شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى السيرة النبوية
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: أخضر و أزرق مصحف مشاري العفاسي بالقصر المصحف المصور الملون ب خط كبير 114 سورة 2 مصحف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: محمود عبد اللاه عبد العزيز مصحف 57 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: احمد الحبيب برواية ورش مصحف 114 سورة لاول مرة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مقسم اجزاء مصحف احمد الحبيب برواية ورش لاول مرة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 052 الطور (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 076 الإنسان (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 051 الذاريات (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 065 الطلاق (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 064 التغابن (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف حسن حسين عبد المجيد سورة 075 القيامة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 04-14-2015, 12:52 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 54)

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 53)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=349227

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ
وَفِيهَا شَتَّى مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ بِأَرْضِ الرُّومِ ,
وَغَزَا الصَّائِفَةَ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ .
وَفِيهَا عَزَلَ مُعَاوِيَةُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ عَنْ إِمْرَةِ الْمَدِينَةِ , وَرَدَّ إِلَيْهَا مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَهْدِمَ دَارَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , وَيَصْطَفِي أَمْوَالَهُ الَّتِي بِأَرْضِ الْحِجَازِ ,
فَجَاءَ مَرْوَانُ إِلَى دَارِ سَعِيدٍ لِيَهْدِمَهَا
فَقَالَ سَعِيدٌ : مَا كُنْتَ لِتَفْعَلَ ذَلِكَ .
فَقَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ بِذَلِكَ , وَلَوْ كَتَبَ إِلَيْكَ فِي دَارِي لَفَعَلْتَهُ .
فَقَامَ سَعِيدٌ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ كِتَابَ مُعَاوِيَةَ إِلَيْهِ حِينَ وَلَّاهُ الْمَدِينَةَ أَنْ يَهْدِمَ دَارَ مَرْوَانَ وَيَصْطَفِيَ أَمْوَالَهُ , وَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُجَاحِفُ دُونَهُ حَتَّى صَرَفَ ذَلِكَ عَنْهُ ,
فَلَمَّا رَأَى مَرْوَانُ الْكُتُبَ إِلَى سَعِيدٍ بِذَلِكَ , ثَنَاهُ ذَلِكَ عَنْ دَارِ سَعِيدٍ , وَعَنْ أَخْذِ مَالِهِ , وَلَمْ يَزَلْ يُدَافِعُ عَنْهُ حَتَّى تَرَكَهُ مُعَاوِيَةُ فِي دَارِهِ , وَأَقَرَّ عَلَيْهِ أَمْوَالَهُ .
وَفِيهَا عَزَلَ مُعَاوِيَةُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدَبٍ عَنِ الْبَصْرَةِ , وَكَانَ زِيَادٌ قَدِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَيْهَا , فَأَقَرَّهُ مُعَاوِيَةُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ , ثُمَّ عَزَلَهُ وَوَلَّى عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ .
وَأَقَرَّ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ عَلَى نِيَابَةِ الْكُوفَةِ , وَكَانَ زِيَادٌ قَدِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَيْهَا .
وَقَدِمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ ,
فَأَكْرَمَهُ , وَسَأَلَهُ عَنْ نُوَّابِ أَبِيهِ عَلَى الْبِلَادِ , فَأَخْبَرَهُ عَنْهُمْ , ثُمَّ وَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً ,
فَسَارَ إِلَى مُقَاطَعَتِهِ , وَتَجَهَّزَ مِنْ فَوْرِهِ غَادِيًا إِلَيْهَا , فَقَطَعَ النَّهْرَ إِلَى جِبَالِ بُخَارَى , فَفَتَحَ رَامِيثَنَ وَنِصْفَ بَيْكَنْدَ - وَهُمَا مِنْ مُعَامَلَةِ بُخَارَى - وَلَقِيَ التُّرْكَ هُنَاكَ , فَقَاتَلَهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا , وَهَزَمَهُمْ هَزِيمَةً فَظِيعَةً , بِحَيْثُ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ أَعْجَلُوا امْرَأَةَ الْمَلِكِ أَنَّ تَلْبِسَ خُفَّيْهَا , فَلَبِسَتْ وَاحِدَةً وَتَرَكَتِ الْأُخْرَى ,
فَأَخَذَهَا الْمُسْلِمُونَ , فَقَوَّمُوا جَوْرَبَهَا بِمِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ , وَغَنِمُوا مَعَ ذَلِكَ غَنَائِمَ كَثِيرَةً ,
وَأَقَامَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِخُرَاسَانَ سَنَتَيْنِ .
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ حَجَّ بِالنَّاسِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ نَائِبُ الْمَدِينَةِ .

ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ
أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيُّ , أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ ررر
مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَابْنُ مَوْلَاهُ , وَحِبُّهُ وَابْنُ حِبِّهِ ,
وَأُمُّهُ بَرَكَةُ أُمَّ أَيْمَنَ , مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَاضِنَتُهُ ,
وَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِمْرَةَ بَعْدَ مَقْتَلِ أَبِيهِ ,
فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمْرَتِهِ ,
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ , فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمْرَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ , وَايْمُ اللَّهِ إِنَّ كَانَ لَخَلِيقًا بِالْإِمَارَةِ , وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ , وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ "
وَثَبَتَ فِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ « أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُجْلِسُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ , وَيُجْلِسُ أُسَامَةَ عَلَى فَخْذِهِ الْأُخْرَى وَيَقُولُ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا » .
وَفَضَائِلُهُ كَثِيرَةٌ جِدًّا ,
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ,
وَكَانَ عُمَرُ إِذَا لَقِيَهُ يَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ .

ثَوْبَانُ بْنُ بُجْدُدٍ , مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَصْلُ ثَوْبَانَ مِنَ الْعَرَبِ , فَأَصَابَهُ سِبَاءٌ , فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْتَقَهُ ,
فَلَزِمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرًا وَحَضَرًا ,
فَلَمَّا مَاتَ أَقَامَ بِالرَّمْلَةِ , ثُمَّ انْتَقَلَ مِنْهَا إِلَى حِمْصٍ فَابْتَنَى بِهَا دَارَا , وَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ .

الْحَارِثُ بْنُ رِبْعِيٍّ , أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ ررر
فَارِسُ الْإِسْلَامِ ,
شَهِدَ أُحُدًا وَمَا بَعْدَهَا ,
وَكَانَ لَهُ يَوْمَ ذِي قَرَدٍ سَعْيٌ مَشْكُورٌ .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ : " خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ : أَبُو قَتَادَةَ , وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ "

حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , أَبُو خَالِدٍ الْمَكِّيُّ ررر
وَعَمَّتُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ قَبْلَ الْفِيلِ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً ; وَذَلِكَ أَنَّهَا دَخَلَتِ الْكَعْبَةَ تَزُورُ , فَضَرَبَهَا الطَّلْقُ , فَوَضَعَتْهُ عَلَى نِطْعٍ .
وَكَانَ شَدِيدَ الْمَحَبَّةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
وَلَمَّا كَانَ بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ فِي الشِّعْبِ لَا يُبَايَعُونَ وَلَا يُنَاكَحُونَ , كَانَ حَكِيمٌ يُقْبِلُ بِالْعِيرِ تَقْدَمُ مِنَ الشَّامِ فَيَشْتَرِيهَا مَكَانَهَا , ثُمَّ يَذْهَبُ بِهَا , فَيَضْرِبُ أَدْبَارَهَا حَتَّى تَلِجَ الشِّعْبَ , تَحْمِلُ الطَّعَامَ وَالْكِسْوَةَ ; تَكْرِمَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلِعَمَّتِهِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ .
وَهُوَ الَّذِي اشْتَرَى زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ أَوَّلًا ,
فَابْتَاعَتْهُ مِنْهُ عَمَّتُهُ خَدِيجَةُ , فَوَهَبَتْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهُ .
وَهُوَ الَّذِي اشْتَرَى حُلَّةَ ذِي يَزَنَ , فَأَهْدَاهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَبِسَهَا .
قَالَ : فَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ فِيهَا .
وَمَعَ هَذَا , مَا أَسْلَمَ حَكِيمٌ إِلَّا يَوْمَ الْفَتْحِ , هُوَ وَأَوْلَادُهُ كُلُّهُمْ .
قَالَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ : عَاشَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سِتِّينَ سَنَةً , وَفِي الْإِسْلَامِ سِتِّينَ سَنَةً ,
وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ وَكُرَمَائِهِمْ , وَأَعْلَمِهِمْ بِالنَّسَبِ ,
وَكَانَ كَثِيرَ الصَّدَقَةِ وَالْبِرِّ وَالْعَتَاقَةِ , فَلَمَّا أَسْلَمَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ,
فَقَالَ : " أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ "
وَقَدْ كَانَ حَكِيمٌ شَهِدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بَدْرًا , وَتَقَدَّمَ إِلَى الْحَوْضِ ,
فَكَادَ حَمْزَةُ أَنْ يَقْتُلَهُ , فَمَا سُحِبَ إِلَّا سَحْبًا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ,
فَلِهَذَا كَانَ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ يَقُولُ : لَا وَالَّذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدْرٍ .
وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَينًا , وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ .
ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ , ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ , ثُمَّ قَالَ لَهُ : « يَا حَكِيمُ , إِنَّ هَذَا الْمَالُ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ , وَإِنَّهُ مَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ , وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ , وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ "
فَقَالَ حَكِيمٌ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا . فَلَمْ يَرْزَأْ أَحَدًا بَعْدَهُ .
فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعَطَاءَ , فَيَأْبَى ,
وَكَذَلِكَ عُمَرُ يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعَطَاءَ , فَيَأْبَى ,
فَكَانَ عُمَرُ يُشْهِدُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمِينَ .
وَمَعَ هَذَا كَانَ حَكِيمٌ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ ; مَاتَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ مَاتَ , وَلِحَكِيمٍ عَلَيْهِ مِائَةُ أَلْفٍ .
وَقَدْ كَانَ بِيَدِهِ حِينَ أَسْلَمَ , الرِّفَادَةُ وَدَارُ النَّدْوَةِ , فَبَاعَهَا بَعْدُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِمِائَةِ أَلْفٍ ,
فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ : بِعْتَ مَكْرُمَةَ قُرَيْشٍ ؟
فَقَالَ لَهُ حَكِيمٌ : ذَهَبَتِ الْمَكَارِمُ إِلَّا التَّقْوَى , يَا ابْنَ أَخِي , إِنِّي اشْتَرَيْتُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِزِقِّ خَمْرٍ , وَلَأَشْتَرِيَنَّ بِهَا دَارًا فِي الْجَنَّةِ , أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ,
وَهَذِهِ الدَّارُ كَانَتْ لِقُرَيْشٍ بِمَنْزِلَةِ دَارِ الْعَدْلِ , وَكَانَ لَا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ صَارَ سِنُّهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً , إِلَّا حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , فَإِنَّهُ دَخَلَهَا وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً . ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ .
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ أَنَّ حَكِيمًا حَجَّ عَامًا , فَأَهْدَى مِائَةَ بَدَنَةٍ مُجَلِّلَةٍ , وَأَلْفَ شَاةٍ , وَأَوْقَفَ مَعَهُ بِعَرَفَاتٍ مِائَةَ وَصَيْفٍ فِي أَعْنَاقِهِمْ أَطَوِقَةُ الْفِضَّةِ , وَقَدْ نُقِشَ فِيهَا : هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ . فَأَعْتَقَهُمْ وَأَهْدَى جَمِيعَ تِلْكَ الْأَنْعَامِ . رِضَى اللَّهِ عَنْهُ .

حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيُّ ررر
صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ ,
وَكَانَ قَدْ عُمِّرَ دَهْرًا طَوِيلًا , وَلِهَذَا جَعَلَهُ عُمَرُ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ جَدَّدُوا أَنْصَابَ الْحَرَمِ ,
وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ , وَرَأَى الْمَلَائِكَةَ يَوْمَئِذٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ .
وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ , وَسَعَى فِي الصُّلْحِ
فَلَمَّا كَانَ عُمْرَةُ الْقَضَاءِ , كَانَ هُوَ وَسُهَيْلٌ هُمَا اللَّذَانِ أَمَرَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ ,
فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا أَنْ لَا تَغْرُبَ الشَّمْسُ وَبِمَكَّةَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ .
وَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ على المدينة , جَاءَهُ حُوَيْطِبٌ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَمَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ , فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ , وَجَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ عِنْدَهُ , ثُمَّ تَفَرَّقُوا ,
ثُمَّ اجْتَمَعَ حُوَيْطِبٌ بِمَرْوَانَ يَوْمًا آخَرَ ,
فَسَأَلَهُ مَرْوَانُ عَنْ عُمْرِهِ
فَأَخْبَرَهُ ,
فَقَالَ لَهُ : تَأَخَّرَ إِسْلَامُكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَتَّى سَبَقَكَ الْأَحْدَاثُ .
فَقَالَ حُوَيْطِبٌ : اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ , وَاللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ بِالْإِسْلَامِ غَيْرَ مَرَّةٍ , كُلُّ ذَلِكَ يَعُوقُنِي أَبُوكَ , يَقُولُ : تَضَعُ شَرَفَكَ وَتَدَعُ دِينَ آبَائِكَ لِدِينٍ مُحْدَثٍ وَتَصِيرُ تَابِعًا ؟
فَأَسْكَتَ مَرْوَانُ , وَنَدِمَ عَلَى مَا كَانَ قَالَ لَهُ .
ثُمَّ قَالَ له حُوَيْطِبٌ : أَمَا أَخْبَرَكَ عُثْمَانُ مَا لَقِيَ مِنْ أَبِيكَ حِينَ أَسْلَمَ ؟
فَازْدَادَ مَرْوَانُ غَمًّا .
وَكَانَ حُوَيْطِبٌ مِمَّنْ شَهِدَ دَفْنَ عُثْمَانَ .
وَاشْتَرَى مِنْهُ مُعَاوِيَةُ دَارَهُ بِمَكَّةَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ , فَاسْتَكْثَرَهَا النَّاسُ ,
قَالَ الْوَاقِدِيُّ : عَاشَ حُوَيْطِبٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سِتِّينَ سَنَةً , وَفِي الْإِسْلَامِ سِتِّينَ سَنَةً ,
وَمَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ بِالْمَدِينَةِ وَلَهُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً .

سَعِيدُ بْنُ يَرْبُوعِ بْنِ عَنْكَثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ ررر
أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ , وَشَهِدَ حُنَيْنًا , وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ ,
وَكَانَ اسْمُهُ أَصْرَمَ , فَسَمَّاهُ سَعِيدًا ,
وَكَانَ فِي جُمْلَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَمَرَهُمْ عُمَرُ بِتَجْدِيدِ أَنْصَابِ الْحَرَمِ ,
وَقَدْ أُصِيبَ بَصَرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ , فَأَتَاهُ عُمَرُ يُعَزِّيهِ فِيهِ .

مُرَّةُ بْنُ شُرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ
كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ , فَلَمَّا كَبُرَ صَلَّى أَرْبَعَمِائَةِ رَكْعَةٍ ,
وَيُقَالُ : إِنَّهُ سَجَدَ حَتَّى أَكَلَ التُّرَابُ جَبْهَتَهُ .

النُّعَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رَفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ررر
شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا .
وَيُقَالُ : إِنَّهُ هُوَ الَّذِي كَانَ يُؤْتَى بِهِ فِي الشَّرَابِ فَيَجْلِدُهُ النَّبِيُّ , فَقَالَ رَجُلٌ : لَعَنَهُ اللَّهُ , مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «لَا تَلْعَنُهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " .

سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ الْقُرَشِيَّةُ الْعَامِرِيَّةُ , أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ
تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ خَدِيجَةَ ,
فَلَمَّا كَبِرَتْ هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَلَاقِهَا ,
فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُبْقِيَهَا فِي نِسَائِهِ وَتَهَبَ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ ,
فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهَا وَأَبْقَاهَا ,
فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء : 128] .
وَكَانَتْ ذَاتَ عِبَادَةٍ وَوَرَعٍ وَزَهَادَةٍ .
قَالَتْ عَائِشَةُ : مَا مِنِ امْرَأَةٍ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا إِلَّا سَوْدَةَ , إِلَّا أَنَّ فِيهَا حِدَّةً , تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَةَ .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:03 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات