10-27-2015, 06:51 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
الربا والإنهزام الحضاري
الرِّبا والانهزام الحضاري حارب الإسلام الربا حرباً لا هوادة فيها، ويكفي في ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ}([1]).
فلم يتوعد الله تعالى أحداً بالحرب إلا المرابين وأهل الربا والمتعاملين به، كما لعن رسول الله @ كل من شارك في هذه الكبيرة فقد لعن آكل الربا ومن يؤكله وكاتب العقد والشاهدين، كما في الحديث الذي أخرجه مسلم. ولعل السرّ في التوعد بالحرب واللعن أن الربا لا يقتصر أثره على المتعاملين به فحسب، وإنما يمتد ليشمل المجتمع والناس بل العالم أيضاً. كما هو مشاهد الآن ولا يحتاج إلى أدنى تدليل أو برهان. ويكفي ذكر ديون العالم الثالث التي تتضاعف سنة بعد أخرى فتعجز عن تسديد فوائد الديون المتراكمة ودعك من أداء أصولها. فلا يكون أمامها إلا الاستدانة لأداء الديون القديمة، وهكذا تقع هذه الدول في دائرة الاقتراض الجهنمية التي لا تستطيع منها فكاكاً وهروباً.
وفي الفقه الإسلامي قام الفقهاء بدورهم الحيوي في بيان المعاملات التي يصدق عليها أن تكون من الربا، ولم يكتفوا بذلك فحسب وإنما بينوا كذلك الحيل الربوية التي ظاهرها الصحة لكن الهدف من ورائها هو التوصل إلى الربا، وأخضعوا المعاملات المالية لقاعدة "كل قرض جرّ نفعاً فهو رباً" والتي كانت دائرة على ألسنة الصحابة رضوان الله عليهم. وظل الفقهاء على هذا الجهد المبارك حتى جاء الاستعمار الأجنبي إلى بلاد المسلمين وأحدث فيها تغييراً كبيراً في شتى جوانب الحياة، ومنها الجانب الاقتصادي وما فيه من بنوك ربوية وأسواق مالية تموّل البنوك المتعاملين في هذه الأسواق بقروض ربوية.
([1]) سورة البقرة، الآيتان: 278-279.
وللاستزادة : مكتبة جامعة نجران – السعودية
أو في الملف المرفق
الملفات المرفقة najran university research 3.pdf‏ (231.8 كيلوبايت)
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|