شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف احمد عيسى المعصراوى منزوع الترجمه عربي فقط غير مترجم بدون ترجمه 114 سورة رواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارىء المصريه 114 سورة قراءة عاصم رواية حفص المصحف المرتل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف احمد عيسى المعصراوى 114 سوره بقراءة عاصم برواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف أحمد عيسى المعصراوي 114 سورة بجودة عالية (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم أجزاء مسرع الحدر الى نصف الوقت (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم أجزاء مرقق الصوت (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مرقق الصوت معلم تكرار 3 مرات (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: حسن سعيد السكندري المصحف المرتل مقسم اجزاء mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

 
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية

  #1  
قديم 06-12-2015, 02:12 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي بشر هذه الأمة بالرفعة والنصر وَلاَ يكونُ النَّصرُ بأيدي المبتدِعَة الخَوارِج المَارِقِين!

بَشِّرْ هذهِ الأُمَّة بالرِّفعَةِ والنَّصْر/ وَلاَ يكونُ النَّصرُ بأيدي المبتدِعَة الخَوارِج المَارِقِين!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد
فأنقل لكم كلام نفيس ،وهو منقول من خطبة أُلقِيت يوم الجمعة 4 ذو القعدة 1435هـ- 29 أغسطس 2014م ، جزى الله خيرا قائلها ومقيدها ونفعنا الله وإياكم بها .

عن أُبَيّ بن كعبٍ (رضي الله عنه) قال: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم): «بَشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ والدِّينِ والرِّفْعَةِ والنَّصْرِ والتَّمْكِينِ فِي الأَرضِ، فمَن عملَ منهُم عَمَلَ الآخرةِ للدُّنيا لم يَكُن لَهُ فِي الآخرةِ مِن نَصيبٍ».
وفي روايةٍ: «بَشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بالتَّيسِيرِ والسَّنَاءِ والرِّفعَةِ بالدِّينِ والتَّمكِينِ في البِلادِ والنَّصرِ، فمَن عملَ منهُم بعملِ الآخرةِ للدُّنيا فلَيسَ لهُ في الآخرةِ مِن نَصِيبٍ»[1]. وفي روايةٍ: «جاء جبريلُ النَّبيَّ (صلى الله عليه وسلم) فقالَ: «بَشِّرْ هذهِ الأُمَّة...» » الحديث[2].
عباد الله! إنّ هذه الأُمّة شرّفها الله تعالى وكرّمها، ومِن كرامتِها على ربِّها، تَنَزُّلُ جبريلَ (عليه السلام) بهذه البشارة -والبِشارَةُ هي الخبَرُ الذي يُفِيدُ السُّرُورَ-، فهيَ بِشَارَةٌ تُدخِلُ السّرورَ على هذه الأُمّة، حينَ يَأتيها الوَعدُ مِن ربِّها بأنّ العاقبةَ الحسنةَ تكونُ لها. وهيَ بشارةٌ يُبشِّرُ بها رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) أُمَّتَهُ، يَزِيدُها تَثبِيتًا ويدلُّهَا على مَكمَنِ شَرَفِها ومَوضعِ عِزِّهَا.

قالَ (صلى الله عليه وسلم): «بَشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ»، وهو: ارتفاعُ المنزلةِ والقَدر.
«والدِّينِ»، أي: التّمكّن فيهِ، بشَّرَهُم بأنَّهُم يَثبُتُون عليهِ وأنّهُ لا يَزيدهُ اللهُ إلاّ قُوّةً.
«والرِّفْعَةِ»، أي: العُلوّ في الدنيا والآخرة. وفي الرِّواية الأخرى: «والرِّفعَةِ بالدِّينِ»، فهذا الدِّينُ لا يَزيدُ هذه الأُمّة إلاّ ارتفاعًا وعُلوَّ منزلةٍ. وفي الرّواية الأخرى: «بشّر هذه الأمة بالتَّيْسِير»، والتَّيسير واليُسر ضدُّ العُسر، وهو الضِّيقُ والشدّةُ والصّعوبةُ، هكذا ستجتازُ هذه الأمّة كلّ هذه المراحِل، وينقلبُ العُسرُ إلى تيسيرٍ، فيُسهّلُ اللهُ لهذه الأمّة أمرَها ويُوسِّع عليها ما ضاقَ أوَّلاً، فيأتي الأمنُ بعد الخَوف وتأتي السَّعَةُ والغِنَى بعد الشّدّةِ والجُوع، وتأتي القُوَّةُ والمَهَابَةُ بعدَ الضَّعفِ والذٍّلَّة . قال تعالى : {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا }[الطلاق: 7]، وقال سبحانه : {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } [الشرح: 5-6].
«والنَّصْرِ» على الأعداء.
«والتَّمْكِينِ فِي الأَرضِ»، أي: أنّهُ يُظهِرهُ على الدِّينِ كلِّه كما وقعَ ذلكَ. يَعلُو ويَظهَرُ على جميعِ الأديان، قال تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص:5-6].

ثمَّ قالَ (صلى الله عليه وسلم): «فمَن عملَ منهُم بعملِ الآخرةِ للدُّنيا فلَيسَ لهُ في الآخرةِ مِن نَصِيبٍ». «فمَن عملَ منهُم بعملِ الآخرةِ للدُّنيا»، أي: قصدَ بعمله الأخرويّ استجلابَ الدنيا وجعلهُ وسيلةً إلى تحصيلِها. «لم يكن لهُ في الآخرةِ مِن نصيبٍ»؛ لأنه لم يعمَل لهَا.
عن أبي فراسٍ الأسلمي (رضي الله عنه) قال: «نادَى رجلٌ فقال: يا رسولَ الله ما الإِيمان؟ قالَ: الإٍخلاص»[3].
وقد كانَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يقوم يخطب في الناس ويقول: «يا أيُّها النَّاسُ! اتَّقُوا هذا الشِّركَ...» [4]، ويقول: «يا أيُّها النَّاسُ! أَخلِصُوا أَعمالَكُم للهِ عزَّ وجلَّ...» [5]. والنبيُّ (صلى الله عليه وسلم) وهو يُبَشِّرُ أُمَّتَهُ بهذه البُشرَى يقول في آخرها: «فمَن عملَ منهُم بعملِ الآخرةِ للدُّنيا فلَيسَ لهُ في الآخرةِ مِن نَصِيبٍ»، يريدُ أن يقول: إنَّما هذه البُشرى لأَهل الإيمانِ... لأهلِ الإِخلاص... للَّذينَ هُم بربِّهم لا يُشرِكُون... الَّذين يَعملونَ العملَ للهِ خالصًا... يَعملونَ عملَ الآخرةِ للآخرةِ.
وعليهِ، فلا نصرَ ولا عُلوّ ولا رِفعة ولا غَلبة ولا تَمكين، إذا لم يكن ثمَّتَ إخلاصٌ، إذا لم يكن تديُّنٌ على أساسِ الإخلاصِ. تديُّنٌ بلا إخلاصٍ هو شرٌّ وفسادٌ، واللهُ لا يحبُّ الفساد، وإنَّهُ لا يُصلحُ عملَ المفسدينَ.

الخطبة الثانية:
عباد الله! ظهر في هذه الأُمّة أقوامٌ يَزعمون أنّهُم يَعملُون لرِفعةِ الإِسلام ولعِزّةِ الدِّينِ والتَّمكينِ لهُ في الأرض، وهُم أهلُ فسادٍ وإفسادٍ، وإنّهُ لا يُرجى للأُمّةِ على أيديهم مِن خيرٍ، بل هُم بَلاءٌ على هذه الأُمّة ونكتةٌ سوداءُ في صفحات تاريخ الأُمّة البيضاء، وإنّنا نَذكرُ لكُم مِن أوصافهم العامَّة وعلاماتهم الكُبرَى وخصائصهم الظّاهرة والباطنة خمسةً، فكونُوا مِنها على ذكرٍ، واعرفُوهم! كي تَحذرُوهم وتزدادُوا يقينًا بانحرافِهم:

المعلمُ الأول: هُم قومٌ قد ضلُّوا في دينِهِم، «يتأوَّلُونَ القُرآنَ على ما يَهْوَونَ»، وهؤلاء هُم الخَوارِجُ الحَرُوريَّة، خرجُوا في أول الأمرِ على خِيرَةِ الصحابةِ مِن قريةٍ يقالُ لها «حروراء» قُربَ «الكُوفَة»، واستَحلُّوا السَّيفَ على المسلمينَ، قالَ (صلى الله عليه وسلم): «يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، وقالَ: «يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ». «يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ»، أي: يتعَدَّونَهُ، «كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، أي: يخرجُونَ مِن الدِّينِ بغتةً (فجأَةً) كخروجِ السهمِ إذا رماهُ، من شِدَّةِ سُرعةِ خُروجِهِ، فيدخل في (الفريسَة) في (الصَّيد) ويخرُج منهُ.
وقد أمرَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) بقَتلِهم وقتالهم، وقالَ يومًا لأصحابه: «إِنَّ مِنكُم مَن يُقاتِلُ على تَأوِيلِ هذا القُرآن كمَا قَاتَلتُ على تَنزيلِهِ»[6]، وقالَ: هُو عليُّ بن أبي طالب (رضي الله عنهُ)، وكذلك وقعَ، قاتلهم عليٌّ في زمانِ خلافتِهِ. قاتل النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) كُفّار مكّة على تَنزِيلِ القرآن، أي: على أنه مُنزلٌ مِن عندِ اللهِ، وقاتلَ عليٌّ الخوارِجَ على تأويلِ القرآن، أي: على فَهمه، فإنّهم تأوَّلُوه على غيرِ تأويلِه، وفهموهُ على غير فهمِه الصحيح، فهِموهُ على مُقتَضَى الأَهوَاء، قالَ (صلى الله عليه وسلم): «تَتَجَارَى بهِمُ الأَهواءُ كما يَتَجَارَى الكَلَبُ بصَاحِبِهِ»[7].

المعلمُ الثاني: هُم قَومٌ يُعجَبُونَ بأعمالِهم، وهُم الَّذِين عَنَاهُم النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) بقوله: «يَظهَرُ الإِسلامُ حتَّى تَختلِفَ التُّجَّارُ في البَحر، وحتَّى تَخُوضَ الخَيلُ في سبيلِ اللهِ، ثُمَّ يَظهرُ قومٌ يَقرؤُونَ القُرآنَ يَقولُونَ: مَن أَقرأُ مِنَّا؟ مَن أَعلَمُ مِنَّا؟ مَن أَفقَهُ مِنَّا؟ ثمّ قالَ لأصحابهِ: هَل في أُولئكَ مِن خيرٍ؟ وقالوا: اللهُ ورسولهُ أعلمُ. قالَ: أُولئكَ مِنكُم، مِن هذهِ الأُمَّة، وأُولئكَ هُم وَقُودُ النَّارِ»[8].
وقالَ (صلى الله عليه وسلم): «ليَظهرَنَّ الإِيمانُ حتىَّ يُرَدَّ الكُفرُ إلى مَواطنِهِ، ولتُخَاضَنَّ البِحارُ بالإِسلامِ، وليَأتِينَّ على النّاسِ زمانٌ يَتعلَّمُون فيهِ القُرآن، يَتعلَّمُونهُ ويَقرؤُونَه، ثمّ يقولون: قَد قَرأنَا وعَلِمنا، فمَن ذَا الّذي هُو خيرٌ مِنَّا؟ فهَل في أُولئكَ مِن خيرٍ؟ قالوا: يا رسول الله مَن أُولئِك؟ قالَ: أُولئِكَ مِنكُم، وأُولئِكَ هُم وَقُودُ النَّارِ»[9]. هكذا يُباهُونَ بالقرآن ويفخرونَ بهِ على مَن دُونهم من النَّاسِ. ولا خيرَ فيهِم كما قالَ (صلى الله عليه وسلم). أمّا المؤمنُ فإنه يقرأُ القرآنَ للهِ مُخلِصًا، لا يُباهي به ولا يفخرُ بهِ.

المعلمُ الثّالث: هُم قومٌ لا يُخلِصونَ في أعمالهِم، لقد ذكرَ النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) عنهم أنهم أهلُ اجتهادٍ في العبادة، فقالَ: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُمْ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ». فقولهُ: «يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ»، أي: لا يرتفعُ إلى اللهِ ولا يُؤجرونَ عليهِ، لعدمِ خلوصِ النِّيَّةِ بقراءةِ ذلك. ولذلكَ جاءَ وصفُهُم في غيرِ ما حديثٍ بالنِّفاق، قالَ (صلى الله عليه وسلم): «أكثرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي: قُرَّاؤُهَا»[10].

المعلم الرابعُ: هُم أهلُ سفاهَةٍ وخِفَّة عقلٍ، كما قالَ (صلى الله عليه وسلم): «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ». قولهُ: «حدثاء الأسنان»، أي: صغارُ في العُمر، أي: شبابٌ، «وسُفهاء الأحلام»، «أي: ضُعفاءُ العقول»، «وكان أوّل كلمةٍ خَرجُوا بها قَولُهم: لاَ حُكمَ إلاَّ للهِ، وانتزَعُوها مِن القُرآن، وحَملُوها على غيرِ مَحملِها»[11]، فالعُقُولُ «ضَعُفَت حتَّى حَسَّنَ لهُم الشَّيطانُ تَخطِئةَ أميرِ المؤمنين عليٍّ (رضي الله عنه)، وأَكبَرُ مِحَنِ الجاهِلِ اعتِقادُهُ أنَّهُ أَعرَفُ مِن العَالِمِ»[12].
المعلمُ الخامِس: يَعمَلُونَ بالجَورِ والظلمِ و العُدوان، قالَ (صلى الله عليه وسلم) عنهم: «... يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ ...»، والمعنى: يقولونَ: «القَولَ الحسنَ في الظَّاهِرِ وباطنُهُ على خلافِ ذلك، كقولهم: لا حُكمَ إلا للهِ في جوابِ عليٍّ (رضي الله عنهُ)». جاءَ في بعضِ الروايات: «يخرجُ قَومٌ يَتكلَّمُونَ كلمةَ الحقِّ لاَ تُجاوِزُ حُلوقَهُم»، وفي روايةٍ: «يُحسِنُونَ القَولَ ويُسِيئُونَ الفِعلَ»[13].
وهُم الذين عناهُم النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) بقولِهِ: «إنَّمَا أَخافُ على هذهِ الأُمَّة كُلَّ مُنافقٍ يَتكلَّمُ بالحِكمةِ ويَعمَلُ بالجَوْرِ»[14]، وعن عمر(رضي الله عنه) قال: «إِنَّ أَخوفَ ما أَخافُ عَلَيكُم المنافقُ العَلِيمُ. قالوا: وكَيفَ يكونُ المنافقُ عَليمًا؟ قال: يَتكلَّمُ بالحِكمةِ ويَعمَلُ بالجَورِ -أو قال بالمُنكَرِ-»[15]، فهم يقولون مِن قولِ خيرِ البَرِيَّة وينزِعُون كلامَهم مِن القرآن، لكنّهم يَحملونهُ على غير محملِهِ، عمدُوا إلى آياتٍ نزلت في الكُفّار فحملُوها على المؤمنين، ومِن عَملِهِم بالظُّلم، ما صحَّ عن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) مِن حديثِ حذيفةَ (رضي الله عنهُ): «إِنَّ أَخوفَ ما أَخافُ عليكُم رجلٌ قرأَ القُرآنَ، حتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهجتُهُ عليهِ، وكانَ رِدْءً للإِسلام؛ انسلَخَ مِنهُ ونَبذَهُ وراءَ ظَهرِهِ، وسَعَى على جَارِهِ بالسَّيفِ، ورَمَاهُ بالشِّركِ. قلتُ: يا نبيَّ اللهِ! أيُّهُما أَولَى بالشِّركِ، الرَّامِي أو المَرمِي؟ قال: بلِ الرَّامِي»[16]، وقالَ (صلى الله عليه وسلم): «يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ».
هؤلاء الخوارج الذينَ فيهم قرأَ عليٌّ (رضي الله عنه):{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103-104].
وهؤلاء الخوارجُ لا يزالون يخرجون المرة بعد المرّة، قالَ (صلى الله عليه وسلم): «يَنشأُ نَشءٌ يَقرؤُونَ القُرآنَ لا يُجاوِزُ تَرَاقِيهِم، كُلَّمَا خرجَ قَرْنٌ قُطِعَ، حتَّى يَخرُجَ في أَعرَاضِهِم الدَّجَّالُ»[17]. سيستمرُّ خروجهم، كلَّما قطعَ اللهُ فرقةً منهُم خرجت أُخرَى، حتَّى تكون آخر فرقةٍ منهُم، فيخرُجُ من خلالهم الدجَّالُ.
ألا فلتعلمُوا! أنَّنا نَذكرُ لكُم هذه الأحاديث عن هذه الفِرقَة الخارجَة ليسَ تيئيسًا ولا تقنيطًا، وإنَّما لنقولَ لكم: إن هذه الفِرقة لا تَعدُو أن تكون واحدًا ومَظهرًا مِن مظاهر البلاء الّذي يُصيبُ آخِرَ هذه الأُمّة، فعلينا أن نتلقّاه بالصّبذر والتّمسّك بالدّين الحقّ الّذي كان عليهِ الصّحابةُ، الدّين الخالي من الأهواء الّتي تَجَارَت بهؤلاء وأولئك، أمّا أمرُ هؤلاء الخارجَة فلا نُلقي لهُ بالةً فهُو إلى انقطاعٍ وزوالٍ، فلا يكون على أيديهم -وهُم يتكلّمون بخيرِ الكلام وأحسنِه- لا نَصرٌ ولا تمكينٌ، بل كانُوا دائمًا نكبةً على الأمة ونقطةً سوداء في صحيفة الأمة البيضاء، وسيقطعُ الله أواخرهم كما قطعَ أوائلهُم. وليكن لكم فيهم عبرةٌ. فأصلحوا ظواهركم وبواطنكم! وأخلصوا لله في أعمالكم! وإيَّاكُم والعُجْب والفَخر بأعمالِ الآخرة! وخُذُوا العِلمَ عن أكابرِكُم مِن الصّحابة والتّابعين وأتباع التّابعين ومَن أَخذَ في طريقِ هؤلاءِ! ثُمَّ أَبشِرُوا! «بالتَّيسِيرِ وَالسَّنَاءِ والدِّينِ والرِّفْعَةِ والنَّصْرِ والتَّمْكِينِ فِي الأَرضِ، فمَن عملَ مِنكُم عَمَلَ الآخرةِ للدُّنيا لم يَكُن لَهُ فِي الآخرةِ مِن نَصيبٍ». انتهى
ثبتنا الله وإياكم على العقيدة الصحيحة والسنة الثابتة وأبعدنا الله من أهل البدع ومن شرورهم .

وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

___________________________________

[1] - «صحيح الترغيب» (23)و(1332).

[2] - «الزُّهد» لابن الأعرابي(130).

[3] - «صحيح الترغيب» (3).

[4] - «صحيح الترغيب والترهيب» (36).

[5] - «صحيح الترغيب والترهيب» (7).

[6] - «الصحيحة»(2487).

[7] - «صحيح الترهيب» (51).

[8] - «صحيح الترهيب» (135).

[9] - «صحيح الترهيب» (137).

[10] - «صحيح الجامع» (1203).

[11] - «فتح الباري» لابن حجر.

[12] - «شرح مشكل الصحيحين» لابن الجوزي (1/385).

[13] - «فتح الباري» لابن حجر.

[14] - «الصحيحة» تحت الحديث رقم: (3201).

[15] - «فتح الباري» لابن رجب(1/178).

[16] - «الصحيحة»(3201).

[17] - «الصحيحة» (2455).

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 05:51 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات