06-28-2015, 01:42 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 377,285
|
|
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 74)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 73)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=353046
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ
فِيهَا عَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ طَارِقَ بْنَ عَمْرٍو عَنْ إِمْرَةِ الْمَدِينَةِ , وَأَضَافَهَا إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ
فَقَدِمَهَا الْحَجَّاجُ , فَأَقَامَ بِهَا شَهْرًا , ثُمَّ خَرَجَ مُعْتَمِرًا , ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي صَفَرٍ , فَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ , وَبَنَى فِي بَنِي سَلَمَةَ مَسْجِدًا , وَهُوَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِ الْيَوْمَ
وَاسْتَقْضَى الْحَجَّاجُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ عَلَى الْيَمَنِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : وَفِيهَا نَقَضَ الْحَجَّاجُ بُنْيَانَ الْكَعْبَةِ الَّذِي كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَنَاهُ , وَأَعَادَهَا عَلَى بُنْيَانِهَا الْأَوَّلِ.
قُلْتُ ( ابن كثير ) : الْحَجَّاجُ لَمْ يَنْقُضْ بُنْيَانَ الْكَعْبَةِ جَمِيعَهُ ؛ بَلْ إِنَّمَا هَدَمَ الْحَائِطَ الشَّامِيَّ , حَتَّى أَخْرَجَ الْحِجْرَ مِنَ الْبَيْتِ , ثُمَّ سَدَّهُ , وَأَدْخَلَ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ مَا فَضَلَ مِنَ الْأَحْجَارِ , وَبَقِيَتِ الْحِيطَانُ الثَّلَاثَةُ بِحَالِهَا ; وَلِهَذَا بَقِيَ الْبَابَانِ الشَّرْقِيُّ وَالْغَرْبِيُّ وَهُمَا مُلْصَقَانِ بِالْأَرْضِ , كَمَا هُوَ الْمُشَاهَدُ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا , وَلَكِنْ سَدَّ الْغَرْبِيَّ بِالْكُلِّيَّةِ , وَرَدَمَ أَسْفَلَ الشَّرْقِيِّ , حَتَّى جَعَلَهُ مُرْتَفِعًا كَمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَلَمْ يَبْلُغِ الْحَجَّاجَ وَلَا عَبْدَ الْمَلِكِ مَا كَانَ بَلَغَ ابْنَ الزُّبَيْرِ مِنَ الْعِلْمِ النَّبَوِيِّ الَّذِي كَانَتْ أَخْبَرَتْهُ بِهِ خَالَتُهُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّمَ ذَلِكَ.
وَلَمَّا بَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ هَذَا الْحَدِيثُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ : وَدِدْنَا أَنَا تَرَكْنَاهُ ( ابن الزبير ) وَمَا تَوَلَّى مِنْ ذَلِكَ .
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَلِيَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ حَرْبَ الْأَزَارِقَةِ عَنْ أَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ لِأَخِيهِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ , أَنْ يُجَهِّزَ الْمُهَلَّبَ إِلَى الْخَوَارِجِ الْأَزَارِقَةِ فِي جُيُوشٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ
وَوَجَدَ بِشْرٌ عَلَى الْمُهَلَّبِ فِي نَفْسِهِ ( غضب منه ) وحَيْثُ عَيَّنَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي كِتَابِهِ ; فَلَمْ يَجِدْ بِشْرٌ بُدًّا مِنْ طَاعَتِهِ فِي تَأْمِيرِهِ عَلَى النَّاسِ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ , وَمَا كَانَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ , غَيْرَ أَنَّ بِشْرًا أَوْصَى أَمِيرَ الْكُوفِيِّينَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مِخْنَفٍ أَنْ يَسْتَبِدَّ بِالْأَمْرِ دُونَهُ , وَأَنْ لَا يَقْبَلَ للمهلب رَأْيًا وَلَا مَشُورَةً . ( وذلك ليثبت بِشر لأخيه عبد الملك أن المهلب رجل فاشل ليس مؤهلا لقيادة الجيوش , فيقوم عبد الملك بعزله )
فَسَارَ الْمُهَلَّبُ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ , وَأُمَرَاءِ الْأَرْبَاعِ مَعَهُ عَلَى مَنَازِلِهِمْ , حَتَّى نَزَلَ بِرَامَهُرْمُزَ , فَلَمْ يُقِمْ فيهَا إِلَّا عَشْرة أيام حَتَّى جَاءَ نَعْيُ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ , وَأَنَّهُ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْن أُسَيْدٍ
فَارْفَضَّ بَعْضُ الْجَيْشِ وَرَجَعُوا إِلَى الْبَصْرَةِ ( لا يريدون أن يقاتلوا الخوارج الذين أفسدوا في الكوفة والبصرة فسادا عظيما كما سترى )
فَبَعَث الْمُهَلَّبُ فِي آثَارِهِمْ مَنْ يَرُدُّهُمْ
وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى الْفَارِّينَ يَتَوَعَّدُهُمْ إِنْ لَمْ يَرْجِعُوا إِلَى أَمِيرِهِمْ , وَيَتَوَعَّدُهُمْ بِسَطْوَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ .
فَعَدَلُوا يَسْتَأْذِنُونَ أمير الْكُوفَةِ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ فِي الْمَصِيرِ إِلَيه
فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ : إِنَّكُمْ تَرَكْتُمْ أَمِيرَكُمْ , وَأَقْبَلْتُمْ عَاصِينَ مُخَالِفِينَ , وَلَيْسَ لَكُمْ إِذَنٌ وَلَا إِمَامٌ وَلَا أَمَانٌ .
فَلَمَّا جَاءَهُمْ ذَلِكَ , أَقْبَلُوا إِلَى رِحَالِهِمْ فَرَكِبُوهَا , ثُمَّ سَارُوا إِلَى بَعْضِ الْبِلَادِ , فَلَمْ يَزَالُوا مُخْتَفِينَ بِهَا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ وَالِيًا عَلَى الْعِرَاقِ مَكَانَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ , كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ قَرِيبًا .{لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا , لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [التوبة: 57]
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بُكَيْرَ بْنَ وِشَاحٍ التَّمِيمِيَّ عَنْ إِمْرَةِ خُرَاسَانَ , وَوَلَّاهَا أُمَيَّةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ الْقُرَشِيَّ ; لِيَجْتَمِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ , فَإِنَّهُ قَدْ كَادَتِ الْفِتْنَةُ تَتَفَاقَمُ بِخُرَاسَانَ بَعْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ
فَلَمَّا قَدِمَ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ خُرَاسَانَ , عَرَضَ عَلَى بُكَيْرِ بْنِ وِشَاحٍ أَنْ يَكُونَ عَلَى شُرْطَتِهِ
فَأَبَى , وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُوَلِّيَهُ طُخَارِسْتَانَ
فَخَوَّفُوهُ مِنْهُ أَنْ يَخْلَعَهُ هُنَالِكَ , فَتَرَكَهُ مُقِيمًا عِنْدَهُ .
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هذه السنة الْحَجَّاجُ , وَهُوَ عَلَى إِمْرَةِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْيَمَنِ وَالْيَمَامَةِ.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|