شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ شديد منصور - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ صابر احمد صابر - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ صديق المنشاوي - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ صلاح الجمل - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ صلاح المسلمي - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ صلاح يوسف - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ صلاح سليمان - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ طلعت الدمرداش - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ طلعت شعبان خفاجى - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصعب المبارك مصحف 1444 عام 2023 كامل 114 سورة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 08-13-2014, 11:40 PM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي الاستنصار والنصرة بالدعاء




الاستنصار والنصرة بالدعاء



الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل



الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين؛ سميع قريب مجيب نصير؛ يجيب المضطر إذا دعاه، ويجير من استجار به، ويكفي من توكل عليه، لا يسأله عبد فيخيب، ولا يلجأ إليه مظلوم فيضيع، ولا يستنصره ذو حق فيهزم، ﴿ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 7] نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه؛ فهو الرب المعبود، وما سواه عبد مربوب ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 62] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يجعل بينه وبين عباده وسائط يتوصلون بها إليه، وإنما الوسيلة إليه الإيمان والعمل الصالح، ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، ومصطفاه من عباده، فاصطفاه إماما للمرسلين، وخاتما للنبيين، صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأنيبوا إليه واستغفروه، وافتقروا إليه واسألوه؛ فإنكم لا تنفكون عن الحاجة إليه في كل لحظة من حياتكم وبعد مماتكم، احتجتم إليه سبحانه في وجودكم فأوجدكم من العدم، واحتجتم إليه في حياتكم فرزقكم وأمنكم وهداكم لما يصلح لكم دنياكم وآخرتكم، وتحتاجون إليه في قبوركم، وتحتاجون إليه يوم بعثكم ونشوركم، فلا غنى لكم عنه البتة ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].

أيها الناس:
من توفيق الله تعالى لعباده المؤمنين لجوءهم إليه سبحانه في الملمات، والتضرع له في الشدائد، والانطراح على بابه في المصائب، وطلب النصر والأمن منه سبحانه دون سواه؛ فالأمن والخوف محلهما القلب، والقلوب بيده سبحانه يقلبها كيف يشاء، وهو سبحانه مالك الملك، ومدبر الأمر، وكاتب النصر، ومسخر الجند ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31] فمن كتب له النصر فلن يهزم مهما بدا ضعيفا، ومن خذله فلن ينصر وإن بدا قويا ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160].

وهذه حقائق مسلمة عند المؤمنين لا يتطرق إليها الشك أبدا، ولكنهم يغفلون عن الدعاء لإخوانهم إن أصابهم الضر، ويقصرون فيه تقصيرا كبيرا؛ استبطاء للنصر، أو مللا من الدعاء، أو انشغالا بهموم الدنيا عن مصاب غيرهم. وهذا ملاحظ في النوازل التي نزلت بالمسلمين فطال أمدها.

إن الاستنصار بالدعاء، ونصرة المستضعفين به هو أعظم سلاح يملكه المؤمنون لو عملوا به، واستمروا عليه، ولم يستبطئوا الإجابة.

ولقد كان الدعاء سلاح المرسلين وأتباعهم من الصالحين في مواجهة الجبابرة الظالمين، ولكنه دعاء الموقنين بالإجابة، ودعاء من لا يستبطئونها، ودعاء من لا يملون من الدعاء ولا يتوقفون عنه، بل يلحون ويلحون حتى يتنزل نصر الله تعالى، ودعاء من أخذوا بأسباب الإجابة، وجانبوا موانعها.

وأمر الدعاء عظيم، وشأنه عند الله تعالى كبير؛ فهو العبادة، وهو لبها ومخها، وهو الذي يمنع المقدور، ويرفع المكروه.

بدعاء نوح عليه السلام أغرق الله سبحانه الأرض كلها، ولم ينج من الغرق إلا نوح ومن معه في السفينة ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 9 - 15].

إي وربي إنها لآية أن يغرق الله تعالى الأرض ومن عليها بدعوة رجل واحد، وهذه صورة من أعظم صور الاستنصار بالله تعالى، ومن أعظم صور إجابته سبحانه لمن استنصر به فيغرق الأرض ومن عليها بدعوته.

