|
08-17-2015, 04:07 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 377,285
|
|
{مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ , وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
{مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ , وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام: 39]
هذه القصة الحقيقية لرجل اسمه سعيد , سمعتها منه أنا العبد الفقير إلى الله
سعيد كان عمره في أواسط العشرينات , يسكن غير بعيد عن مكان سُكناي
كان يعمل جرسونا في إحدى المقاهي
وكان بعيدا جدا عن الله , لا يصلي ولا يصوم ولا يعرف عن الإسلام شيئا
قدَّر الله لي أن أخرج من مدينتي التي كنت أسكن فيها إلى مدينة أخرى , وغِبت عن سعيد عدة سنوات
وفي إحدى زياراتي إلى مدينتي التي عرفت فيها سعيدا , ذهبت للصلاة في أحد المساجد
بعد الصلاة قام شيخ فوعظ الناس وذكَّرهم بالله
وعندما انتهت الموعظة نظرتُ إلى مَن جانبي , فرأيت سعيدا معه طفلان , يبلغ عمر أحدها 4 سنوات , والثاني 5سنوات
تملكني شعور بالدهشة والفرح في آن واحد , لأنني لم أتوقع أن أرى سعيدا في هذا المكان مطلقا
ولم أدرِ من شدة الدهشة ما أقول له , فقلت له : سعيد ؟
قال : نعم
قلت له : الحمد لله أنك هنا في بيت الله , لكن أخبرني , كيف جئت إلى هنا ؟ , أخبرني كيف كانت هدايتك ؟
فقال لي : قصتي غريبة بعض الشيء , لكنني سأخبرك بها
قال سعيد : بعد أن فارقتَنا تزوجتُ امرأة ملتزمة , ورزقني الله منها ولدي هذا , وحالي كان من السوء كما لا يخفى عليك
كنت نائما في إحدى الليالي , فرأيت في المنام رجالا يلبسون لبس المشايخ , جاءوا إلي وأخذوني معهم إلى المقبرة
ضرب رجل منهم قبرا , فانفتح القبر , ورأيت الميت الذي بداخل القبر , فقال لي الشيخ : أتعرف صاحب هذا القبر ؟
قلت له : نعم , هذا عمي ( وكان عمه قد مات قبل ذلك )
ثم ضرب بيده قبرا آخر فانفتح القبر , فقال لي أتعرف هذا ؟
قلت له : نعم , هذا خالي
فقال لي الشيوخ : قد مات عمك , ومات خالك , فَصَلِّ يا سعيد قبل أن تموت .
قال لي سعيد : ثم استيقظت في الصباح , وذهبت لِعَمَلِي كالمُعتاد ولم أُصلِّ
فقلت له مستغربا : سبحان الله !! أَبَعدَ أن أراك الله هذا , ولم تُصّلِّ ؟
قال لي : والله يا شيخ لم أُصَلِّ , لأنني كنت لا أُؤمن بكل هذه الأمور
فقلت له : إذن ماذا حدث بعد ذلك ؟
قال لي : مرت عدة أيام , فرأيت نفسي في المنام أقف خارج بيتي من جهة الشارع العام , وكان بيتي في الطابق الثاني , فرأيت أنني أنظر من الشارع إلى شباك غرفة النوم في بيتي , فرأيت فيها زوجتي تصلي , ورأيت ابني الصغير واقفا في شُرفة تلك الغرفة , وبينما زوجتي تصلي , رأيت ابني دلَّى رأسه من جدار الشرفة , فوقع من الطابق الثاني , وجاء رأسه على الدرج في الأسفل
وحدث كل هذا وأنا أنظر , فجئت مسرعا إلى ولدي , فحملته بين يدي , فوجدته قد مات , فبكيت عليه في المنام بكاء شديدا , فسمعت صوتا يكلمني من السماء , يقول لي : لو أحييتُ لك ولدك هل تصلي لي ؟ , فقلت له : نعم .
قال لي سعيد : ثم استيقظت في الصباح , وذهبت لِعَمَلي كالمعتاد ولم أُصلِّ
فقلت له : سبحان الله !!
فقال لي : والله يا شيخ لم أُصَلِّ , لأنني كما قلت لك , كنت لا أُؤمن بكل هذه الأمور
قال لي سعيد : ثم مرت بعد ذلك عدة أيام , كنت في عملي في المقهى في الساعة 11 ليلا , وقد غادر الزبائن , وبقيت طاولة عليها ثلاثة زبائن , يحتاجون للاعب رابع كي يلعبوا الورق ( الكوتشينا )
فجلستُ ألعب معهم , وكانت المنافسة في اللعبة شديدة جدا
وبينما أنا كذلك , إذ جاء أخي إلى المقهى , فوجدني ألعب الورق , فناداني من مسافة أمتار , وقال لي : يا سعيد , تعال أريدك
فقلت له : إني الآن مشغول , انتظر حتى أنتهي من اللعب
فقال لي : يا سعيد , إني أريدك في أمر ضروري , فتعال
فقلت له : قلت لك إنني الآن مشغول جدا , اتركني لوحدي
فقال : يا سعيد الموضوع ضروري
قلت له : ماذا تريد ؟ تريد أن تدخن ؟ خُذ , هذه علبة السجائر , ورميتها له
فقال لي : يا سعيد , أرجوك تعال , الأمر ضروري جدا وليس وقت سجائر
قال سعيد : فقمت عن الطاولة وأنا في غاية الغضب , ثم قلت لأخي : هاه , أخبرني ماذا تريد ؟
فقال لي : إن زوجتك اليوم كان تُصلي صلاة العشاء , وكان ولدك واقفا في الشرفة , فدلَّى رأسه من جدار الشرفة , فوقع من الطابق الثاني , وجاء رأسه على الدرج في الأسفل.
فقلت له : هل مات الولد ؟
قال لا , ولكنه الآن في المستشفى
قال لي سعيد : فذهبت فورا إلى المستشفى , فوجدت إصابة الولد طفيفة والحمد لله
ثم قال لي : فمنذ ذلك اليوم لم أترك الصلاة
وأراني سعيد ابنه الذي وقع , وقد صار عمره 5 سنوات , ثم رزقه الله عزوجل ولدا آخر بعدها , وقال لي : هاذان ولداي أمامك.
العبرة من هذه القصة أن الهداية بيد الله , كتبها الله لمن شاء من عباده قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة , كما جاء ذلك في الحديث الصحيح
وهذا يدفعنا إلى مزيدٍ من الخوف من الله
لأننا لا ندري ماذا كُتب لنا , وما هي خاتمتنا
(حم) , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " خَلَقَ اللهُ آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ , فَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُمْنَى , فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ كَأَنَّهُمْ الذَّرُّ (1) وَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُسْرَى فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءَ , كَأَنَّهُمْ الْحُمَمُ (2) فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَمِينِهِ: إِلَى الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي , وَقَالَ لِلَّذِي فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى: إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي " (3)
__________
(1) الذَّرّ: صِغار النمل.
(2) الحُمَم: جمع الحُمَمَة , وهي الفحمة.
(3) (حم) 27528 , صَحِيح الْجَامِع: 3234 , الصحيحة: 49، هداية الرواة: 115
(حم) , وعَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: مَرِضَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ , فَبَكَى , فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ , أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُذْ مِنْ شَارِبِكَ , ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتَّى تَلْقَانِي؟ " , فَقَالَ: بَلَى , وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عز وجل قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي , وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى بِيَدِهِ الْأُخْرَى , وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي " , فلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا. (1)
__________
(1) (حم) 17629 , انظر الصَّحِيحَة: 50، وهداية الرواة: 116
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|