسِ .
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : عَبَثَ الْوُلْدَانُ يَوْمًا بِأَشْعَبَ
فَقَالَ : إِنَّ هَاهُنَا أُنَاسًا يُفَرِّقُونَ الْجَوْزَ .
فَتَسَارَعُوا إِلَى ذَلِكَ
فَلَمَّا رَآهُمْ مُسْرِعِينَ قَالَ : لَعَلَّهُ حَقٌّ . فَتَبِعَهُمْ .
وَاجْتَازَ يَوْمًا بِرَجُلٍ يَصْنَعُ طَبَقًا مِنْ قَشٍّ , فَقَالَ : زِدْ فِيهِ طَوْرًا أَوْ طَوْرَيْنِ , لَعَلَّهُ يُهْدَى لَنَا فِيهِ يَوْمًا هَدِيَّةٌ .
وَرَوَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّ أَشْعَبَ غَنَّى يَوْمًا لِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَوْلَ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ :
مُغِيرِيَّةٌ كَالْبَدْرِ سُنَّةُ وَجْهِهَا . . . مُطَهَّرَةُ الْأَثْوَابِ وَالدِّينُ وَافِرُ
لَهَا حَسَبٌ زَاكٍ وَعِرْضٌ مُهَذَّبٌ . . . وَعَنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ مِنَ الْأَمْرِ زَاجِرُ
مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ تَلْقَ رِيبَةً . . . وَلَمْ يَسْتَمِلْهَا عَنْ تُقَى اللَّهِ شَاعِرُ
فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ : أَحْسَنْتَ .
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|