الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : « شِرَارُكم عُزَّابُـكم».
ضعيف.
روي من حديث أبي هريرة، وأبي ذر، وعطية بن بسر المازني.
فأما حديث أبي هريرة:
فرواه أبو يعلى (2042) والطبراني في الأوسط (4476) وابن عدي (3/43) من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي عن عبيد الله بن عمر عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد للقيت الله عز وجل بزوجة ، لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «شراركم عزابكم».
خالد بن إسماعيل المخزومي قال ابن عدي: «يضع الحديث على ثقات المسلمين». الكامل (3/41) وصالح مولى التوأمة ضعيف لكن الحمل فيه على خالد .
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/257- 258).
وله طريق آخر عن أبي هريرة :
رواه ابن عدي (7/163) من طريق يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «شراركم عزابكم، ركعتان من متأهل خير سبعين ركعة من غير متأهل».
يوسف بن السفر كذاب ! وقد تقدم .
وأما حديث أبي ذر:
فرواه عبد الرزاق في المصنف (10387) وعنه أحمد في المسند (21342) من طريق محمد بن راشد عن مكحول عن رجل عن أبي ذر قال: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له عكاف بن بشر التميمي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «يا عكاف ، هل لك من زوجة؟» قال: لا، قال : «ولا جارية؟» قال: ولا جارية ، قال: «وأنت موسر بخير؟» قال: وأنا موسر بخير، قال : « أنت إذاً من إخوان الشياطين، لو كنت في النصارى كنت من رهبانهم ، إنَّ من سنتنا النكاح ، شراركم عزابكم ، وأراذل موتاكم عزابكم ، أَبالشيطان تمرَّسون؟ ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء ، إلا المتزوجون ، أولئك المطهرون المبرَّءون من الخَنَا، ويحك يا عكاف إنهن صواحب أيوب ويُوسُف وكُرْسُف ». فقال له بشر بن عطية : ومن كرسف يا رسول الله؟ قال: «رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاثمائة عام ، يصوم النهار ويقوم الليل، ثم إنه كفر بالله العظيم في سبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه من عبادة الله عزّ وجلّ ، ثم استدرك الله ببعض ما كان منه فتاب عليه ، ويحك يا عكاف ، تزوَّج وإلا فأنت من المذبذبين» قال : زوِّجني يا رسول الله ، قال : «قد زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميري».
وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن أبي ذر ، ومتنه منكر .
وأما حديث عطية بن بسر :
فرواه أبو يعلى (6856) والطبراني في الكبير (18/85-86) والبيهقي في شعب الإيمان (7/337) وابن حبان في المجروحين (2/335) من طريق بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن عطية بن بسر المازني قال : جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره بنحو حديث أبي ذر المتقدم.
وإسناده ضعيف لضعف بقية، مُدلِّس شر تدليس وقد عنعن، ومعاوية بن يحيى هو الصدفي ضعيف.
ولبقية متابع وهو الوليد بن مسلم، رواه العقيلي في الضعفاء الكبير (3/356) وليس في إسناده غضيف بن الحارث، فبقيَتْ العلة في ضعف معاوية بن يحيى .
وعطية بن بسر عَدَّةُ جماعة في الصحابة، وقال العقيلي: «عطية بن بسر عن عكاف بن وداعة ، ولا يتابع ». وروى عن البخاري أنه قال: «عطية بن بسر عن عكاف بن وداعة لم يَقُم حديثه».
وفي الإصابة (2/496) : «قال ابن منده : رواه أشعث بن شعبة عن معاوية بن يحىى عن رجل من بجيلة عن سليمان بن موسى زاد فيه رجلاً بينهما».
ورواه الطبراني في مسند الشاميين (380) والعقيلي في الضعفاء الكبير (3/356) من طريق برد بن سنان عن مكحول عن عطية بن بسر عن عكاف بن وداعة الهلالي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
فبالجملة : الحديث إسناده ضعيف ، وفيه اضطراب، والمتن منكر
.................................................. ..............................................
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : « إِيِّاكُم وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ».
موضوع.
رواه القضاعي (167) من طريق الواقدي قال : نا يحيى بن سعيد بن دينار عن أبي وجزة يزيد بن عبيد عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً : «إياكم وخضراء الدمن» فقيل : وما خضراء الدمن؟ قال : «المرأة الحسناء في المنبت السوء».