واستنصر الكليم عليه السلام ربه على فرعون وجنده فدعا قائلا ﴿ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 88] فكان جواب الله تعالى له ﴿ قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 89] وأجرى الله تعالى على يد موسى معجزة من أعظم المعجزات؛ إذ شق له طريقا في البحر يبسا بضربة عصى، فلما جاز موسى ومن معه، وتوسط البحر فرعون وجنده أطبقه الله تعالى عليهم فأغرقهم ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 63 - 67]. والله إنها لآية وأي آية!! بدعوة موسى يُشق طريق في البحر في لحظات؛ لينصره الله تعالى والمؤمنين معه، ويهلك فرعون وجنده.

وفي معركة أخرى من معارك بني إسرائيل استنصر المؤمنون بالله تعالى فنصرهم، وحكيت قصة ذلك في القرآن ليأخذ قارئه العبرة منها ﴿ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 250، 251].

والاستنصار بالدعاء، ونصرة المستضعفين به سنة النبيين والمؤمنين، وكانت سنة الله تعالى فيهم إجابة دعائهم، ونصرهم على أعدائهم، وذكر الله تعالى ذلك عن الأمم السابقة ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146، 147] وكانت نتيجة استنصارهم بالله تعالى ودعائه وحده لا شريك له ﴿ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ ﴾ [آل عمران: 148] وثواب الدنيا هو النصر على الأعداء.

وسار نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - على درب إخوانه المرسلين في الاستنصار بالله تعالى على الأعداء، فوقف في بدر وهي أول معاركه وأكبرها يدعو الله تعالى ويستنصره، ويلح في دعائه، ووصف ذلكم المشهد المؤثر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قائلا: فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: "اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ" فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9] فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلَائِكَةِ. رواه مسلم. وقنوته - صلى الله عليه وسلم - في النوازل هو نصرة بالدعاء للمستضعفين من المؤمنين.

وسار الصحابة والقادة من بعدهم على هذا المنهج النبوي في الاستنصار بالدعاء، ونصرة المجاهدين والمستضعفين به، وفي فتح فارس قال النعمان بن مقرن - رضي الله عنه -: شَهِدْتُ القِتَالَ مَعَ رَسُولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ "إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، انْتَظَرَ حَتَّى تَهُبَّ الأَرْوَاحُ، وَتَحْضُرَ الصَّلَوَاتُ" رواه البخاري، وفي رواية لغير البخاري: فقال النعمان: اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام، وذل الكفر، والشهادة لي، فوقع ما دعا به - رضي الله عنه -؛ إذ انتصر المسلمون على الفرس، واستشهد النعمان.

ومن أشهر قادة المسلمين صلاح الدين رحمه الله تعالى، وقد لازمه القاضي ابن شداد في معاركه فحكى عنه أنه كان يتحرى في معاركه أوقات دعاء المسلمين فقال: وكان أبداً يقصد بوقعاته الجمع سيّما أوقات صلاة الجمعة تبرّكاً بدعاء الخطباء على المنابر، فربّما كانت أقرب إلى الإجابة.

وحكى عنه ذات مرة أنه لم ينم الليل من هم معركة كبرى، فأشار عليه ابن شداد بالإخلاد إلى الله تعالى ودعائه واستنصاره، وتقديم صدقة بين يدي ذلك، يقول: ففعل ذلك كله، وصليت إلى جانبه على العادة، وصلى الركعتين بين الآذان والإقامة، ورأيته ساجداً ودموعه تتقاطر على شيبته، ثم على سجادته، ولا أسمع ما يقول، فلم ينقض ذلك اليوم حتى وصلت رقعة... فيها أن الفرنج مختبطون...

وفعل مثل ذلك الفقيه أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الحنفي مع السُّلْطَانِ أَلْبَ أَرْسَلَانَ فَأَشَارَ عَلَيْهِ في إحدى معاركه الكبرى بأَنْ يَكُونَ وَقْتُ الْوَقْعَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الزَّوَالِ، حِينَ يَكُونُ الْخُطَبَاءُ يَدْعُونَ لِلْمُجَاهِدِينَ، فَلَمَّا تَوَاجَهَ الْفِئَتَانِ نَزَلَ السُّلْطَانُ عَنْ فَرَسِهِ، وَسَجَدَ لله عَزَّ وَجَلَّ وَمَرَّغَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ وَدَعَا اللَّهَ وَاسْتَنْصَرَهُ، فَأَنْزَلَ نَصْرَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَمَنَحَهُمْ أَكْتَافَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً، وَأُسِرَ مَلِكُهُمْ أَرْمَانُوسُ...

تلك بعض أخبار المستنصرين بالله تعالى في معاركهم، المستجيرين به من أعدائهم، اللاجئين إليه في كربهم، فلم يخلف الله تعالى ظنهم به، ولم يخذلهم أو يكلهم إلى أنفسهم، بل نصرهم وأعزهم بفضل استنصارهم به ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78].

بارك الله لي ولكم في القرآن..

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستنصروا به على أعدائكم، وسلوه النصر لإخوانكم، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46-45].

أيها المسلمون:
لقد كان النبيون وأتباعهم يعرفون أثر الدعاء في سير المعارك، ويلجئون إليه استنصارا بالله تعالى أو نصرة لإخوانهم، وكانوا يقدمون في الرغبة دعاء رجل صالح لهم بالنصر على تزويدهم برجال أشداء شجعان مقاتلين، قَالَ الأَصْمَعِيُّ رحمه الله تعالى: لَمَّا صَافَّ قُتَيْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ لِلتُّركِ، وَهَالَهُ أَمرُهم، سَألَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ؟ فَقِيْلَ: هُوَ ذَاكَ فِي المَيْمَنَةِ، جَامحٌ عَلَى قَوسِهِ، يُبصبصُ بِأُصْبُعِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، قَالَ: تِلْكَ الأُصْبُعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ شَهِيْرٍ، وَشَابٍّ طرِيْرٍ.

ونبينا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إِنَّمَا يَنْصُرُ الله هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا، بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ" رواه النسائي.

وأمة الإسلام في هذا الزمن قد أحاطت بها الأخطار، وتكالب عليها الأعداء، ونزلت بها النوازل العظام، وقد غفل كثير من المسلمين عن الدعاء في دفع الأخطار، ورفع النوازل، مع أن الاستنصار بالدعاء، ونصرة المستضعفين به هو سنة المرسلين التي تتابعوا عليها، وهو أوسع أبواب النصر والأمن والحفظ والتمكين..

ما أحوجنا - عباد الله - إلى الاستنصار بالدعاء في دفع خطر الأمة المجوسية الصفوية عن المسلمين! وفي رفع كَلَب الصهاينة والصليبيين! وما أحوجنا إلى الاستنصار بالدعاء في إدامة الأمن والاستقرار، وصلاح أحوال البلاد والعباد..

وما أحوجنا إلى نصرة إخواننا المستضعفين في بورما وسوريا بالدعاء لهم، ونحن نراهم يقتلون ويعذبون ويشردون..

وما أحوجنا إلى نصرة إخواننا الأسرى المعذبين في سجون النصيريين والصفويين، يتشفون في أهل السنة، وينتقمون منهم؛ لإطفاء أحقادهم حين أطفأ الصحابة نار مجوسيتهم.

وما أحوجنا إلى نصرة إخواننا المستضعفين في كل مكان بالدعاء، والإلحاح على الله تعالى، وعدم الكلل والسأم مهما طالت النوازل، وعظمت الفواجع؛ فإن الله تعالى قد ابتلانا بنصرة إخواننا كما بلاهم بنوازلهم، فلا تتركوا الدعاء؛ نصرة لهم؛ فإنه يستجاب لكم ما لم تعجلوا.. ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]

وصلوا وسلموا على نبيكم..














ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 06:41 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات