12-22-2014, 11:56 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
هل يصح ماذكره أحد مفتي العلمانيين من أن النبي أردف على دابته امرأة أجنبية ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت لجاهل صار مفتيا للعلمانيين مقابلة فيها تقريرات خاطئة، وقد رد عليه طلبة العلم جل أغلاطه تلك، لكن كان مما قرره فيها= إرداف الرجل المرأة الأجنبية على دابته"1"؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أردف بعض النساء الأجنبيات.
ولم أر من رد عليه في هذا الموضع، وقد كنت تتبعت قديما الروايات التي فيها تعيين من أردفهم النبي صلى الله عليه وسلم على دابته= فلم أجد شيئا يثبت في إردافه صلى الله عليه وسلم امرأة أجنبية"2". والله أعلم
* وللحافظ يحيى ابن منده كتاب"أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلم" أشار في مقدمته ص12 إلى أنه قصد فيه استيعاب جميع من روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفهم في دابته[بصرف النظر عن ثبوت ذلك من جهة السند].
* وقد عد ابن منده فيه (34)اسما، وليس في من سماهم امرأة ليست له صلى الله عليه وسلم بمحرم، سوى امرأة من غفار.
- لكن حديثها ضعيف.
وممن ضعفه من العلماء:
ابن القطان في بيان الوهم2/608،5/20،
والمنذري[انظر:شرح مغلطاي لابن ماجه3/891]،
والنووي في الخلاصة1/185،
والألباني في ضعيف أبي داودالكبير9/133.
[وانظر:تهذيب الكمال8/519]
* ومع ضعف هذا الحديث فإن الذي جاء فيه إنما هو إركابها(على حقيبة رحله).
قال السندي:(الحقيبة:الزيادة التي تجعل في مؤخرة القتب، وبالجملة فقد كان مؤخر الرحل حجابا بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينها؛فلا إشكال).
حاشيةالمسند15/53
أي:فلايلزم من ركوبها معه أن تكون قريبة منه أو مماسة له[كما يريد ذياك الجاهل وأصحابه تقريره].
* ثم إن للعلماء على مثل هذا الحديث-لو افترضنا ثبوته- أجوبة عامة؛ فمن ذلك:
1/ أنه من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم"3"، وخصوصياته في هذا الباب مشهورة.
2/ أن تلك الواقعة كانت قبل الحجاب."4"
- وهناك أجوبة خاصة بحوادث خاصة، ومن ذلك ماسبق من الجواب عن حديث الغفارية بأنه ضعيف.
* وقد زاد الصالحي في"سبل الهدى"[7/375فمابعده] وغيره على ابن منده عدة أسماء، وليس فيها أيضا رواية تثبت في إردافه صلى الله عليه وسلم امرأة أجنبية.
والله أعلم والحمدلله
-----------------------------------------
"1" الإرداف: هو أن تركب أحدا خلفك على الدابة.
"2" الأجنبية: من ليست من محارمه.
"3" وهو قول عياض في الإكمال7/77، وابن عثيمين في التعليق على صحيح البخاري-ش14/ب.
"4" وهو قول المهلب[انظر شرح ابن بطال7/350]، وابن الملقن في التوضيح25/112، وابن حجر في الفتح9/324. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|