|
06-22-2015, 05:38 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 377,285
|
|
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 71)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 70)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=352839
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ
وَفِيهَا كَانَ مَقْتَلُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَذَلِكَ أَنْ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ سَارَ فِي جُنُودٍ هَائِلَةٍ مِنَ الشَّامِ قَاصِدًا مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ بِالْعِرَاقِ , فَالْتَقَيَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ
وَقَدْ كَانَا قَبْلَهَا يَرْكَبُ كُلُّ وَاحِدٍ لِمُلْتَقَى الْآخَرِ , فَيَحُولُ بَيْنَهُمَا الشِّتَاءُ وَالْبَرْدُ وَالْوَحْلُ , فَيَرْجِعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى بَلَدِهِ , فَلَمَّا كَانَ فِي هَذَا الْعَامِ سَارَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ , وَبَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ السَّرَايَا , وَدَخَلَ بَعْضُ مَنْ أَرْسَلَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ , فَدَعَا أَهْلَهَا إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فِي السِّرِّ
فَاسْتَجَابَ لَهُ بَعْضُهُمْ
وَقَدْ كَانَ مُصْعَبٌ سَارَ إِلَى الْحِجَازِ , فَجَاءَ وَدَخَلَ الْبَصْرَةَ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ , فَأَنَّبَ الْكُبَرَاءَ مِنَ النَّاسِ , وَشَتَمَهُمْ وَلَامَهُمْ عَلَى دُخُولِ أُولَئِكَ إِلَيْهِمْ , وَإِقْرَارِهِمْ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ , وَهَدَمَ دُورَ بَعْضِهِمْ , ثُمَّ شَخَصَ إِلَى الْكُوفَةِ , ثُمَّ بَلَغَهُ قَصْدُ عَبْدِ الْمَلِكِ لَهُ بِجُنُودِ الشَّامِ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ.
وَوَصَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى مَسْكِنٍ , وَكَتَبَ إِلَى الْمَرْوَانِيَّةِ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِمَنْ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ , وَهُمْ جَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ
فَأَجَابُوهُ , وَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ يُوَلِّيَهُمْ أَصْبَهَانَ
فَقَالَ : نَعَمْ .
وَقَدْ جَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ أَخَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ , وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ
وَخَرَجَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَقَدِ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَخَذَلُوهُ , وَجَعَلَ يَتَأَمَّلُ مَنْ مَعَهُ , فَلَا يَجِدُهُمْ يُقَاوِمُونَ أَعْدَاءَهُ , فَاسْتَقْتَلَ وَطَمَّنَ نَفْسَهُ عَلَى ذَلِكَ , وَقَالَ : لِي بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أُسْوَةٌ حِينَ امْتَنَعَ مِنْ إِلْقَائِهِ يَدَهُ , وَمِنَ الذِّلَّةِ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ .
وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ أَشَارَ عَلَيْهِ بَعْضُ أُمَرَائِهِ أَنْ يُقِيمَ بِالشَّامِ , وَأَنْ يَبْعَثَ إِلَى مُصْعَبٍ جَيْشًا
فَأَبَى عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَالَ : لَعَلِّي أَبْعَثُ رَجُلًا شُجَاعًا لَا رَأْيَ لَهُ , أَوْ مَنْ لَهُ رَأْيٌ وَلَا شَجَاعَةَ لَهُ , وَإِنِّي أَجِدُ مِنْ نَفْسِي بَصَرًا بِالْحَرْبِ وَشَجَاعَةً , وَإِنَّ مُصْعَبًا فِي بَيْتِ شَجَاعَةٍ , أَبُوهُ أَشْجَعُ قُرَيْشٍ , وَأَخُوهُ لَا تُجْهَلُ شَجَاعَتُهُ , وَهُوَ شُجَاعٌ , لكنه لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ , وَهُوَ يُحِبُّ الدَّعَةَ وَالْخَفْضَ ( السِّلْم ) وَمَعَهُ مَنْ يُخَالِفُهُ , وَمَعِي مَنْ يَنْصَحُ لِي , فَسَارَ بِنَفْسِهِ .
فَلَمَّا تَقَارَبَ الْجَيْشَانِ بَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى أُمَرَاءِ مُصْعَبٍ بِكُتُبٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى نَفْسِهِ , وَيَعِدُهُمُ الْوِلَايَاتِ
فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ إِلَى مُصْعَبٍ فَأَلْقَى إِلَيْهِ كِتَابًا مَخْتُومًا , وَقَالَ : هَذَا جَاءَنِي مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ .
فَفَتَحَهُ , فَإِذَا هُوَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِتْيَانِ إِلَيْهِ , وَلَهُ نِيَابَةُ الْعِرَاقِ .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ لِمُصْعَبٍ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ , إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْ أُمَرَائِكَ إِلَّا وَقَدْ جَاءَهُ كِتَابٌ مِثْلُ هَذَا , فَإِنْ أَطَعْتَنِي ضَرَبْتَ أَعْنَاقَهُمْ .
فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ : إِنِّي لَوْ فَعَلْتُ ذَلِكَ لَمْ تَنْصَحْنَا عَشَائِرُهُمْ بَعْدَهُمْ .
قَالَ : فَأَوَقِرْهُمْ فِي الْحَدِيدِ ( قيدهم ) وَابْعَثْهُمْ إِلَى أَبْيَضِ كِسْرَى فَاسْجُنْهُمْ فِيهِ , وَوَكِّلْ بِهِمْ مَنْ إِنْ غُلِبْتَ ضَرَبَ أَعْناقَهُمْ , وَإِنْ غَلَبْتَ مَنَنْتَ بِهِمْ عَلَى عَشَائِرَهُمْ .
فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ : يَا أَبَا النُّعْمَانِ , إِنِّي لَفِي شُغْلٍ عَنْ هَذَا .
ثُمَّ قَالَ مُصْعَبٌ : رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَحْرٍ - يَعْنِي الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ - إِنْ كَانَ لِيُحَذِّرُنِي غَدْرَ أَهْلِ الْعِرَاقِ , وَكَأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ الْآنَ .
ثُمَّ تَوَاجَهَ الْجَيْشَانِ بِدَيْرِ الْجَاثَلِيقِ مِنْ مَسْكِنٍ , فَحَمَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ - وَهُوَ أَمِيرُ الْمُقَدِّمَةِ الْعِرَاقِيَّةِ لِجَيْشِ مُصْعَبٍ - عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ - وَهُوَ أَمِيرُ مُقَدِّمَةِ الشَّامِ - فَأَزَالَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ .
فَأَرْدَفَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَحَمَلُوا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ , وَمَنْ مَعَهُ فَطَحَنُوهُمْ , وَقُتِلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ , رَحِمَهُ اللَّهُ وَعَفَا عَنْهُ , وَقُتِلَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ .
وَكَانَ عَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ عَلَى خَيْلِ مُصْعَبٍ , فَهَرَبَ وَلَجَأَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ .
وَجَعَلَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ وَاقِفٌ فِي الْقَلْبِ يُنْهِضُ أَصْحَابَ الرَّايَاتِ , وَيَحُثُّ الشُّجْعَانَ وَالْأَبْطَالَ أَنْ يَتَقَدَّمُوا إِلَى أَمَامِ الْقَوْمِ , فَلَا يَتَحَرَّكُ أَحَدٌ ,
فَجَعَلَ يَقُولُ : يَا إِبْرَاهِيمُ , وَلَا إِبْرَاهِيمَ لِي الْيَوْمَ ! وَتَفَاقَمَ الْأَمْرُ , وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ وَتَخَاذَلَتِ الرِّجَالُ , وَضَاقَ الْحَالُ , وَكَثُرَ النِّزَالُ .
ثُمَّ انْهَزَمَ أَصْحَابُ مُصْعَب , وَبَقِيَ فِي قَلِيلٍ مِنْ خَوَاصِّهِ , وَمَالَ الْجَمِيعُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ .
وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يُحِبُّ مُصْعَبًا حَبًّا شَدِيدًا , وَكَانَ خَلِيلًا لَهُ قَبْلَ الْخِلَافَةِ , فَقَالَ لِأَخِيهِ مُحَمَّدٍ : اذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَمِّنْهُ
فَجَاءَهُ , فَقَالَ لَهُ : يَا مُصْعَبُ قَدْ أَمَّنَكَ ابْنُ عَمِّكَ عَلَى نَفْسِكَ وَوَلَدِكَ وَمَالِكَ وَأَهْلِكَ , فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْبِلَادِ , وَلَوْ أَرَادَ بِكَ غَيْرَ ذَلِكَ لَكَانَ
فَقَالَ مُصْعَبٌ : قُضِيَ الْأَمْرُ , إِنَّ مِثْلِي لَا يَنْصَرِفُ عَنْ مِثْلِ هَذَا الْمَوْقِفِ إِلَّا غَالِبًا أَوْ مَغْلُوبًا .
فَتَقَدَّمَ ابْنُهُ عِيسَى فَقَاتَلَ
فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ : يَابْنَ أَخِي لَا تَقْتُلْ نَفْسَكَ , لَكَ الْأَمَانُ .
فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ : قَدْ أَمَّنَكَ عَمُّكَ فَامْضِ إِلَيْهِ .
فَقَالَ : لَا تَتَحَدَّثُ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَنِّي أَسْلَمْتُكَ لِلْقَتْلِ .
فَقَالَ لَهُ : يَا بُنَيَّ , فَارْكَبْ خَيْلَ السَّبْقِ فَالْحَقْ بِعَمِّكَ ( عبد الله بن الزبير ) فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَإِنِّي مَقْتُولٌ هَاهُنَا
فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَا أُخْبِرُ عَنْكَ أَحَدًا أَبَدًا , وَلَا أُخْبِرُ نِسَاءَ قُرَيْشٍ بِمَصْرَعِكَ أَبَدًا , وَلَا أُقْتَلُ إِلَّا مَعَكَ , وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ رَكِبْتَ خَيْلَكَ , وَسِرْنَا إِلَى الْبَصْرَةِ , فَإِنَّهُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ .
فَقَالَ مُصْعَبٌ : لَا وَاللَّهِ , مَا الْفِرَارُ لِي بِعَادَةٍ , وَلَكِنْ أُقَاتِلُ , فَإِنْ قُتِلْتُ فَمَا السَّيْفُ لِي بِعَارٍ , وَاللَّهِ لَا تَتَحَدَّثُ قُرَيْشٌ عَنِّي أَنِّي فَرَرْتُ مِنَ الْقِتَالِ ,
ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ : تَقَدَّمْ بَيْنَ يَدَيَّ حَتَّى أَحْتَسِبَكَ .
فَتَقَدَّمَ ابْنُهُ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , وَأُثْخِنَ مُصْعَبٌ بِالرَّمْيِ
فَنَظَرَ إِلَيْهِ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ وَهُوَ كَذَلِكَ , فَحَمَلُ عَلَيْهِ فَطَعَنَهُ وَهُوَ يَقُولُ : يَا ثَارَاتِ الْمُخْتَارِ ! فَصَرَعَهُ .
وَنَزَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ التَّمِيمِيُّ , فَقَتَلَهُ وَحَزَّ رَأْسَهُ , وَأَتَى بِهِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ .
فَسَجَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ , وَأَطْلَقَ لَهُ أَلْفَ دِينَارٍ
فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا , وَقَالَ: لَمْ أَقْتُلْهُ عَلَى طَاعَتِكَ , وَلَكِنْ بِثَأْرٍ كَانَ لِي عِنْدَهُ , وَكَانَ قَدْ وَلِيَ لَهُ عَمَلًا قَبْلَ ذَلِكَ , فَعَزَلَهُ عَنْهُ وَأَهَانَهُ .
قَالُوا : وَلَمَّا وُضِعَ رَأْسُ مُصْعَبٍ بَيْنَ يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ , قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : لَقَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ مُصْعَبٍ صُحْبَةٌ قَدِيمَةٌ , وَكَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ , وَلَكِنَّ هَذَا الْمُلْكَ عَقِيمٌ , وَلَقَدْ كَانَتِ الْمَحَبَّةُ وَالْحُرْمَةُ بَيْنَنَا قَدِيمَةً , مَتَى تَلِدُ النِّسَاءُ مِثْلَ مُصْعَبٍ ؟ , ثُمَّ أَمَرَ بِمُوَارَاتِهِ , وَدَفَنَهُ هُوَ , وَابْنَهُ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْتَرِ فِي قُبُورٍ بِمَسْكِنٍ بِالْقُرْبِ مِنَ الْكُوفَةِ .
روى الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُه عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ : دَخَلْتُ الْقَصْرَ بِالْكُوفَةِ , فَإِذَا رَأَسُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى تُرْسٍ بَيْنَ يَدَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ عَلَى السَّرِيرِ
ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِينٍ , فَرَأَيْتُ رَأْسَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ عَلَى تُرْسٍ بَيْنَ يَدَيِ الْمُخْتَارِ , وَالْمُخْتَارُ عَلَى السَّرِيرِ
ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِينٍ , فَرَأَيْتُ رَأْسَ الْمُخْتَارِ عَلَى تُرْسٍ بَيْنَ يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَمُصْعَبٌ عَلَى السَّرِيرِ
ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ بَعْدَ حِينٍ , فَرَأَيْتُ رَأْسَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى تُرْسٍ بَيْنَ يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَعَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى السَّرِيرِ .
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَكَانَ مَقْتَلُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى أَوِ الْآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ, وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَلَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ مُصْعَبًا , ارْتَحَلَ إِلَى الْكُوفَةِ فَنَزَلَ النُّخَيْلَةَ
فَوَفَدَتْ عَلَيْهِ الْوُفُودُ بِهَا مِنْ رُؤَسَاءِ الْقَبَائِلِ وَسَادَاتِ الْعَرَبِ
فَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ بِفَصَاحَةٍ وَبَلَاغَةٍ , وَاسْتِشْهَادٍ بِأَشْعَارٍ حَسَنَةٍ , وَفَرَّقَ الْعِمَالَاتِ ( العمولة ) فِي النَّاسِ
وَبَايَعَهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ
وَوَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ قَطَنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيَّ الْكُوفَةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا , ثُمَّ عَزَلَهُ وَوَلَّى أَخَاهُ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَيْهَا
وَخَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمًا بِالْكُوفَةِ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ لَوْ كَانَ خَلِيفَةً كَمَا يَزْعُمُ , لَخَرَجَ فَآسَى بِنَفْسِهِ , وَلَمْ يَغْرِزْ ذَنْبَهُ فِي الْحَرَمِ , ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : إِنِّي قَدِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ أَخِي بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ , وَأَمَرْتُهُ بِالْإِحْسَانِ إِلَى أَهْلِ الطَّاعَةِ , وَبِالشِّدَّةِ عَلَى أَهْلِ الْمَعْصِيَةِ , فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا .
وَأَمَّا أَهْلُ الْبَصْرَةِ , فَإِنَّهُمْ لَمَّا بَلَغَهُمْ مَقْتَلُ مُصْعَبٍ , تَنَازَعَ فِي إِمَارَتِهَا حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ
فَغَلَبَهُ حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ عَلَيْهَا , فَبَايَعَهُ أَهْلُهَا , فَكَانَ أَشْرَفَ الرَّجُلَيْنِ .
قَالَ أَعْرَابِيٌّ : وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رِدَاءَ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ مَالَ عَنْ عَاتِقِهِ يَوْمًا , فَابْتَدَرَهُ مَرْوَانُ , وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ أَيُّهُمَا يُسَوِّيهِ عَلَى مَنْكِبَيْهِ .
وَقَالَ غَيْرُهُ : مَدَّ حُمْرَانُ يَوْمًا رِجْلَهُ , فَابْتَدَرَ مُعَاوِيَةُ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ أَيُّهُمَا يَغْمِزُهَا ( يدلكها ) .
فَبَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ وَالِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ
فَأَخَذَهَا خَالِدٌ مِنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ , وَاسْتَنَابَ فِيهَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ , وَعَزَلَ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانٍ عَنْهَا .
وَقَدْ أَمَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِطَعَامٍ كَثِيرٍ فَعُمِلَ لِأَهْلِ الْكُوفَةِ
فَأَكَلُوا مِنْ سِمَاطِهِ , وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى السَّرِيرِ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ : مَا أَلَذَّ عَيْشَنَا لَوْ أَنَّ شَيْئًا يَدُومُ , وَلَكِنْ نَحْنُ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ :
وَكُلُّ جَدِيدٍ يَا أُمَيْمَ إِلَى بِلًى. . . وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا يَصِيرُ إِلَى كَانَ
فَلَمَّا فَرَغَ النَّاسُ مِنَ الطَّعَامِ , نَهَضَ فَدَارَ فِي الْقَصْرِ , وَجَعَلَ يَسْأَلُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَنْ أَحْوَالِ الْقَصْرِ وَمَنْ بَنَى أَمَاكِنَهُ وَبُيُوتَهُ , فَيُخْبِرُهُ , ثُمَّ جَاءَ إِلَى مَجْلِسِهِ فَاسْتَلْقَى وَهُوَ يَقُولُ :
اعْمَلْ عَلَى مَهَلٍ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ. . . وَاكَدَحْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانْ
فَكَأَنَّ مَا قَدْ كَانَ لَمْ يَكُ إِذْ مَضَى. . . وَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ قَدْ كَانْ
ثم رَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الشَّامِ .
وَفِيهَا عَزَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جَابِرَ بْنَ الْأَسْوَدِ عَنِ الْمَدِينَةِ , وَوَلَّى عَلَيْهَا طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ , وَكَانَ هُوَ آخِرَ أُمَرَائِهِ عَلَيْهَا , حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهَا طَارِقُ بْنُ عَمْرٍو مَوْلَى عُثْمَانَ , مِنْ جِهَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ .
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَلَمْ يَبْقَ لَهُ وِلَايَةٌ عَلَى الْعِرَاقِ .
وَفِيهَا عَقَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ نَائِبُ مِصْرَ لِحَسَّانَ الْغَسَّانِيِّ عَلَى غَزْوِ إِفْرِيقِيَّةَ
فَسَارَ إِلَيْهَا فِي عَدَدٍ كَثِيرٍ , فَافْتَتَحَ قَرْطَاجَنَّةَ , وَكَانَ أَهْلُهَا رُومًا عُبَّادَ أَصْنَامٍ .
وَفِيهَا قُتِلَ نَجْدَةُ الْحَرُورِيُّ الَّذِي تَغَلَّبَ عَلَى الْيَمَامَةَ .
وَفِيهَا خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْرٍ فِي الْيَمَامَةِ .
وَهَذِهِ تَرْجَمَةُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ
هُوَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَصَيِّ بْنِ كِلَابٍ , أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الْأَسَدِيُّ
وَأَمُّهُ : الرَّبَابُ بِنْتُ أُنَيْفٍ الْكَلْبِيَّةُ .
كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا , وَأَشْجَعِهِمْ قَلْبًا , وَأَسْخَاهُمْ كَفًّا .
حَكَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّ جَمِيلًا نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ , فَقَالَ : إِنَّ هَاهُنَا فَتًى أَكْرَهُ أَنْ تَرَاهُ بُثَيْنَةُ .
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ عَلَى مِنْبَرٍ أَحْسَنَ مِنْهُ .
وَقَالَ الْحَسَنُ : هُوَ أَجْمَلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ .
وَكَانَ مُصْعَبٌ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ مَحَبَّةً لِلنِّسَاءِ , وَقَدْ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا
روى الْأَصْمَعِيُّ , عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : اجْتَمَعَ فِي الْحِجْرِ عند الكعبة : مُصْعَبٌ , وَعُرْوَةُ , وَعَبْدُ اللَّهِ , بَنُو الزُّبَيْرِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَقَالُوا : لِيَقُمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فَلْيَسْأَلْ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يُحِبُّهُ , فَقَامَ كُلٌّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ .
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ .
وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْخِلَافَةَ
وَقَالَ عُرْوَةُ : أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي الْعِلْمُ .
وَقَالَ مُصْعَبٌ : أَمَّا أَنَا فَأسأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُزَوِّجَني سُكَيْنَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ , وَعَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ - وَكَانَتَا أَحْسَنَ النِّسَاءِ فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ - وَأَنْ يُعْطِيَني اللَّهُ إِمْرَةَ الْعِرَاقَيْنِ .
فَنَالُوا كُلُّهُمْ مَا تَمَنَّوْا ؛ وتَزَوُّجَ مُصْعَبٌ بِعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ , وَكَانَ صَدَاقُهَا مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ , وَكَانَتْ بَاهِرَةَ الْجَمَالِ جِدًّا , وَكَانَ مُصْعَبٌ أَيْضًا جَمِيلًا جِدًّا , وَكَذَلِكَ بَقِيَّةُ زَوْجَاتِهِ .
قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ : وَلَعَلَّ ابْنُ عُمَرَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ .
قَالَ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ : بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ يَوْمًا إِذْ دَعَانِي الْأَمِيرُ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ , فَأَدْخَلَنِي دَارَ الْإِمَارَةِ , ثُمَّ كَشَفَ عَنْ سِتْرٍ , فَإِذَا وَرَاءَهُ عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ , فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا أَبْهَى وَلَا أَحْسَنَ مِنْهَا .
فَقَالَ : أَتَدْرِي مَنْ هَذِهِ ؟
فَقُلْتُ : لَا.
فَقَالَ : هَذِهِ عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ
قَالَ الشَّعْبِيُّ : ثُمَّ خَرَجْتُ
فَقَالَتْ عَائِشَةُ : مَنْ هَذَا الَّذِي أَظَهَرْتَنِي عَلَيْهِ ؟
قَالَ : هَذَا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ .
قَالَتْ : فَأَطْلِقْ لَهُ شَيْئًا .
فَوَهَبَنِي عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ .
قَالَ الشَّعْبِيُّ : فَكَانَ أَوَّلَ مَالٍ مَلَكْتُهُ .
وَحَكَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ تَغَضَّبَتْ مَرَّةً عَلَى مُصْعَبٍ
فَتَرَضَّاهَا بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ
فَأَطْلَقَتْهَا هِيَ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي أَصْلَحَتْ بَيْنَهُمَا .
وَقِيلَ : إِنَّهُ أُهْدِيَتْ لَهُ نَخْلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ , ثِمَارُهَا مِنْ صُنُوفِ الْجَوَاهِرِ الْمُثْمِنَةِ , فَقُوِّمَتْ بِأَلْفِي أَلْفِ دِينَارٍ , وَكَانَتْ مِنْ مَتَاعِ الْفُرْسِ
فَأَعْطَاهَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ .
وَقِيلَ : إِنَّ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ إِذَا كَتَبَ لِأَحَدٍ جَائِزَةً بِأَلْفِ دِرْهَمٍ , جَعَلَهَا مُصْعَبٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ .
وَقَدْ كَانَ مُصْعَبٌ مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ وَأَكْثَرِهِمْ عَطَاءً , لَا يَسْتَكْثِرُ مَا يُعْطِي , وَلَوْ كَانَ مَا عَسَاهُ أَنْ يَكُونَ ; فَكَانَتْ عَطَايَاهُ لِلْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ وَالْوَضِيعِ وَالشَّرِيفِ مُتَقَارِبَةً , وَكَانَ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ يُبَخَّلُ .
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : بَلَغَ مُصْعَبًا عَنْ عَرِيفِ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ , فَهَمَّ بِهِ ( أن يعاقبه )
فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ررر فَقَالَ لَهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : « اسْتَوْصُوا بِالْأَنْصَارِ خَيَّرًا , اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ , وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ »
فَأَلْقَى مُصْعَبٌ نَفْسَهُ عَنْ سَرِيرِهِ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْبِسَاطِ , وَقَالَ : أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ , فَتَرَكَهُ ( عفا عنه ).
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ : قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ : مَنْ أَشْجَعُ الْعَرَبِ ؟
قَالُوا : شَبِيبٌ , قَطَرِيُّ بْنُ الْفُجَاءَةِ , فُلَانٌ , فُلَانٌ .
فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : إِنَّ أَشْجَعَ الْعَرَبِ لَرَجُلٌ جَمْعَ بَيْنَ سُكَيْنَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ , وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ , وَأَمَةِ الْحَمِيدِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ , وَأُمُّهُ رَبَابُ بِنْتُ أُنَيْفٍ الْكَلْبِيُّ , سَيِّدُ ضَاحِيَةِ الْعَرَبِ , وَوَلِيَ الْعِرَاقَيْنِ خَمْسَ سِنِينَ , فَأَصَابَ أَلْفَ أَلْفٍ , وَأَلْفَ أَلْفٍ , وَأَلْفَ أَلْفٍ , وَأُعْطِيَ الْأَمَانَ , فَأَبَى , وَمَشَى بِسَيْفِهِ حَتَّى مَاتَ , ذَلِكَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ , لَا مَنْ قَطَعَ الْجُسُورَ , مَرَّةً هَاهُنَا , وَمَرَّةً هَاهُنَا .
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|