وذكره الغزالي في إحياء علوم الدين (2/38) وقال العراقي في تخريج الإحياء : «رواه الدارقطني في الأفراد ، والرامهرمزي في الأمثال من حديث أبي سعيد الخدري، قال الدارقطني : تفرد به الواقدي وهو ضعيف».
قلت : الواقدي متروك وقد رماه أحمد بالكذب .
«الدِّمَن» : البعر تجمعه الريح، ثم يركبه السافي ، فإذا أصابه المطر ينبت نباتاً ناعماً يهتز وتحته الدِّمن الخبيث. التلخيص الحبير (3/145.
………………………………………………………………………….
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : تَلْقِيْن الميِّت بعد الدَّفن .
ضعيف جداً.
رواه الطبراني في الكبير (7979) حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني ثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عبد الله بن محمد القرشي عن يحىى بن أبي كثير عن سعيد بن عبد الله الأودي قال : شهِدتُ أبا أمامة وهو في النزع فقال : إذا أنا مِتُّ فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «إذا مات أحد من إخوانكم فسوَّيتم التراب على قبره ، فليقم أحدكم على رأس قبره ، ثم ليقل : يا فلان بن فلانة ، فإنه يسمعه ولا يجيب ، ثم يقول : يا فلان بن فلانة ، فإنه يستوي قاعداً ، ثم يقول : يا فلان بن فلانة ، فإنه يقول : أَرْشِدْنا رحمك الله ، ولكن لا تشعرون ، فليقل : اذكر ما خرجت عليه من الدنيا : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً، وبالقرآن إماماً. فإن منكراً ونكيراً يأخذ واحد منهما بيد صاحبه ويقول : انطلق بنا ما نقعد عند من قد لُقِّنَ حُجَّته . فيكون الله حجيجه دونهما». فقال رجل : يا رسول الله ، فإن لم يعرف أُمَّهُ؟ قال : «فينسبه إلى حواء ، يا فلان بن حواء».
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/45) وقال : «رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده جماعة لم أعرفهم ».
قلت : وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين فقد روى عنهم المناكير وهذا منها. ومحمد بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ، إن كان هو الشامي الدمشقي فهو كذاب . انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (9/14) .وأنس بن سلم الخولاني ، وعبد الله بن محمد القرشي ، وسعيد بن عبد الله الأودي فيهم جهالة .
ورواه الخلعي في الفوائد كما في السلسلة الضعيفة للألباني (599) عن أبي الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري ثنا عتبة بن السكنِ عن أبي زكريا عن جابرِ بنِ سعيد الأزدي قال : دخلتُ على أبي أمامة الباهلي وهو في النزع ، فقال لي : يا أبا سعيد، إذا أنا متُ فاصنعوا بي كما أمر رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا فإنه قال : فذكره .
وعتبة بن السكن ، قال الدارقطني : «متروك الحديث». الميزان (3/28). وفي باقي الإسناد جهالة. وهنا راويه عن أبي أمامة جابر بن سعيد الأزدي ، وهذا من تخليط هؤلاء الضعفاء .
وحكم الشيخ الألباني على الحديث بأنه منكر ، إن لم يكن موضوعاً.
وذكر ابن حجر في التلخيص (2/136) شواهد للحديث موقوفة ، ولا تقوم الحجة بالموقوف .
…………………………………………………………………………………….
حديث : « اقْرَؤُوا يس على مَوتاكم».
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : « اقْرَؤُوا يس على مَوتاكم».
ضعيف.
رواه أحمد (2079) وأبو داود (3121) وابن ماجه (1448) وابن حبان في الصحيح (720- موارد) والبيهقي في السنن الكبرى (3/383) من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان - وليس بالنهدي- عن أبيه عن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره.
وإسناده ضعيف فيه ثلاث علل :
الأولى : جهالة أبي عثمان، وليس هو بأبي عثمان النهدي فذاك ثقة.
الثانية : جهالة أبيه .
الثالثة : الاضطراب، يروى عن أبي عثمان عن أبيه، وعن أبي عثمان عن معقل بن يسار.
وقال ابن حجر : «أعله ابن القطان بالاضطراب، وبالوقف، وبجهالة حال راويه أبي عثمان وأبيه، ويسمى بالنهدي. ونقل ابن العربي عن الدارقطني أنه حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، وقال : لا يصح في الباب حديث». التلخيص الحبير (2/244).
وقال النووي في الأذكار (131- 132) :
«إسناد ضعيف، فيه مجهولان لكن لم يضعفه أبو داود » !
قلت : سكت عنه أبو داود فكان ماذا ؟! فالحديث ضعيف .
وروى أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/188) من طريق مروان بن سالم عن صفوان بن عمرو عن شريح عن أبي الدرداء مرفوعاً : «ما من ميت يموت فيقرأ عنده يس إلا هوَّن الله عليه».
وهذا حديث موضوع ! مروان بن سالم كذاب يضع الحديث .
…………………………………………………………………………………..
حديث : « مَنْ أراد الدنيا فعليه بالعلم...».
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : « مَنْ أراد الدنيا فعليه بالعلم ، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ، ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم» .
لا أصل له .
لم أجده في شيء مِن كتب الحديث ، وسمعته كثيراً من أفواه جَهَلة الوُعَّاظ وأَدعياء الفقه عندنا في السودان ، ينسبونه بكل جرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم !
وقد نسبه النووي في « المجموع شرح المهذب» (1/20) إلى الإمام الشافعي من قوله دون آخره ، ولم يذكر له إسناداً إلى الشافعي ، ولا عزاه إلى كتاب من كتبه .
…………………………………………………………………………
حديث : « فَقِيهٌ واحِدٌ أَشَدُّ على الشَّيطانِ من أَلْفِ عابِدٍ» .
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : « فَقِيهٌ واحِدٌ أَشَدُّ على الشَّيطانِ من أَلْفِ عابِدٍ» .
ضعيف جداً .
روي من حديث ابن عباس ، وأبي هريرة ، وابن مسعود .
فأما حديث ابن عباس :
فرواه الترمذي (2822) وابن ماجه (222) والطبراني في «الكبير» (11099) وابن حبان في «المجروحين» (1/374) وابن عدي (3/145) وابن عبد البر في «بيان العلم» (1/26) والبيهقي في «شعب الإيمان» (1586) والخطيب في «الفقيه والمتفقِّه» (1/34) وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1/134) من طريق الوليد بن مسلم أخبرنا روح بن حبان عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب ، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه ، من حديث الوليد بن مسلم».
وقال البيهقي : « تفرد به روح بن جناح» .
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمتهم برفعه روح بن جناح. قال أبو حاتم بن حبان: روح يروي عن الثقات ما إذا سمعه من ليس بمتبحر في صناعة الحديث شهد له بالوضع، ومنه هذا الحديث».
ورواه العسكري كما في «المقاصد » (ص534) من حديث الوليد بن مسلم حدثنا راشد بن جناح بدل روح بن جناح ، وأظنه وهماً.
وأما حديث أبي هريرة :
فرواه الطبراني في «الأوسط» (6166) وأبو نعيم في «الحلية» (2/192- 193) والبيهقي في «شعب الإيمان» من طريق يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في دين ، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ، ولكل شيء عماد ، وعماد هذا الدين الفقه».
يزيد بن عياض كذَّبه مالك ، وقال البخاري وأبو حاتم : «منكر الحديث» الضعفاء الصغير (406) والجرح والتعديل (9/283).
قال الطبراني: «لم يروِ هذا الحديث عن صفوان بن سليم إلا يزيد بن عياض».
وقال أبو نعيم : «تفرّد به يزيد بن عياض عن صفوان».
ولكن روى الخطيب في «التاريخ» (2/402) من طريق خلف بن يحىى حدثنا إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء دعامة، ودعامة هذا الدين الفقه، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد».
ورواه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1/135) وقال: «هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه خلف بن يحىى قال أبو حاتم : لا يُشتغل بحديثه ، وأما إبراهيم بن محمد متروك».
وروى ابن عدي (1/377- 378) والخطيب في «الفقيه والمتفقه»(1/25)والبيهقي في «الشُّعَب» (1587) من طريق أبي الربيع السمان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لكل شيء دعامة ، ودعامة الإسلام الفقه في الدين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد».
وقال البيهقي: «تفرَّد به أبو الربيع عن أبي الزناد» .
أبو الربيع السمان هو أشعث بن سعيد ، قال ابن معين: «كان يكذب ». الميزان (1/263).
والحديث رواه ابن الجوزي في«العلل المتناهية» (1/135) ناقلاً فيه تضعيف أبي الربيع السمان.
وأما حديث ابن مسعود :
فقد قال السخاوي في «المقاصد» (ص535) : «وفي الديلمي، بلا سند ، عن ابن مسعود رفعه : « لَعَالِم واحد أشد على إبليس من عشرين عابداً».
قلت : بلا سند ! فهو كلا شيء .
حديث : « صَلُّوا خَلْفَ كلِّ بَـرٍّ وفاجر» .
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : « صَلُّوا خَلْفَ كلِّ بَـرٍّ وفاجر» .
ضعيف .
روي من حديث أبي هريرة، وابن عمر، وأبي الدرداء ، وعلي، وابن مسعود ، وواثلة بن الأسقع، وأبي أمامة ، ومعاذ بن جبل .
فأما حديث أبي هريرة :
فرواه الدارقطني (1750) من طريق العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «صلّوا خلف كلّ برّ وفاجر، وصلوا على كل برّ وفاجر، وجاهدوا مع كل برّ وفاجر».
وإسناده منقطع، قال الدارقطني: «مكحول لم يسمع من أبي هريرة».
ورواه أبو داود (594) والبيهقي (3/121) بنفس الإسناد بلفظ مختلف وهو: «الصلاة المكتوبة واجبة خلف كل مسلم ، برًّا كان أو فاجراً ، وإن عمل الكبائر».
وروى الدارقطني (1741) من طريق عبد الله بن محمد بن يحىى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «سيليكم بعدي ولاة، فيليكم البرُّ ببرِّه ، والفاجر بفجوره ، فاسمعوا وأطيعوا فيما وافق الحق، وصلّوا وراءهم، فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساءوا فلكم وعليهم».
وإسناده ضعيف جداً، عبد الله بن محمد بن يحيى قال أبو حاتم : «متروك الحديث». الجرح والتعديل (5/158). وقال ابن حبان : «يروي الموضوعات عن الأثبات ، ويأتي عن هشام بن عروة ما لم يحدث به هشام قط ، لا تحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه». كتاب المجروحين (1/503). وقال الدارقطني : «ضعيف الحديث» السنن (3/202) . واتهمه الذهبي بالوضع . الميزان (2/486).
وأما حديث ابن عمر:
فرواه الطبراني في الكبير (13622) من طريق محمد بن الفضل عن سالم الأفطس عن عطاء عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صلوا على من قال لا إله إلا الله، وصلوا وراء من قال لا إله إلا الله».
محمد بن الفضل بن عطية ، قال أحمد : «حديثه حديث أهل الكذب». الكامل (6/161) وقال يحىى بن معين : «كان كذاباً». الضعفاء الكبير (4/121) وكذبه يحيى بن الضريس وإسحاق بن سليمان والفلاس . الجرح والتعديل (8/57).
ورواه الدارقطني (1743) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1905) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن عطاء بن أبي رباح به.
عثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي المالكي، قال ابن معين : «يكذِب». الميزان (3/43) وقال البخاري : «تركوه». التاريخ الكبير (6/2270) وقال أبو حاتم : «متروك الحديث، ذاهب الحديث، كذاب». الجرح والتعديل (6/175).
و هو عند أبي نعيم من طريق حجاج بن نصير عن عثمان بن عبد الرحمن ، وحجاج بن نصير ، قال ابن معين : «ضعيف» وقال النسائي : «ليس بثقة ولا يكتب حديثه» وقال ابن المديني : «ذهب حديثه كان الناس لا يحدثون عنه » وقال أبو داود : «تركوا حديثه» وقال الدارقطني: «ضعيف» تهذيب التهذيب (2/208- 209).
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (10/320) من طريق نصر بن الحريش الصامت ثنا المشمعل بن ملحان عن سويد بن عمر عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عمر به.
نصر بن الحريش الصامت ضعَّفه الدارقطني . تاريخ بغداد (13/286) والمشمعل ، قال ابن معين : «صالح» . وضعفه الدارقطني . الميزان (4/118).
ورواه الدارقطني (1744) من طريق أبي الوليد المخزومي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به .
أبو الوليد المخزومي هو خالد بن إسماعيل، قال ابن عدي : «يضع الحديث على ثقات المسلمين». الكامل (3/41).
وتابعه وهب بن وهب عن عبيد الله بن عمر به . رواه الخطيب في تاريخ بغداد (6/403). وهب بن وهب يكنى بأبي البختري، قال أحمد : «كان كذاباً يضع الحديث، أكذب الناس». الجرح والتعديل (9/26) وقال ابن معين: «يضع الحديث». التاريخ (2/637) وكذبه أيضاً وكيع وإسحاق بن راهويه وأبوحاتم وأبو زرعة وابن حبان والدارقطني.
ورواه ابن عدي (5/177) والخطيب في تاريخ بغداد (11/283) من طريق عثمان بن عبد الله العثماني حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر به.
قال ابن عدي : «وهذا بهذا الإسناد باطل عن مالك».
عثمان بن عبد الله العثماني قال ابن عدي: «لعثمان غير ما ذكرت من الأحاديث أحاديث موضوعات». وقال الخطيب : «كان ضعيفاً».
وأما حديث أبي الدرداء:
فرواه الدارقطني (1742) حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق ثنا عباد بن الوليد أبو بدر ثنا الوليد بن الفضل أخبرني عبد الجبار بن الحجاج بن ميمون الخراساني عن مكرم بن حكيم الخثعمي عن سيف بن منير عن أبي الدرداء قال: أربع خصال سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم أحدثكم بهن، فالىوم أحدثكم بهن، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تكفِّروا واحداً من أهل قبلتي بذنب وإن عملوا الكبائر، وصلوا خلف كل إمام ، وجاهدوا - أو قال: قاتلوا - مع كل أمير، والرابعة لا تقولوا في أبي بكر الصديق ولا في عمر ولا في عثمان ولا في علي إلا خيراً، قولوا :‹ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم›».
قال الدارقطني: «ولا يثبت إسناده ، من بين عباد وأبي الدرداء ضعفاء».
ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير (3/90) من طريق إسحاق بن وهب العلاف قال حدثنا الوليد بن الفضل به مختصراً : «صلوا خلف كل إمام ، وقاتلوا مع كل أمير».
قال العقيلي : «إسناد مجهول غير محفوظ ، وليس في هذا المتن إسناد يثبت».
والوليد بن الفضل قال ابن حبان : «شيخ يروي عن عبد الله بن إدريس وأهل العراق المناكير التي لا يشك من تبحر في هذه الصناعة أنها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال إذا انفرد». كتاب المجروحين (2/428).
وأما حديث علي:
فرواه الدارقطني (1747) من طريق بقية ثنا أبو إسحاق القنسريني ثنا فرات بن سليمان عن محمد بن علوان عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مِن أصل الدين الصلاة خلف كل برّ وفاجر، والجهاد مع كل أمير، ولك أجر، والصلاة على كل من مات من أهل القبلة ».
بقية يروي عن المجهولين المناكير، وهذا منها، وفرات بن سليمان قال ابن حبان: «منكر الحديث جداً، يأتي بما لا يشك مَن الحديث صناعته أنه معمول». المجروحين (2/209). والحارث هو الأعور، كذاب!
وأما حديث ابن مسعود :
فرواه الدارقطني (1751) من طريق عمر بن صبح عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من السنة ، الصف خلف كل إمام ، لك صلاتك وعليه إثمه، والجهاد مع كل أمير، لك جهادك وعليه شرّه ، والصلاة على كل ميت من أهل التوحيد ، وإن كان قاتل نفسه».
قال الدارقطني : «عمر بن صبح متروك».
قلت : وقد كذّبه إسحاق بن راهويه والأزدي، وقال ابن حبان : «كان ممن يضع على الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب». المجروحين (2/88).
وأما حديث واثلة بن الأسقع:
فرواه الدارقطني (1748) من طريق الحارث بن نبهان ثنا عتبة بن الىقظان عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تكفروا أهل قبلتكم وإن عملوا الكبائر، وصلوا مع كل إمام، وجاهدوا مع كل أمير، وصلوا على كل ميت».
وقال الدارقطني: «أبو سعيد مجهول».
وعتبة بن يقظان قال النسائي: «غير ثقة» وقال ابن الجنيد: «لا يساوي شيئاً». تهذيب التهذيب (7/103- 104).
والحارث بن نبهان قال أحمد : «لم يكن يعرف الحديث ولا يحفظ، منكر الحديث» وقال ابن معين : «ليس بشيء» وقال البخاري : «منكر الحديث» وقال أبوحاتم : «متروك الحديث، ضعيف الحديث، منكر الحديث» وقال أبوزرعة: «ضعيف الحديث، في حديثه وهن» وقال ابن المديني: «كان ضعيفاً ضعيفاً» وقال النسائي: «متروك الحديث، ليس بثقة» وقال ابن حبان : «غلب عليه الوهم حتى فحش خطؤه وخرج عن حدِّ الاحتجاج به». تهذيب التهذيب (2/158- 159).
وأما حديث أبي أمامة :
فرواه الجرجاني في تاريخ جرجان (272) من طريق القرقساني عن عبد الله بن يزيد قال حدثني أبو الدرداء وأبو أمامة وواثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلّوا مع مَنْ صلى من أهل القبلة، وصلوا على من مات من أهل القبلة».
عبد الله بن يزيد بن آدم ، قال أحمد : «أحاديثه موضوعة» وقال الجوزجاني : «أحاديثه منكرة». الميزان (2/526).
وأما حديث معاذ بن جبل:
فرواه الطبراني في المعجم الكبير (20/173) من طريق إسماعيل بن عياش عن حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أطع كل أمير، وصلّ خلف كل إمام، ولا تسبّوا أحداً من أصحابي».
إسماعيل بن عياش ضعيف، وحميد بن مالك اللخمي ضعفه يحىى وأبوزرعة وغيرهما، وقال النسائي: «لا أعلم روى عنه غير إسماعيل بن عياش». الميزان (1/616).
ومكحول لم يسمع من معاذ فالإسناد منقطع. وذكره الهيثمي في المجمع (2/67) وقال: «رواه الطبراني في الكبير، ومكحول لم يسمع من معاذ».
الحديث طرقه كلها ضعيفة، وأكثرها شديدة الضعف، وقد تقدم قول العقيلي: «ليس في هذا المتن إسناد يثبت» وقال الدارقطني: «وليس فيها شيء يثبت».
وقال ابن الجوزي : «وسئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث: ( صلوا خلف كل إمام برّ وفاجر) فقال : ما سمعنا بهذا ». العلل المتناهية (1/425).
الحديث ضعيف، ولكن لا خلاف في صحة الصلاة خلف البر والفاجر، وقد جرى عمل الصحابة بذلك .
حدبث : « إنَّ في المالِ حَقاً سِوَى الزَّكاةِ ».
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حدبث : « إنَّ في المالِ حَقاً سِوَى الزَّكاةِ ».
ضعيف جداً.
رواه الترمذي (654) والبيهقي (4/84) من طريق شريك عن أبي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الزكاة فقال : «إن في هذا المال لحقاً سوى الزكاة». ثم تلا هذه الآية التي في البقرة :‹ ليس البرّ أن تولوا وجوهكم› الآية .
وقال الترمذي: «هذا حديث إسناده ليس بذاك . وأبو حمزة ميمون الأعور يُضَعَّف. وروى بيان وإسماعيل بن سالم عن الشعبي هذا الحديث قوله وهذا أصح».
وقال البيهقي: «هذا حديث يعرف بأبي حمزة ميمون الأعور كوفي ، وقد جرَّحه أحمد بن حنبل ويحىى بن معين فمن بعدهما من حفاظ الحديث، والذي يرويه أصحابنا في التعالىق: ليس في المال حق سوى الزكاة، فلست أحفظ فيه إسناداً والذي رويت في معناه ما قدمت ذكره».
وقد رواه ابن ماجه (1789) من نفس طريق شريك بعكسه : «ليس في المال حق سوى الزكاة» !!
وذلك من تخليط شريك أو أبي حمزة، فكلاهما ضعيف، والحديث مداره عليهما.
حديث : « حُبُّ الوَطَنِ من الإيمان » .
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : « حُبُّ الوَطَنِ من الإيمان » .
لا أصل له .
ذكره الصاغاني في « الأحاديث الموضوعة » (ص 105 رقم 81).
وقال السخاوي :
«لم أقف عليه، ومعناه صحيح في ثالث المجالسة للدينوري من طريق الأصمعي سمعت أعرابياً يقول: إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحنُّنه إلى أوطانه، وتشوُّقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما مضى من زمانه.
ومن طريق الأصمعي أيضاً قال: قالت الهند: ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوان: الإبل تحن إلى أوطانها وإن كان عهدها بها بعيداً، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدباً، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعاً.
ولمَّا اشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة محل مولده ومنشئه أنزل الله تعالى عليه قوله: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) إلى مكة.
وللخطابي في غريب الحديث من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن الزهري قال: قدم أُصَيِّل- بالتصغير- الغفاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب، فقالت له عائشة: كيف تركت مكة؟ قال اخضرَّت جنباتها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق إذخرها، وانتشر سلمها، الحديث، وفيه: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حسبك يا أصيل لا تحزني». وهو عند أبي موسى المديني من وجه آخر قال: قدم أصيل الهذلي، فذكر نحوه باختصار، وفيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ويها يا أصيل تدع القلوب تقر». المقاصد الحسنة (ص297-298).
قلت : حب الوطن فطرة في الإنسان ، بل والحيوان ، وليس من متعلقات الإيمان .
حديث : «يا حارِثة ، كيف أصبحتَ؟
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : «يا حارِثة ، كيف أصبحتَ؟ قال : أصبحتُ مؤمناً حقّـاً» .
ضعيف .
رواه الطبراني في المعجم الكبير (3367) والبيهقي في شعب الإيمان (10591) من طريق ابن لهبعة عن خالد بن يزيد السكسكي عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن أبي الجهم عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مرَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : « كيف أصبحت يا حارث؟» قال : أصبحت مؤمناً حقاً ، فقال : « انظر ما تقول ، فإن لكل شيء حقيقة ، فما حقيقة إيمانك؟» فقال : عزفت نفسي عن الدنيا، وأسهرت لذلك ليلي ، وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها ، فقال : « يا حارث عرفت فالزم». ثلاثاً.
ابن لهيعة هو عبد الله بن لهيعة المصري ضعيف ، ومحمد بن أبي الجهم مجهول ، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/224) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ورواه البزار (1/26 كشف الأستار) والبيهقي في شعب الإيمان (10590) والعقيلي في الضعفاء الكبير (4/455) من طريق يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عن أنس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فاستقبله شاب من الأنصار ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « كيف أًصبحت يا حارثة ؟» .. إلى آخر الحديث.
وفيه زيادة : «مؤمن نوَّر الله قلبه».
وقال البزار : « تفرد به يوسف وهو لين الحديث».
وقال البيهقي : « هذا منكر وقد خبط فيه يوسف فقال مرة : الحارث ، وقال مرة : حارثة».
قلت : يوسف بن عطية الصفار قال ابن معين : « ليس بشيء ». الجرح والتعديل (9/226) وقال البخاري : «منكر الحديث». التاريخ الكبير (8/3424) وقال أبو حاتم : «منكر الحديث». الجرح والتعديل (9/227) وقال أبو زرعة : « ضعيف الحديث». الجرح والتعديل (9/227) وقال يعقوب بن سفيان : «ضعيف». المعرفة (3/60) وقال النسائي : «متروك». الضعفاء (646) وقال الدارقطني : «متروك». سؤالات البرقاني (569) وقال ابن حجر: « متروك ». التقريب . وقال الذهبي : «مجمع على ضعفه». واتهمه بالوضع . الميزان (4/468- 470) .
وقال العقيلي : « ليس لهذا الحديث إسناد يثبت».
حديث الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة
الشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : « الخَيْرُ فِيَّ وفي أُمَّتِي إلى يَوْمِ القِيامةِ» .
لا أصل له .
قال السخاوي : « قال شيخنا - يعني ابن حجر - : لا أعرفه ، ولكن معناه صحيح ، يعني في حديث : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة». المقاصد الحسنة (ص337) .
لشيخ أحمد ياسين الفرقداني
حديث : « الدِّينُ المُعَامَلة» .
لا أصل له .
وليس هوفي شيء من كتب الحديث .
ويقصدون بالمعاملة حسن الأخلاق وطيب المعشر ونحو ذلك . ولم أجد هذا المعنى للمعاملة في معاجم اللغة العربية ووجدت معنى المعاملة هو : السوم بالعمل أي: التكليف بعمل معيَّن بأجر معيَّن . انظر « ترتيب القاموس المحيط» (3/314) . فهذا التوسع في معني كلمة المعاملة لم يكن معروفاً عند العرب مما يؤكد أن قولهم : الدين المعاملة ، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
هذه الأحاديث نشرها أحد الإخوة هنا تباعا فارتأيت جمعها في ملف واحد واعادة نشرها لتعم الفائدة ففي الصحيح والحسن غنية وكفاية
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك