من مذكرات شخص ما
عهود العنزي
الحمدُ لله أنا سعيدةٌ؛ لأني أدرس.
الحمد لله أنا أفضل بكثيرٍ، وأكيد سأنجحُ، فمِن صفات الناجحين الصبر، والتفاؤلُ والتخطيط، والعمل بشَغَف، لا يختلقون الأعذار، يبحثون عن حلول، لا يتوقَّفون عندما يفشلون، بل على العكس تمامًا يعتبرون أن الفشل هو بداية النجاح، وأن العَثَرات هي خطوةٌ بحولِ الله إلى النجاح، سأنجح بتفوُّق باهر.
هذه اليد التي أكتب بها، غدًا ستُمسِك شهادة التخرج في الجامعة، ستستمر بالنجاح حتى تصل إلى شهادة الدكتوراه، لن أقف إلى هذا الحد، بل سأصلُ إلى أهداف أعلى وأسمى؛ فقط لأنني لم أستسلم، وأنتم كذلك لا تستسلموا، فالحياة ليست للضعفاء، ليست للعاديين، ليست للكُسالى، هي للناجحين المثابِرين الذين لا يتوقَّفون عن المحاولة، الذين يتوكَّلون على الله دائمًا.
الحياة ستُعطِيك السعادةَ إذا عشت برسالةٍ واضحة، ستضع اسمَك في قائمة الأشخاص الأكثر نجاحًا إذا نفَّذت خُطة واضحة، ولا تنسَ أن تكتشفَ في نفسك الموهبةَ، اسقِها بالعملِ لتنموَ فتُثمرَ، ولا تنسَ أن تُساعد الآخرين، وتذكَّر عندما ترحل ستترك سِيرةً خاصة بك، اجعَلْها طيِّبةً بين الناس.
اسأل نفسك:
أنا هنا الآن، وغدًا إلى أين؟
وقبل كل شيءٍ الصبر والثبات والتوكل على الله؛ لأنه هو مُقدِّر الأسباب وهو المدبِّر، لا تهتمَّ لكلامِ الناس؛ فالله هو القادرُ على كل شيء، إذا علَّقت آمالَك بالله ستأتي لك الدنيا وستُدرِك أن كل أقدارِ الله خيرٌ، وكلها لصالحك.
العالَم مليءٌ بالمشاكل، فكُنْ أنت بمَعزِلٍ عن المشاكل؛ مثل النظام المُغلَق في علم الفيزياء، لا تؤثِّر أيُّ قوة أخرى في أي جسم داخل هذا النظام المغلق، وكن أنت في هذا النظام المغلقِ لا تُؤثِّر عليك أيُّ مشكلة تواجهك.
امنَحْ كلَّ عملٍ تفعلُه طاقتَك؛ ليعلمَ العالَمُ أن هذا العملَ هو مِن صنعك، يضيء بريقًا، ويرتقي بك، ولا تنشغِلْ بسخائفِ الأمور، ولا تخدَعْك الأيام وتوحِ لك بأنها طويلة، فالحياة قصيرة جدًّا.
واعلَمْ أن هذا الوقت سيَمضِي ويمضي معه التعب، فماذا سيبقى؟
نجاحك وإنجازاتك، وهدفك الذي حققتَه.
لا تقرَأْ هذه الكلماتِ مجرَّد قراءة، بل اقرأ واسأل نفسك:
هل وضعتُ رسالةً ورؤية في حياتي؟
جميع الناجحين لديهم رسالة ورؤية، حتى الأنبياء عليهم السلام.
هل هذه الحياة التي أتمنَّاها؟
هل هذا الذي أطمَحُ إليه؟
إن كانت إجابتك: نعم، فامضِ نحو حياةٍ حافلة بالنجاح والسعادة، وعشِ الحياةَ التي تريدها؛ فهي لن تتكرَّر، واسعَ نحو حياةٍ مليئة بالإثارة والمرح والنجاح، ولا تكُنْ أسيرًا للروتينِ والفراغ، واكتشِفْ أشياءَ جديدةً، ولا تنسَ أن تملأَ صحيفتك بذكر الله، وانظُرْ برؤيةٍ جليلة للآخرة، واسأل نفسك:
كيف سيكون حالي في أول ليلة في القبر؟
مَن سيحرسني؟
ومَن سيُؤنسني في وحدتي؟
وهل سأنتظر وأقول بفرحٍ: ربِّ أقِمِ الساعة، عندما أكون في البرزخ؟
وهل سأرى نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم يَسْقيني من حوضه؟
وهل سأعبُرُ الصراطَ بسرعة البرق، وأنا أسمع نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم سلِّم سلِّم!))؟
وهل سأدخُلُ الجنة وستكونُ مصيري التي لا تنتهي؟
هكذا تنظرُ برؤيةٍ بعيدةِ المدى، فاستعدَّ لتحقيق هذه الرؤية، ولا تنتظِرِ الموتَ، وعلى ذكر هذا كنت أعاني مِن التفكير في الموت، كنت أقول: لمَ أفعَلُ هذا الآن، وأنا أعلم بأنني سأموت؟ ولا أجد مِن هذه الوساوس سوى الحزن والضيق، فالتجأت إلى الرحمن الرحيم بالدعاء، وطلبتُ منه أن يمدَّني بطول العمر والعيش بسعادة، لا شيء سيكون أسوأَ مِن التفكير بتلك الطريقة التي كنت أفكر بها، وكأنني أنتظر أجلي وهو قادم لا محالة؛ لذلك قررتُ أن أجعل مخافةَ الله تعالى في قلبي دائمًا، ومراقبة الله هي الطريق لفعل الصواب، وأن الحياة ستَمضِي، وقد عشتُ الحياة التي أريدها بتوكلي على الله دائمًا، والسعادة سأجدها ضِعفينِ في الجنة، برفقة الذين أحببتُهم في الدنيا، والآخرةُ خيرٌ وأبقى للذين فارقونا في الدنيا.
اللهم اجعل الجنة دارَنا وقرارنا، واكتب لنا السعادة والتوفيق في الدنيا، إنك على كل شيء قدير.
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك