|
09-07-2015, 07:27 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 377,285
|
|
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 96)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 95)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=355882
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَتِسْعِينَ
فِيهَا فَتَحَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى , كَاشْغَرَ مِنْ أَرْضِ الصِّينِ , وَبَعَثَ إِلَى مَلِكِ الصِّينِ رُسُلًا يَتَهَدَّدُهُ وَيَتَوَعَّدُهُ , وَيُقْسِمُ بِاللَّهِ لَا يَرْجِعُ حَتَّى يَطَأَ بِلَادَهُ , وَيَخْتِمَ مُلُوكَهُمْ وَأَشْرَافَهُمْ , وَيَأْخُذَ الْجِزْيَةَ مِنْهُمْ , أَوْ يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ
فَدَخَلَ الرُّسُلُ عَلَى الْمَلِكِ الْأَعْظَمِ فِيهَا وَهُوَ فِي مَدِينَةٍ عَظِيمَةٍ , يُقَالُ : إِنَّ عَلَيْهَا تِسْعِينَ بَابًا فِي سُورِهَا الْمُحِيطِ بِهَا , يُقَالُ لَهَا : خَانُ بَالِقَ . مِنْ أَعْظَمِ الْمُدُنِ , وَأَكْثَرِهَا رَيْعًا , وَمُعَامَلَاتٍ وَأَمْوَالًا , حَتَّى قِيلَ : إِنَّ بِلَادَ الْهِنْدِ مَعَ اتِّسَاعِهَا , كَالشَّامَةِ فِي مُلْكِ الصِّينِ .( وهذه مبالغة ، فحجم الصين والهند متشابه تقريبا ، وكذلك عدد السكان )
وَأهل الصِّينُ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى أَنْ يُسَافِرُوا فِي مُلْكِ غَيْرِهِمْ , لِكَثْرَةِ أَمْوَالِهِمْ وَمَتَاعِهِمْ , وَغَيْرُهُمْ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمْ , لِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْمَتَاعِ وَالدُّنْيَا الْمُتَّسِعَةِ ,
وَسَائِرُ مُلُوكِ تِلْكَ الْبِلَادِ تُؤَدِّي إِلَى مَلِكِ الصِّينَ الْخَرَاجَ , لِقَهْرِهِ وَكَثْرَةِ جُنْدِهِ وَعُدَدِهِ .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ الرُّسُلَ لَمَّا دَخَلُوا عَلَى مَلِكِ الصِّينِ وَجَدُوا مَمْلَكَةً عَظِيمَةً , وَجُنْدًا كَثِيرًا , وَمَدِينَةً حَصِينَةً ذَاتَ أَنْهَارٍ وَأَسْوَاقٍ , وَحُسْنٍ وَبَهَاءٍ , فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فِي قَلْعَةٍ عَظِيمَةٍ حَصِينَةٍ بِقَدْرِ مَدِينَةٍ كَبِيرَةٍ
فَقَالَ مَلِكُ الصِّينِ لِتُرْجُمَانِهِ : قُلْ لَهُمْ : مَا أَنْتُمْ ؟ , وَمَا تُرِيدُونَ ؟
فَقَالُوا - وَكَانُوا ثَلَاثَمِائَةِ رَسُولٍ , عَلَيْهِمْ هُبَيْرَةُ - : نَحْنُ رُسُلُ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ , وَهُوَ يَدْعُوكَ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَالْجِزْيَةُ , فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَالْحَرْبُ .
فَغَضِبَ الْمَلِكُ , وَأَمَرَ بِهِمْ إِلَى دَارٍ
فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ دَعَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ : كَيْفَ تَكُونُونَ فِي عِبَادَةِ إِلَهِكُمْ ؟
فَصَلَّوُا الصَّلَاةَ عَلَى عَادَتِهِمْ , فَلَمَّا رَكَعُوا وَسَجَدُوا ضَحِكَ مِنْهُمْ
فَقَالَ : كَيْفَ تَكُونُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ؟
فَلَبِسُوا ثِيَابَ مِهَنِهِمْ
فَأَمَرَهُمْ بِالِانْصِرَافِ .
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ : كَيْفَ تَدْخُلُونَ عَلَى مُلُوكِكُمْ ؟
فَلَبِسُوا الْوَشْيَ وَالْعَمَائِمَ وَالْمَطَارِفَ , وَدَخَلُوا عَلَى الْمَلِكِ
فَقَالَ لَهُمْ : ارْجِعُوا .
فَرَجَعُوا
فَقَالَ الْمَلِكُ لِأَصْحَابِهِ : كَيْفَ رَأَيْتُمْ هَؤُلَاءِ ؟
فَقَالُوا : هَذِهِ أَشْبَهُ بِهَيْئَةِ الرِّجَالِ مِنْ تِلْكَ الْمَرَّةِ الْأُولَى , وَهُمْ أُولَئِكَ .
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ لَهُمْ : كَيْفَ تَلْقَوْنَ عَدُوَّكُمْ ؟
فَشَدُّوا عَلَيْهِمْ سِلَاحَهُمْ , وَلَبِسُوا الْمَغَافِرَ وَالْبَيْضَ , وَتَقَلَّدُوا السُّيُوفَ , وَتَنْكَبُّوا الْقِسِيَّ , وَأَخَذُوا الرِّمَاحَ , وَرَكِبُوا خُيُولَهُمْ وَمَضَوْا
فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ مَلِكُ الصِّينِ , فَرَأَى أَمْثَالَ الْجِبَالِ مُقْبِلَةً , فَلَمَّا قَرُبُوا مِنْهُ رَكَزُوا رِمَاحَهُمْ , ثُمَّ أَقْبَلُوا نَحْوَهُ مُشَمِّرِينَ
فَقِيلَ لَهُمْ : ارْجِعُوا , وَذَلِكَ لِمَا دَخَلَ قُلُوبَ أَهْلِ الصِّينِ مِنَ الْخَوْفِ مِنْهُمْ
فَانْصَرَفُوا فَرَكِبُوا خُيُولَهُمْ , وَاخْتَلَجُوا رِمَاحَهُمْ , ثُمَّ سَاقُوا خُيُولَهُمْ , كَأَنَّهُمْ يَتَطَارَدُونَ بِهَا
فَقَالَ الْمَلِكُ لِأَصْحَابِهِ : كَيْفَ تَرَوْنَهُمْ ؟
فَقَالُوا : مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَؤُلَاءِ قَطُّ .
فَلَمَّا أَمْسَوْا بَعَثَ إِلَيْهِمُ الْمَلِكُ , أَنِ ابْعَثُوا إِلَيَّ زَعِيمَكُمْ وَأَفْضَلَكُمْ .
فَبَعَثُوا إِلَيْهِ هُبَيْرَةَ
فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ : قَدْ رَأَيْتُمْ عِظَمَ مُلْكِي , وَلَيْسَ أَحَدٌ يَمْنَعُكُمْ مِنِّي , وَأَنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ الْبَيْضَةِ فِي كَفِّي , وَأَنَا سَائِلُك عَنْ أَمْرٍ , فَإِنْ لَمْ تَصْدُقْنِي قَتَلْتُكَ .
فَقَالَ : سَلْ .
فَقَالَ الْمَلِكُ : لِمَ صَنَعْتُمْ مَا صَنَعْتُمْ مِنْ زِيٍّ أَوَّلَ يَوْمٍ وَالثَّانِيَ وَالثَّالِثَ ؟
فَقَالَ : أَمَّا زِيُّنَا أَوَّلَ يَوْمٍ , فَهُوَ لِبَاسُنَا فِي أَهْلِنَا وَنِسَائِنَا , وَطِيبُنَا عِنْدَهُمْ , وَأَمَّا مَا فَعَلْنَا ثَانِيَ يَوْمٍ , فَهُوَ زِيُّنَا إِذَا دَخَلْنَا عَلَى مُلُوكِنَا , وَأَمَّا زِيُّنَا ثَالِثَ يَوْمٍ فَهُوَ إِذَا لَقِينَا عَدُوَّنَا
فَقَالَ الْمَلِكُ : مَا أَحْسَنَ مَا دَبَّرْتُمْ دَهْرَكُمْ ! , انْصَرِفُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ - يَعْنِي قُتَيْبَةَ - وَقُولُوا لَهُ : يَنْصَرِفُ رَاجِعًا عَنْ بِلَادِي , فَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ حِرْصَهُ وَقِلَّةَ أَصْحَابِهِ , وَإِلَّا بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ مَنْ يُهْلِكَكُمْ عَنْ آخِرِكُمْ .
فَقَالَ لَهُ هُبَيْرَةُ : تَقُولُ لِقُتَيْبَةَ هَذَا ؟ , فَكَيْفَ يَكُونُ قَلِيلَ الْأَصْحَابِ مَنْ أَوَّلُ خَيْلِهِ فِي بِلَادِكَ وَآخِرُهَا فِي مَنَابِتِ الزَّيْتُونِ ؟! ( الشام ) , وَكَيْفَ يَكُونُ حَرِيصًا مَنْ خَلَّفَ الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَيْهَا , وَغَزَاكَ فِي بِلَادِكَ ؟! , وَأَمَّا تَخْوِيفُكَ إِيَّانَا بِالْقَتْلِ , فَإِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا أَجَلًا ، إِذَا حَضَرَ , فَأَكْرَمُهَا عِنْدَنَا الْقَتْلُ , فَلَسْنَا نَكْرَهُهُ وَلَا نَخَافُهُ .
فَقَالَ الْمَلِكُ : فَمَا الَّذِي يُرْضِي صَاحِبَكُمْ ؟
فَقَالَ : قَدْ حَلَفَ أَنَّهُ لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَطَأَ أَرْضَكَ , وَيَخْتِمَ مُلُوكَكَ , وَيَجْبِيَ الْجِزْيَةَ مِنْ بِلَادِكَ .
فَقَالَ الْمَلِكُ : أَنَا أَبِرُّ يَمِينَهُ وَأُخْرِجُهُ مِنْهَا , أُرْسِلُ إِلَيْهِ بِتُرَابٍ مِنْ أَرْضِي , وَأَرْبَعِ غِلْمَانٍ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ , وَأُرْسِلُ إِلَيْهِ ذَهَبًا كَثِيرًا , وَحَرِيرًا وَثِيَابًا صِينِيَّةً لَا تُقَوَّمُ , وَلَا يَدْرِي أَحَدٌ قَدْرَهَا .
ثُمَّ جَرَتْ لَهُمْ مَعَهُ مُقَاوَلَاتٌ كَثِيرَةٌ , ثُمَّ شَرَعَ يَتَهَدَّدُهُمْ , فَتَهَدَّدُوهُ , وَيَتَوَعَّدَهُمْ , فَتَوَعَّدُوهُ
ثُمَّ اتَّفَقَ الْحَالُ عَلَى أَنْ بَعَثَ صِحَافًا مَنْ ذَهَبٍ مُتَّسِعَةً , فِيهَا تُرَابٌ مِنْ أَرْضِهِ لِيَطَأَهُ قُتَيْبَةُ , وَبَعَثَ بِجَمَاعَةٍ مِنْ أَوْلَادِهِ وَأَوْلَادِ الْمُلُوكِ لِيَخْتِمَ رِقَابَهُمْ , وَبَعَثَ بِمَالٍ جَزِيلٍ لِيَبِرَّ بِيَمِينِ قُتَيْبَةَ .
وَقِيلَ : إِنَّهُ بَعَثَ أَرْبَعَمِائَةٍ مِنْ أَوْلَادِهِ وَأَوْلَادِ الْمُلُوكِ .
فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قُتَيْبَةَ مَا أَرْسَلَهُ مَلِكُ الصِّينِ قَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ , وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ قَدِ انْتَهَى إِلَيْهِ خَبَرُ مَوْتِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَانْكَسَرَتْ هِمَّتُهُ لِذَلِكَ
وَقَدْ عَزَمَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ عَلَى عَدَمِ مُبَايَعَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَأَرَادَ الدَّعْوَةَ إِلَى نَفْسِهِ , لِمَا تَحْتَ يَدِهِ مِنَ الْعَسَاكِرِ , وَلِمَا فَتَحَ مِنَ الْبِلَادِ وَالْأَقَالِيمِ , فَلَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ , ثُمَّ قُتِلَ فِي آخِرِ هَذِهِ السَّنَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى .
فَإِنَّهُ يُقَالُ : إِنَّهُ مَا كُسِرَتْ لَهُ رَايَةٌ . وَكَانَ مِنَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَاجْتَمَعَ لَهُ مِنَ الْعَسَاكِرِ مَا لَمْ يَجْتَمِعْ لِغَيْرِهِ .
( بل عزم قتيبة على الخروج على سليمان بن عبد الملك بعد وفاة الوليد , لأن قتيبة كان عاملا للحجاج , وسليمان يكره الحجاج جدا , لما فعله بيزيد بن المهلب , ومن عادة الخلفاء الجدد أن كثيرا منهم للأسف لا يحفظ ما قدمه القُوَّاد العسكريون للدولة من خدمات , فبمجرد أن يتولى الخليفة الجديد يبدأ بمعاقبة القُوَّاد والعمَّال التابعين للخليفة السابق , ويسلط عليهم العمَّال الجدد ليعذبوهم ويصادروا أموالهم , فخاف قتيبة من سليمان أن يسلط عليه يزيد بن المهلب , وهذا ما كان سليمان ينوي فعله , لكن قتيبة لم ينتظر أن يحدث به ذلك , فبادر إلى الخروج على سليمان , وانتهى الأمر بقتل قتيبة على يد عشيرته )
وَفِيهَا غَزَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الصَّائِفَةَ
وَغَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الرُّومَ , فَفَتَحَ طُولَسَ وَالْمَرْزُبَانَيْنِ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ .
الصور المصغرة للصور المرفقة
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|